واصلت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 16-4-2014 الحديث عن استشهاد الزملاء في قناة المنار المراسل حمزة الحاج حسن والمصور محمد منتش
واصلت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 16-4-2014 الحديث عن استشهاد الزملاء في قناة المنار المراسل حمزة الحاج حسن والمصور محمد منتش والتقني حليم علوه بعد تعرضهم لاطلاق نار من قبل المجموعات المسلحة في بلدة معلولا بعد تطهير الجيش السوري لها، حيث ووري الشهيدان حمزة ومحمد الثرى كل في بلدته، كما تناولت الصحف آخر التطورات في ملف سلسة الرتب والرواتب والملف الرئاسي. أما اقليميا فتحدثت الصحف عن التطورات العسكرية للازمة السورية ولا سيما بدء الجيش السوري عملياته العسكرية في مدينة حمص القديمة.
السفير
بعلبك تزفّ عريس الصحافة حمزة الحاج حسن
عبد الرحيم شلحة
بداية الجولة مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول " زفّت منطقة بعلبك والجسم الإعلامي و«حزب الله» وإدارة «تلفزيون المنار» عريس الصحافة الشهيد حمزة الحاج حسن في موكب مزج بين العرس والتشييع، فحضرت الحنة والبقجة ومعها صواني البخور وصحون الأرز والورود والملبس، مع زغردات النسوة وصرخاتهنّ، إلى جانب دموع الأم الثكلى والأب الصابر والشقيقتين، اللتين اهتمتا أولا بالوضع الصحي للأم التي غابت عن الوعي مرات عدة، خصوصاً لدى وصول جثمان ولدها إلى باحة المنزل.
الشهيد حمزة الحاج حسن لا يحتاج إلى شهادات في مناقبيته الصحافية، فهو الآتي من «مؤتمر جنيف» إلى جبهات القتال في القلمون، وما بينهما متابعته لانفجارات السيارات المفخخة في الهرمل والنبي عثمان.
كان الشهيد يحسب أنه على طريق الشهادة في كل لحظة، لذا تابع الأوضاع الأمنية والسياسية وحتى الاجتماعية بكل صدق وأمانة.
عند الثالثة والنصف انطلق موكب التشييع من أمام «مستشفى دار الحكمة» في بعلبك، منطلقاً باتجاه بلدة شعث، وقد أقيمت للموكب محطات عند كل مفرق وساحة ليزف الشهيد عريساً برش الأرز والورود وسط إطلاق كثيف للنار. وقد أخّرت محطات الاستقبال وصول جثمان الشهيد لأكثر من ساعة عن الموعد المقرر، فاستغرق وصوله أكثر من ساعة ونصف لمسافة لا تتجاوز الـ15 كيلومترا.
والد الشهيد شحادة الحاج حسن وبنبرة منخفضة قال: «مهما تحدثت وحكيت عن حمزة لا أفيه حقه، فكل الناس تعرفه من خلال المهمات التي أداها بكل أمانة وشرف وتضحية حتى نال الشهادة. وتوجه إلى العالم ليتدخل ويحمي الصحافيين من أيادي الغدر، «لأن الصحافي هو من ينقل الحدث بأمانة وإخلاص».
عمّ الشهيد علي كان الأكثر قدرة على التعبير عن موقف العائلة، أعلن عن تمنياته أن «يكون شهداء الصحافة الثلاثة آخر شهداء الصحافة». وعبر عن «سعادة العائلة بشهادة حمزة لأنه تربى على نهج المقاومة اللامذهبية، والتي تستهدف مقاومة الظلم والظالم والتكفيري والتكفيرين». وأكد «الالتزام بنهج المقاومة وخطها اللاطائفي حيث استشهد حمزة في بلدة المسيح معلولا».
أضاف ان «الجهاد اليوم هو ضد التكفيرين ومن يقف وراءهم أصحاب العباءات النتنة الذين يشوّهون الدين والتاريخ والحاضر والمستقبل، لكنهم لن يفلحوا ما دام لدينا أمثال الشهيد حمزة».
والدة الشهيد حمزة وبجانبها شقيقته لاقتنا بالسؤال: «هل أتيتم لنا بحمزة؟ أين هو ما جبتوه معكم؟». أضافت: «بالأمس كان يصور الحدث فأصبح اليوم هو الحدث، الله يرزقك الجنة ويجعلك مع الصالحين».
عند الخامسة والربع انطلق موكب التشييع من منزل العائلة في شعث محمولاً على أكف ثلة من عسكريي «حزب الله» وآلاف المشيعين الذين ضاقت بهم شوارع البلدة وساحاتها يتقدمهم رئيس المجلس السياسي لـ«حزب الله» السيد إبراهيم أمين السيد، وزير الصناعة حسين الحاج حسن والنائبان علي المقداد وإميل رحمة، الأمين القطري لـ«حزب البعث» فايز شكر، ممثل «التيار الوطني الحر» النائب السابق سليم عون، النائب السابق حسن يعقوب، إدارة «المنار».
وأم الصلاة على جثمان الشهيد السيد إبراهيم أمين السيد.
تعازٍ
عمّت الاستنكارات الرسمية والأهلية خلال اليومين الماضيين، للجريمة البشعة التي راح ضحيتها الحاج حسن ورفيقاه. ودان رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان، «جريمة قتل الإعلاميين الذين يقومون بواجبهم المهني، في إيصال الوقائع بالصوت والصور إلى الرأي العام».
ووضعت «نقابة محرّري الصحافة اللبنانية» الجريمة بـ«رسم الأمم المتحدة ومنظمة الأونيسكو، والاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب»، مطالبة بإدانتها، وملاحقة الجناة.
كذلك عزّت «نقابة المصورين الصحافيين» في لبنان أسرة «المنار»، متمنية الشفاء العاجل للزملاء المصورين الجرحى. وحيّت النقابة الزملاء الذين اندفعوا في الساحات من أجل أداء واجبهم المهني.
من جهته، اتصل نقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي بالمدير العام لـ«المنار» ابراهيم فرحات، مقدّما له التعازي باسم النقابة، آملاً الكشف عن دقائق الجريمة «التي تشكل تحدياً صارخاً لحرية الإعلام في كل مكان».
