06-11-2024 01:39 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 29-4-2014: مشاورات باريسية حول الرئاسة والشارع يضرب لاقرار السلسلة

الصحافة اليوم 29-4-2014: مشاورات باريسية حول الرئاسة والشارع يضرب لاقرار السلسلة

تداولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الثلاثاء في 29-4-2014 معلومات عن لقاءات تجري في باريس بشأن الإستحقاق الرئاسي في لبنان، خصوصاً بين وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس حزب المستقبل سعد الحريري.

تداولت الصحف الصادرة في بيروت نهار الثلاثاء في 29-4-2014 معلومات عن لقاءات تجري في باريس بشأن الإستحقاق الرئاسي في لبنان، خصوصاً بين وزير الخارجية جبران باسيل ورئيس حزب المستقبل سعد الحريري، وسط ترقب ما قد ينتح عن تلك المداولات.

وبعيداً عن السياسية، برزت إلى الواجهة المسائل المطلبية والإجتماعية الداعية إلى إقرار سلسلة الرتب والرواتب، فيما ربطت بعض الصحف بين هذه التحركات المعيشية وبين انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، فيما تتواصل الحملات الداعمة للصحافة اللبنانية بوجه ما تتعرض له من ادعاءات، وجاءت افتتاحيات أبرز الصحف على الشكل التالي.

السفير

إسرائيل تتحرش بـ"الوزاني" و"بئر بليدا" .... "السلسلة" تحاصر "الرئاسة" في الشارع!

تداخلت الاستحقاقات السياسية والمعيشية، من دون أن تحجب عناوين أخرى أطلت، أمس، عبر الحدود، أولها ادعاء الاحتلال الاسرائيلي أن "الخط الازرق" مع لبنان يمر في وسط نهر الوزاني وفي بئر بلدة بليدا الجنوبية، مرفقا بالدعوة الى حظر السباحة في الجزء الذي تزعم اسرائيل انه خاضع لسيطرتها في الوزاني، وحظر استخدام بئر بليدا من قبل أهالي البلدة، وهو الأمر الذي استوجب اتصالات لبنانية بقوات "اليونيفيل" التي سيزور قائدها الجنرال الايطالي باولو سييرا قريبا الرئيس نبيه بري، بالترافق مع تحذير لبناني مفاده "إذا استمرت محاولة فرض الامر الواقع سنتحدى البلطجة الاسرائيلية"، على حد تعبير بري.

وأطل العنوان الثاني من خلال مضي الجيش اللبناني ومعه بقية المؤسسات الأمنية في معركة تفكيك المجموعات الارهابية التكفيرية في العديد من المناطق اللبنانية، وآخر الانجازات كان إلقاء القبض على خلية تابعة لـ"الجيش السوري الحر" في جرود بلدة عرسال في البقاع الشمالي، تضم في صفوفها "مسؤول المجلس العسكري في القصير والقلمون" محمد عبد الدايم الأعرج، بالاضافة الى "إرهابيين خطرين".

وفيما تقدم الهم المطلبي على الهم السياسي، ينتظر أن لا تحمل مجريات الدورة الانتخابية الرئاسية الثانية، غدا، أية مفاجآت على الصعيد الرئاسي، في ظل أرجحية عدم توافر النصاب، وبالتالي الدعوة الى جلسة جديدة في الأسبوع المقبل، ينتظر أن يتكرر فيها سيناريو تطيير النصاب... الا اذا حصلت تطورات غير محسوبة سياسيا، وخصوصا على خط الحوار الدائر بين العماد ميشال عون من خلال معاونه السياسي الوزير جبران باسيل وبين الرئيس سعد الحريري.
وقالت مصادر مطلعة على مسار هذه الاتصالات لـ"السفير" ان الحريري أبلغ بعض معاونيه بالاضافة الى "القوات اللبنانية" أن لا خرق حتى الآن، وأن الأمور لم تنضج بعد!

وفي انتظار عودة باسيل من باريس وتوافر معلومات عن طبيعة لقائه بالحريري، قال مصدر واسع الاطلاع لـ"السفير" ان الملف الرئاسي يخضع حاليا لمداولات جدية بين بعض العواصم الغربية والاقليمية، خصوصا بين باريس وواشنطن وطهران والرياض.

في الشأن المعيشي، ينذر مسار تعامل اللجنة النيابية المختصة مع مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب، بتصعيد وتيرة التحرك النقابي، ولعل باكورته مع تظاهرة دعت اليها "هيئة التنسيق النقابية" ظهر اليوم من امام مصرف لبنان وصولا الى ساحة رياض الصلح، مترافقة مع اضراب عام في المدارس الرسمية وشبه عام في المدارس الخاصة، فضلا عن دعوة الاتحاد العمالي العام الى اضراب شامل يوم غد.

