وبدأوا بالمفاوضات مع بوتين وخيروه بين سوريا وأوكرانيا فأجابهم أنه قادر على احتواء الاثنين معاً وأنه في موقع القوة وغير مضطر لأي تنازل. الأيام القادمة سوف تبرهن على حسن الاختيار الروسي وقوة صموده.
وحده النائب السابق ناصر قنديل توقف عند ذكرى "عيد الجلاء" الذي تحتفل به سوريا هذه الأيام وما يعنيه في ظل الأحداث الدامية التي يبذل فيها الجيش العربي السوري الدم والتضحيات في سبيل الحفاظ على وحدة سوريا وهويتها العربية الأصيلة.
في برنامجه الأسبوعي "ستون دقيقة مع ناصر قنديل"، حاول استشراف المستقبل السوري في ضوء النتائج العسكرية الباهرة، وما تعكسه الأزمة الأوكرانية في مسار التطورات الإقليمية ومدى الترابط بينهما، إلى جانب توقفه عند الملف اللبناني وحديث الساعة الذي يضج بقرب الانتخابات الرئاسية.
الشأن اللبناني كان محور القسم الأول، إذ أكد قنديل أن الجولة الأولى من النصاب الانتخابي لن تأتي برئيس، حتى لو نال 86 صوتاً لأنه بحاجة إلى ثلثي الأصوات، وحسم أي فوز يحتاج إلى الثلثين. وتوقع قنديل أن يحضر جميع النواب تحت قبة البرلمان اللبناني لأن الجميع يخشى أن يحمّل مسؤولية عدم اكتمال النصاب.
ولكن هل هذا يعني انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية؟!.. قوى 14 أذار ستركع أمام ترشح جعجع لنفسه وسيعلن الحريري ذلك عاجلا أو أجلاً لماذا؟!..لأن القوة الدولية التي ضغطت على سعد الحريري للقبول بحكومة فيها حزب الله الذي لم يخرج من سوريا هي نفسها من طلبت من جعجع أن يرشح نفسه، وبهذا الترشيح أقفل الأبواب على الأخرين.. وهذه هي وظيفته حالياً وهو متاكد من انه لن يصبح رئيساً..
أما جماعة 8 أذار فماذا أمامهم ليفعلوا أمام هذا الترشيح؟!. يؤكد ناصر قنديل أن مرشح 8 أذار الأساسي هو العماد ميشال عون، الذي حصل على إشارات من تيار المستقبل أنه سيسميه للرئاسة.. ومن المؤكد أن هذه العلاقة ستكون على المحك في اليوم الأول من اعلان النصاب الانتخابي وسوف تسقط حكماً.. ولكن من سيكون مرشح 8 أذار في الجولة الأولى امام جعجع؟!... هنا الجماعة الان مرتبكة وهي أمام خيارات عديدة ..ولكن رداً على سؤال من أحد الحاضرين توقع قنديل أن يكون المحامي النائب إميل رحمة هو مرشح 8 أذار مقابل جعجع في الجولة الأولى، ولكنه رغم ذلك عاد وأكد ان لينان لن ينتخب له رئيساً قبل نضوج "طبخة المنطقة".
في المحورين الثاني والثالث، أكد النائب قنديل أنه كان المطلوب في "جنيف 1" لجم اندفاع النظام العسكري، سوريا تحفظت وفهمت القطب المخفية وكان الاتجاه صوب الحراك السياسي، ولكن مع سقوط "القصير" تغيرت المعالادت الدولية وأصبح مطلوباً تغيير الموازين على الأرض ولا حل سياسيا، وبدأت لعبة الكيماوي لشن حرب، تأكدوا أنهم غير قادرين على البدء بها. وبدأ الضغط على روسيا، وعادوا من "جنيف2" الذي كان مقياس لميزان القوى ..وتبلور الضغط على روسيا بالملف الأوكراني ..
وهنا سؤال يطرح هل كانت اوكرانيا نقطة ضعف روسيا أم أنها كانت كميناً روسياً للأميركيين؟!.. أكد قنديل في رؤيته التحليلية للمعطيات الوقائعية أن روسيا كانت قد حصّنت نفسها تماماً لمعركة أوكرانيا التي هي الحديقة الخلفية لها ولأمنها القومي. إذ جهّز بوتين العشرات من الجنود بلباس مدني على الحدود مع القرم هم أقارب لأهل القرم الذين كانوا يتوقون للانضمام إلى روسيا واحتلوها بعدما دخل 10 الاف أخرون حيث أعلن الاستفتاء.. والآن يتكرر الشيء نفسه في اوكرانيا ..
ورأى قنديل أن حرب أوكرانيا تهدد وحدة أوروبا برمتها بحرب طائفية وأهلية، بين الكاثوليك والأرثوذكس، إذا لم يقبل الاتحاد الأوروبي بالانفصال بهدوء .. وبدأوا بالمفاوضات مع بوتين وخيروه بين سوريا وأوكرانيا فأجابهم أنه قادر على احتواء الاثنين معاً وأنه في موقع القوة وغير مضطر لأي تنازل. الأيام القادمة سوف تبرهن على حسن الاختيار الروسي وقوة صموده.