وصدرت إدانات عن مرجعيّات دينيّة عدة، منها المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، والبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، وعن نواب ووزراء حاليين وسابقين، وسياسيين، وعسكريين، وأحزاب.
ووقف الإعلاميون المعتمدون لوسائل الإعلام المختلفة في المجلس النيابي دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، وعمّت وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الاستنكارات والتعازي من قبل الجسم الصحافي والإعلامي في لبنان.
وقائع «صفقة التأجيل» بين السنيورة وعون
طارت «السلسلة».. فتش عن الرئاسة!
مرة أخرى، خذل المجلس النيابي ناخبيه، مستخدماً «السلسلة» لجلد حقوق الموظفين والمعلمين والأساتذة، بدلاً من إنصافهم.
مرة أخرى، سقط المجلس في اختبار المصداقية ومحاكاة نبض الناس، فانتصر لمصالح بعض مكوناته المعروفة و«السرية»، على حساب الحقوق البديهية والمكتسبة للعاملين في القطاع العام.
ما حصل أمس في الهيئة العامة كان «مريباً». فجأة، تنبه 65 نائباً الى ان مشروع سلسلة الرتب والرواتب ما يزال يحتاج الى مزيد من النقاش واللجان، برغم أنه أُشبع درساً وتشريحاً على مدى أكثر من عامين، في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ثم في اللجان المشتركة واللجنة النيابية الفرعية، حتى بات معظم اللبنانيين خبراء في الإيرادات والنفقات.
ما حصل أمس ليس مجرد تأجيل تقني، بل هو أقرب الى موت غير معلن لـ«السلسلة»، لاسيما ان مهلة الـ15 يوماً الممنوحة للجنة الجديدة لن تغير كثيراً في وقائع مالية واقتصادية نوقشت لأكثر من 25 شهراً، علماً ان الجزء الاكبر من المهلة المفترضة سيتوزع عملياً بين عطلة عيد الفصح.. وجلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي سيكون موعدها الأسبوع المقبل، ومن شأنها أن تخلط الكثير من الأوراق و«سلاسل» الاصطفافات.
كأنه لا يكفي هذا المجلس النيابي أنه باق على قيد الحياة بقوة التمديد القسري الذي أفقده المشروعية الشعبية، ولو ظل محتفظاً بالشرعية القانونية، فجاءت طعنة البارحة في ظهر «السلسلة»، لتحوله الى «فارٍّ من العدالة.. الاجتماعية».
وليست «هيئة التنسيق النقابية» هي الضحية فقط، بل إن المتضرر الاكبر مما جرى تحت جناح «الظلم» هو الحلم الذي راود البعض بإمكان تعديل جوهر النهج الاقتصادي ـ المالي، غير العادل، الذي ظل يتحكم بمصائر اللبنانيين منذ العام 1992.
لم تكن «السلسلة» مجرد محاولة لتصحيح خلل متراكم في القطاع العام. كانت المسمار الأول في نعش الضرائب غير المتوازنة والمحرّمات المصرفية والحصانات المضروبة على أصحاب الرساميل، وهو مسمار امتدت أصابع كثيرة نحوه، لمنع زرعه في المكان الصحيح.
ويسجل لأصحاب الرساميل أنهم ربحوا جولة، ونجحوا في استخدام تحالفاتهم العضوية مع جزء واسع من الطبقة السياسية لمحاصرة «السلسلة» وإسقاط نصابها النيابي، سواء بضغط التهويل او بتواطؤ المصالح.
ويُسجل أيضاً للرئيس فؤاد السنيورة أنه أدار جيداً «الهجوم المضاد» على مشروع «السلسلة»، وتمكّن من استعادة المبادرة وفرض إيقاع فريقه السياسي والاقتصادي على مسار هذه القضية.
وإذا كان «تيار المستقبل» بقي منسجماً مع نفسه وخياراته، فإن «المفاجأة» ـ التي شكلت «صدمة» للبعض ـ جاءت من مكان آخر، وتحديدا من «التيار الوطني الحر» الذي «انقلب» بين ليلة وضحاها على نفسه، وعلى المسار الذي سلكه في ملف «السلسلة» منذ البداية، واضعاً قواعد «هيئة التنسيق» وقيادتها أمام مجموعة من علامات الاستفهام والتعجب.
ويمكن القول إن الثمن الأكبر لهذا التحول دفعه أحد قيادات «التيار» ورئيس لجنة المال وأمين سر «تكتل التغيير والإصلاح» ابراهيم كنعان، صاحب البصمات الأبرز على مشروع السلسلة في طبعته المضخمة الأخيرة، بل إن كنعان كان الأكثر اندفاعاً داخل اللجنة الفرعية في رفد «السلسلة» بمليارات إضافية لتلبية الحقوق المعلقة لشرائح من الموظفين والمتقاعدين، حتى ان بعض النواب الحلفاء طلبوا منه التمهل والتروي في الأرقام.
ولئن كان بعض خصوم التيار البرتقالي يعتبرون أن تأييده تأجيل البت في «السلسلة» أتى متناغماً مع «خياراته الليبرالية» الاستراتيجية التي لا يمكن أن تذهب بعيداً في الخصومة مع الهيئات الاقتصادية، إلا ان الاكيد ان هاجس رئاسة الجمهورية فعل فعله في قرار العماد ميشال عون الذي يفترض أن مهادنة «تيار المستقبل» في هذه المرحلة يمكن ان تفيد في تحسين فرص انتخابه رئيساً.
رواية «الصفقة»
وكان السنيورة يرافقه النائب غازي يوسف قد التقى الرئيس نبيه بري في عين التينة الاحد الماضي، بحضور وزير المال علي حسن خليل. خلال اللقاء، أكد بري لضيفه حرصه على أن تكون السلسلة واقعية ومتوازنة، فلا تهدد خزينة الدولة والاقتصاد الوطني، ولا تعطي موظفي القطاع العام بيد وتأخذ منهم باليد الأخرى.
شرح السنيورة وجهة نظره حيال «السلسلة»، وانتقد الزيادات التي أدرجها كنعان ضمن التقرير الذي وضعه، مشدداً على ضرورة تخفيض كلفة «السلسلة» وترشيقها من جهة، وتطعيمها من جهة أخرى ببنود إصلاحية كان قد اقترحها في ورقة وضعها العام 1998.
تفهّم بري بعض طروحات السنيورة وأبدى استعداده لمناقشتها والأخذ بما أمكن منها، فيما أكد خليل انه سيأخذ كوزير للمال بأفكار إصلاحية واردة في ورقة رئيس الحكومة الأسبق. غادر السنيورة عين التينة بعد جلسة مطولة تخللها غداء، من دون ان يطرح لا من قريب ولا من بعيد فكرة تأجيل حسم «السلسلة» وتشكيل لجنة لمتابعة دراستها.
في اليوم التالي، بدأ السنيورة يُعِد لـ«صفقة» تأجيل «السلسلة»، فتواصل مع حلفائه في «14 آذار» ولاسيما الرئيس أمين الجميل و«القوات اللبنانية»، ثم شرح للوزير جبران باسيل، بالتنسيق مع الرابية، حيثيات اقتراحه. لم يخذل عون رئيس «كتلة المستقبل» وأبلغه موافقته على الاقتراح.
وبرغم ان «مشاورات الصفقة» لم تشمل النائب وليد جنبلاط، إلا ان السنيورة كان مطمئناً الى ان رئيس «الاشتراكي» لن يعارض التأجيل وهو المتخوف من تداعيات «السلسلة».
صباح أمس، شعر بري خلال وجوده في مكتبه في المجلس أن أمراً ما قد دُبر في ليل. وبالفعل، أبلغه السنيورة أن تفاهماً جرى بين العديد من الكتل على إرجاء بت «السلسلة» في انتظار المزيد من الدرس والتدقيق في نفقاتها ووارداتها. استغرب بري هذا الطرح، ولفت انتباه السنيورة الى ان الشارع « في ظهرنا» وهو يغلي وينتظر ما سيصدر عن المجلس، «وأنا لا أستطيع تحمل او تقبل المزيد من استهلاك الوقت».
واضاف بري مخاطباً السنيورة: «السلسلة» أشبعت نقاشاً وكل الارقام فيها خضعت الى التدقيق، وإذا كانت هناك ضرورة لتعديلات معينة، يمكن البحث فيها، لكن يجب حسم «السلسلة» اليوم (أمس).
أصرّ السنيورة المتفاهم مع عون على موقفه، وتمسك بري و«حزب الله» بإقرار «السلسلة» في جلسة الأمس، اما جنبلاط فتجاوب مع طرح التأجيل، بعدما اطمأن الى ردّ فعل بري. وقد ابلغ الوزير وائل ابو فاعور رئيس المجلس أن جنبلاط حريص على العلاقة به، «وهو لن يؤيد خيار التأجيل إذا كان الأمر سيسبب زعلاً بينك وبينه»، فكان الرد بأن جنبلاط يملك حرية التصرف، لان هذه هي اللعبة البرلمانية، ومهما كان قراره فلن يترك انعكاسات سلبية على العلاقة الثنائية.
أما «القوات اللبنانية» فقد كانت جاهزة لتضع بصماتها على «إخراج» التأجيل، عبر النائب جورج عدوان، عشية إعلان رئيسها سمير جعجع عن برنامجه الرئاسي، وكأن جعجع الذي لطالما قدم «القوات» على اساس أنها تعبر عن الكادحين والفقراء المسيحيين، أراد ان يمهد لهذا البرنامج بمعاداة هذه الطبقة العابرة أصلاً لكل الطوائف والمذاهب.
.. وأمام هذا «الانقلاب» على «السلسلة»، دعت «هيئة التنسيق» الى الاعتصام والإضراب الشامل اليوم في ردّ أولي، هو توطئة لانتفاضة شعبية، وفق قيادة الهيئة، فهل ينجح الشارع في التحدي الجديد، وهل لا يزال يملك النفس الطويل للمضي في المواجهة؟
صواريخ «تاو» أميركية مع المسلحين.. والفيصل يهاجم دمشق
الجيش السوري يطلق معركة في حمص القديمة
واصلت القوات السورية تحرّكها السريع لمنع إعادة تجمع المسلحين في منطقة القلمون، حيث وسّعت سيطرتها على بلدتين جديدتين، فيما شنّت هجوماً واسعاً على أحياء يسيطر المسلحون عليها في حمص القديمة، في ما يبدو أنه محاولة لاستكمال تأمين الطريق الدولي الذي يربط دمشق بحمص والساحل السوري.
في المقابل، فتح المسلحون جبهة جديدة في حي ميسلون ومحيط ثكنة هنانو في حلب، ووسعوا سيطرتهم على حي الراموسة، قاطعين بذلك الطريق المؤدي إلى حلب ـ خناصر وطريق المطار. وأمطر المسلحون مناطق في دمشق وريفها بقذائف الهاون، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، وإصابة 65، غالبيتهم من الأطفال.
وشنّ وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل هجوما على السلطات السورية، مطالبا بتسليم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مقعد سوريا في الجامعة العربية. وقال الفيصل إن «السعودية ترى في إعلان النظام السوري إجراء الانتخابات (الرئاسية) تصعيداً من قبل نظام دمشق، وتقويضاً للجهود العربية والدولية لحل الأزمة سلمياً وعلى أساس اتفاق جنيف 1 الهادف إلى تشكيل هيئة انتقالية بسلطات واسعة، تمكنها من الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الوطنية والترابية».
وقال مصدر في المعارضة السورية المسلحة، لوكالة «فرانس برس»، إن «عناصر منضبطة ومعتدلة من حركة حزم، التي تعد جزءاً من الجيش السوري الحر، حصلت للمرة الاولى على 20 صاروخ تاو مضاد للدبابات من جهة غربية». وأضاف ان «المعارضة تلقت وعداً بامدادها بمزيد من الصواريخ في حال استخدمت بطريقة فعّالة»، مشيراً الى أنه تمَّ «استخدام الصواريخ حتى الان في مناطق ادلب وحلب واللاذقية».