فاللجنة النيابية التي تمثل "الخماسي" الذي اسقط مشروع السلسلة في الهيئة العامة لمجلس النواب، أي "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" و"اللقاء الديموقراطي"، وضعت نصب عينيها عنوان "ترشيق السلسلة"، الذي يستبطن ضمنا نية بتخفيض كبير لارقامها، وهو ما اكدته التسريبات، التي تحدثت عن اقتطاع نحو الف مليار ليرة من ارقام السلسلة حتى الآن.

واكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ"السفير" ان التخفيض طال امورا اساسية كإلغاء التدبيرين الرقم 3 و4 في ما خص الجيش، تخفيض نسبة الزيادات، إلغاء الـ6 درجات لاساتذة التعليم الاساسي، إلغاء الـ4 درجات ونصف الدرجة لاساتذة التعليم الثانوي، إلغاء المنح المدرسية، زيادة ساعات العمل، اقتطاع مبالغ من معاشات المتقاعدين.

وقال عضو اللجنة النيابية النائب غازي يوسف لـ"السفير" ان "اللجنة لم تنه مهمتها بعد، ولكن المحسوم ان مهمتنا ستنتهي في الاسبوع الحالي، وربما الخميس او الجمعة المقبلين". واوضح أن ما تقوم به اللجنة هو العودة الى مشروع الحكومة الأول الذي بلغت ارقامه 1669 مليار ليرة، "وهو رقم قابل للزيادة أو النقصان".

وفي المقابل، اعلنت "هيئة التنسيق النقابية" رفضها المطلق لأية صيغة تصدر عن اللجنة النيابية اذا لم تأخذ بزيادة الـ121% لجميع القطاعات من دون تخفيض او تقسيط او تجزئة.

ودعت الهيئة الى "تنفيذ الإضراب العام الشامل اليوم في جميع الوزارات والإدارات والسرايا والقائمقاميات والمدارس الرسمية والخاصة والمهنيات، والى المشاركة في التظاهرة النقابية التي ستنطلق من امام مصرف لبنان عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم باتجاه غرفة التجارة والصناعة ونحو جمعية المصارف، وصولا الى ساحة رياض الصلح.

وقال رئيس رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب لـ"السفير": اذا استمروا بالمماطلة فنحن ذاهبون الى تصعيد مفتوح على شتى الاحتمالات والخطوات، وصولا الى عدم إنهاء العام الدراسي، وهم في نهاية الأمر سيتحملون مسؤولية ذلك.

وردا على سؤال قال غريب: "لا تخفيض ولا تقسيط ولا تجزئة للسلسلة، ونرفض اية سلسلة تكون ايراداتها على حساب الفقراء وذوي الدخل المحدود، فما نطرحه هو الوصول الى سلسلة رتب ورواتب كناية عن مشروع اصلاحي يوقف الهدر والفساد والنهب والتهريب".

وكانت شرارة التحركات المطلبية قد انطلقت امس، مع التظاهرة السيّارة التي نفذها قطاع النقل البري، بين الكولا والدورة وساحة رياض الصلح، للتذكير بمطالب السائقين، لا سيما منع المضاربة غير المشروعة، ودفع بدل المحروقات لسائقي السيارات العمومية، وإقرار خطة النقل، ومساواة السائقين بغيرهم من المضمونين في تعويضات "الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي".

ودعا المجلس التنفيذي لـ"الاتحاد العمالي العام" إلى تنفيذ إضراب عمّالي وطني شامل في جميع الأراضي اللبنانية غدا مع تنفيذ اعتصام بدءاً من الحادية عشرة قبل الظهر في ساحة رياض الصلح، بالتزامن مع التوقف عن العمل في المطار من الحادية عشرة قبل الظهر إلى الأولى بعد الظهر، وإقفال تام في مرفأ بيروت طيلة النهار، وإقفال جميع مراكز الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

وأوضح رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن لـ"السفير" ان الإضراب تحذيري، وأشار إلى خطوات لاحقة اذا لم تتم الاستجابة لمطالب القطاع العام بمختلف شرائحه وأبرزها اعلان الإضراب المفتوح.

النهار

لقاءات باريس "الرئاسية" تسابق تعطيل النصاب هل يبدأ طرح البدائل قبل نفاد المهلة؟

فيما بات في حكم المؤكد ان الجلسة الانتخابية الثانية لمجلس النواب غدا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لن تلتئم بفعل تطيير النصاب، عكس انتقال حيز واسع من الحركة السياسية والديبلوماسية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي الى باريس تصاعد المخاوف من تآكل المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس من دون التمكن من انتخابه بما يجعل هاجس الفراغ ماثلاً بقوة في المشهد الرئاسي.

وهو أمر لفت اليه مراسل "النهار" في باريس سمير تويني في ضوء معطيات تفيد ان العاصمة الفرنسية تشهد زيارات لمرشحين للرئاسة والعديد من المتابعين للاستحقاق على النطاقين الداخلي والدولي. وتتخوف باريس من عدم حصول الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية ولا تقف مخاوفها عند حدود الفراغ فحسب بل ما يمكن ان يؤدي اليه من تداعيات خصوصاً ان التأخير في اجرائها قد ينعكس أيضاً على الانتخابات النيابية المحددة في تشرين الثاني المقبل.

