21-11-2024 01:01 PM بتوقيت القدس المحتلة

الأدلة المغيبة في جريمة اغتيال الحريري -3-

الأدلة المغيبة في جريمة اغتيال الحريري -3-

يكشف الخبير الألماني يورغن غولبلً لموقع المنار عن فصل آخر من فصول الأدلة التي غيبها التحقيق الدولي في قضية اغتيال الحريري، يتعلق بـ "البصمات نفسها التي يحملها كل من اغتيال حبيقة والحريري."

بين اغتيال حبيقة والحريري.. أوجه شبه

يناقش الخبير الألماني الفرضية القائلة بأن المخابرات السورية بالتعاون مع مخابرات لبنانية مؤيدة لسورية قد قامت بالتخطيط لجريمة اغتيال الحريري  وتنفيذها، كاشفاً لموقع المنار عن فصل آخر من فصول الأدلة التي غيبها التحقيق الدولي في قضية اغتيال الحريري، يتعلق بـ "البصمات نفسها التي يحملها كل من اغتيال حبيقة والحريري."

وإذ يشيرغولبل أنه لايمكن استبعاد أي فرضية فيما يتعلق بالأجهزة التي تقف وراء اغتيال الحريري، يعتبر أن فرضية قيام جهاز المخابرات السوري بتنفيذ هذه العملية "فرضية ممكنة، ولكن لو أخذنا بها فهذا يعني أن قدرة هذه الأجهزة هي من الضخامة بمكان ، بحيث يمكنها تضليل مخابرات مثل CIA والموساد، وهذه المقاربة غير منطقية بسبب التقنية الهائلة والامكانات المادية الموجودة بحوزة أجهزة الاستخبارات الكبرى من أقمار صناعية وغيرها، والتي تفتقدها المخابرات السورية بل ليس بوسعها أن تحلم بها حتى."

اغتيال حبيقة والحريري يحملان نفس الملامح

ويلفت الخبير الجنائي الألماني أنه " يجب الانطلاق من حقيقة مطلقة مفادها بأن حادثتي اغتيال كل من حبيقة والحريري نفذها محترفون يمتلكون الخبرة التقنية العالية، غير المتوفرة لدى أي جهاز مخابرات أو مافيا. ونعود هنا لنذكر بجهاز التشويش، هذه التقنية التي ليست متاحة إلا للخبراء السويسريين والاسرائيليين."

ويتابع "يوم اغتيال الياس حبيقة، كان هناك 3 سيارات مفخخة تحت التصرف، ما يعني بأن هناك 3 طواقم مكلفة بوضع السيارات في أماكن مختلفة لضمان انفجارها."

ويؤكد غولبل أن لعملية اغتيال الياس حبيقة التي جرت في 24 كانون الثاني/يناير 2002 نفس ملامح عملية اغتيال رفيق الحريري التي تلتها بعد 3 أعوام.

فبحسب ما توصل إليه، يعتقد غولبل أن الجناة في كلا الحالتين استطاعا أن يعطلا "إجراءات أمنية مشددة ووسائل تقنية اتخذها كل من الضحيتين".

ويذكّر غولبل أن "حبيقة كان يملك شركة تأمين، فكان يعلم ما الذي يتعلق بالأمور الأمنية، كما بنى الحريري شبكة امنية ثابتة حول نفسه، هذان الحاجزان استطاع الجناة تخطيهما، بل اعتقد أن المنفذين كانوا على علم بهذه الحواجز ليتمكنوا من اختراقهما فيما بعد."

"اسرائيل" قررت... والقوات اللبنانية نفذت

ويرى الخبير الألماني أنه لا يمكن اغفال القاسم المشترك بين عملية اغتيال حبيقة وعملية اغتيال الحريري من حيث كمية المواد المتفجرة، مع الاشارة الى انه من الطبيعي أن المواد المتفجرة التي استخدمت في عملية اغتيال الحريري كانت أكبر بكثير من تلك التي استخدمت في حادثة حبيقة.

ويضيف وفي كلتا الحالتين أيضاً نفذت العمليتان عن طريق التحكم عن بُعد، وأن الشارع الذي استهدف فيه حبيقة كان مغلقاً حتى وقت قريب من تنفيذ العملية بسبب أعمال بناء، كما هو الأمر في قضية الحريري.

نقطة أخرى يلفت غولبل النظر إليها، وهي اعلان جهات غير معروفة قبلاً مسؤوليتها عن عمليات الاغتيال مثل ابو عدس في حالة الحريري ولبنانيون من أجل لبنان حو ومستقل في  عملية حبيقة.

"فور اغتيال حبيقة الأصابع توجهت نحو اسرائيل، الكل حملها المسؤولية من الرئيس اللبناني وقتها لحود إلى رفيق الحريري الذي كان رئيساً للحكومة آنذاك، حتى مروان حمادة الذي اعتبر أن اسرائيل لا ترغب بوجود شهود على جرائمها وغيرهم.."

"اسرائيل كانت المشتبه به الأول في هذه الجريمة، وكذلك حامت الشبهات حول القوات اللبنانية وحول جناحها الراديكالي على وجده الخصوص، لأن جماعة من أنصار سمير جعجع سبق وأن حاولوا اغتيال حبيقة عام 1991، كما كشفت السلطات اللبنانية عام 1998 عن مؤامرة لعملاء مخابرات سابقين للقوات اللبنانية كانوا يسعوون للتخلص من حبيقة وغازي كنعان والياس المر" حسبما قال غولبل.

وتوصل غولبل للقول: "من الممكن فعلاً أن يكون أفراد سابقون في القوات اللبنانية هم الذين قتلوا حبيقة لأنهم كانوا يخافون من أن يشكف أدوارهم.. وهذا ما أوحته التحقيقات بالأدلة الحاسمة."

ومن الجدير ذكره أن كلام الخبير الألماني يعيد إلى الأذهان ما سبق وأن كشفه الصحافي الأميركي واين ماديسن، في مقابلة أجراها معه التلفزيون الروسي (RT) في مطلع العام 2009، بان نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية، والمعروفة برعايتها للكيان الصهيوني، كان يدير خلايا اجرامية هدفها تصفية شخصيات معينة في أفغانستان ولبنان أبرزها ايلي حبيقة* ورفيق الحريري؟

 

*الياس حبيقة ويُعرف أيضاً بإيلي حبيقة


الأدلة المغيبة في جريمة اغتيال الحريري -1- : جهاز تشويش الحريري صناعة إسرائيلية

الأدلة المغيبة في جريمة اغتيال الحريري -2-: "المقاومون السريون" التابعون "لحراس الأرز" وللقوات اللبنانية وارتباطهم بـ"الوحدة 504"؟