26-11-2024 02:45 PM بتوقيت القدس المحتلة

بعلبك تزفّ عريس الصحافة حمزة الحاج حسن

بعلبك تزفّ عريس الصحافة حمزة الحاج حسن

زفّت منطقة بعلبك والجسم الإعلامي و«حزب الله» وإدارة «تلفزيون المنار» عريس الصحافة الشهيد حمزة الحاج حسن في موكب مزج بين العرس والتشييع، فحضرت الحنة والبقجة ومعها صواني البخور وصحون الأرز والورود ...

عبد الرحيم شلحة / جريدة السفير

تشييع شهداء المنارزفّت منطقة بعلبك والجسم الإعلامي و«حزب الله» وإدارة «تلفزيون المنار» عريس الصحافة الشهيد حمزة الحاج حسن في موكب مزج بين العرس والتشييع، فحضرت الحنة والبقجة ومعها صواني البخور وصحون الأرز والورود والملبس، مع زغردات النسوة وصرخاتهنّ، إلى جانب دموع الأم الثكلى والأب الصابر والشقيقتين، اللتين اهتمتا أولا بالوضع الصحي للأم التي غابت عن الوعي مرات عدة، خصوصاً لدى وصول جثمان ولدها إلى باحة المنزل.

الشهيد حمزة الحاج حسن لا يحتاج إلى شهادات في مناقبيته الصحافية، فهو الآتي من «مؤتمر جنيف» إلى جبهات القتال في القلمون، وما بينهما متابعته لانفجارات السيارات المفخخة في الهرمل والنبي عثمان.

كان الشهيد يحسب أنه على طريق الشهادة في كل لحظة، لذا تابع الأوضاع الأمنية والسياسية وحتى الاجتماعية بكل صدق وأمانة.

عند الثالثة والنصف انطلق موكب التشييع من أمام «مستشفى دار الحكمة» في بعلبك، منطلقاً باتجاه بلدة شعث، وقد أقيمت للموكب محطات عند كل مفرق وساحة ليزف الشهيد عريساً برش الأرز والورود وسط إطلاق كثيف للنار. وقد أخّرت محطات الاستقبال وصول جثمان الشهيد لأكثر من ساعة عن الموعد المقرر، فاستغرق وصوله أكثر من ساعة ونصف لمسافة لا تتجاوز الـ15 كيلومترا.

تشييع شهداء المناروالد الشهيد شحادة الحاج حسن وبنبرة منخفضة قال: «مهما تحدثت وحكيت عن حمزة لا أفيه حقه، فكل الناس تعرفه من خلال المهمات التي أداها بكل أمانة وشرف وتضحية حتى نال الشهادة. وتوجه إلى العالم ليتدخل ويحمي الصحافيين من أيادي الغدر، «لأن الصحافي هو من ينقل الحدث بأمانة وإخلاص».

عمّ الشهيد علي كان الأكثر قدرة على التعبير عن موقف العائلة، أعلن عن تمنياته أن «يكون شهداء الصحافة الثلاثة آخر شهداء الصحافة». وعبر عن «سعادة العائلة بشهادة حمزة لأنه تربى على نهج المقاومة اللامذهبية، والتي تستهدف مقاومة الظلم والظالم والتكفيري والتكفيرين». وأكد «الالتزام بنهج المقاومة وخطها اللاطائفي حيث استشهد حمزة في بلدة المسيح معلولا».

أضاف ان «الجهاد اليوم هو ضد التكفيرين ومن يقف وراءهم أصحاب العباءات النتنة الذين يشوّهون الدين والتاريخ والحاضر والمستقبل، لكنهم لن يفلحوا ما دام لدينا أمثال الشهيد حمزة».

والدة الشهيد حمزة وبجانبها شقيقته لاقتنا بالسؤال: «هل أتيتم لنا بحمزة؟ أين هو ما جبتوه معكم؟». أضافت: «بالأمس كان يصور الحدث فأصبح اليوم هو الحدث، الله يرزقك الجنة ويجعلك مع الصالحين».

عند الخامسة والربع انطلق موكب التشييع من منزل العائلة في شعث محمولاً على أكف ثلة من عسكريي «حزب الله» وآلاف المشيعين الذين ضاقت بهم شوارع البلدة وساحاتها يتقدمهم رئيس المجلس السياسي لـ«حزب الله» السيد إبراهيم أمين السيد، وزير الصناعة حسين الحاج حسن والنائبان علي المقداد وإميل رحمة، الأمين القطري لـ«حزب البعث» فايز شكر، ممثل «التيار الوطني الحر» النائب السابق سليم عون، النائب السابق حسن يعقوب، إدارة «المنار».
وأم الصلاة على جثمان الشهيد السيد إبراهيم أمين السيد.

تعازٍ

عمّت الاستنكارات الرسمية والأهلية خلال اليومين الماضيين، للجريمة البشعة التي راح ضحيتها الحاج حسن ورفيقاه. ودان رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان، «جريمة قتل الإعلاميين الذين يقومون بواجبهم المهني، في إيصال الوقائع بالصوت والصور إلى الرأي العام».

ووضعت «نقابة محرّري الصحافة اللبنانية» الجريمة بـ«رسم الأمم المتحدة ومنظمة الأونيسكو، والاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب»، مطالبة بإدانتها، وملاحقة الجناة.

كذلك عزّت «نقابة المصورين الصحافيين» في لبنان أسرة «المنار»، متمنية الشفاء العاجل للزملاء المصورين الجرحى. وحيّت النقابة الزملاء الذين اندفعوا في الساحات من أجل أداء واجبهم المهني.

من جهته، اتصل نقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي بالمدير العام لـ«المنار» ابراهيم فرحات، مقدّما له التعازي باسم النقابة، آملاً الكشف عن دقائق الجريمة «التي تشكل تحدياً صارخاً لحرية الإعلام في كل مكان».

وصدرت إدانات عن مرجعيّات دينيّة عدة، منها المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، والبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، وعن نواب ووزراء حاليين وسابقين، وسياسيين، وعسكريين، وأحزاب.

ووقف الإعلاميون المعتمدون لوسائل الإعلام المختلفة في المجلس النيابي دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، وعمّت وسائل التواصل الاجتماعي موجة من الاستنكارات والتعازي من قبل الجسم الصحافي والإعلامي في لبنان.

الرابط على موقع جريدة السفير