المنار ، وقعت ايضا بسبب دورها التنويري ، في عصر الظلام والجهل المخيم على فضائنا ، هدفا للظلاميين ،الذين جعلوا من استهداف هذه الفضائية هدفا استراتيجيا لهم ، لانها القت بحزم ضوئية قوية على حقيقتهم
على امتداد الصراع الازلي بين الخير والشر ، كان الجهل امضى اسلحة للظالمين والظلاميين ، فالجهل أكثر عتمة من الظلام ، وفي حلكته اُرتكبت و تُرتكب كل الجرائم بحق الله والحياة والانسان ، دون ان تطال القتلة يد العدالة ، التي شُوهت هي ايضا في غياهب ذلك الجهل البهيم ، فما زال الانسان ينزف تحت حد الجهل ولن يتحرر الا بنور العلم ، الذي سيفك وثاقه ويسطع على جميع زوايا حياته ، ولن يترك فيها زاوية الا اشبعها ضياء ، عندها فقط سيتقهقر جيش الظلام ولن يجد الجهل مكانا في عقول الناس.
ماجد حاتمي/ موقع العالم
لما كانت "الكلمة" و"القراءة" من اهم اسلحة العلم ، جعلهما الله فاتحتين لكتابين عظيمين من كتب السماء ، الانجيل والقران ، وهما اول كلمتين خاطب الله بهما البشر ، فاول ايات الانجيل: "في البدء كانت الكلمة" ، واول ايات القران: "اقرا باسم ربك الذي خلق" ، وهذا الافتتاح لرسالتين سماويتين ، جاء ليؤكد ان الظلام لن يقهر الا بالنور ، والجهل لن يقهر الا بالعلم.
لهذا السبب بالذات ناصب الظالمون والظلاميون العلم والنور ، على مدى الدهور والازمان ، العداء ، لانهما يكشفان زيف الجهل وعبثية الظلام ، فكان صراعا ازليا بدأ على الارض مع خلق الانسان وامتد حتى يومنا هذا ، واذا كان الانبياء ، منارات النور ، قد رحلوا عن دنيانا ، الا ان رسالاتهم باقية ما بقي الدهر ، ويمكن للسائرين على دربهم ونهجهم ان يحاربوا ، كما حارب الانبياء ، الجهل والظلام ، عبر استخدام كل عناصر العلم للكشف عن حقيقة الظالمين والظلاميين ،ومن بين هؤلاء السائرين على درب الصالحين ، كالمفكرين والعلماء والمثقفين ، كان للاعلاميين دورا هاما في تسليط الضوء على مناطق الظلام وكشف ابعادها والمعشعشين فيها كالخفافيش ، لهذا ناصب الظالمون والظلاميون العداء للصحفيين والاعلاميين ، وتتبعوهم تحت كل حجر ومدر..
قليلة جدا هي الفضائيات ووسائل الاعلام التي شارك الظالمون والظلاميون في معاداتها ، فهناك الكثير من الفضائيات التي تعمل لصالح الظلاميين لا يعاديها الظالمون والعكس صحيح ، ومن بين الفضائيات التي اتفق الظالمون والظلاميون على معاداتها وقدمت عددا كبيرا من كوادرها قرابين على درب تنوير الانسان وعتقه من ظلام الجهل ومن الظالمين ، الفضائية اللبنانية "المنار" ، التابعة للمقاومة الاسلامية في لبنان ، فهذه الفضائية استهدفت وبشكل لا مثيل له في العالم من قبل الظالمين ، الذين يجسدهم الصهاينة اليوم تجسيدا كاملا، حيث القيت مئات الصواريخ والقنابل على ابنية هذه الفضائية في لبنان على مدى عقود من الصراع مع المحتل الصهيوني ، في محاولة لاسكات هذا الصوت المقاوم.
كما تمت محاربة هذه الفضائية حتى من الغرب وامريكا بشتى الوسائل ، لانها ببساطة كاميرا ارخت وتؤرخ للحظات الانتصار والعزة والكبرياء لابطال المقاومة الاسلامية ، وتؤرخ ايضا للحظات الهزيمة والانكسار والخيبة للجيش الذي كان لايقهر قبل ان يُذل تحت اقدام ابطال حزب الله في جنوب لبنان ، هذه اللحظات التي رصدتها كاميرا المنار هي لحظات الحقيقة التي لاتريد اسرائيل الظالمة ان يراها الاخرون ، فكانت المنار واعلاميوها هدفا لالة الموت الصهيونية.
المنار ، وقعت ايضا بسبب دورها التنويري ، في عصر الظلام والجهل المخيم على فضائنا ، هدفا للظلاميين ،الذين جعلوا من استهداف هذه الفضائية هدفا استراتيجيا لهم ، لانها القت بحزم ضوئية قوية على حقيقتهم واخرجتهم من مخابئهم ، فاذا هم مصاصو دماء واكلة لحوم بشر وجبناء ويرفعون زورا راية الاسلام ، فارسلوا السيارات المفخخة وانتحارييهم الى الضاحية الجنوبية لاسكات هذا الصوت والتعتيم على هذه الصورة الحقيقة ، وعندما عجزوا ارتكبوا جريمتهم الجبانه يوم الاثنين 14 نيسان ابريل ، عندما كمنوا بالعشرات وهم يحملون مختلف الاسلحة وغدروا ، بالفريق الاعلامي للمنار ، الذي كان في طريقه الى بلدة معلولا بعد ان حررها الجيش السوري ، واطلقوا على السيارة التي كانت تحمل فريق المنار مئات الطلقات النارية ، فسقط الاعلامي حمزة الحاج حسن والتقني حليم علوه و المصور محمد منتش شهداء مضرجين بدمائهم.
ما الذي كان يحمله حمزة ورفاقه من سلاح ارعب الظلاميين الى هذا الحد ؟، انه ليس الا سلاح الحقيقة ، وسلاح التنوير ورصد الواقع كما هو ونقله الى المشاهد دون رتوش ، انها كاميرا المنار المقاومة ، فهذه الكاميرا هي التي كشفت حقيقة الظلاميين كما كشفت حقيقة الظالمين ، لذلك فالشهيد حمزة ورفاقه هم شهداء الحقيقة والنور والعلم ، شهداء الانسان المقاوم للظلم والظلام وللظالمين والظلاميين ، حمزة ورفاقه استشهدوا في بلدة معلولا المسيحية التي تتكلم اللغة الارامية لغة سيدنا المسيح (ع) ، فكانوا تجسيدا حيا للاية الانجيلية "في البدء كانت الكلمة" ، كما كانوا تجسيدا لدعوة القران الكريم للانسان ان "اقرا" ، وبهما يمكن ان يكون الانسان نورا يخترق الظلمات التي من حوله ، واكثر هذه الظلمات فتكا الجهل ، لذا سيبقى حمزة ورفاقه الشهداء منارا ، كما هي فضائيتهم ، تنير درب الانسان التواق للتحرر من الظلم والظلام ، السلام على حمزة ورفاقه يوم ولدوا ويوم استشهدوا ويوم يبعثون احياء..