استقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض اليوم الجمعة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في مباحثات تطغى عليها الازمة الاوكرانية وذلك في اول لقاء بينهما منذ فضيحة تنصت واشنطن على هاتف ميركل.
استقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما في البيت الابيض اليوم الجمعة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في مباحثات تطغى عليها الازمة الاوكرانية وذلك في اول لقاء بينهما منذ فضيحة تنصت واشنطن على هاتف ميركل.
ومن المقرر ايضا ان يتباحث اوباما مع ميركل حول اتفاقية التجارة الحرة بين جانبي الاطلسي، على ان يعقب ذلك مؤتمر صحافي مشترك، بحسب البيت الابيض.
واثارت تسريبات المستشار السابق لدى وكالة الامن القومي الاميركية "ان اس ايه" ادوارد سنودن والتي كشفت ان الوكالة قامت بعمليات تنصت واسعة النطاق في المانيا وخصوصا على الهاتف النقال لميركل، خلافا بين واشنطن وبرلين.
وسعى اوباما الى تهدئة ميركل وتعهد في كانون الثاني/يناير في مقابلة تم بثها في المانيا بان "المستشارة يجب الا تخشى تعرضها للتجسس في المستقبل" من قبل الولايات المتحدة.
وكانت المانيا تامل بتوقيع اتفاقية تحظر التجسس المتبادل الا ان الولايات المتحدة لا تزال تتردد ازاء الموافقة عليها، حيث اودرت الصحف الالمانية ومحللون ان ميركل لم تنسى الخلاف الا انه بات ثانويا منذ اندلاع الازمة الاوكرانية.
وفي مطلع الاسبوع، اعلنت الادارة الاميركية فرض عقوبات جديدة بحق سبعة مسؤولين روس و17 شركة، كما اضاف الاتحاد الاوروبي اسم 15 مسؤول روسي واوكراني موالين لروسيا على قائمة العقوبات، حيث انها حذرت الرئيس الروسي فلاديمير بويت من امكان فرض عقوبات على قطاعات محددة من الاقتصاد الروسي وليس فقط بحق افراد او مؤسسات، الا انها لم تنفذ تهديدها بعد.
واشار خبراء العلاقات بين جانبي الاطلسي الى ان هذا الحذر مرده تردد بعض الدول الاوروبي خصوصا المانيا لانها تتخوف من ان تنتهج روسيا سياسة المعاملة بالمثل.
والاتحاد الاوروبي يقيم علاقات اقتصادية اكبر مع ورسيا منه مع الولايات المتحدة، وعليه فانه سيتعرض لخسائر اكبر في حال المعاملة بالمثل.
ولدى سؤال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني حول الموضوع امس الخميس، اجاب ان "هناك تعاون كبير في هذا المجال بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبين وبين دول مجموعة السبع، ونحن نتوقع استمرار هذه الجهود".
كما اشار كارني الى ان "الثمن الذي يجب ان تدفعه روسيا في حال رفضها احترام التزاماتها يتزايد"، الا انه اقر في الوقت نفسه "كل دولة في الاتحاد الاوروبي والولايات والمتحدة وغيرها من الدول تقيم علاقات اقتصادية على مستويات متفاوتة مع روسيا، لذلك فان فرض عقوبات سيؤثر بشكل مختلف (على هذه الدول)".
الا ان السناتور الجمهوري جون ماكين المعارض للسياسة الخارجية لاوباما لم يتردد في التنديد بموقف الدول الاوروبية المتساهل برايه ازاء روسيا، منتقداً قبل لقائه ميركل مساء الخميس "غياب القيادة" لدى المسؤولين الاوروبيين.
هذا وتعتبر معاهدة التبادل الحر هدفا اساسيا بالنسبة الى ميركل التي ترى فيها سبيلا لتعزيز العلاقات الاميركية الاوروبية على المدى الطويل، بحسب مديرة مكتب صندوق مارشال في برلين هايكي ماكيرون.
وقالت ماكيرون لوكالة فرانس برس ان "ميركل تامل ان تتيح مثل هذه المعاهدة تعزيز العلاقات على جانبي المحيط الاطلسي مصرحة بانها لا تعتقد "ان هناك العديد من المشاريع المشتركة الاخرى"، حيث يامل الجانبان بالتوصل الى انهاء المفاوضات بحلول العام المقبل.
واضافت ماكيرون ان ميركل واوباما مسؤولان براغماتيان يكرسان العلاقات الشخصية لصالح التحالف الغربي خصوصا في حالات الازمات.
ولفتت ماكيرون الى ان "الازمات كالتي نشهدها في اوكرانيا تظهر بوضوح ولميركل ايضا من هم الحلفاء، ومن الواضح انهم من الجانب الاخر للمحيط الاطلسي".