16-04-2024 11:13 AM بتوقيت القدس المحتلة

الأدلة المغيبة في جريمة اغتيال الحريري

الأدلة المغيبة في جريمة اغتيال الحريري

يتحدث الخبير الألماني يورغن غولبل أن الحريري كان من بين احدى الأهداف المطلوب تصفيتها من ضمن اللائحة التي نشرتها "اللجنة الأميركية من أجل لبنان الحر"، كاشفاأدلة أخرى غيبها تحقيق ميليس

"عندما يتحرك الملياردير ورئيس الوزراء (رفيق الحريري) داخل بيروت يأخذ كل من فيها علماً، فسيارة الليموزين التي يستخدمها مجهزة بجهاز قادر على افشال أية محاولة اغتيال باستخدام سيارة وتتعطل الهواتف المحمولة الموجودة في المنطقة  القريبة ويخلف موكبه أثراً سيئاً على المتضررين من هذا التعطيل. كلما غادر منزله يقوم حراسه بدورية بالسيارات في الشوارع من أجل التمويه" هذا الكلام ليس لخبير جنائي ولم يدونه المحقق في لجنة التحقيق المعنية بقضية اغتيال الحريري، الكلام مقتبس من ملف كامل أعده كل من مؤسس اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر زياد عبد النور بالتعاون مع محرره غازي كامبل ضمن نشرة لمخابرات الشرق الأوسط عام 2001.

"التقرير كان لافتاً وجديراً بالإهتمام لناحية المعلومات الواردة فيه وحتى لناحية الجهة الصادر عنها"، بحسب الخبير الجنائي الألماني يورغن غولبل.

منظمة حربية اسرائيلية بوجه لبناني

ويتابع الخبير الألماني في حديث خاص له مع موقع المنار "هذا التقرير صدر عن اللجنة الأميركية من أجل لبنان الحر قبل سنوات من اغتيال الحريري، وهي لجنة مقربة من دوائر المحافظين الجدد وتحافظ على علاقة وثيقة وقوية مع دوائر الضغط اليهودية والمسيحية وتنسق نشاطاتها السياسية بشكل خاص مع سياسة حزب الليكود الاسرائيلي عن طريق المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، وبالإضافة إلى ذلك هناك ترابط وثيق بين هذه اللجنة والاتحاد الأورثودكسي ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الاسرائيلية (ايباك) والائتلاف المسيحي الأميركي... وكثير من المراقبين ينظرون الى لجنة عبد النور على انها منظمة حربية اسرائيلية ضد كل من لبنان وسورية، بل انها بنية اسرائيلية ذات وجه لبناني."

"وسبق وأن رفعت هذه اللجنة على موقعها الالكتروني (www.freelebanon.org) صوراً لمجموعة من الزعماء السياسيين اللبنانيين كأهداف مطلوب تصفيتها بتهمة انهم عملاء سورية في لبنان: من بين هذه الشخصيات كان: نبيه بري، اميل لحود، وليد جنبلاط ورفيق الحريري وغيرهم، واللافت ان من بين هذه الصور كان هناك صورة لإلياس حبيقة مشطوبة بخطوط حمراء، ما يعني بأنه تمت تصفيته" قال غولبل.

جهاز تشويش الحريري صناعة إسرائيلية

وفيما يتعلق بالمعلومات التي وردت في التقرير يعلق غولبل "بات من المعلوم ان سيارات الحريري كان مزودة بجهاز تشويش يعد من أحدث التقنيات، وهو منتج اسرائيلي صنعته شركة Netline Communications Technologies (NCT)، يعمل على التشويش على أجهزة الهواتف المحمولة وغيرها من أجهزة، ضمن دائرة قطرها 500 متر، للحيولة دون محاولات اغتيال عبر سيارة مفخخة أو بقنايل موجهة باللاسلكي."

ويربط غولبل بين ما ورد في تقرير اللجنة الأمريكية من أجل لبنان الحر وما بين تحليل للصحافي المتخصص في الشؤون السياسية والذي يقيم في كندا "منهاج قدوة" كتب فيه : "إن الأيام ستكشف عن قتلة الحريري الحقيقيين. لكن أصابع الاتهام تشير... إلى أن أسلوب وطريقة تفجير السيارة رغم أنه لديه أكثر أجهزة التشويش أماناً على الإطلاق، وهذا ما يدل على ان العملية مدبرة من أشخاص يعرفون كيفية التشويش على أجهزة التشويش".

ويعتبر الخبير الجنائي أن المعلومات حول جهاز التشويش جداً مهمة وقد شكلت طرف الخيط للإنطلاق في عملية بحثه عن الحقيقة كخبير متخصص في علم الجنايات وكصحافي أيضاً، وكانت دافعاً له لإجراء مقابلة "مع منتج جهاز التشويش في اسرائيل، فالمنتج وحده يعرف كيفية تفكيك المنظومة الأمنية في الجهاز، باشرت بالمقابلة إلا أنه ألغاها فيما بعد، غير أني أحتفظ بالمعلومات في كتابي."

وبالعودة إلى كتابه "اغتيال الحريري أدلة مخفية"، والذي نشره في نيسان/ ابريل عام 2006، يقول غولبل: "وقبيل الانتهاء من تحرير هذا الكتاب تم اعلام المؤلف من قبل خبير لم يفصح عن شخصه يسكن في سويسرا، أن "الحريري قد حزم أمره يوماً على شراء أجهزة تشويش من اسرائيل وكان ضد الحصول على أجهزة تشويش سويسرية" وذكر صاحب هذه المعلومة أن المنتج – الذي يعمل أيضاً لصالح الموساد- يعلم كيف عملت أجهزته التشويشية وكي يمكن تعطيلها."

ورداً على سؤال هل يمكن أن يكون الحريري قد اشترى الجهاز من الاسرائيليين مباشرة، يجيب الخبير الألماني :"يمكن للحريري شراء الجهاز من أي دولة أخرى، على الرغم من انتاجه في اسرائيل."

ويضيف ساخراً: "ميليس كان على علم بكل هذه المعلومات، ولا أدري لماذا تعمّد اخفاءها!"

 

تابعوا في الجزء الثاني :

"المقاومون السريون" التابعون "لحراس الأرز" وللقوات اللبنانية وارتباطهم بـ"الوحدة 504"؟