يكشف غولبل عن ما يسمى بالوحدة 504 التابعة للموساد وعن علاقتها بالقوات اللبنانية وحراس الأرز، كاشفاً عن الدور الخفي الذي تلعبه هذه الوحدة
"المقاومون السريون" التابعون "لحراس الأرز" وللقوات اللبنانية وارتباطهم بـ"الوحدة 504"؟
ويكشف الخبير الجنائي الألماني في حديثه لموقع المنار بعض المعلومات التي أغفلها التحقيق الدولي "عن قصد وربما عن غير قصد" يقول ضاحكاً.
فقال غولبل: "إن حجم الإنفجار والآثار التي خلفتها عملية اغتيال الحريري تظهر حجم المستوى اللوجستي والتكتيكي - الاستراتيجي عند المخططين والمنفذين لهذه العملية، التي لا يمكن تنفيذها في عشية وضحاها، نظراً لما تطلبه من استعدادات تقنية ومادية، وعناصر مدربة وموثوقة إضافة إلى مراقبة الضحية عن كثب وتعقب تحركاته."
وأردف "لقد أجريت تحقيقات ومقابلات مع عدة شخصيات، وتحدثت عن إرتباطات للموساد الاسرائيلي ببعض الجهات اللبنانية التي لها تاريخ حافل بعمليات اغتيال وتصفيات قامت بها ضد خصومها السياسيين أثناء فترة الحرب اللبنانية وما بعدها.. الا أن المحققين تجاهلوا هذه المعلومات، تماماً كما تجاهلوا المعطيات والأدلة التي يمتلكها حزب الله وسبق وأن كشف عنها أمين عام الحزب الشيخ نصر الله."
الوحدة "504"
وتحدث غولبل عن ما يسمى الـ "وحدة 504" والتي أفرد لها فصلاً كاملاً في كتابه، حيث يقول: "الوحدة 504 شكلتها المخابرات العسكرية الاسرائيلية، وتعتبر جهاز موساد مصغّر... متخصصة بتجنيد مخبرين في الدول العربية، أدارت أثناء فترة الاحتلال الاسرائيلي للبنان (الذي دام 18 عاماً) شبكة ضخمة من المتعاونين في لبنان وكانت مسؤولة عن قيادة جيش لبنان الجنوبي، وأعيد تشكيلها بعد العام 2000، ويفخر أعضاؤها بأن كل أمور الإجرام، من التجسس إلى القتل، هي من اختصاصهم."
وينقل غولبل في كتابه (إغتيال الحريري) كلاماً لليميني المتطرف الأميركي- الاسرائيلي موراي كال يتحدث فيه عن المجندين ضمن هذه الوحدة فيقول: "يتم إعدادهم على حرب العصابات، على القتل والتسلل واستخدام أحدث الطرق في إعداد السيارات المفخخة."
حراس الأرز والقوات اللبنانية والارتباط بالوحدة 504
ويتابع غولبل كلامه ناقلاً عن مصادره الخاصة أن "عناصر من الوحدة 504 كانت قد سافرت إلى قبرص من أجل الاستعداد للتسلل إلى عدة مناطق لبنانية. وتحدثت لي عن خطط أعدها اتيان صقر، زعيم حراس الأرز، لتجديد الخلايا في صفوف الشباب المسيحي، وعن نوع من تعبئة قامت بها القوات اللبنانية في صفوفها، وهناك تقارير أمنية كشفت عن أن غسان توما، أحد قادة القوات اللبنانية، كان قد غادر الولايات المتحدة باتجاه قبرص من أجل البدء بتعبئة الاتصالات في لبنان."
ومن ثم يعود غولبل ليستشهد بكلام لناجي نجار مدير "المؤسسة اللبنانية للسلام" كان قد أدلى به لإحدى الصحف الإسرائيلية متحدثاً عن علاقات وثيقة كانت تربط اتحاد اللبنانيين في المنفى –المناهض لسورية- مع المعارضة اللبنانية في الداخل.. ويستشهد غولبل بكلام نجار ليؤكد أن أفراداً من جيش لبنان الجنوبي ومن القوات اللبنانية الذين كانوا يتواجدون في المنفى يعملون في الوحدة 504.
ويشير الخبير الألماني في حديثه إلى أن مجموعة الاعتداءات والتفجيرات التي حصلت بعد عملية اغتيال الحريري تشترك بأنها "حصلت بالدرجة الأولى في مناطق سكن المسيحيين..."
الاتصال بغسان بن جدو
ويتابع الحديث في تحليله "وإذا ما أمعنا النظر جيداً سنجد الوسائل والإمكانات لم تكن متاحة لدى المخابرات السورية وجهاز الأمن اللبناني فقط بل أيضاً لدى الموساد الإسرائيلي... بالتعاون مع "المقاومين السريين" التابعين لحراس الأرز أو للقوات اللبنانية، على سبيل المثال.. وقد اتضح أن هناك قدرة إجرامية عالية كانت ومازالت متوفرة."
ومما يعزز هذا الرأي، هو ان العودة إلى لبنان كانت محظورة على الكثيرين من المنوضوين إلى هذين الحزبين، لأنهم محكومون بارتكاب جرائم حرب أو تعاون مع عدو.. وبالتالي كان يهم هؤلاء قيام نظام سياسي جديد كلياً في لبنان، ولهذا أوجد هؤلاء ما كان يعرف بـ"المقاومة اللبنانية في المنفى"، حسبما يعتقد غولبل.
"بالإضافة إلى كل هذه المعلومات هناك نقطة يجب أن الإلتفات إليها لقد ضم "شين بيت" وهو الجهاز المسؤول عن الأمن الداخلي في اسرائيل، وحدة خاصة من جيش لبنان الجنوبي لأنهم يتكلمون بلهجة عربية تشبه اللهجة الفلسطينية.. " يتابع غولبل.
ويقول "يتذكر المرء هنا اللهجة الغريبة للمتصل المجهول الذي اتصل بقناة الجزيرة عقب مقتل الحريري.. حيث ذكر يومها غسان بن جدو أن المتصل كان يتكلم العربية برداءة.. كان يتكلم العربية بلكنة أجنبية."
تابعوا في الجزء الثالث:
بين اغتيال حبيقة والحريري.. أوجه شبه