حمزة، خسارتي الكبرى، مدرستي التي تعلمت فيها الصدق والتسامح والمحبة. قال لي منذ يومين في طريق عودتنا من البقاع إننا «نحن فدائيون، كم مرة زمطنا من الشهادة؟ أيمتى رح يجي دورنا؟».
«ببركَة دماء الشهداء، وعزيمة المقاتلين الأبطال، النومة الليلة في فندق السفير معلولا». هذا آخر ما كتبه الشهيد الزميل حمزة الحاج حسن، على حسابه في «فايسبوك». نريدك بيننا يا حمزة، كتب زملاؤه على مواقع التواصل. معظمهم لم يصدّق الخبر.
قالوا: عد لتنام في الفندق، وتمضي صباحك في شوارع معلولا. دعنا نراك على شاشة التلفزيون مبتسماً. كيف لنا أن نرتدي ثياب الحداد على زميلنا الذي اعتدنا عليه ضاحكاً، متفائلاً؟ سأل معظم من عرفه.
سجى مرتضى/ جريدة الأخبار
من عرفوا حمزة، كانوا ينتظرون لحظات النقل المباشر من سوريا، للاطمئنان عليه. أصوات الرصاص والقذائف لم تكن ترعبه. في ختام أحد تقاريره من سوريا، قال الحاج حسن: «سقطنا شهداء ولم نركع. انظروا دماءنا، وتابعوا الطريق». سنتابع. تمنينا لو انك تبقى معنا بابتسامتك، رفيقاً لهذا الدرب الطويل. يردّد زملاؤه ممن وجدوا فيه مثالاً للصحافي الذي لا يخشى الذهاب حتى النهاية في مهنة المتاعب. منهم من تحدّث لـ«السفير» عن لحظات جمعته بحمزة الصديق، وزميل الدراسة، ورفيق الميدان.
عباس فنيش ــ «المنار»
حمزة... لا يمكن لكلام أن يصفه ولا لشعر أن يتغنى به. بدأنا مسيرتنا المهنية معاً في قناة المنار في العام 2009، كان أصغر المراسلين سناً وأكثرهم حماسةً واندفاعاً للعمل. صادق وبريء، تكفي هاتان الصفتان لتلخصا سبب قرب الناس منه ومحبتهم له. كان الخبر صادماً وموجعاً علينا في «المنار»، بالرغم من اننا اعتدنا على الشهادة، واتخذناها سبيلاً... لن أقول لحمزة سوى عبارة واحدة: «إنظر إلينا من عليائك نحن التعساء».
محمد محسن ــ «الميادين»
حمزة، زميلي وصديقي، رفيق العمر، نصفي الآخر. دخلنا إلى الجامعة معاً، درسنا وتعبنا واجتهدنا، تدربنا سوياً في «البلد» و«النهار» و«الأخبار». أنجزنا مشروع تخرجنا معاً وكنّا الأوائل على دفعتنا. حمزة، خسارتي الكبرى، مدرستي التي تعلمت فيها الصدق والتسامح والمحبة. قال لي منذ يومين في طريق عودتنا من البقاع إننا «نحن فدائيون، كم مرة زمطنا من الشهادة؟ أيمتى رح يجي دورنا؟». لم أكن أخاف أو أشعر بالخطر أثناء تغطياتنا للحروب، لأن حمزة كان معي... أنا لست حزيناً لشهادته. هو تمناها وأتمنى أن أرحل كما رحل حمزة شهيداً فخوراً. لا كلام أقوله لك يا حمزة، غير انك كسرتني، مع من سأسهر بعد رحيلك؟ لن أطيق زيارة الأماكن التي زرناها معاً بعد الآن.
ليال حداد ــ «ال بي سي آي»
حمزة كان سنداً لنا، يساعدنا في كل ما نحتاجه ويبقى إلى جانبنا. كان الزميل الصادق والحنون، المتفائل واللطيف. كان يضحك دائماً، يسلينا ويمتعنا في أصعب اللحظات وأكثرها قسوة. كنت أختلف معه دائماً في السياسة، كان زميلاً متفهماً يتقبل الآراء كلها ويناقشها بوعيّ، لم يحقد يوماً على أحد.
نوال برّي ــ «الجديد»
كنّا أيّام الجامعة ننتظر حمزة ليسمعنا القصائد التي يكتبها. كان شاعراً محترفاً، كانت كلماته تشفينا وتسعدنا... كان شاباً مؤمناً، ملتزماً ومهذباً، ومحترفاً في عمله. سنشتاق إليه، إلى ضحكاته ونكاته حين كنا نغطي الأحداث معاً. حمزة ليس مقاتلاً هو صحافيّ كان ينقل إلينا الخبر فقط، واستشهد لأجل الكلمة الحرّة.
رحيلك صعب جداً يا حمزة، حين علمت به تمنيت لو كان خبراً خاطئاً ككلّ الأخبار الكاذبة التي تصلنا يومياً. أعدتنا إلى أيام خسارتنا للزميل علي شعبان. فراقكما صعب جداً. تمنيت أن أراك تعود بعد أيام إلى «المنار» فخوراً بإنجازك، وعدت فعلاً شهيداً فخوراً.