غالباً ما تتشكّل السحب المعروفة باسم الغيوم البالونية، على شكل جيوب، أثناء حصول عاصفةٍ رعدية.. وقد شوهدت مؤخراً في لبنان، كما في العديد من الدول في العالم.
مروة الشامي / سلاب نيوز
غالباً ما تتشكّل السحب المعروفة باسم الغيوم البالونية، على شكل جيوب، أثناء حصول عاصفةٍ رعدية. وقد شوهدت مؤخراً في لبنان، كما في العديد من الدول في العالم.
وفي هذا الصدد، قال الفيزيائي المتخصص في علم السحاب باتريك تشوانغ: "هناك بالفعل بعض الغيوم الغريبة المظهر".
والتفسير لهذا الشكل هو أنه عندما تحمل التيارات الهواء المشبع بالأمطار إلى قمة السحابة، يتم فقدان الزخم الصعودي ويبدأ الهواء لينتشر أفقياً، ويصبح جزءاً من السحابة على شكل سندان. وبسبب احتواء الهواء المشبع على نسبٍ عاليةٍ من الجسيمات (بلورات الجليد وقطرات الماء)، يصبح أثقل من الهواء المحيط ويغوص مرةً أخرى نحو الأرض.
ولدى العلماء بعض النظريات حول السحب البالونية. فبالنسبة للفيزيائي في علم السحاب "دانيال بريد" من المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي، فإنّ الطفو والحمل الحراري في الهواء هو المفتاح. يقول بريد: "إنها نوع من الحمل الحراري المقلوب".
والحمل الحراري يشبه الفقاعة. في الغيوم البالونية، يسبّب التبخر جيوب من الطفو السلبية لأنه يبرّد الهواء داخل السحابة. وهذا ما يجعل السحب منتفخة نزولاً بدلاً من انتفاخها صعوداً مثل السحب الركامية، وتصبح في نهاية المطاف مثل فقاعات مقلوبة.
أما السبب في أنّ هذه السحب لها شكلٌ أملس، فهو هيكل الحرارة تحتها مباشرةً. فالسرعة التي تنخفض فيها درجة الحرارة مع زيادة الارتفاع، والمعروفة باسم "المعدّل الفاصل"، يجب أن تكون صفراً. وبعبارة أخرى، إذا وضعت فقاعة صغيرة من الهواء الدافئ في بقعة معينة، فإنها لن ترتفع أو تنخفض كثيراً، فلا تنتقل الحرارة الى الداخل أو الخارج. هذا هو الوضع الطبيعي للهيكل الحراري في العواصف الرعدية. دون هذه الظروف، كنا سنحصل على سحب خشنة المظهر.
وأكّد بريد أنّه: "في أي مكان تحصل فيه العواصف الرعدية، يمكن أن تتشكّل هده السحب بالتأكيد". وأضاف: "ليس من المفترض أن يكون هناك العواصف الرعدية، ولكن يجب أن يكون هناك بعض الظروف الجوية مع بعض الطفو". ومن الأخطاء الشائعة أن يظنّ البعض أنّ تشكّل هذه الغيوم يعني أنّ إعصاراً على وشك الحصول، أما في الواقع فإنّ هذه السحب تظهر بعد مرور عاصفةٍ رعديةٍ قاسية وتشكّل مشهداً رائعاً، خصوصاً عندما ينعكس ضوء الشمس قبالةً منها، لترتسم لوحةً فنيةً طبيعيةً جذابة.
