24-11-2024 07:04 PM بتوقيت القدس المحتلة

العلامة فضل الله: نحن مع النّقد المستمرّ لبناء الذّات والوطن

العلامة فضل الله: نحن مع النّقد المستمرّ لبناء الذّات والوطن

ولفت إلى "ضرورة تحرّر الشّباب من عقدة الخوف من الآخر، لأنَّ الإنسان يصبح متعصّباً ومنجذباً إلى الجماعة والطائفة تحت وطأة هذا الخوف"،

العلامة فضل الله: نحن مع النّقد المستمرّ لبناء الذّات والوطن نظَّم معهد اقرأ للعلوم الإسلاميّة لقاءً حوارياً مع سماحة العلامة السيد علي فضل الله، بعنوان "دور الشّباب في التّعامل مع الاختلاف في ضوء التّحديات الراهنة"، في جامعة العلوم والآداب اللبنانية.

وقد تحدّث السيد فضل الله عن "التحديات التي يواجهها الشّباب راهناً، ومن بينها الصراع القائم بين منظومة القيم والمبادئ والأخلاق، وما يريده الشّباب لنفسه، وكذلك الصّراع بين التراث والتقاليد من جهة، والحداثة والتَّجديد من جهة أخرى".

وقال سماحته: "هناك تحدٍ آخر هو تحدي العقل الجمعي الَّذي ينساق إليه الشباب الَّذين يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان منجذبين إلى الجوّ العام، بتأثير من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي".

ولفت إلى "ضرورة تحرّر الشّباب من عقدة الخوف من الآخر، لأنَّ الإنسان يصبح متعصّباً ومنجذباً إلى الجماعة والطائفة تحت وطأة هذا الخوف"، معتبراً أنّ "العصبية ليست ديناً، وأنَّ الاختلاف أمر واقع، لا بدَّ من الاعتراف به وتقبّله، ولكنَّ الإنسان يسعى دائماً إلى إلغاء الآخر، وفقاً لمبدأ أنا أو لا أحد، وتمتدّ هذه المشكلة لتصل إلى إلغاء الآخر على الصّعد كافة، ومنها الصّعيد السياسي".

ودعا سماحته إلى "بناء جسور التواصل مع الآخر المختلف، والتركيز على مبدأ الجدال بالتي هي أحسن، لأنَّ الإنسان لا يملك الحقيقة المطلقة، والعمل لإشاعة النقد الذاتي المستمر، لبناء متجدّد للذات والمجتمع والوطن".وأردف قائلاً: "لا بدّ للإنسان من أن يكون عادلاً مع أعدائه قبل أهله وأصدقائه، لأن عدم العدالة إثم".

وفي الختام، أكَّد السيّد فضل الله "دور الشّباب في تركيز التنوّع، وتحويل هذا البلد إلى قيمة، رغم اختلافات أبنائه"، داعياً إلى ضرورة "أن نتعرّف إلى المسيحيين، كما يقدّمون هم أنفسهم، وليس كما نريد نحن أن نراهم".