وتشهد باريس حركة ناشطة على المستوى اللبناني اذ يفترض ان يكون رئيس الوزراء السابق سعد الحريري قد وصل ليلاً اليها من الرياض وسط معلومات عن لقاء جمعه بعيد وصوله ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي انتقل من روما الى العاصمة الفرنسية لهذه الغاية، علماً ان أوساطاً سياسية في بيروت تحدثت عن طابع حاسم لهذا اللقاء في شأن موقف الرئيس الحريري من ترشح العماد ميشال عون. لكن أي معلومات مؤكدة لم تصدر عن الاوساط القريبة من الحريري في شأن هذا اللقاء.

كما افاد مراسل "النهار" ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيصل بدوره اليوم الى باريس في طريقه الى لورد ويتوقع ان يلتقي الرئيس الحريري. وكشف ايضاً ان السفير الاميركي في بيروت ديفيد هيل قام بزيارة خاطفة لباريس في نهاية الاسبوع الماضي وعقد اجتماعات مع مسؤولين فرنسيين.

أما على الصعيد الداخلي، فعلمت "النهار" ان حركة مشاورات واسعة ستجري اليوم عشية الجلسة النيابية المحددة غدا لتظهير موقف القوى التي حاولت انقاذ نصاب الجلسة السابقة من أجل التعامل مع الاحتمالات المرتقبة غداً.

في غضون ذلك ابلغت مصادر ديبلوماسية جهات سياسية ان الافاق المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي تبدو معقدة بسبب ظروف غير مؤاتية دولية بين الولايات المتحدة وروسيا وغير مؤاتية إقليمياً بسبب التشنج في العلاقات السعودية – الايرانية.

وفي سياق التحضير لجلسة الاربعاء، رأس النائب وليد جنبلاط مساء أمس اجتماع "اللقاء الديموقراطي" في كليمنصو حيث جرى تأكيد المشاركة في هذه الجلسة. وانعقد هذا الاجتماع قبيل عودة الوزير وائل ابو فاعور من السعودية الذي وصل الى بيروت في ساعة متقدمة من الليل.

وعلمت "النهار" ان الزيارتين المتتاليتين لابو فاعور للمملكة مردهما الى انه التقى في الزيارة الاولى الرئيس سعد الحريري ثم اجتمع في الزيارة الثانية مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل.

وعشية الجلسة حذّر رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع فريق 8 آذار من “جسامة الاستمرار في تعطيل الجلسات”، منبهاً الى ان الاستحقاق الرئاسي “في خطر وقد نصل الى الفراغ والاخطر من ذلك سنكون كمن يستجلب القوى الاقليمية والدولية للضغط والوصول الى رئيس ليس برئيس سيمثل توازن قوى ولن يمثل أي مصلحة لبنانية”.

وأكدت مصادر نيابية بارزة في فريق 8 آذار لـ”النهار” استبعادها انعقاد الجلسة ما دام أي شيء جديد لم يطرأ على الواقع الانتخابي اثر نتائج الجلسة الاولى وما لم يحسم ترشح العماد عون، علماً ان ثمة رصدا لما سيصدر بعد ظهر اليوم عن اجتماع “تكتل التغيير والاصلاح” برئاسة عون الذي يمكن ان يحمل معطيات ودلالات معينة عن لقاء الرئيس الحريري والوزير باسيل.

واسترعى الانتباه في هذا السياق ما أدلى به أمس عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب كامل الرفاعي الى “وكالة الانباء المركزية “ من “أننا سنذهب الى مجلس النواب الاربعاء لكن دخولنا القاعة رهن بتأمين النصاب وحتى الساعة لا تفاهم على مرشح رئاسي يحظى بالغالبية”. وقال: “اننا ملتزمون تبني العماد عون كمرشح رئاسي لكن الاخير يخوض مشاورات داخلية وخارجية تضمن وصوله الى سدة الرئاسة ونحن ننتظر نتيجة هذه الاتصالات وعندما يعلن انه لم يصل الى نتيجة ايجابية سنبحث عن شخصية توافقية”.

وأضاف: “الكرة الان في ملعب عون الى حين رد الجواب ونعتقد ان اتصالاته مع الرئيس سعد الحريري لن تصل الى نتيجة جيدة”. ولاحظ ان ثمة اسماء عدة “من الممكن ان تشكل قاسماً مشتركاً بين اللبنانيين بينها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقائد الجيش العماد جان قهوجي والوزير السابق جان عبيد”.

موجة الاضرابات

في غضون ذلك، انطلقت أمس موجة الاضرابات والاعتصامات النقابية والمطلبية مع اضراب نقابات النقل البري وتجمع اصحاب الباصات والشاحنات والصهاريج في ساحة رياض الصلح. وتتوالى فصول هذه الموجة اليوم مع اضراب هيئة التنسيق النقابية وتظاهرتها الى وسط بيروت . كما ان اعتصامات سينفذها الاتحاد العمالي العام غداً تتزامن مع انعقاد الجلسة الانتخابية لمجلس النواب. ولم تستبعد أوساط قريبة من الاتحاد العمالي ان تتجاوز تحركات المضربين الاطار الاعتيادي لتبلغ حدوداً قد تساهم في تعطيل الحركة العامة وهو أمر أثار الشكوك في توقيت التحرك وتزامنه مع الجلسة النيابية ورسم ظلال تسييس محتمل للتحرك بحيث يشكل ذريعة اضافية لتعطيل الجلسة.

وعقدت اللجنة النيابية المكلفة اعادة درس سلسلة الرتب والرواتب اجتماعاً بعد ظهر امس في حضور حاكم مصرف لبنان، وأكد عضو اللجنة النائب جورج عدوان التزام اللجنة انهاء تقريرها في المهلة المحددة وتقديمه الى رئيس المجلس نبيه بري.

الاخبار

معاً من أجل الحريّة

بيار أبي صعب

هناك إنتقادات عدّة يمكن أن تُوجّه إلى رمزي جريج، وزير الاعلام اللبناني الحالي. علماً أن عمره القصير في الوزارة، لا يكفي ـــ رغم المؤشرات غير المطمئنة ـــ لاصدار حكم عادل على تعاطي معاليه مع هذه المهنة الشاقة التي تحمل أوزار الحياة السياسيّة، العبثيّة، في موطن الأرز. على ذكر العبثيّة، كان جريج، نقيب المحامين السابق، ليأخذ راحته أكثر في وزارة أخرى، كالعدل مثلاً، لولا أن الخلطات السحريّة والمعادلات السورياليّة التي تتحكّم بالحياة السياسيّة اللبنانيّة شاءت غير ذلك. علينا إذاً، حتّى اشعار آخر، أن نكتفي ببرنامجه الطموح: «تحويل وزارة الاعلام إلى وزارة حريّات».

لكن ما نيل «الحريّات» بالتمنّي كما يعرف الجميع. وفي انتظار أن «تؤخذ الدنيا غلابا»، اكتشفنا أن معاليه يتمتّع بروح النكتة، أو يبرع بحسّ المفارقة. فقد اختار توقيتاً غريباً أمس، ليوصل إلى الرأي العام فلسفته الخاصة جدّاً حول الحريّات. لم تسمح الظروف للوزير جريج أن يشارك شخصيّاً في مؤتمر التضامن مع «الجديد» و«الأخبار» الذي أطلقه ناشر «السفير» الزميل طلال سلمان ولاقى تجاوباً واسعاً، ومطمئناً، على المستوى الوطني. وما كان من معاليه إلا أن وجّه رسالة قرأها نقيب محرري الصحافة إلياس عون. رسالة موجّهة إلى الاعلاميين المجتمعين أمس في نقابة الصحافة دفاعاً عن السيادة الوطنيّة والحريّات العامة في لبنان، وضدّ بولدوزر القمع الدولي وترهيب الاعلام، يقول فيها ما معناه: أنا مع الحريّات، ولكن... ليس هذه المرّة! رسالة قاطع الحاضرون قراءتها بصيحات الاستنكار، فأكالوا لوزيرهم للأسف صفعة سيتذكّرها لبنان طويلاً.

بعد مقدّمة لطيفة تؤكّد على نواياه الطيّبة تجاه الحريّات، نصح وزيرنا الزميلين كرمى خيّاط وابراهيم الأمين، أن يذعنا للمحكمة الدوليّة، «لأن هذا هو السبيل الوحيد لإثبات براءتهما»! كيف ذلك وهو يصرّ على أنّهما غير متهمين؟ بتعبير آخر، قال الوزير للاعلاميات والاعلاميين المحتشدين في النقابة: لا داعي لوجودكم هنا، إفرنقعوا الى بيوتكم، لا سيادة للدولة اللبنانيّة ولا كلمة لها في حضرة المحكمة الدوليّة (وهذا غير دقيق، إذا استعدنا المادة 178 من قانون الاجراءات والإثبات للمحكمة الخاصة بلبنان). حسب «وزير الحريّات»، فإن الحريّة الوحيدة هي الخضوع لهذه المحكمة. وحدها تعرف مصلحة لبنان، وتقرر أين تبدأ وأين تنتهي حريّة الصحافة. إنّها المصدر الأوحد للعدالة، والضمانة الأعظم لحريّة الاعلام في لبنان.

المحكمة نفسها التي يذكّر المحامي رشاد سلامة بأنّها تعدّل القانون كلّما تَغيّر اتجاه الريح، ليناسب مقاسها وينسجم مع أجندتها وأهوائها، مستغرباً اليوم، في هذه القضيّة الشاذة، أن تقف «العدالة» في مواجهة مع «الحريّة».

