اختارت وكالة الفضاء الاميركية، فوهة على المريخ، سترسل إليها مركبة الاستكشاف الصغيرة "كوريوسيتي"، المجهزة بمختبر، والتي ستصل العام المقبل إلى سطح الكوكب الأحمر،
اختارت وكالة الفضاء الاميركية، فوهة على المريخ، سترسل إليها مركبة الاستكشاف الصغيرة "كوريوسيتي"، المجهزة بمختبر، والتي ستصل العام المقبل إلى سطح الكوكب الأحمر، في محاولة لمعرفة ما إذا كان عرف في يوم من الأيام شكلا من أشكال الحياة. وستستشكف هذه المركبة الآلية، وهي بحجم سيارة مجهزة بستة إطارات، بلغت كلفتها 2.5 مليار دولار، فوهة غايل التي تضم جبلا.
وقال جيم غرين، مدير الدائرة المكلفة دراسة الكواكب في الناسا: "اختار العلماء غايل لمواصلة أهدافهم الطموحة، في إطار مهمة جديدة بواسطة هذه المركبة"، مشددا على أن الموقع "يوفر احتمالا كبيرا لاكتشافات علمية مهمة".
واحتاج أكثر من 150 عالما لسنوات عدة لاختيار أفضل موقع لهبوط المركبة، من بين ثلاثين موقعا آخر؛ وقد اختيرت فوهة غايل التي تضم جبلا، متغلبة على فوهة آيبيرسفالدي، التي تحوي دلتا نهر قد جفت الآن.
وأوضح جون غرونزينغر، المشارك في المشروع من "جيت بروبالشن لابوراتوري" في الناسا، قال: "في نهاية المطاف اخترنا الموقع الذي رأيناه الأفضل، قد يكون هذا أعلى جبل في النظام الشمسي يمكننا تسلقه بفضل المركبة الجوالة هذه".
ويبلغ ارتفاع الجبل المحاط بفوهة يبلغ قطرها 154 كيلومترا، خمسة آلاف متر، إلا أنه يأتي على شكل هضبة، الأمر الذي سيسمح للمركبة بتسلق نصفه على الأقل.
وستكون كوريوسيتي مجهزة بكاميرا جوفية، تسمح لها بالتقاط صور عالية الدقة، وهي تسير على سطح المريخ، وستنقل المركبة أيضا عدة أجهزة تصوير، و10 أجهزة علمية، وذراعا آلية، ومعدات حفر.
ولا يتوقع الباحثون أن تعثر المركبة المعروفة أيضا باسم "مارس ساينس لابوراتوري"، (إم إس إل)، على كائنات حية، لكنهم يأملون بالعثور على مؤشرات تظهر أن حياة جرثومية قد تكون سجلت في أعماق الفوهة التي قد تكون حوت المياه.
وأوضح جون غرانت، عالم الجيولوجيا في متحف الفضاء والجو في مؤسسة سميثسونيان في واشنطن، أن الجبل "كومة هائلة (..) من المواد المتراكمة على طبقات توفر إمكانية قراءة فصول كتاب حول الترسبات القديمة على المريخ".
وأوضحت دون سامر، عالمة الجيولوجيا في جامعة كاليفورنيا في ديفي، أن المعادن الواقعة في طبقات الصلصاص والسلفات عند قاعدة الجبل، مثيرة جدا للاهتمام.وأضافت: "نأمل العثور على تغيرات في هذه المعادن توفر لنا معلومات حول المياه وتركزها وتبخرها المحتمل ومصادرها"، الأمر الذي يسمح "بتقييم قابلية الكوكب على أن يكون مأهولا".
وسبق للناسا أن أرسلت مركبتين جوالتين لاستكشاف سطح المريخ، هما "سبيريت" و"أوبورتونتي"، وتأمل بإرسال مهام مأهولة بحلول العام 2030.
ومن المتوقع إطلاق كوريوسيتي بحلول نهاية العام الحالي، على أن تصل الكوكب الأحمر في آب/أغسطس 2012، ويفترض أن تستمر مهمتها سنتين، على أن تمدد في حال بقيت المركبة في وضع جيد.
وأتى الإعلان عن الوجهة المحددة للمركبة كوريوسيتي، بعد 35 عاما على هبوط أول مركبة فضائية على المريخ، وكانت المسبار "فايكينغ 1"، وذلك في آذار/مارس 1976.