26-11-2024 02:29 PM بتوقيت القدس المحتلة

في معلولا المسيحية "تعمّد" الدم المسلم..

في معلولا المسيحية

من الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث انطلق حمزة ومحمد وحليم، إلى معلولا في أبعد نقطة في سوريا العروبة تتضج أرواحنا تطالب بحب الحياة، حياة الشرف والكرامة والهوية والأصالة..

"ببركة دماء الشهداء، وعزيمة المقاتلين الأبطال، النومة الليلة بفندق السفير – معلولا".

حمزة الحاج حسن – مراسل قناة المنار


في معلولا المسيحية ثلاثة أقانيم اختصر بها الشهيد حمزة الحاج حسن مسيرة المشرق العربي، منذ حروبه الصليبية الأولى إلى معارك التحرير ضد حقب الاحتلال المتعاقبة إلى تحرير جنوب لبنان من العدو الاسرائيلي إلى حربه اليوم مع التكفير الارهابي. "ببركة دماء الشهداء"، لطالما حمت هذه الدماء جبال هذه الأمة وحافظت على هويتها الأصلية في وجه اعتى العتاة..

بهذه الدماء طالما ارتوت أرض المشرق العربي وأيعنت جيلا بعد جيل يتابعون لغة المقاومة والتصدي والصمود، رغم كل التخلف الحضاري والانكسار الثقافي في تاريخ أمتنا المعاصر كانت عزيمة المقاتلين الأبطال، على قلتهم، هي الركن الحامي ليبقي هذه الأمة داخل التاريخ الإنساني وإن بأقل الدرجات في سلم المعرفة وصنع الأقدار ..

بعزيمة المقاتلين الأبطال رسم رموز ثورات التحرير والانعتاق من الظلم والاضطهاد جانباً من تاريخ مشرق ما نزال نحن جيل اليوم نفتخر ونعتز به رغم كل تلك الانكسارات العسكرية والهزائم الثقافية والمعرفية الكبرى..

ولكن اليوم ببركة دماء الشهداء وعزيمة المقاتلين الابطال، نخطّ مساراً تاريخيا مغايرا عن كل تلك الحقب التي مرغ فيه الشرف العربي والاسلامي في حضيض التراب وصقيع الذل والانحطاط..

ولكن اليوم ببركة دماء الشهداء وعزيمة المقاتلين الابطال، نزرع ورود الكرامة والعز أمام أولادنا، نصنع فجراً حداثياً بالأسلوب العربي "الشهم" والمفهوم الإسلامي الأصيل لمعنى الحداثة بما تحمله من قيم التغيير الفكري النابض بروح دم الشهداء، وبما تحمله من أفق الانقلاب على الماضي الظلامي الهادف إلى محو النور الذي لطالما كان أبناء هذا المشرق، بمسلميه ومسيحييه، من طلائع صانعيه في العالم..

ولكن اليوم ببركة دماء الشهداء وعزيمة المقاتلين الابطال، يبدأ تأريخ في المشرق العربي مغاير لكل تأريخ سبق، تأريخ يعود لتثبيت مفاهيم الحق والمقاومة والعدل والتأخي والمواطنة والحرية والعطاء والتقدم والتطور، تأريخ نعمّده بالدم ليقيم عالما عربيا ومشرقيا موحدا، عالم يكسر ما أقامته "سايس – بيكو" من جدارن أسمنت بين بلداننا المنتشرة في الوطن الكبير..

الشهيد محمد  منتشولكن اليوم ببركة دماء الشهداء وعزيمة المقاتلين الابطال، تتحرر معلولا المسيحية، معلولا التي تحمل تاريخها في حجارتها، منذ الالف الاول قبل الميلاد، تتحرر بدماء جنود أسود ومقاتلين أبطال، وإعلاميين شجعان، فيختلط الدم المسلم في تراب الأرض المسيحية المقدسة .. يعود ذلك التاريخ الناصع للظهور مجددا بأبهى حلّة، ذلك التاريخ العربي العريق الذي ضم بين شواطئه المسلمين والمسيحيين أخوة في الله واخوة في الروح والإنسانية..

معلولا، قالت البارحة، بدم شهدائنا الثلاثة، أن المسيح (ع) ومحمد (ص)، صنوان واحد في مدماك هذه الأمة..
معلولا، تقول اليوم إن التاريخ النابض بالحياة يصنع بكل أطياف هذا المشرق العربي الغالي..

من الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث انطلق حمزة ومحمد وحليم، إلى معلولا في أبعد نقطة في سوريا العروبة تتضج أرواحنا تطالب بحب الحياة، حياة الشرف والكرامة والهوية والأصالة.. تتضج أرواحنا رافضة هذا التكفير الارهابي المرعب الهادف إلى اعادة مشرقنا إلى ظلمات الجاهلية الأولى..

معلولا القابعة في التاريخمعلولا، هذا الصرح التاريخي برمزه الديني المحفور بالصخور، تتوجه دماء شهدائنا الثلاثة، لتقول للتكفيريين الذين يسوّغون إلغاءهم للمسيحيين إنّ المسيحية المشرقية جزء عضوي من الواقع التاريخي والاجتماعي والثقافي العربي والإسلامي. شهادة ميلادها صادرة عن هذه الأرض. هنا نشأت ونمت واستقرت وتوهجت ببريق المحبة وأصبحت منبعاً للإلهام الفلسفي والروحي.

ولتقول أيضا : إنّ حضور المسيحيين في المشرق حضور أصيل داخل النظام الحضاري العربي والإسلامي. عملوا وتحركوا تحت شمس العروبة والإسلام ما يعني أنهم أصلاء لا غرباء، بل من لحم هذه المشرق وترابه وروحه.

ولتقول أيضا :  إنّ هذا المشرق مجال مفتوح على الإيمان الحر. أراضيه أراضٍ رسولية ورسالية. على هذه الأرض تصنع عجينة الإيمان وتصدّر إلى كل بلاد العالم.