27-11-2024 06:51 AM بتوقيت القدس المحتلة

بكركي: «لا تخافوا.. لن أقع في الفخ»

بكركي: «لا تخافوا.. لن أقع في الفخ»

كل ما تريده بكركي، أن تؤخذ زيارة سيدها الى القدس «على محمل القلب» ، ولا بأس ايضا من استعمال العقل. ولكن «حذار مما يكتنف في نفوس اليعقوبيين».

غراسيا بيطار

كل ما تريده بكركي، أن تؤخذ زيارة سيدها الى القدس «على محمل القلب» ، ولا بأس ايضا من استعمال العقل. ولكن «حذار مما يكتنف في نفوس اليعقوبيين». فحينها، على ما تشعر أوساطها، يصبح في الامر «إنّ» ولا تعود المسألة مقتصرة على «نصح البطريرك في احتمال ارتكاب خطيئة وانما محاسبته على تهم جاهزة».

ولمنتقدي زيارته، بحب أو حقد، يقول باختصار: «لا تخافوا.. لن أقع في الفخ» ، وماذا عن تسجيل سابقة وفتح الباب أمام اللبنانيين لكي يحذوا حذوه فيتسرب التطبيع «كالسم في الدسم؟»، يأتي الجواب: «لو كنا ننظر الى الأمر من هذه الناحية لكنا ذهبنا منذ زمن، أما اليوم فالموضوع مرتبط حصرا بزيارة البابا».

على «الدبابة الفاتيكانية» يدخل الراعي القدس ويمكث فيها نحو أسبوع كامل. الفاتيكان من أواخر الدول التي اعترفت بدولة اسرائيل ووقّعت معها سلسلة اتفاقيات حمت مؤسساته الكنسية وشكلت رادعا أمام إقدام اسرائيل على السطو على كنيسة القيامة، على سبيل المثال لا الحصر. تشعر أوساط البطريركية ان المسألة لا تبحث في الزيارة بحد ذاتها وانما «تخفي شيئا آخر».

وبصرف النظر عماذا تخفي، يصل الى مسامع البطريرك الماروني الكثير من التحليلات والتساؤلات. كل هذا يضعه في خانة «اللامنطق». تستغرب أوساطه كل هذا «الغبار» المرافق للزيارة. وتقول: «ليس كل من يذهب الى الاراضي المقدسة يقول لإسرائيل مبروك احتلالك لفلسطين».

ببساطة، المسألة بالنسبة اليها واضحة: «رئيس أكبر كنيسة كاثوليكية في الشرق يستقبل أكبر مرجع كاثوليكي في العالم». وتتساءل: «هل يتراجع البطريرك عن هذا الواجب، فيتصرف بشكل أعمى ويقول للمعنيين: لدينا مشكلة مع اسرائيل ولا يمكننا المشاركة؟».

في قاموس البطريركية جواب لكل سؤال. هل الفاتيكان طلب منه أم هو من اقترح؟ تجيب الاوساط: «عندما يدعى الحبر الاعظم الى المنطقة، يصبح استقباله واجبا وليس اقتراحا».

تلفت الى ان البطريرك كاردينال ايضا، ما يضاعف واجباته تجاه رأس الفاتيكان، فلا يرسل له من يمثله وانما يذهب شخصيا الى استقبال في قلب الشرق. لكن البطريرك نصر الله صفير رفض الذهاب الى القدس؟ تجيب: «لكل مرحلة ظروفها التي تُملي علينا مواقفنا. البطريرك ليس دولة، ولا يتمتع بأي هوية سياسية، ويتوجه الى القدس كرجل دين مسيحي لا عداوة له مع أحد».

تلفت الاوساط الى «الدول العربية التي تطبّع العلاقات مع اسرائيل» ، تسارع الى التوضيح: «لسنا في معرض المقارنة ولا نبحث عن تبرير، ولكن منذ مدة وجيزة كان شمعون بيريز يحاضر في قطر، فهل ظهر من قال له: يا محلى الكحل بعينك!».

حزم البطريرك أمره  عارفوه يقولون انه «عنيد في الحق» ولا شيء سيردعه حتى لو كان جمع نيابي ناصح، على ما تردد، يعتزم زيارته في الصرح البطريركي فور عودته من الخارج الثلاثاء. لكن جدول أعمال البابا فرنسيس حافل بالنشاطات الاسرائيلية بامتياز، بدءا من حائط المبكى وصولا الى لقاء بنيامين نتنياهو مرورا بلقاء كبار المسؤولين الاسرائيليين في المجالات كافة. توضح الاوساط ان «البطريرك لن يشارك في أي من النشاطات الرسمية التي سيقوم بها البابا، والمحددة في برنامج معين. لن يصافح أحدا».

وبكلمة: «لن يتعاطى لا من قريب ولا من بعيد مع الطاقم الاسرائيلي، لأننا قمنا بتنسيق كل هذه الامور مع الكنيسة اللاتينية هناك ومع مطران الموارنة في حيفا والاراضي المقدسة موسى الحاج».

الحبر الاعظم سيصل الى الاردن في 23 ايار الجاري مستقلا الطوافة. بطريرك الموارنة سيلاقيه برّاً في اليوم نفسه في «بولمن» يضم عدداً من الآباء ممن يحملون جواز سفر فاتيكانياً سيكون البطريرك مع البابا في محطات ثلاث: في بيت لحم حيث حفل الاستقبال، ومن ثم خلال الاحتفال بالذبيحة الالهية في كنيسة القيامة، وفي غداء أو عشاء تقيمه البطريركية اللاتينية على شرف كل الشخصيات المرافقة لزيارة البابا. إقامة الاخير ستمتد حتى 26 ايار، ليمكث بعدها البطريرك الراعي وفي جدول أعماله محطات تمتد حتى السبت 31 منه، يوزعها أساسا في الجليل التي فيها نحو 10 آلاف ماروني ليبلغ مجمل هذا العدد مع بقية المناطق في الاراضي المقدسة نحو 12 ألف ماروني.

من أشرس المدافعين عن البطريرك الراعي في كل المواقف التي يتخذها نائبه العام المطران بولس صياح. أمضى «سيدنا صياح» 16 عاما في الاراضي المقدسة كراع للابرشية المارونية هناك. يسأل: «هل هذا يحولني عميلا؟».

ويشرح انه «قبل العام 1996، كانت الاراضي المقدسة جزءا من ابرشية صور وكان المطران يتنقل بين جنوب لبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة عبر معبر الناقورة، وذلك منذ بدء العمل باتفاق الهدنة العام 1949».

المطران صياح الذي سيرافق البطريرك في الزيارة، يكشف ان الراعي تلقى دعوة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وسيلبيها.

أبو كسم: لن يلتقي أي مسؤول إسرائيلي

أوضح مدير «المركز الكاثوليكي للإعلام» الخوري عبده ابو كسم، ان «البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، لن يلتقي أي مسؤول إسرائيلي»، معتبرا ان «الحديث عن التطبيع وما سوى ذلك مما يُنشر ويُذاع من تحليلات، هو في غير محله وعار من الصحة».

وقال ابو كسم من لورد، حيث يواكب زيارة الراعي، ان «الزيارة تأتي في إطار استقباله البابا فرنسيس على أراضي النطاق البطريركي، وليس في إطار مرافقته في عداد الوفد البابوي».

http://www.assafir.com/Article/2/349141   

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه