06-11-2024 02:14 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 15-4-2014: في وداع ابتسامة الشهيد

الصحافة اليوم 15-4-2014: في وداع ابتسامة الشهيد

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 15-4-2014 الحديث عن استشهاد الزملاء في قناة المنار المراسل حمزة الحاج حسن والمصور محمد منتش


    
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 15-4-2014 الحديث عن استشهاد الزملاء في قناة المنار المراسل حمزة الحاج حسن والمصور محمد منتش والتقني حليم علوه بعد تعرضهم لاطلاق نار من قبل المجموعات المسلحة في بلدة معلولا بعد تطهير الجيش السوري لها، كما تناولت الصحف آخر التطورات في ملف سلسة الرتب والرواتب. أما اقليميا فتحدثت الصحف عن التطورات العسكرية للازمة السورية ولا سيما لاستكمال الجيش السوري استعادة باقي قرى وبلدات منطقة القلمون.



السفير


في وداع ابتسامة الشهيد


طلال سلمان



بداية مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول
"ما تزال ابتسامته التي تضيء وجهه تملأ عليّ مكتبي... فقد جاء حمزة الحاج حسن مع فريق من تلفزيون المنار، قبل أيام، لإجراء مقابلة حول «السفير» في عيدها الأربعين.

وخلال انهماك الفريق بإعداد زوايا التصوير وتركيز الإضاءة، جلس إليّ يسألني عن رحلتي مع «السفير»، وأسأله عن مجال عمله، فاندفع يروي لي، بمتعة، مواكبته للمجاهدين على «الجبهة السورية». حدثني عن منطقة القلمون وجبالها، وعن بلدة يبرود ومحيطها من القرى المجاورة، بعد تحريرها وطرد «داعش» و«النصرة» من كامل المنطقة، متوقفاً أمام «مصنع» تفخيخ السيارات تمهيداً لتصديرها بعبوات الموت إلينا في لبنان.

كان يسأل ويسأل طوال الوقت، عن عائلتي، عن بلدتي شمسطار وفيها الفرع الأكبر لعائلته آل الحاج حسن... وأخبرني أنه من شعث، وأنه يمارس مهنته كصحافي بشغف لأنه يجد نفسه فيها.

وفي ختام اللقاء طلب من بعض زملائه التقاط بعض الصور معي، ثم ملأت وجهه ابتسامة عريضة وهو يقول: مَن يدري، ربما جئت إلى «الســفير» كثيــراً لكي أتعلم المزيـــد من فنون العمل الصحافي.

أمس، اجتاحنا الحزن ونحن نتلقى خبر استشهاد حمزة الحاج حسن أثناء أداء واجبه المهني عند جبهة معلولا... لكأنه دفع مع زميليه حليم علوه ومحمد منتش ضريبة تحريرها.

هي ضريبة جديدة يدفعها الإخلاص في أداء الواجب المهني."


http://www.assafir.com/Article/1/346633

 

أحقية المطالب تصطدم بضبابية الإيرادات.. والإصلاحات

«السلسلة» بلا حماية: الكل في المأزق!

 

لا يختلف اثنان على أحقية سلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام في لبنان، ولا على أن إقرارها كان يجب أن يحصل قبل سنوات.

بات النقاش حولها أسير التوفيق المستحيل بين مطلب مالي ـ اجتماعي محق وبين إمكانية دولة مهترئة، بكل معنى الكلمة، على توفير مصادر تمويل تبعاً للواقع المالي العام المتردي والوضع الاقتصادي المتباطئ والصعوبات التي لا تستثني أي قطاع خاص والأوضاع الاجتماعية الضاغطة على معظم فئات الشعب اللبناني.

بهذا المعنى، صار الجميع في مأزق. لا «هيئة التنسيق النقابية» تستطيع التراجع إلى الوراء، ولا المجلس النيابي بمقدوره إدارة ظهره لقوة ضغط قد تؤدي إلى انفجار اجتماعي كبير إذا لم تحقق مطالبها.