واظهر شريط فيديو، وزعته «شبكة مسارات» الاعلامية المعارضة، مسلحين يخرجون العديد من الصواريخ ويعبئونها ويطلقونها في مواقع غير محددة في المناطق الريفية السورية. وقال مسؤول في المعارضة المسلحة إن «معظم الاهداف كانت من الدبابات»، مضيفا «تم استخدام هذه الصواريخ 20 مرة بفعالية 100 في المئة حيث اصابت أهدافها».
وأطلقت القوات السورية، أمس، عملية في حمص القديمة، وذلك بعد هدنة استمرت أسابيع بموجب اتفاق بين السلطات والمسلحين، بإشراف الأمم المتحدة، تم خلالها إجلاء أكثر من 1400 مدني وإدخال مواد غذائية ومساعدات.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من الجيش السوري، بالتعاون مع قوات الدفاع الوطني، حققت نجاحات مهمة في حمص القديمة»، مشيرا إلى أنها «تتقدم باتجاه (أحياء) جورة الشياح والحميدية وباب هود ووادي السايح» المحيطة بحمص القديمة. وتشكل هذه الأحياء مع حمص القديمة مساحة لا تتجاوز الأربعة كيلومترات مربعة تحاصرها القوات السورية منذ حوالي السنتين.
ودارت اشتباكات عنيفة في جبهات حمص القديمة، بالتزامن مع قصف متواصل من القوات السورية، فيما تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن سقوط عدة قذائف صاروخية على مناطق في حي الميدان والسكن الجامعي. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن القوات السورية «تمكنت من السيطرة على كتل من الأبنية» لجهة جورة الشياح، لكنه اعتبر انه «لا قيمة عسكرية بعد لهذا التقدم».
ونفت مصادر ميدانية معارضة أي سيطرة للجيش في المنطقة، لكنها أقرت في الوقت ذاته «بصعوبة المعركة، مع تراجع أعداد المقاتلين وضعف قوتهم العسكرية، بالإضافة إلى النيران الكثيفة التي تتعرض لها المناطق المحاصرة». وتوقعت «نهاية المواجهة خلال أيام في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، حيث تقدر أعداد المسلحين بنحو 1300، ينتمون إلى جبهة النصرة وعدد من ألوية الجيش الحر».
على جبهة أخرى، واصلت القوات السورية تقدمها في القلمون بعد سيطرتها، أمس الأول، على بلدة معلولا والصرخة والجبة. وقال مصدر عسكري إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة أعادت الأمن والاستقرار إلى بلدة عسال الورد» الملاصقة لمعلولا. وبذلك تكون كامل منطقة القلمون في قبضة الدولة، باستثناء بعض المواقع في سهول رنكوس، فيما يشتد القصف والعمليات العسكرية في الزبداني. وذكرت قناة «الميادين» أن الجيش السوري سيطر على بلدة حوش عرب من دون قتال.
وفي دمشق، قتل طفل وأصيب أكثر من 60، غالبيتهم من الأطفال، في سقوط قذائف في جرمانا وباب توما والدويلعة. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) «استشهد مواطنان وأصيب خمسة في سقوط أربع قذائف هاون على حي الدخانية بريف دمشق»، في وقت تواصلت فيه المعارك بين القوات السورية والمسلحين على محوري جوبر والمليحة بالغوطة الشرقية.
وفي حلب سيطر المسلحون على معظم حي الراموسة، قاطعين بذلك الطريق المؤدي إلى حلب - خناصر وطريق المطار، وسط اشتباكات ضارية، تزامنت مع وصول تعزيزات عسكرية للجيش.
وتستمر المواجهات في حي ميسلون ومحيط ثكنة هنانو، حيث فتح المسلحون جبهة خامسة، في حين تعرضت مناطق في المدينة الصناعية في الشيخ نجار لغارات جوية، وكذلك في بلدة تادف وأحياء بني زيد والشيخ مقصود والليرمون. وقالت مصادر ميدانية إن «القتال وصل إلى وسط جمعية الزهراء حيث يقع مقر الاستخبارات الجوية».
وفي السويداء، ذكرت «تنسيقيات» المعارضة أن صاروخا من نوع «غراد» سقط في منطقة شعبة التجنيد وسط المدينة، وهو ما بدا بمثابة تنفيذ لتهديدات «جبهة النصرة» وعدد من الألوية في حوران باستهداف المقار العسكرية والمربعات الأمنية، وذلك «رداً على قصف قرى درعا».
إلى ذلك، ما زال الصراع بين الفصائل «الجهادية» وحلفاء كل منها من العشائر، على آبار النفط والثروات الضخمة، سيد الموقف في دير الزور. وبينما حقق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) تقدماً من خلال سيطرته على بلدة الصور، فشل هجوم قامت به «جبهة النصرة» على بلدة غباغب في البادية السورية، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات في بلدة كباجب على طريق دير الزور- تدمر."
النهار
"حزب الله" و"المنار" شيّعا الحاج حسن ومنتش
وبدورها، كتبت صحيفة "النهار" تقول "شيعت قناة "المنار" امس جثماني المراسل حمزة الحاج حسن في بلدة شعث البقاعية والمصور محمد منتش في بلدة كفرصير الجنوبية وهما قضيا في اثناء تغطيتهما للعمليات العسكرية في بلدة معلولا في القلمون السورية.
وعن مراسم تشييع جثمان الحاج حسن كتب مراسل "النهار" في بعلبك وسام اسماعيل الآتي:
بمشاعر الالم والفراق شيع عشرات الصحافيين جثمان زميلهم الشهيد حمزة الحاج حسن ابن الـ27 ربيعا الى جانب أهله ومحبيه في بلدته شعث البقاعية بعدما قضى برصاص مكمن نفذه مسلحون على طريق معلولا السورية اول من امس لتخترق ثلاث عيارات نارية جسده على طريق اختار ان يسلكها مع رفيقيه الشهيدين حليم علاو ومحمد منتش لينضموا الى شهداء مهنة التضحيات.
وحدها والدته الثكلى انحنت امام صورته لتقبلها حينا وتحتضنها حينا آخر، وما ان دخل زملاؤه الاعلاميون بكاميراتهم استقبلتهم صارخة "تركتني وتركتن، قوم استقبل ضيوفك يا عريس". بينما انشغلت النسوة بنثر الورود والزغاريد وتقديم الحنة الى الشهيد ليزف عريسا.
وكان موكب التشييع انطلق من مستشفى دار الحكمة في بعلبك متوقفا عند مفترقات البلدات على طول الطريق الدولية في اتجاه بلدته.
وقد أمل عمه علي الحاج حسن في أن "يكون استشهاد حمزة فداء أخيرا للصحافة اللبنانية وتلفزيون "المنار". وقال: "سعادتنا كبيرة باستشهاده لاننا نؤمن بخط المواجهة والمقاومة ضد الظالم، ونتمنى ان يكون الفداء الاخير للقلم الذي ينزف بحبر الحقيقة، ولن يفلح أصحاب العمائم ومَن خلفهم في تشويه التاريخ والدين ما دام هناك رجال أمثال هؤلاء الصحافيين الابطال، وحمزة ليس وحيدا بل هناك الآلاف من الصحافيين الذين يضحون لاظهار الحقيقة (...)".
ثم ووري جثمان الفقيد في جبانة الشهداء في حضور نواب ووزراء وفاعليات وأصدقاء والعائلة. وأمَّ الصلاة عن روحه رئيس المجلس السياسي لـ"حزب الله" السيد ابرهيم أمين السيد.
وقال مراسل "النهار" في النبطية في رسالته عن مراسم تشييع جثمان منتش ان موكب التشييع تقدمه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد وممثلو الحزب القومي والبعث وحشد من الاهالي ومحازيبن.
وكان النعش الملفوف براية "حزب الله" حمل على الاكف على وقع الرصاص من أمام منزله في اتجاه جبانة البلدة وسط الاعلام الصفراء والسورية ونثرت عليه النسوة الورود والارز. وعند الجبانة قدمت اليه ثلة عسكرية التحية ورددت قسم "لبيك يا زينب" ثم صلى على الجثمان الشيخ عبد الكريم عبيد قبل ان يوارى على وقع صيحات "لبيك يا نصر الله".
السلسلة وهيئة التنسيق على طريق الجلجلة
النواب تواطأوا... فعرّضوا الرئاسة للتأجيل
في حصيلة أمس، انتصر تحالف السلطة والمال، وحصدت هيئة التنسيق النقابية ومعها آلاف الموظفين والعسكريين والمتقاعدين والمتعاقدين دفعة جديدة من الخيبة، وصار مصير الهيئة مهددا بعدما وصلت الى حائط مسدود لم تنفع معه سنوات النضال. واذا كان مجلس النواب اعطى اللجنة المكلفة اعادة درس الارقام مهلة 15 يوما، تنتهي في الاول من ايار، فان ذلك يعني عدم الدعوة الى جلسة انتخابية قبل منتصف ايار موعد تحول المجلس هيئة ناخبة حكما، ويكون المجلس رئيسا وأعضاء ضربوا عرض الحائط مطالبة البطريرك الماروني بعقد جلسة سريعة بل جلسات لتجنب الفراغ، وارجأوا السلسلة الى العهد الجديد.
انتهى اليوم الماراتوني الطويل امس بتواطؤ بين الكتل النيابية أثمر اتفاقاً على لجنة لاعادة درس الملف اعتبرها نواب مقبرة للسلسلة، وهو ما حدا هيئة التنسيق على رد سريع على قرار مجلس النواب ترحيل سلسلة الرتب والرواتب 15 يوماً، فأعلنت الإضراب العام اليوم في المدارس الرسمية والخاصة والادارات العامة والوزارات والسرايا الحكومية والقائمقاميات. وقررت الهيئة الاعتصام العاشرة صباح اليوم أمام وزارة التربية في الأونيسكو، وعقد مؤتمر صحافي الثانية بعد الظهر أيضاً في ساحة رياض الصلح لاعلان موقفها وخطواتها التالية، وتفنيد ما ورد في تقرير اللجان النيابية المشتركة "من الغام ومن مواد تشوه السلسلة وتطيحها تحت زعم الاصلاح الذي هو مطلب اساسي من مطالب هيئة التنسيق النقابية". واستنكرت "استهتار بعض الكتل النيابية بحقوق ثلث الشعب اللبناني".
مجلس النواب
وعلمت "النهار" ان ما انتهى اليه اليوم النيابي الطويل امس كان ثمرة تفاهم ضمني ضم كتلة "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و الحزب التقدمي الاشتراكي فعبّر عنه صباحا رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة في المداخلة التي أجمع معظم النواب على أهميتها. ومنها التقط نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان فكرة تأجيل بت السلسلة واقتراح تشكيل لجنة نيابية تمنح مهلة 15 يوما لاعداد تصور يمهد لاقرارها. وقد تعزز هذا التوجه من خلال مداخلة النائب ألان عون عضو كتلة "التيار الوطني الحر" الذي اعلن عن عدم الممانعة في أخذ مهلة للدرس على رغم النزاع بين القلب والعقل على هذا الصعيد. في المقابل، بدا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان مؤيدا لحل مستقى من طروحات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة محشورا بفعل الحملة المضادة التي شنها "حزب الله" الذي اراد ان يظهر موقعه المدافع عن المطالب النقابية مما ادى الى عودة بري الى المربع الاول بالتمسك بمطالب هيئة التنسيق النقابية. وهكذا انتهى الامر الى التصويت على التأجيل الذي فاز بأصوات 65 نائبا يعبرون عن كل الاطياف السياسية والطائفية تقريبا في مقابل 27 صوتا معارضا يمثل كتلتي "التنمية والتحرير" و"الوفاء للمقاومة".
كما علمت "النهار" ان ما جرى انتاجه في مجلس النواب يعني عمليا الذهاب الى تأجيل قد يطول لاقرار السلسلة اذا لم يعد البحث ضمن السقوف التي سبق للحكومة السابقة ان اعتمدتها وهي في حدود 1500 و1600 مليار ليرة بدل 2400 مليار ليرة مطروحة. واذا لم يتم التوصل ضمن مهلة الايام الـ15 المعطاة للجنة النيابية التي غاب عنها المكون الشيعي النيابي الى تصور يحظى بالاجماع فان ذلك سيؤدي عمليا الى تأجيل الملف برمته الى ما بعد اجراء الانتخابات الرئاسية.