الوزير جريج يفضّل «العدالة» ولو على حساب الحريّات والسيادة الدستوريّة. لعلّ معاليه لا يعرف الملفّ جيّداً كما أوحى للوفد الاعلامي الذي التقاه مساء أمس، أو لعلّه متأثّر ببعض تجارب الفنّ المعاصر التي تقوم على إلغاء الحدود بين الواقعي والمتخيّل.

يبقى تفسير آخر: إنّ رمزي جريج يتحرّك على خلفيّة سياسيّة بالمعنى الأضيق للكلمة. وأنّه، لا سمح الله ـــ مثل نبيّ الليبراليّة الذي أفتى على صفحته حول ما يجوز أو لا يجوز اعتباره «حريّة»، ومثل مرتكبي المقالات الكيديّة أو المتشفية على بعض المواقع الرخيصة ـــ يصفّي حساباته مع الخصوم، وينتظر بفارغ الصبر «لحظة الانتقام» منهم، وآخر همّه حريّة الاعلام. لكن لننتظر تجاوبه مع مطالب الهيئة المنبثقة من مؤتمر التضامن، قبل أن نحكم عليه.

كلا أيّتها السيّدات والسادة، ليس وقت الخلافات السياسيّة، ولا حتّى المنافسة المهنيّة، بل ان التحدّي مطروح على كل الاعلام اللبناني، وعلى كل اللبنانيين. وعند هذا المحكّ يظهر فعلاً من هم الغيارى على حريّة التعبير. ولعلّ من مصادر اعتزازنا كاعلاميين أن يكون في عداد المتضامنين يوم أمس مع «الجديد» و«الأخبار» في نقابة الصحافة، وجوه من المجتمع المدني وشخصيّات اعلاميّة وحقوقيّة قد نختلف معها هنا أو هناك في الرأي أو في الموقف. بيار الضاهر رئيس مجلس ادارة «المؤسسة اللبنانيّة للارسال» لفت الأنظار، حين لاحظ أن جزءاً من أهل الاعلام تخلّف عن الموعد. كأنّنا به يوجّه دعوة إلى الجميع كي يلتحقوا بالركب عند المحطة المقبلة: لنقف معاً دفاعاً عن حريّتنا ومهنتنا، بمعزل عن كل الاختلافات.

«إنّها فرصة لوحدة اللبنانيين بالتضامن مع الحرية الاعلامية»، كما قال نقيب الصحافة محمد البعلبكي. إنّها فرصة ثمينة أمام الاعلام اللبناني اليوم ليثبت لنفسه وللرأي العام أنّه على مستوى الامانة، وعلى مستوى الصيت الذي ما زالت تتمتّع به بيروت، عاصمةً للاعلام العربي، وموئلاً للحريّات.

المستقبل

جعجع و«الكتائب» يتخوّفان من الفراغ.. وسلامة مطمئن لتعديلات «السلسلة»

«يوم غضب» مطلبي.. برعاية «حزب الله»

بعد تصعيد ممنهج متصاعد النبرة والوتيرة على منابر الإستحقاق الرئاسي تعطيلاً وتهويلاً، وضع «حزب الله» إصبعه على زناد الشارع المطلبي مطلقاً نفير التعبئة تحت مسمى «يوم الغضب» بالتكافل مع «حركة أمل» خلف ستار التضامن «التربوي» مع مطالب «هيئة التنسيق النقابية» اليوم. وإذ تلمّس مراقبون في ما ورائيات هذه «التعبئة» المتزامنة بين الحزب والحركة توجّهاً سياسياً نحو اللعب بالشارع ووضع فوهته في رأس «رئاسة الجمهورية» لإخضاعها على قاعدة أنّ استحقاق 25 أيار يكون «مجيداً» أو لا يكون، أكد الاتحاد العمالي العام جهوزيته لتنفيذ اعتصام وإضراب شامل غداً، بعدما كانت نقابات النقل البري قد دشنت أمس أسبوع التحركات المطلبية باعتصام متنقل من الدورة والكولا وصولاً إلى ساحة رياض الصلح.

وكانت التعبئة التربوية في «حزب الله» قد أصدرت أمس بياناً دعت فيه إلى «المشاركة الكثيفة» في تظاهرة هيئة التنسيق النقابية اليوم وشددت على اعتباره «يوم غضب تربوي في وجه السياسات الاجتماعية والاقتصادية الجائرة بحق كافة فئات وطبقات المجتمع اللبناني التي عانت وما تزال من الآثار التخريبية السلبية لهذه السياسات منذ أكثر من عقدين من الزمن».

وتزامناً، دعا المكتب التربوي المركزي لحركة «أمل« إثر اجتماع طارئ «كل الأساتذة والمعلمين للمشاركة الكثيفة والفعالة في الاضراب والتظاهر» اليوم أمام مصرف لبنان في سبيل «إقرار السلسلة».

وعشية تنفيذ هيئة التنسيق إضراباً شاملاً تحت شعار «الرفض المطلق لأية صيغة تصدر عن اللجنة النيابية المكلفة درس سلسلة الرتب والرواتب إذا لم تأخذ بزيادة 121% من دون تقسيط أو تجزئة»، واصلت اللجنة إجتماعاتها في المجلس النيابي بحضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مؤكدةً التزامها مهلة الخمسة عشر يوماً المحددة لعملها وعزمها «إعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم من دون تعريض الإقتصاد الوطني والمالية العامة لانعكاسات سلبية».

وإذ علمت «المستقبل» أنّ اللجنة خاضت أمس في الشق المتعلق بالإيرادات بعدما أنهت بحث الإنفاق في السلسلة، بحيث جرى إلغاء الدرجات التي نص عليها المشروع السابق وغض النظر عن مشروع البناء المستدام مع سحب زيادة الضريبة على القيمة المضافة إلى 15 % من التداول، إكتفت مصادر اللجنة بالقول لـ»المستقبل» إنّها «استعرضت خلال اجتماع الأمس الأرقام التي وصل إليها المجتمعون بحيث إطمأن سلامة إلى التعديلات المقترحة على السلسلة، مبدياً اعتقاده أنّ اللجنة في ضوء هذه التعديلات وصلت إلى صيغة مقبولة» في مشروع السلسلة.

المصادر لفتت إلى أنّ كلاًّ من أعضاء اللجنة سيعود إلى كتلته النيابية لوضعها في نتائج الصيغة التي تم الوصول إليها»، مؤكدةً أنّ اللجنة ستلتئم اليوم «وفي حال نيل الصيغة المقترحة موافقة الكتل فستتم صياغتها خطياً وتضمينها في تقرير اللجنة النهائي تمهيداً لرفعه إلى الهيئة العامة لمجلس النواب».

جعجع

أما في مستجدات الملف الرئاسي، فقد برز أمس المؤتمر الصحافي الذي عقده مرشح قوى الرابع عشر من آذار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع منتقداً «عشوائية» إستخدام فريق 8 آذار لحق الإقتراع بـ«ورقة بيضاء»، ومشدداً على كون هذا الفريق إستخدم هذا الحق في الدورة الأولى «لتعطيل الإنتخابات وصولاً إلى المقاطعة في الدورة الثانية».

وإذ طالب قوى 8 آذار «باختيار مرشح لها إلى رئاسة الجمهورية وطرح برنامجه» تمهيداً لحصول عملية الإنتخاب «ومن يفوز نذهب جميعاً لتهنئته»، حذر جعجع في المقابل من أنّ «الاستحقاق الرئاسي في خطر». وأضاف: «قد نصل إلى الفراغ، والأخطر من ذلك سنكون كمن نستجلب القوى الاقليمية والدولية الى لبنان للضغط في سبيل الوصول إلى رئيس، ليس برئيس، سيمثل توازن قوى ولن يمثل أي مصلحة لبنانية».

ورداً على سؤال، أكد جعجع الإستمرار في ترشحه «حتى النهاية»، ونفى ما يتردد حول احتمال أن يكون تيار «المستقبل« بصدد ترشيح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «كمرشح توافقي»، مع إبداء ترحيبه في الوقت عينه «بفتح قنوات الاتصال بين كل الأفرقاء».

«الكتائب»

تزامناً، حذر حزب «الكتائب» من مغبة «تعريض موقع رئاسة الجمهورية لخطر الفراغ». ودعا «الأفرقاء جميعاً إلى اتخاذ القرار الواضح والصريح بتأمين النصاب وممارسة الواجب الدستوري» في جلسة مجلس النواب غداً، مؤكداً إثر اجتماع المكتب السياسي للحزب برئاسة الرئيس أمين الجميل «مشاركة كتلته النيابية في الدورة الثانية لانتخاب رئيس للجمهورية، وفي كل الدورات اللاحقة»، مشدداً على «وجوب انبثاق سلطة رئاسة الجمهورية من داخل البرلمان وليس من خلال تفاهمات وتسويات تعقد في الخارج وتُستورد غب الطلب إلى المجلس».

اللواء

لقاء الحريري - باسيل في باريس اليوم .... العسيري في بيروت خلال أيام ... و8 آذار تحجب النصاب عن الجلسة غداً

ما الرابط بين حشد 8 آذار لدعم التحركات المطلبية، سواء السائقين العموميين الذين عادوا الى الشارع امس، او هيئة التنسيق النقابية التي استنفرت قواعد المعلمين والموظفين، بالتنسيق مع المكاتب التربوية، للاحزاب والتيارات المنخرطة في التحرك، لتنفيذ اضراب واسع اليوم، يليه اضراب آخر غداً للاتحاد العمالي العام، واحجام هذه القوى نفسها عن حشد النواب عن تأمين النصاب للجلسة النيابية الثانية المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟

واذا كان هناك اقتناع بأن كل ما يحيط بجلسة انتخاب الرئيس غداً بات اشبه بمسرحية اعدت باتقان لتمرير الوقت ورفع العتب وتبرئة الذمة، فإن الضغط في الشارع ينطوي على اسئلة بلا اجابة، في وقت اقتربت فيه اللجنة النيابية الفرعية من انجاز اعادة دراسة سلسلة الرتب والرواتب وايداعها الامانة العامة لمجلس النواب قبل نهاية الاسبوع، او يوم الجمعة المقبل، بعد وضع اللمسات الاخيرة على الارقام والتحقق من امكانية جبايتها.

واستطراداً، ما الرسالة التي يبغي فريق 8 آذار ايصالها بتعريض استحقاق الانتخابات الرئاسية للفراغ والضغط بالشارع مع العلم ان الحكومة ليس بإمكانها تحمل اعباء اضافية، وهي حكومة كان الهدف منها تحضير الأجواء للانتخابات الرئاسية؟

لا يخفي مصدر نيابي مطلع من ان هذا المشهد هو مشهد غير صحي يهدد الائتلاف السياسي باهتزازات، في وقت بدأت فيه الرهانات على تفاهمات معينة تنفذ، وربما تضع الساحة مجدداً امام انكشاف غياب التوافق على رئيس الجمهورية.

وسط هذه الاجواء، علمت «اللواء» من مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع ان وزير الخارجية جبران باسيل انتقل من روما الى باريس، وذلك لملاقاة الرئيس سعد الحريري الذي من المفترض ان يكون في العاصمة الفرنسية اليوم، لعقد لقاء بين الرجلين يتناول التطورات السياسية التي حدثت بعد تأليف حكومة المصلحة الوطنية والتعاون القائم بين تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» والاحتمالات القائمة للتعاون في الانتخابات الرئاسية الجارية. وكشفت المصادر ان اللقاء سيتناول مستقبل التفاهمات بصورة كاملة، سواء على صعيد الرئاسة وما بعدها.

وأكدت ان سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري سيعود في الايام القليلة المقبلة الى بيروت ليكون على مقربة من المشاورات للتوافق على رئيس جديد للجمهورية، من دون اسقاط التوافق على النائب ميشال عون.

اشارة الى ان مرشح 14 آذار لرئاسة الجمهورية الدكتور سمير جعجع ابلغ زواره امس ان الرئيس الحريري سيبلغ الطرف العوني، عبر باسيل، في الساعات المقبلة، ان لا امكانية للتعاون الانتخابي معه، او اقناع 14 آذار بانتخابه رئيساً وفاقياً لاسباب منها: فقدان عامل الثقة، وان فريق 14 آذار ما يزال يتبنى ترشيح الدكتور جعجع.

ويأتي هذا اللقاء التي رجحت المصادر المطلعة انعقاده بين الحريري وباسيل، وسط حركة مشاورات في جدة بين الرئيس الحريري والمرشح الرئاسي جان عبيد الذي عاد امس الى بيروت، والموفد الجنبلاطي وزير الصحة وائل ابو فاعور الذي كانت المعلومات حول زيارته الى السعودية تفيد انه حتى ساعة متأخرة كان ما يزال هناك.

وفي ضوء الجواب السلبي الذي سمعه باسيل من الحريري توقعت المصادر المتابعة لحملة 14 آذار الانتخابية، ان تتجدد حملة «التيار الوطني الحر» على «المستقبل»، والتي كانت خبت في الاشهر الماضية، في مرحلة انفتاح العلاقة بين الجانبين منذ لقاء باريس الاخير، من دون ان تستبعد انعكاس هذه الحملة على انتاجية مجلس الوزراء، في مقابل تجدد الانفتاح العوني على جنبلاط، وتالياً عدم اكتمال النصاب في جلسة الاربعاء.

ورأت هذه الاوساط ان الاستحقاق الرئاسي على عكس ما يظن البعض، متروك لقدرة اللبنانيين على انتاجه، خصوصاً وان الاهتمام الدولي والاقليمي بالملف اللبناني لا يبدو مؤثراً، نظراً لأن الأولوية هي للملفات الاقليمية الاخرى التي تفرض نفسها على اللاعبين الكبار.

وفي هذا السياق، كشفت اوساط سياسية التقت السفير الاميركي ديفيد هيل مؤخراً، بأن هناك غياباً واضحاً للدور الاميركي المؤثر في الاستحقاق الرئاسي، مشيرة الى ان هذا الدور يقتصر فعلياً على متابعة مجريات ما يحدث من دون التأثير فيه لا سلباً ولا ايجاباً.

وقالت ان الموقف الاميركي ينحصر في تأكيد واشنطن على إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، لكن اللافت أن هذا الموقف ليس بالضرورة أن يكون بلا أي ثمن.

وكشفت الأوساط نفسها، في المقابل، عن عودة تحريك قنوات اتصال فرنسية، في اليومين الماضيين باتجاه السعودية وإيران، في خصوص الاستحقاق الرئاسي اللبناني، بعدما كانت هذه القنوات قد توقفت في الآونة الأخيرة والتي لعبت باريس وواشنطن دوراً فيها.

واستناداً الى هذه المعطيات، فإن مصادر نيابية في كتلة «المستقبل» لا تعتقد أن الأمور موضوعة على نار حامية، وأن مرحلة المراوحة، بالنسبة الى الاستحقاق سيمتد الى أسابيع وربما الى شهور، الى حين نضوج الوضع الرئاسي.

ووفقاً لما نقل عن عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب كامل الرفاعي، فإن 8 آذارتستبعد أن يكون اللقاء بين الحريري وباسيل إيجابياً، لأن لديه مرشح، وإذا تبدّل هذا المرشح فلن يكون عون، بل ربما واحد من ثلاثة: إما العماد جان قهوجي أو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أو جان عبيد.

أما كلمة السر عند نواب 8 آذار ولا سيما حزب الله و«أمل»، فقد لخصها الرفاعي بأننا سنذهب الى مجلس النواب، لكن دخولنا الى القاعة رهن بتأمين النصاب.

ومن جهته، اعتبر عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب سليم سلهب لـ «اللواء» أن العماد عون لن يكون أبداً مرشح تفرقة، وأنه ما لم يكن مرشحاً توافقياً يجمع الكل من حوله، فهو لن يعلن ترشيحه، مشيراً في الوقت نفسه أنه (أي عون) ينتظر نتائج المشاورات الجارية بشأن الاستحقاق الرئاسي لاتخاذ قراره بالترشح أو عدمه.

واستبعد النائب سلهب حصول أي تطورات جديدة من شأنها أن تبدل المشهد الذي طبع جلسة الانتخاب الأولى، مؤكداً أن ما من بوادر مشجعة بالنسبة لجلسة الانتخاب الثانية، نافياً أن يكون قب تبلغ بأي معلومات بشأن لقاء الحريري - باسيل في جدة، موضحاً أن هذا الأمر قد يتبلور في اجتماع التكتل المقرر اليوم، الى جانب قرار حضور جلسة الأربعاء من عدمه.

من جهة ثانية، علمت «اللواء» أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي يعود اليوم من روما، سيترأس الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء التي لم تحدد بعد بانتظار جلسة الانتخاب التي تشارك فيها الحكومة مجتمعة. وطبقاً لما كانت أوردته «اللواء» مند فترة قريبة، فإن الجلسة المرجح أن تكون الجمعة، أو أن تتأخر الى الأسبوع المقبل، قد تشهد تعيين مديراً عاماً جديداً لوزارة العدل الى جانب تعيين محافظين لبيروت وبعلبك - الهرمل وعكار.

السلسلة

في هذا الوقت، خرجت اللجنة النيابية الفرعية المكلفة إعادة درس سلسلة الرتب والرواتب عن صمتها نسبياً، بسبب حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لجلسة عقدتها مساء أمس في المجلس النيابي، بعيداً عن الإعلام، واستمعت في خلالها الى رأي سلامة بخصوص السلسلة وهو الرأي الذي سبق وأعلنه أمام اللجان النيابية المشتركة، داعياً الى تجزئتها لتفادي الانعكاسات السلبية على مالية الدولة.

ولم تشأ مصادر اللجنة الكشف عن تفاصيل أخرى، باستثناء ما أعلنه النائب جورج عدوان بالتزام اللجنة إنهاء تقريرها في المهلة المحددة، ليصار الى عرضه ومناقشته وإقراره في الهيئة العامة وفقاً للأصول، مشيراً الى أن كل ما تناولته وسائل الإعلام عن مداولاتها غير دقيق ولا يعكس حقيقة ما يجري داخل اللجنة.

وأكد عدوان حرص اللجنة على إعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم من دون تعريض الاقتصاد الوطني والمالية العامة والمستوى المعيشي والقوة الشرائية للمواطنين أيضاً لانعكاسات سلبية.

ويأتي تأكيد اللجنة، وسط إضراب عام ينفذه المعلمون في كافة المدارس الخاصة والرسمية، احتجاجاً على عدم إقرار السلسلة، تضامنت معه التعبئة التربوية لحزب الله التي دعت الى الوقوف خلف هيئة التنسيق النقابية والالتزام الكامل بالإضراب الذي دعت إليه اليوم وإلى المشاركة الكثيفة في التظاهرة من مصرف لبنان الى ساحة رياض الصلح، ودعت الى أن يكون اليوم يوم غضب تربوي في وجه السياسات الاجتماعية والاقتصادية الجائرة بحق كافة فئات وطبقات المجتمع اللبناني.

الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها