27-11-2024 05:44 PM بتوقيت القدس المحتلة

الإرهاب هو "العامل الأنشط" في سورية!

الإرهاب هو

مؤسسات ضربت، ومعامل أفرغت من ضجيج ماكينات إنتاجهم.. عمال سورية أبرز ما يميزهم رغم إحباطهم بسبب نتائج الحرب على بلادهم، هو الأمل بعودة الوضع أجمل مما كان

خليل موسى - سورية
 
بزنودهم رُفعت الاوطان، شُيدت المعامل وبُنيت البلاد، تحت الشمس عملوا تحت المطر تحدوا البرد والريح، من أجل أن يكون للمستقبل طريق مزدهر وواضح، عمال سورية أبرز ما يميزهم رغم إحباطهم بسبب نتائج الحرب على بلادهم، نقيض واضحٌ هو الأمل بعودة الوضع أجمل مما كان، مؤسسات ضربت، ومعامل أفرغت من ضجيج ماكينات إنتاجهم، فيا عمال العالم اتحدوا ليعود عمال سورية إلى معاملهم.

جولة لموقع المنار على عمال سوريين في شوارع دمشق، رصدنا  الحال الذي لم يعد كما كان قبل ثلاثة أعوام ، كلام يجمل ما وصلوا إليه، مع الامل بمستقبل افضل، وان تشكل الانتخابات الرئاسية المقبلة نقطة تحول في تاريخ البلاد.

محمد كان عاملا في أحد المعامل في حي القابون الدمشقي. أَخبرنا عن قصته فقال "جاء من يدعون أنهم ثوار" ضربوا المعمل ، فاصبحت في الشارع، اسكن في أحد مراكز الإيواء التي أقامتها الدولة، اعمل سائق سيارة أجرة يوما، وأقعد عاطلا عن العمل لاكثر من عشرة أيام."
أما سهام، فتركت ورشة الخياطة حيث كانت تعمل بعد تهديمها على يد "المخربين" كما أسمتهم، وتنتظر الفرج، وتأمل ان يعيد الرئيس القادم الذي تفرزه صناديق الاقتراع "بغض النظر من كان" إعمار سورية كما كانت، علَّ الفرج يكون قريباً.

ومن قصص المعاناة الكبيرة قصة ابراهيم ، عامل لم يترك لليأس كوّة ليتسرب إلى قلبه، لولا الجيش العربي السوري لكان اليوم في مكان آخر، تحدث عن أحدى المرات التي حاول فيها المسلحون الاستيلاء على مقر عمله، فاحتجز وعدد من زملائه في قبو المعمل، وبعد انتهاء المعركة أسعفهم الجيش ، ليخلصهم من بطش الإرهابيين، ويوضح فكرة باتت حقيقة "هم مطلوبون لكل من ادعى الثورة، والسبب أنهم عمال لدى مؤسسات تابعة للدولة"، لكن كما أخبرنا بنبرة تملؤها حسرة ممزوجة بتحدٍ " عمّرنا سورية، وسنعاود إعمارها، ولن يخيفونا".

أبو رياض يدخن سيجارته بألم، في معالم وجهه وشيبة لحيته عنوان معركة مع اليأس، ساقه الوحيدة وعكازتاه تخبران قصة الشظية، أما نبرة صوته فكانت موسيقى التحدي، ليقول "كنت أعمل أي شيء، أي "عامل فعالة" كما نقولها هنا بالعامية، انقطعت رجلي بشظية هاون، وانقطع رزقي معها". تحدث ابو رياض عن أمله في الانتخابات القادمة بوعي الكهل الذي ذاق دروسا من الحياة القاسية فقال " شيبي ما إجا من فراغ.. عانيت كتير يا إبني" وابتسم ليكمل " بتمنى بعد الانتخابات يخلصونا من الحجة الي قطعولنا فيها رزقنا، بدهن يحكو على الشرعية طيب نحنا رح (نشرعن) الرئيس على عيون العالم كلها، ونرجع نبني بلدنا ونشيد معاملنا."

ومن الجدير ذكره أن حوالي 90 بالمئة من المعامل في سورية تم إغلاقها لا بإرادة أصحابها، إنما بعد ضربها وتخريبها وإحراقها، كما ان الأرشيف السوري سجل حتى الآن ما تم سرقته من معامل بأكملها من مدينة حلب عاصمة سورية الصناعية، أو كما يسميها السوريون "الصين السورية".
ومن ضمن المعامل التي شملها التخريب خلال الأزمة، معامل الادوية والنسيج والميكانيك وباقي قطاعات الإنتاج التي اشتهر فيها الاقتصاد السوري ووصل فيها الى مرحلة التصدير العالمي .

قصص كثيرة من معاناة العمال السوريين ، ربما لا يكفيها مقال او حتى جريدة، فما ذاقوه خلال أزمة بلادهم والحرب الشعواء عليها، كان كافيا ليخلق عندهم تحديا أكبر من أعوام الحرب، لكن وبما أن الإرهاب في سورية كان عاملا نشيطاً بفعل من أدخله إلى سورية، فإن الوقت قد حان برأي السوريين أن يفصل هذا العامل المخرب ليعاد تشييد المعامل من جديد .