الكل في مأزق، وهذا ما ستظهره الوقائع المتحركة، اليوم، بين ساحتَي رياض الصلح وساحة النجمة... وبينهما وزارة مال تبحث عن مصادر تمويل تبدو ضبابية للغاية في كومة ما تبقى من دولة وادارات ومؤسسات، خصوصا ان التجارب منذ انتهاء الحرب الأهلية حتى يومنا هذا، تؤكد أن العبرة ليست في اصدار قوانين وقرارات بل في تنفيذها... فهل بلغنا عتبة صحوة وطنية ستجعل كل مغارات الفساد تهتز، أم اننا أمام موسم خطابي غب الانتخابات والاستخدام السياسي؟

الكل في مأزق. لا «هيئة التنسيق» قادرة على التمسك بأرقامها... و«نقطة على السطر»، ولا الحكومة تملك جرأة استعادة «السلسلة»... ولا المجلس النيابي يستطيع ترحيل «السلسلة» الى مقبرة اللجان... ولا الهيئات الاقتصادية قادرة على ادارة ظهرها ورفض المشاركة في تحمل الأعباء الاقتصادية.

الكل في مأزق... ولا مفر من اصلاح صار في مرتبة الأحلام لا بل المستحيلات. فمن يعيد الاعتبار اليوم الى الوظيفة العامة في لبنان؟ الى الوظيفة الادارية التي كان يتسابق اليها الناجحون في مدارس لبنان وجامعاته، فأضحت اليوم وسيلة استرزاق لا خدمة عامة؟

من يعيد الاعتبار الى وظيفة المعلم ومهنة التعليم وقيمة التعليم الرسمي بكل مستوياته؟

من يعيد الاعتبار الى المؤسسات الرقابية، فيخاف معلم المدرسة من ساعة غياب وموظف الدولة من لحظة كبوة أو قبض قرش خارج المألوف؟

من يعيد الاعتبار الى ادارة قائمة على توصيف وظيفي وبنية ادارية متكاملة، وبوظيفة محددة المعالم، بحيث تصبح هي الأساس لا الادارات الموازية، في جسم الدولة وعلى ضفافها أو خارجها؟

من يعيد الاعتبار الى مؤسسات التوظيف بما يضمن فوز الموظف بعلاماته وعرق جبينه وليس بولائه لهذا الزعيم أو الحزب أو المذهب والطائفة؟

من يعيد الاعتبار الى مؤسسات الرقابة، بحيث يترقى الموظف في وظيفته تبعا لسيرته ومسلكيته وتطوره، وليس تبعا لاستزلامه لقوى الأمر الواقع؟

من يعيد الاعتبار إلى كل القطاع العام في لبنان، إلى الإدارة فتصبح أكثر انتظاما، والى المال العام فيصبح أكثر شفافية، والى كل مرفق ومؤسسة، ليعمل الموظف في اختصاصه لا في كل الاختصاصات؟

من يعيد الاعتبار إلى دركي يرفض رشوة على مخالفة وموظف جمارك مستعد للتضحية بحياته دفاعا عن المال العام... على سبيل المثال لا الحصر؟

من يعيد الاعتبار لكل مسؤول عن المال العام، وهل يكفي قانون الإثراء غير المشروع وهيئة مكافحة الفساد وحماية كاشفي الفساد أم أن المطلوب رفع السرية المصرفية عن كل موظف على تماس مباشر مع إدارة مالية أو ضريبية أو جمركية وغيرها مما يتصل بخزينة الدولة ومال اللبنانيين العام؟

هذه الأسئلة لن تجيب عنها جلسة مجلس النواب، اليوم، لكن طريقة التعامل معها، وتحديدا مع السلة الإصلاحية التي تضمنتها «السلسلة» نفسها، أو من خارجها، والتي وردت كلها في تقريرَي اللجان النيابية المشتركة عن «السلسلة» وإيراداتها، هي المؤشر الأولي، وتبقى العبرة في التنفيذ مستقبلا.

وقد بيّنت الأجواء السياسية ومواقف الكتل الأساسية، عشية الجلسة العامة، أن لا أغلبية نيابية متوافرة حتى الآن، لمصلحة اقرار «السلسلة»، لا بل اذا تجاوبت كل «قوى 14 آذار» مع «المستقبل» في الترحيل على قاعدة «المزيد من الدرس ورفض الارتجال»، فانها تستطيع هزيمة «السلسلة»، خصوصا أن موقف النائب وليد جنبلاط، في نسخته الأخيرة، يصب في هذا الاتجاه، لجهة التشكيك في وضوح الايرادات، من دون اغفال قدرة «اللوبي المصرفي» وامكاناته وحجم حضوره في الكتل النيابية والسياسية.

واذا كان السؤال هو حول موعد بدء دفع «السلسلة» للموظفين، فان الجواب رهن بما ستقرره الهيئة العامة التي قد تسقط المشروع برمته، أو قد تقره بلا مفعول رجعي، وذلك اما اعتبارا من 1/7/2014 او من 1/1/2015، مع ترجيح تقسيطها على ثلاث سنوات، على الأقل، وهذا التقسيط يبعد الى حد ما كأس الخوف من التضخم الذي حذر منه مصرف لبنان المركزي.

على ان ما يخشى من تداعياته المستقبلية هو ان تقر السلسلة بمعزل عن خطوات ملحة ومكملة وفي مقدمها مسارعة الحكومة الى إعداد موازنة، تعطي من خلالها الاشارة للمرة الأولى منذ تسع سنوات بانها قررت ان تعيد ماليتها اي الإنفاق والإيراد الى وضع طبيعي، علما ان كل المعنيين بالشأن المالي يتفقون على القول بان الصورة الحقيقية للوضع المالي بشكل عام ضبابية نتيجة التشابك الكبير الحاصل بين الموضوع المالي وفوضى الحسابات، أو بين تطبيق القاعدة الاثني عشرية وبين قوانين الاحتياط وبين النقد الاحتياطي الالزامي والتجاوزات الذي حصلت في السنوات الماضية، «ولذلك من البديهي اولا ان تعد الموازنة لكي تعرف الدولة ما لها وما عليها» على حد تعبير أحد الخبراء.

ولعل الخطوة التالية المرتبطة بالموازنة، تتصل بمسارعة الحكومة الى تحديد كل ابواب الهدر التي تقوننت، او طرأت بفعل غياب الموازنة، او استجدت في غياب القانون وصارت امرا واقعا، فتقدم الأهم على المهم وتوقف بعضها وتصوّب الإنفاق حول بعضها الآخر، ومن شأن ذلك ان يوفر مئات مليارات الليرات وبالتالي يعزز المالية العامة.

على ان الأهم ليس فقط تشريح وضع الادارة بشكل عام وتحديد حاجات كل ادارة، وكيف تدار، وملء الشواغر المستحكمة فيها، بل رفع يد السياسيين عنها، وازالة المحميات والحمايات السياسية منها، فاستمرار هذا الوضع الشاذ من شأنه ان يشكل الخطر البالغ ليس على السلسلة فحسب بل على مالية الدولة بشكل عام.

يذكر أنه عشية الجلسة النيابية، كاد عقد «هيئة التنسيق النقابية» ينفرط، فتعود مجموعة روابط وهيئات، غير أن اتصالات سياسية ونقابية مكثفة، جعلتها تخرج بقرار بدا كأنه أقل الخسائر الممكنة، وتمثل في الإعلان عن وقف العمل في القطاع العام منذ الثامنة من صباح اليوم، مع اعتصام مركزي الساعة الحادية عشرة في ساحة رياض الصلح .

الإيرادات المقدرة لـ"السلسلة"... بالأرقام

تضمن نص تقريرَي اللجان النيابية المشتركة اللذين تم توزيعهما، أمس، على النواب، أرقاما كثيرة، اذ تضمن التقرير الأول حول تعديل مشروع قانون السلسلة 29 بندا (19 صفحة "فولسكاب"). وتضمن التقرير الثاني (13 صفحة "فولسكاب" مرفقة بجداول) 19 بندا. وتعرض "السفير" لأبرز ما تضمنه التقرير الثاني حول الإيرادات التي قدرت بنحو 1956 مليار ليرة، وتتضمن الآتي:

رفع معدل الطابع المالي من 3 بالألف الى 4 بالألف (110 مليار ليرة).

رفع رسم الطابع المالي على فواتير الهاتف (60 مليار ليرة).

رفع رسم الطابع المالي على الايصالات والفوائد التجارية (260 مليار ليرة).

زيادة رسم الطابع المالي على رخص البناء (305 مليارات ليرة)

زيادة الرسوم على المشروبات الروحية المستوردة (105 مليارات ليرة).

فرض ضريبة على الأرباح العقارية (152 مليار ليرة).

فرض ضريبة على إشغال الأملاك البحرية العمومية (65 مليار ليرة).

رفع معدل الضريبة على شركات الأموال الى 17 في المئة وزيادة شطر ضريبي على الدخل بقيمة 25 في المئة (150 مليار ليرة).

رفع الضريبة على الفوائد المصرفية (الودائع) من 5 الى 7 في المئة وتعديل اسس احتساب الضريبة على المصارف (410 مليارات ليرة).

البناء المستدام أو "الأخضر" (225 مليار ليرة).

واذا تم احتساب رفع الضريبة على القيمة المضافة بنسبة 2 في المئة (تصبح 12 بدلا من 10) يضاف للايرادات 660 مليار ليرة... ومع زيادة الرسوم الجمركية يضاف حوالي 490 مليار ليرة... ومع اقرار المادة المتعلقة بمشروع قانون الانشاءات قيد التنفيذ يضاف حوالي 100 مليار ليرة.

يذكر أن كلفة "السلسلة" بلغت وفق أرقام اللجان المشتركة بلغت 2400 مليار ليرة بينها 850 مليار ليرة هي زيادة غلاء المعيشة التي أقرت في العام 2013.

واذا تم احتساب مجموعة قوانين أقرها المجلس فقط في جلساته العامة الأخيرة (قانون المياومين والدفاع المدني وصندوق الايجارات وغيرها) يمكن أن ترتفع الأرقام الى أكثر من 3000 مليار ليرة، بينها نحو 1550 مليار ليرة تعديلات السلاسل والرواتب في القطاع العام.

 

الفصائل المعارضة تخسر ظهيرها اللبناني

حصون المسلحين في القلمون تتساقط


محمد بلوط


القلمون انطوت صفحته، أو تكاد تنطوي عسكريا، بانتظار عسال الورد، ليخرج قريبا من جبهات القتال السورية نهائيا، بعد يوم طويل تساقطت فيه البلدات القلمونية الأخيرة، كالصرخة ومعلولا والجبة وجبعدين والمعرة، كأحجار الدومينو.

وانتزع الجيش السوري و«حزب الله» من مسلحي المعارضة سماء القلمون، مقتحمين مرتفعاتها العالية، التي تصل إلى 1850 مترا، الواحدة تلو الأخرى، دافعين أمامهما أرتال المنسحبين من «جبهة النصرة»، و«لواء تحرير الشام»، وبقايا «لواء القادسية»، وبعض ألوية «الجبهة الإسلامية» التي فقدت في رنكوس أكثر من 30 قتيلا في اليوم الأول من المعارك.

ودفع المهاجمون فلول المنسحبين نحو ما تبقى لهم من ملجأ، على أطراف جنوب غرب القلمون، من السلسلة الجبلية اللبنانية الشرقية. ووصلت طلائع المنسحبين من ساحات المعارك القلمونية إلى الزبداني، ووادي بردى، التي بدأ الجيش السوري بالاحتشاد في مرتفعاتها الغربية. كما توجهت الألوية الناجية من المعارك نحو عسال الورد وجرود عرسال وبلودان وحوش عرب، التي يستعد الجيش السوري و«حزب الله» لدخولها للاستفادة من الإرباك الذي أصاب ألويتها، ومن الديناميكية الهجومية التي حولت بعض العمليات إلى عمليات مطاردة أكثر منها عمليات قتال.

وأنجز الجيش السوري و«حزب الله»، أمس، معركة أساسية من معارك إغلاق لبنان والبقاع اللبناني أمام المعارضة السورية المسلحة، عبر السيطرة على القلمون، وعلى معابرها القاتلة وسياراتها المفخخة، وخطوط إمدادها من جرود عرسال، نحو سوريا الوسطى بأكملها. وأغلقت معارك أمس 30 معبرا حدوديا، تمتد على منحنيات لبنان الشرقي، من القصير في الشمال، نزولا نحو الجراجير وفليطة ورأس المعرة فرنكوس جنوبا. وتشرف مرتفعات رنكوس وحدها على ثمانية معابر في قرية الطفيل اللبنانية، التي هجرها أكثر أهلها بعد أن دخلها ستة آلاف من المسلحين وعائلاتهم، تليها معابر وادي الصهريج، والجوزة، ودرة، وأرنة، والمنزلة البيضا.

وفي إطار تساقط حجارة «الدومينو»، استعاد «حزب الله» والجيش السوري بلدة معلولا التاريخية، التي كانت «جبهة النصرة»، و«لواء تحرير الشام»، قد استوليا عليها، في عملية «اقتحام قلعة الصليبيين» في كانون الأول الماضي. وجاء الدخول إلى معلولا ليتوج أربعة أيام من المعارك، انصبت فيها العمليات على الإمساك بالتلال والمراصد العالية، قبل اقتحام البلدات على سفوح الجرود، أو السهل كما في رنكوس ومزارعها.

ومن دون مفاجأة، استعاد الجيش السوري بلدة الصرخة، ممهدا لذلك باستيلائه على التلال المشرفة الحاكمة، أولا، وإغلاق كل خطوط الإمداد، ومعابر الانسحاب نحو لبنان التي سلكها مقاتلو يبرود وغيرهم، عبر سلسلة جبال لبنان الشرقية. البلدة سقطت دون قتال. غادرها المسلحون، فور تقدم وحدات الجيش السوري إليها صباحا.

وتؤشر الأيام الأربعة الماضية على حصيلة استثنائية للجيش السوري و«حزب الله»، مكنتهما من الإشراف على سهل رنكوس، ووضع ما تبقى من مواقع بيد المسلحين بين فَكَّي كماشة، طرفها الشمالي يبرود ورأس العين، والجنوبي رنكوس، والشمال الغربي فليطة ورأس المعرة، وشرقا طريق دمشق الدولي. استعاد الجيش السوري و«حزب الله» أولا تلة الرادار، أو مرصد صيدنايا، فسقطت رنكوس، ثم تقدما إلى جبل محمية الطيور فمرتفع المصيطبة، الذي يحف به شقيف صخري وكهوف، تحصن بها المسلحون، لكنها لم تصمد، فانتقل إلى مرتفع قبع النبي ليث، فمرتفع القضاضة، الذي يحوي مجمع مستشفى القلمون، آخر المواقع التي استعادها الجيش السوري في مرتفعات رنكوس.

وأعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، في بيان، أن «إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدات معلولا والصرخة والجبة في القلمون تشكل مرحلة حاسمة في القضاء على ما تبقى من بؤر إرهابية في القلمون»، مؤكدة أن «ما يحققه الجيش السوري من انتصارات متلاحقة يأتي في إطار قراره الحاسم بالقضاء على المشروع الإرهابي الوهابي التكفيري».

ومع سقوط القلمون، ينجز الجيش السوري و«حزب الله» استعادة أول منطقة بأكملها من الريف الدمشقي انتزعتها المعارضة المسلحة بعد عسكرة الحراك قبل ثلاثة أعوام تقريبا. ويستكمل الجيش السوري، وحليفه اللبناني، الإمساك بالعمود الفقري للكتلة السورية الحرجة، عمرانيا واجتماعيا واقتصاديا، وهي كتلة تتركز فيها أكثرية 16 مليون سوري، وتمتد سيطرة الحكومة السورية عليها، من دون انقطاع، من سهول درعا جنوبا، فدمشق وجزء كبير من غوطتيها، فحمص في الوسط، التي تشارف على العودة بأكملها كمدينة إلى الدولة السورية، مع كامل ريفيها الغربي والجنوبي، وجزء واسع من ريفها الشرقي. كما تتصل، من دون عقبات أو جيوب للمعارضة، نحو كامل الساحل السوري في أرياف طرطوس وبانياس واللاذقية، بعد إسقاط قلعة الحصن وإقفال تلكلخ ومعابرها مع لبنان.

كما يخرج الجيش السوري و«حزب الله» في القلمون من اختبار ناجح، لكنه لا يزال بحاجة إلى تصليب، في إستراتيجية إعادة الحرب نحو الأسفل، وإنشاء قوات رديفة للتعويض عن نقص العديد الضروري الذي يعاني منه للإمساك بالأرض، بعد استرجاعها، كالدفاع الوطني، او «قادش». فمن دون تلك القوات الرديفة، لا سيما في القلمون، وصيدنايا مثلا والنبك بعدها، ما كان ممكنا الإمساك ببعض التلال الإستراتيجية، وحماية التجمعات السكانية الموالية، للانطلاق منها نحو جبهات القتال، واستعادة مدن وبلدات المنطقة، الواحدة تلو الأخرى، وفي زمن قياسي لم يتجاوز الأشهر الخمسة، ابتداء من معركة قارة في 18 تشرين الثاني الماضي.

وتخسر المعارضة السورية المسلحة، مع هزيمتها في القلمون، ظهيرا لبنانيا مجانيا، لم يكن يطرح شروطا لاستخدامه تقارن بالوصاية التركية، أو السعودية عبر غرف عملياتها في الأردن. ومن دون القلمون، تخرج المعارضة المسلحة السورية من الساحة اللبنانية، لتقع رهينة الأتراك والسعوديين.

ومن الآن فصاعدا لن يكون بوسع المعارضة السورية المسلحة القيام بأي عملية تهدد الخط البياني الصاعد لمصلحة الجيش السوري، إلا عبر الأردن وتركيا، ما يؤكد أن أي عملية من الجبهة الجنوبية ضد درعا أو القنيطرة أو دمشق، أو أي عملية لتحسين الأوضاع في الجبهة الشمالية ضد حلب وأرياف اللاذقية، لن تكون إلا تعميقا للحرب الإقليمية التي تخوضها تركيا والأردن والسعودية وقطر وإسرائيل ضد سوريا."

 
النهار


3 شهداء إعلاميين في معلولا


وبدورها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "ثلاثة اعلاميين لبنانيين عاملين في محطة "المنار" استشهدوا أمس لدى قيامهم بمهماتهم الاعلامية أثناء تغطيتهم الاحداث الجارية في معلولا بسوريا. وقد سقط الاعلاميون الثلاثة في مكمن نصبته مجموعة مسلحة لفريق "المنار"، مما أسفر عن استشهاد كل من المراسل حمزة الحاج حسن والمصور محمد منتش والتقني حليم علوه وأصيب ايضا المصوران محمد قصاص وجعفر حسن.

وأوضح المدير العام لـ"المنار" ابرهيم فرحات ان سيارتين تابعتين للقناة تعرضتا لرصاص كثيف في أحد أحياء معلولا أثناء دخولهما البلدة". وقال إن "مجموعة من المسلحين كمنت للموكب مما أدى الى استشهاد الحاج حسن وعلوه ومنتش، واصابة قصاص وحسن بجروح غير خطرة". واضاف ان الموكب "كان يحمل اشارات تدل على انهم صحافيون وكان الزملاء متوجهين للقيام بمهمة اعلامية". وأكد أن "المنار التي قدمت الشهداء خلال السنوات الفائتة وخصوصا خلال عدوان نيسان 1996 وصولا الى عدوان تموز 2006 وتدمير مبنى القناة بشكل كامل على رغم وجود الصحافيين داخله، لن تبخل في تقديم الشهداء على مذابح الحرية في سبيل مهنة الصحافة، ونعاهد على الاستمرار في نقل الحقيقة ونقل صورة بكل شفافية والشعلة لن تنطفئ".

وكتب رئيس الجمهورية ميشال سليمان في صفحته بموقع "تويتر" تعليقا على الحادث: "ان اغتيال الاعلاميين هو عمل جبان".

و"النهار" تتوجه بأحر التعازي من أسر الشهداء الثلاثة ومن محطة "المنار".

 

استنفار نيابي وتعبئة نقابيّة ولا مخرج السلسلة

حقل ألغام يُحاصر المجلس اليوم

 

لعلها من المرات النادرة يشهد لبنان استعدادات وتعبئة بل استنفارات في مختلف قطاعاته النقابية والاقتصادية والتعليمية الى جانب حركة نيابية ووزارية وسياسية وحزبية بلغت ذروتها امس عشية جلسة يفترض ان تكون فاصلة اليوم لمجلس النواب في المسار الطويل والمعقد لملف سلسلة الرتب والرواتب. هذا الواقع ان كان دلل على مستوى التعقيدات التي سيواجهها المجلس في اقدامه اليوم على الخطوة الحاسمة المنتظرة في اخراج المأزق الكبير من خرم التوازنات المالية والمطلبية المتعاظمة، فإنه عكس ايضا حدة الوضع الذي سيجد المجلس نفسه فيه محاصرا بما يشبه حقل ألغام حقيقياً. ذلك ان الاتجاه الذي رست عليه مناقشات اللجان النيابية المشتركة قبل ان تحيل كرة النار على الهيئة العامة اليوم بات ينذر بدوره بمزيد من التداعيات التي لم تنتظر انعقاد الجلسة وكان ابرز وجوهها التصادم الحاد بين انتفاضة المدارس الكاثوليكية رفضا للسلسلة وعودة هيئة التنسيق النقابية الى الشارع اليوم تمسكا بها وتحذيرا من ترشيقها وتقسيطها ورفضا ايضا لكثير من بنودها الضريبية الجديدة.

وعلمت "النهار" ان المشاورات بين عدد من الكتل النيابية افضت الى ان البحث في الجلسة النيابية العامة اليوم سيكون مفتوحا انطلاقا من ان عددا من بنود السلسلة لا يزال معلقاً، وتالياً ليس ثمة من قرار نهائي خصوصا ان التعامل يتم مع فريق واحد هو القطاع العام فيما الانعكاسات تطاول كل القطاعات والفئات. ووصفت جهات نيابية الموقف بأنه "دقيق وصعب والبحث فيه طويل"، ولم تستبعد تمديد الجلسة يوما ثانيا غدا في حال الاصطدام بطريق مسدود علما ان السعي جار للتوفيق بين التوازنات الصعبة لتمويل السلسلة وتقسيطها على ثلاث سنوات واقرار موجباتها وفق رزمة ضريبية واسعة. لكن المشاورات الكثيفة التي اجريت امس ان على مستوى كل كتلة نيابية اساسية على حدة أم بين مختلف الكتل لم تفض الى تصور جامع من شأنه ان يدفع الى توقع نتائج ايجابية اليوم.

وقد دعت هيئة التنسيق النقابية مساء امس الى وقف العمل اليوم في مؤسسات القطاع العام والثانويات والمدارس كما دعت الى المشاركة في اعتصام الساعة الحادية عشرة قبل الظهر في ساحة رياض الصلح بالتزامن مع جلسة مجلس النواب، علما ان المدارس الخاصة لن تقفل ولن تشارك في الاضراب، بينما تشارك نقابة المعلمين في اعتصام رمزي مع هيئة التنسيق النقابية.

اما الرؤساء العامون والرئيسات العامات للمدارس الكاثوليكية، فنفذوا امس اعتصاما في وسط بيروت انطلقوا بعده الى مجلس النواب حيث سلموا الامين العام للمجلس عدنان ضاهر مذكرة تتضمن اقتراحاتهم لتمويل السلسلة وانعكاساتها محذرين من اقفال عدد كبير من المدارس.

الجميّل - السنيورة

على الصعيد السياسي – الرئاسي، برزت فاتحة مشاورات بين اركان 14 آذار بدأت امس لدى استقبال رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة يرافقه السيد نادر الحريري مستشار الرئيس سعد الحريري. وعلمت "النهار" ان البحث تناول نتيجة المحادثات التي أجراها الرئيس الحريري اخيراً في الرياض مع الرئيس السنيورة. وتم التركيز على اهمية الحفاظ على وحدة قوى 14 آذار حيال الاستحقاق الرئاسي نظراً الى تعدد المرشحين سواء ما أعلن من ترشيحات او ما هو على طريق الاعلان قريبا. لذلك، شدد المجتمعون على ضرورة عدم تضييع 14 آذار الفرصة لتخسر الاستحقاق، وعليه من الاهمية ان يكون مرشحها قادرا على الفوز بكل اصوات 14 آذار اضافة الى اصوات من كتل اخرى لأن 14 آذار لا تستطيع بأصواتها ايصال مرشحها الى قصر بعبدا. وانتهى اللقاء الى الاتفاق على استمرار التشاور.

ومساء اجتمع الرئيس السنيورة مع النواب المستقلين في 14 آذار وأطلعهم على أجواء محادثات الرياض. وقام السيد نادر الحريري بزيارة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب ول