لا أحد يعلم، يقيناً، ما يُريده الأميركيون في موضوع الاستحقاق الرئاسي اللبناني. تختلط التسريبات بالشائعات والتمنيات، غير أن أياً من الشخصيات اللبنانية التي تلتقي مسؤولين في الإدارة الأميركية
ميسم رزق
لا أحد يعلم، يقيناً، ما يُريده الأميركيون في موضوع الاستحقاق الرئاسي اللبناني. تختلط التسريبات بالشائعات والتمنيات، غير أن أياً من الشخصيات اللبنانية التي تلتقي مسؤولين في الإدارة الأميركية، لم يحصل حتى الآن على معلومات أكيدة في شأن ما تريده واشنطن في هذا الملف أو تراه مناسباً. وباستثناء تشجيعها على إجراء الاستحقاق في موعده، لم يصدر عن الإدارة الأميركية حتى الآن ما يفيد بتململها مما يحدث، وكأنها هيأت نفسها سلفاً له.
لكن بعض المسؤولين الأميركيين المطلعين على المناقشات الرئاسية بدأوا يسرّبون، في لقاءاتهم، ما يشي بأن إدارتهم أدخلت الملف اللبناني جدياً ضمن تسوية إقليمية ودولية آتية لا محالة.
قبل أيام، أسرّت شخصية أميركية على صلة بوزير الخارجية الأميركي جون كيري ــــ ومن القلائل الذين حافظوا على علاقتهم بالنظام السوري ــــ لعدد من النواب اللبنانيين، ما مفاده أن «على اللبنانيين تحضير أنفسهم جيداً في المرحلة المقبلة لاتفاق أميركي ــــ إيراني شبه منجز». ومع أن لبنان لا يزال خارج قائمة الأولويات الأميركية في المنطقة، إلا أن المؤكّد أنه لن يكون خارج هذا الاتفاق، وتحديداً في ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وبحسب بعض من سمعوا ذلك، فإن المنطقي، بحسب الشخصية الأميركية، أن اتفاقاً كهذا يعني أن المرشحين الذين ستكبر حظوظهم هم أولئك الذين «لا يُعكّرون صفو واشنطن وطهران».
ولدى سؤال أحد النواب اللبنانيين الرجل عن الشخصية المقبولة لدى الدولتين في مثل هذا الظرف، أجاب، على ذمّة النائب اللبناني: «أنزل اسم قائد الجيش العماد جان قهوجي عن الرف، ولمّح إلى أن التأخير في انتخاب الرئيس يصبّ في مصلحة قهوجي». وأمام كثرة أسئلة النائب عن أسباب ارتفاع حظوظ قائد الجيش، وجد المتحدّث الأميركي نفسه مضطراً إلى توسيع بيكار الشرح، مستفيضاً في الحديث عن الأزمة السورية «الطويلة الأمد»، التي «تدفع الدول الكبرى إلى الاهتمام بالهاجس الأمني داخل لبنان، أكثر من أي هاجس آخر»، ليخلص الى أن «المرحلة المقبلة تحتاج إلى رجل أمني»!
عند هذا الحد، تنتهي المعلومات الأميركية ليعيد النائب التذكير بـ«الاستقبال الجيد لقهوجي خلال زيارته الأخيرة للرياض، وقبلها الدعم السعودي للمؤسسة العسكرية بقيادته، فضلاً عن أن حزب الله يثق بأنه لن يطعن المقاومة في ظهرها». وكلها، بحسب النائب نفسه، «عوامل يمكن أن تسهل انتقال قهوجي من اليرزة إلى بعبدا، في حال إنجاز التسوية الإقليمية والدولية».
أجواء هذه التسوية حملها السفير الأميركي ديفيد هيل الى النائب سعد الحريري قبل أيام في الرياض. وبحسب ما أبلغه أحد اللصيقين بزعيم تيار المستقبل لنواب الحريري، فإن أغرب ما قاله هيل للحريري الذي عبّر عن خوفه من التداعيات المترتبة على تعذر انتخاب رئيس جديد: «لا تتكيفوا منذ الآن مع فكرة الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى، لأن الفراغ ليس محسوماً عندنا. والضغط الدولي في موضوع الاستحقاق يزداد في كل ساعة». وأضاف هيل: «هناك أمور إقليمية ستتضح قريباً. انتظروا وتمهّلوا، لأن الحوار المفتوح بين إيران وأميركا جدي وإيجابي، وسيفرض أحد المرشحين المطروحين». ومع أن الحريري لمس شيئاً من الضبابية في حديث هيل، إلا أن الأخير أكد أمامه أن إدارته «لا تضع فيتو على أحد، باستثناء بعض المرشحين الذين يعلمون أن حظوظهم معدومة لبنانياً، وإن لم تُعلن ذلك على الملأ».
والجدير بالذكر أن معلومات هيل تقاطعت مع ما نقله مقربون من زعيم تيار المستقبل الى مسؤولين لبنانيين من أن «اسم العماد قهوجي ذكر في لقاء الحريري وهيل بوصفه إحدى الشخصيات المطروحة بقوة» من دون إعطاء تفاصيل.
http://www.al-akhbar.com/node/205899
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه