نظمت الجامعة اللبنانية احتفالاً مركزياً في يوم "الجامعة اللبنانية" بالعيد الـ63 لتأسيسها، ظهر يوم الخميس في قاعة المؤتمرات في مجمع الحدث الجامعي، في حضور وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب ...
نظمت الجامعة اللبنانية احتفالاً مركزياً في يوم "الجامعة اللبنانية" بالعيد الـ63 لتأسيسها، ظهر يوم الخميس في قاعة المؤتمرات في مجمع الحدث الجامعي، في حضور وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب وحشد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والفكرية والأكاديمية وعمداء مختلف كليات الجامعة اللبنانية ومدراء الفروع والاساتذة.
واستهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة اللبنانية، ثم ألقى عريف الحفل الدكتور جورج طراد كلمة تحدث فيها عن أهمية الجامعة اللبنانية في المنطقة وانجازاتها.
السيد حسين
وبعد عرض وثائقي عن الجامعة منذ نشأتها والتطورات والانجازات التي شهدتها، ألقى رئيس الجامعة كلمة قال فيها: "هويتها وطنية، إنها جامعة كل لبنان، وهي ليست مجموع كانتونات فئوية، بل مجموع الطلبة اللبنانيين في مؤسسة عامة تدير أهم مرفق في الدولة هو مرفق التعليم العالي بلا تمييز أو محاباة. ولإبعاد الفئوية التي وسمت فروع الجامعة في مرحلة الحرب الأهلية وما نتج منها، سعينا مع العمداء والمديرين المخلصين لتبادل الأساتذة بين هذه الفروع. وما زلنا بحاجة إلى جهد مضاعف لإنجاز عملية أكاديمية ووطنية في إطار أكبر مؤسسة عامة وطنية خرجت في ستة عقود أكثر من مئتي ألف طالب وطالبة يحملون أرفع الشهادات وينتشرون في وطنهم وأطراف المعمورة".
أضاف: "إن الذين يطالبون بجامعات مستقلة في المناطق ضالون ومضللون حتى ولو تستروا بالإنماء المتوازن، فالإنماء لا يكون بالعصبيات والتأسيس لحروب أهلية وأحقاد دفينة بل بترقية الإنسان في وطن إسمه لبنان".
وعرض انجازات الجامعة خلال سنتين ونصف "انطلاقا من استراتيجية التطوير التي وضعت في العام 2012 بالتعاون مع العمداء ومجموعات من اللجان المتخصصة والخبراء في الجامعة"، مشيرا الى نظام LMD الذي "تعكف الجامعة على معالجة الثغرات التطبيقية له وتعميق إيجابياته"، لافتا الى مساهمة الجامعة مع جامعات: الأميركية واليسوعية والروح القدس الكسليك في ماستيرات مشتركة.
وتطرق الى تطبيق قانون التفرغ، وقال: "إنه نقلة نوعية ولن نتهاون في تطبيقه. لقد سقطت بعض العقود لأساتذة متفرغين بعد مخالفة قانون التفرغ، كما التزمت جامعتنا والجامعات المتعاونة معنا باحترامه. إن صلاحية إعداد ملف التفرغ للأساتذة الجدد هو من اختصاص رئيس الجامعة ومجلس الجامعة استنادا إلى رأي مجالس الوحدات وفق التسلسل الأكاديمي والإداري. فلماذا يعرض هذا الملف بالضغط والإبتزاز على القاصي والداني للنظر فيه، وكأن الجامعة لم تفرغ 687 أستاذا في العام 2008، لا بل أدخلت إلى ملاكها أكثر من 330 أستاذا متفرغا في العام 2010. لماذا لم يشترط المسؤولون في حينه استكمال مجلس الجامعة وفق الأصول أولا قبل النظر في التفرغ؟".
ولفت الى ان "محاولة إفشال مشروع التفرغ المطروح منذ سنتين، وربطه بتكوين مجلس الجامعة دلالة على اللامبالاة باستقلالية الجامعة ومصيرها". وقال: "الجامعة أنجزت ملف العمداء منذ سنتين، ورفعته إلى السلطة الحكومية التي لم تقره. والجامعة اليوم مستعدة لرفع هذا الملف مجددا على قاعدة تطبيق القانون 66، وليس قانون المحسوبيات والوصايات على عميد من هنا وكلية من هناك".
وأكد ان "البحث العلمي هو روح الجامعة النابضة بالتقدم، ولم يعد مجرد مبادرات فردية بقدر ما صار خطة قائمة على الفرق والجماعات المنتظمة في إطار أهداف الجامعة وسياساتها"، لافتا الى ان "لجامعة الوطنية دورين: أكاديمي معرفي، ووطني اجتماعي"،
وأشار الى أن "البحث العلمي لم يعد مقتصراً على الأبحاث المجردة، بل تعداها إلى البحث عن حلول لمشكلات المجتمع، وعن اقتراح حلول لمشكلات الجامعة والتعليم العالي".
وذكر أن "الجامعة أعلنت شعار "التمايز في الجودة" للعام الجامعي الحالي واعتماد التقييم الذاتي السنوي في المعاهد والجامعات، في إطار استقلالية الجامعة كمؤسسة عامة. وعلى هذا الأساس عملت اللجنة المركزية للجودة والتخطيط والاعتماد، ودعت إلى تشكيل لجان الجودة الفرعية في الكليات والمعاهد على أن تبدأ ورش العمل الخاصة بها في السابع من شهر أيار المقبل. ويجري تبادل الخبرات بين جامعتنا ومؤسسات ضمان الجودة العربية والعالمية. وقد اختيرت جامعتنا من بين خمس مؤسسات عامة في لبنان للافادة من برنامج الجودة الممول من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة ووزارة الدولة للتنمية الإدارية".
وأكد ان "عملية تقييم أداء الأستاذ الجامعي Evaluation هي جزء من نظام الجودة، وجرى التحضير لها مركزياً وبالتعاون مع العمداء والمديرين خلال أكثر من سنة، والنتيجة الحاصلة حتى الآن انخراط 13 كلية في عملية التقييم، التي أظهرت وعي الطالب الجامعي وحرصه على النمو والتطوير، والدفاع عن حقه في التعلم".
وعرض الدكتور حسين لاتفاقيات تعاون وقعتها الجامعة مع عدد من الجامعات والمنظمات في العالم. وقال: "هذا الإنفتاح على الخارج أنتج زيادة عدد الحاصلين على منح للتخصص في الجامعات العالمية، على مستوى الدكتوراه، إلى خمسين طالباً متفوقاً في العام 2013 ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى ستين طالباً في العام الحالي".
وأشار الى ان "الجامعة أنجزت من خلال مجموعة من الإختصاصيين القانونيين مشروع قانون تنظيمها، أخذا في الإعتبار تطوير قانوننا الراهن الموضوع في العام 1967، والإفادة من مشاريع القوانين المعدة في العقدين الماضيين"، لافتا الى أن "هذه القضية المحورية بحاجة إلى إقرار من الحكومة، ثم من مجلس النواب في إطار التحديث ومواكبة تطور الجامعة خلال نصف قرن. ويجري التحضير في هذه السنة لتجميع مجمل القواعد الإدارية والأعراف الجامعية المتممة للمراسيم والقوانين النافذة في إطار النظام الداخلي للجامعة اللبنانية، والذي يحتاج إقراره إلى موافقة مجلس الجامعة".
وقال: "أن أنشطة الجامعة ما كانت لتحصل لولا البيئة الجامعية الحاضنة، الموظفون والعاملون لهم دورهم، وللطلبة دور مميز، يكفي أنهم لم ينقلوا مشاكل الشارع إلى حرم الجامعة، بل آثرت غالبيتهم الساحقة اتباع الأنظمة الجامعية والتزام القيم الوطنية. وإذا كانت الجامعة تأخرت في تنظيم انتخابات الروابط الطلابية بحثا عن اتحاد عام لطلاب الجامعة، وتحت ضغط الأوضاع الأمنية خاصة في فروع الشمال، فإننا نأمل أن نحدد مع مجالس الوحدات ومجالس الفروع موعدا لإجراء هذه الانتخابات".
وختم الدكتور السيد حسيم بدعوة " أساتذة الملاك والتفرغ لأن يثبتوا نبلهم، ويتضامنوا مع زملائهم المرشحين للتفرغ في نضال تصاعدي دفاعا عن الجامعة أولا. وأدعوهم إلى الدفاع عن استقلالية الجامعة، التي انتهكت مرارا وتكرارا منذ سنوات طويلة، هذا حق لهم وواجب عليهم. دافعوا عن حقكم الطبيعي في تكوين مجلس الجامعة، وبناء المجمعات الجامعية. وتضامنوا مع موظفي الجامعة والعاملين والمدربين لإحقاق الحق في الاستقرار الوظيفي والإجتماعي. ترفعوا عن الصغائر، وتذكروا أن الكبار منكم هم الذين صنعوا مجد الجامعة اللبنانية. إن الأخلاق الجامعية تفترض ترفع العلماء عن آفات المجتمع، بل تفرض عليهم إصلاح المجتمع، والدفاع عن الوطن والدولة".
بو صعب
ثم كانت كلمة بو صعب استهلها بنص مرسل على هاتفه الخلوي من أحد الاساتذة المتعاقدين مع الجامعة يتحدث فيها عن تنظيم اعتصام بالمناسبة وخلال الاحتفال للمطالبة بحقوق الاساتذة وخاصة ملف التفرغ.
وقال بو صعب في كلمة مرتجلة: "إن الخطأ الكبير والمميت حصل عندما تدخلت السياسة في شؤون الجامعة اللبنانية، وفي القرار 42/1997 الذي كانت الجامعة بحاجة اليه. وبحسب خبرتي المتواضعة في التعليم العالي، أشير الى انه لا يوجد في العالم جامعة يعين مجلس الوزراء لها اساتذتها او ادارييها او مجلس العمد".
أضاف: " انني مدرك أن الجامعة بما تمثل من مكانة ومستقبل للبنان تعيش اليوم وضعا غير سليم ولكنها استطاعت رغم كل التدخل السياسي المخزي ان تستمر بفضلكم أنتم أيها الاساتذة والاداريين، فقد استطعتم المحافظة عليها، فلم تتعرض جامعة في العالم لما تعرضت له الجامعة اللبنانية ولا تزال تخرج القياديين للبنان والعرب".
وفي الختام قدمت الاوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة الدكتور وليد مسلم عزفا موسيقيا لمجموعة وتريات شرقية. بعد ذلك كان حفل كوكتيل بالمناسبة.