ردود
وقالت مصادر الرئيس السنيورة لـ"النهار" ان ما حصل هو بمثابة "انجاز حقيقي لمصلحة كل الشعب اللبناني، وعلى وجه الخصوص مصلحة الاساتذة والمعلمين وأصحاب الدخل المحدود، لأنه لو سارت الامور الى اقرار السلسلة على أساس الارقام المطروحة غير الدقيقة لأدى ذلك الى وضع لبنان على طريق الاهتزاز الاقتصادي والنقدي بما يؤثر على اية مكتسبات سيقرها. أما الآن وبعدما استمهل المجلس نفسه للقيام بدراسة متأنية فان الخطوات ستصير مدروسة لمصلحة كل الشعب اللبناني".
وقال النائب مروان حمادة لـ"النهار" إن "أهم رسالة وجهها البرلمان الى العالم هي انه حريص على مطالب القطاعات المختلفة كما أنه حريص على الحفاظ على ما تبقى من استقرار وعلى التوازن المالي والنقدي".
واوضحت مصادر نيابية ان "التيار الوطني الحر" تميّز امس بأنه "انحاز الى القطاع الخاص والتعليم الخاص الذي يضم 700 الف طالب".
كما اوضحت مصادر وزارية "ان أهم ما انتهى اليه مجلس النواب من خلال تأجيل بت مصير السلسلة هو تأجيل الاستحقاق الرئاسي. كما ان مهلة الايام الـ 15 المعطاة للجنة سيكون ختامها بداية جلجلة جديدة في مسار السلسلة".
الجميل - الحريري
والى الملف الرئاسي، علمت "النهار" ان الاتصال الذي أجراه الرئيس سعد الحريري امس مع الرئيس امين الجميل تخلله تأكيد الامور الآتية: الحرص على وحدة 14 آذار في مناسبة الاستحقاق الرئاسي، ضرورة ان تتمكن 14 آذار من الاتفاق على مرشح واحد يؤمن لها الفوز، موقف "المستقبل" من المرشح الذي سيرسو عليه الاختيار يجب ان يأتي بعد التفاهم مع كل المكونات المسيحية في 14 آذار، على الشخصيات المسيحية الراغبة في خوض السباق الرئاسي ان تكشف ترشيحاتها ليحصل تقويم حظوظ كل منها، عدم وضع فيتو على أي ترشيح داخل 14 آذار، وعلى المرشح الاقل حظا ان يؤيد المرشح الاكثر حظا.
وانطلاقا من هذه التوجهات ستتكثف المشاورات ابتداء من الاسبوع المقبل، ومن المرجح ان ينتقل الحريري الى باريس لاجراء مشاورات مع عدد من الشخصيات في 14 آذار علما ان قيادات في "المستقبل" ستزور الرياض خلال الساعات المقبلة للتشاور معه.
وفي ضوء هذا الجو الايجابي ستكون هناك مشاركة واسعة في المؤتر الصحافي لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اليوم. وقد قرر حزب الكتائب المشاركة بنائب رئيس الحزب شاكر عون.
برنامج ترشيح جعجع
واليوم يعلن جعجع من معراب برنامج ترشحه لرئاسة الجمهورية، وهو من 32 بنداً يركز في مقدمته على أهمية موقع رئيس الجمهورية وتمتعه بصلاحيات مهمة، ويشدد على استعادة قرار الدولة وتطبيق الدستور والقوانين والتمسك باتفاق الطائف، كما على الثوابت الوطنية التي تشكل جوهر إعلان بعبدا ومذكرة بكركي الوطنية.
ويولي البرنامج أهمية قصوى حصرية السلاح في يد الجيش والأجهزة الأمنية الشرعية وتطبيق القرارات الدولية، ويعرض لإصلاحات في كل قطاعات الدولة، كما يتحدث عن الربيع اللبناني والعربي والوضع السوري والقضية الفلسطينية، ويتناول في الختام سبل قيام دولة قوية وحمايتها.
النظام يدخل حمص القديمة أوّل الصواريخ الأميركية للمعارضة
علي بردى
بعدما فرضت القوات السورية النظامية سيطرة شبه كاملة على منطقة القلمون في ريف دمشق الشمالي القريب من الحدود مع لبنان بدخول بلدة عسال الورد، بدأت هذه القوات عملية عسكرية ضد الاحياء المحاصرة في مدينة حمص، آخر معاقل المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد والتي أطلق عليها "عاصمة الثورة" في بداية الازمة المستمرة منذ ثلاث سنوات.
من جهة اخرى، كشف مصدر في المعارضة السورية المسلحة ان مسلحي المعارضة حصلوا للمرة الاولى على 20 صاروخا اميركي الصنع من طراز "تاو" المضاد للدبابات من "جهة غربية". وقال إن المعارضة تلقت وعدا بامدادها بمزيد من الصواريخ اذا استخدمت "بطريقة فعالة"، مضيفاً ان هذه الصواريخ استخدمت حتى الآن في مناطق ادلب وحلب واللاذقية شمال سوريا.
سياسيا، أوردت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات ان رئيس مجلس الشعب السوري جهاد اللحام سيحدد الاسبوع المقبل موعدا للانتخابات الرئاسية التي يفترض اجراؤها بحلول نهاية حزيران.
ودعا وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاسرة الدولية الى اتخاذ "اجراء حازم" ضد النظام السوري بعد قرار دمشق تنظيم انتخابات رئاسية وانباء عن استخدامه غازات سامة ضد المدنيين، في اشارة الى التقارير الواردة قبل ايام عن استهداف بلدة كفرزيتا في ريف حماه بقصف تضمن غاز الكلور.
التعذيب المنهجي
وفي نيوريوك، قدم خبيران جنائيان دوليان أمس وصفاً نادراً لأساليب التعذيب المنهجي "المخيفة" و"المثيرة للإشمئزاز" التي تستخدم في سوريا، وحضا أعضاء مجلس الأمن على انشاء آلية قانونية دولية لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سياق الحرب الأهلية السورية على نطاق لا سابق له منذ الإبادة في رواندا ومعسكرات أوشفيتز في ألمانيا النازية.
وبدعوة من فرنسا التي أعدت مشروع قرار لإحالة الوضع في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ لاهاي مقراً لها، عقد أعضاء مجلس الأمن جلسة مغلقة غير رسمية، بصيغة "آريا" التي تتيح استضافة أشخاص مستقلين من غير الأعضاء الـ15 في المجلس. واستمع الى إفادتين للمدعي العام الأول سابقاً لدى المحكمة الخاصة بسييراليون البروفسور ديفيد كراين والخبير الجنائي البريطاني ستيوارت هاميلتون عما بات يعرف بإسم "تقرير سيزار" الذي أعده فريق خبراء مستقلين برئاسة الرئيس سابقاً لمكتب الإدعاء في محكمة سييراليون ديزموند داسيلفا. و"سيزار" هو لقب أعطي لضابط سوري (أخفي اسمه الحقيقي حفاظاً على حياته وحياة أفراد عائلته) استطاع تهريب نحو 55 ألف صورة لأكثر من 11 ألف شخص عذبوا في معتقلات وسجون تابعة للسلطات الرسمية السورية.
وعقب الجلسة التي استمرت أكثر من ساعتين، صرح المندوب الأوسترالي الدائم لدى الأمم المتحدة غاري كوينلان بأن "ما شاهدناه مخيف". واعتبر أن "على أعضاء مجلس الأمن أن يتحركوا جميعاً وفوراً لوقف ما يحصل. هذا لا سابق له منذ الحرب العالمية الثانية".
كذلك أكد نظيراه البريطاني السير مارك ليال غرانت والأرجنتينية ماريا كريستينا بيرسيفال أن "هذا الملف يجب أن يحال على المحكمة الجنائية الدولية".
وعلقت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامانتا باور بأن "الصور البشعة لجثث تحمل علامات الموت جوعاً والخنق والضرب، والإحاطة التي سمعناها تقشعر لها الأبدان وتشير الى أن نظام الأسد يقوم بقتل منظم وواسع النطاق ومنهجي".
وأبلغ المندوب الفرنسي جيرار آرو "النهار" أن بلاده "ترفض تسييس هذا الموضوع"، وأن "علينا أن نحيل الوضع في سوريا، ولا أقول النظام السوري، على المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة من ارتكبوا هذه الجرائم، أكانوا من الحكومة أم من المعارضة". وأكد أنه سيتريث "أسبوعين أو ثلاثة من أجل ضمان أن يكون كل أعضاء مجلس الأمن، بما فيهم روسيا والصين، متكافلين ومتضامنين في مشروع القرار" الذي وصلت نسخ أولية منه الى الوفدين الأميركي والبريطاني."
الاخبار
طارت سلسلة الرواتب وضرائبها
فاتن الحاج
من جهتها، أشارت صحيفة "الاخبار" الى أنه "أمس، عكس مجلس النواب خيارات الناس. فهؤلاء الذين اوصلوا ممثليهم الى البرلمان اقترعوا لهذه الخيارات المعادية لمصالحهم. تأجيل بت السلسلة، وإحالتها على لجنة نيابية ـ وزارية، لم يكونا قراراً مفاجئاً. أصحاب السلسلة أنفسهم توقعوا مثل هذا «الإخراج المسرحي»، بمجرد اطلاعهم على تفاصيل مشروع يسلب الحقوق.
صوتت كل من كتلة المستقبل وكتلة القوات اللبنانية وجبهة النضال الوطني (كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي)، تكتل التغيير والإصلاح (التيار الوطني الحر) وكتلة حزب الكتائب، وحزب الوطنيين الأحرار ضد إعطاء 220 ألف موظف حقوقهم في تصحيح رواتبهم. المبررات التي قدمت لا تفيد بشيء، طالما ان النواب لم يقوموا بابسط واجباتهم، اي اعطاء اصحاب الحق حقهم، ثم البحث عن الكيفية.
في المقابل، وقفت ضد «تطيير» المشروع كل من كتلة التنمية والتحرير (حركة امل)، كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله)، تيار المردة، حزب البعث العربي الاشتراكي، والحزب السوري القومي الاجتماعي. وفيما عبّر رئيس مجلس النواب نبيه بري عن موقف كتلته الرافض لاقتراح التأجيل بقوله: «أنا ضد، وانشالله ما يكون يوم ظالم بالمجلس النيابي»، بدت كتلة حزب الله كما لو أنّها فهمت اللعبة، فقد أيّد أعضاؤها خلال الجلستين الصباحية والمسائية، بكل ما أوتوا من قوة الخطاب، إقرار السلسلة وفرض الضريبة على ربح فوائد المصارف ومكافحة الفساد والهدر، إلاّ أن الكتلة لم تصرف قوتها المعروفة خارج الخطاب لتصوغ تحالفاً داخل مجلس النواب في مواجهة «الهيئات الاقتصادية».
تولى رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة تسويق التأجيل وتأليف اللجنة في جلسة قبل الظهر، ليعكف نائب القوات اللبنانية جورج عدوان على تحويله الى اقتراح للتصويت في الجلسة المسائية، نال موافقة غالبية 65 نائباً ومعارضة 27 نائباً. وحده عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا غرّد خارج سرب التكتل، ممتنعاً عن التصويت على الاقتراح، بينما آثر النائب ابراهيم كنعان الخروج من القاعة في اللحظة التي قدم فيها عدوان الاقتراح. كنعان كان قد تحدث في الجلسة الصباحية عن أهمية عدم مقاربة سلسلة الرواتب من زاوية الأرقام فحسب، فالكادر البشري يمثل العنصر الأساسي في تكوين الدولة، سائلاً «ما إذا كان المواطن هو المسؤول عن الوضع المالي الذي وصلنا إليه». أضاف: «من اليوم الأول حصلت مصارحة مع أصحاب السلسلة، فمن جهة اعترفنا بالحقوق، لكننا طالبنا بإجراء توازن بين الحقوق والامكانات والاصلاحات». ورفض التأجيل واصفاً إياه بـ «الضرر الكبير». أما النائب عباس هاشم، الذي طلب الكلام قبل طرح الاقتراح على التصويت، فخرج هو أيضاً من القاعة في لحظة التصويت، وكذلك فعل وزير التربية الياس بو صعب.
طالب السنيورة
هل انقلب التيار الوطني الحر على حقوق الناس؟ كان هذا السؤال الأكثر تداولاً في أوساط الحاضرين أمس. الموقف الرسمي للتكتل أعلنه النائب آلان عون، حين أكد أننا «لسنا ضد التريث شرط عدم تطيير السلسلة». قال بوضوح: «عشنا خلال الساعات الطويلة في اللجان المشتركة صراعاً بين القلب والعقل، أنا شخصياً ليس لدي ايديولوجيا مع العمال ولا أحمل فكراً يسارياً، ولست أيضاً من دعاة الرأسمالية المتوحشة، عاطفتي مع الموظفين لا تتناقض مع تقديري لأرباب العمل، سألنا أنفسنا هل يجوز زيادة 121 % دفعة واحدة ؟ ألا يؤثر ذلك في النمو الاقتصادي؟ لكن في الوقت نفسه هل يجوز أن يدفع الناس ثمن عدم تصحيح الأجور منذ أكثر من 20 سنة؟ لماذا لا نتخذ قراراً سياسياً بمكافحة الفساد تماماً كما اتخذنا القرار الأمني في طرابلس؟».
من حضر الجلسة المسائية أمكنه أن يشاهد الود المستجد والتناغم بين عون والرئيس فؤاد السنيورة. بدا أن الأخير أعدّ الطبخة مسبقاً. لائحة الأسماء كانت حاضرة في «الجيبة»، لكن حالما قدم عدوان الاقتراح، بادره بري بالرفض قائلاً: «الرئاسة لديها جلسات لانتخاب رئيس للجمهورية، وأنا وعدت بأن تكون جلسة انتخاب الرئيس الجديد آخر نيسان، وأنا مع مناقشة كل مواد القانون وإقرار السلسلة وفق الأصول». وعندما تدخل السنيورة سائلاً: «كيف نحل قضية بهذا الحجم في الهيئة العامة؟»، فأجابه بري: «أعرف نتائج التأجيل منذ الآن».
منذ الصباح، كان يمكن ملاحظة موقفين واضحين: موقف يصر على الشروع في مناقشة مشروع السلسلة ومشروع تمويلها، بغض النظر عما يمكن أن تحدثه هذه المناقشة من مفاجآت. وقد عبّر عن هذا الموقف كل من الرئيس بري ونواب حزب الله. أما الموقف الثاني، فكان معارضاً لهذا الطرح من الأساس، وحمل لواءه على نحو خاص الرئيس السنيورة وكتلته. وقد عرّت حماسة عدوان للتصويت على الاقتراح كتلة القوات. وبدا واهياً أن يتذرع عضو الكتلة أنطوان زهرا بالعمل بجدية كسبب لتحويل الجلسة إلى سرية، علماً بأن اقتراحه المخالف للنظام الداخلي، كما قال بري، سقط، وقد عارضه كل من النواب سامي الجميل وعلي فياض وسيمون أبي رميا وعلاء ترو تحت شعار «الشفافية وحق الوصول إلى المعلومات».
أما المداولات، فقد عكست نقاشاً طبقياً. ففي وقت تولى فيه بري وكتلة حزب الله قيادة الهجوم على أصحاب الرساميل واقتصاد الريع، كان السنيورة وأعضاء كتلته والكتل الاخرى يشنون هجوما على الادارة العامة ونظام التقاعد والموظفين.
النائب علي عمار (كتلة حزب الله) قال: «حيتان المال ذبحوا اقتصاد الإنتاج واستبدلوه باقتصاد الريع. أمسكوا بالطبقة السياسية ومفاصل الدولة والاقتصاد والبطون الجائعة. ليس لدينا عقدة إيديولوجية، لكن اهل الراسمال يمارسون التهويل ويمسحون ذاكرة الناس»، مشيرا الى مآل أسواق وسط المدينة، وقال «الاستقرار النقدي كذبة كبيرة، لأننا نشتري السلعة كأن الدولار يوازي 3000 ل. ل. لماذا عندما وصل الأمر إلى حقوق الموظفين بتنا نبكي على الإصلاحات والاقتصاد؟ كفى تضليلاً للناس».
النائب نواف الموسوي أيّد سلسلة الرواتب، قائلاً: «مقابل الشعبوية التي تتحدثون عنها، هناك شعبوية يمينية، وهناك نخبوية لا تريد التقليل من ترفها». واقترح «إقفال باب النقاش والبدء ببحث مواد مشروع السلسلة». وأكد أننا «لا نقبل بدعة الذهاب إلى لجنة لدرس السلسلة، فهذا دفن لها». ودعا النائب حسن فضل الله إلى وضع اليد على الجرح باتخاذ خطوات جريئة في محاربة الفساد والهدر. أما النائب علي فياض، «فطالب بمناقشة السلسلة بعيدا من المناكفات السياسية». وقال: «ذهبنا إلى معالجات الايرادات الضريبية مع عدم زيادة حجم الدين، وعدم تحميل الطبقات الفقيرة العبء»، داعياً وزارة المال إلى «إعادة تقويم السياسة الضريبية، لكن بعد إقرار السلسلة».
في المقابل، طالب السنيورة بزيادة الضريبة على القيمة المضافة إلى 12% في الحد الأدنى. ولفت عضو كتلة «المستقبل» النائب غازي يوسف إلى أن «مشروعي السلسلة لا عدالة ولا مساواة فيهما»، سائلا: «كيف يقبض الأستاذ الثانوي أكثر من المدير العام؟». وانتقد النائب الكتائبي سامي الجميل أن «يأخذنا النقاش إلى كلام طبقي يذكرنا بأيام زمان. الفقر اليوم يطاول كل اللبنانيين، بمن فيهم الهيئات الاقتصادية»."
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها