لتقرير تضمّن أيضاً مقابلة مع أحد رافضي الخدمة العسكرية، المدعو ألكس كوهن، يناقش فيها كيف تسهم وسائل الإعلام في تلقين الأطفال الإسرائيليين فكرة التجنيد.
بعدما أضاء مراراً على التجاوزات الإسرائيلية بالصوت والصورة، ها هو الكاتب الفلسطيني علي أبو نعمة ينشر مقالاً جديداً عبر موقع «الانتفاضة الإلكترونية» الذي شارك في تأسيسه قبل سنوات. هذه المرّة، تطرّق أبو نعمة إلى «صور مقلقة تظهر عسكرة الأطفال الإسرائيليين» انتشرت قبل أيّام في وسائل إعلام إسرائيلية وأجنبية عدّة أبرزها صحيفة «هآرتس»
في 6 أيّار (مايو) من كل عام، يبدأ الإسرائيليون بالاحتفال بـ«عيد إستقلالهم» (أي النكبة) من خلال نزهات وأنشطة، خصوصاً في الحدائق العامة. ولفت أبو نعمة إلى أنّ جزءاً كبيراً من هذه الأنشطة يكون من تنظيم «قوات الدفاع الإسرائيلية» بمشاركة أعداد كبيرة من الأطفال. هذا العام، تناقلت وسائل الإعلام صوراً من مستوطنة «أفرات» في الضفة الغربية تظهر أطفالاً يحملون أسلحة ومعدات عسكرية.
البروباغندا الصهيونية لطالما أظهرت صوراً مشابهة لأطفال فلسطينيين بهدف تبرير العنف الإسرئيلي ووصفه بأنّه «ردة فعل ودفاع عن النفس في وجه الخطر الفلسطيني الذي يربّي أولاده على ثقافة الكره»، غير أنّ الصور الأخيرة مهمّة جداً لجهة تأكيد حجم العسكرة الذي بلغها المجتمع الإسرائيلي من دون استثناء صغار السن. هنا، أوضح علي أبو نعمة أنّ هذه الفكرة وردت في كتاب Goliath للصحافي الأميركي ماكس بلومنتال، مذّكراً بما سبق أن قاله حول هذا الموضوع. وكتب أبو نعمة مرّة أن إدخال الأطفال (أكانوا إسرائيليين أم فلسطينيين) في صراعات الكبار القائمة على البارود والنار، يشكّل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية وشرعة حقوق الإنسان.
وأضاف أنّ الأطفال يعيشون التبعات، سواء كانوا إسرائيليين يريدون استكمال مسيرة ذويهم العنفية والاحتلالية أو كانوا ضحايا فلسطينيين يريدون التصدي للوحشية، والعنف المنظم، والإستعمار، والفصل العنصري الذي يسود حياتهم. وخلص إلى أنّ هذا «المشهد لا يعكس طبيعة الأطفال بل الكبار الذين يعرضونهم لبشاعة مماثلة».
وخصّص الكاتب الجزء الثاني من مقاله لفيديو لليا تاراشانكي من شبكة The Real News الإسرائيلية، تشرح فيه ريلا مازالي، مؤسسة منظمة New Profile، كيف تحوّل السلطات الإسرائيلية فكرة التجنيد العسكري إلى مسألة طبيعية وجزء من الحياة. التقرير تضمّن أيضاً مقابلة مع أحد رافضي الخدمة العسكرية، المدعو ألكس كوهن، يناقش فيها كيف تسهم وسائل الإعلام في تلقين الأطفال الإسرائيليين فكرة التجنيد.
«صور الغنائم»
في 7 شباط (فبراير) 2013، رصدت عدسة الفلسطيني رامي علارية مجموعة من جنود العدو الإسرائيلي أثناء التقاطهم «صور الغنائم» (trophy photos) في العيزرية، إحدى البلدات في شرقي القدس المحتلة. التقاط الصور ترافق مع اعتقال الجنود الصهاينة الطفل الفلسطيني ياسين الكركي (13 عاماً)، بعدما كبّلوه عقب إصابته في رجله. المشاهد جُمعت في مقطع فيديو (3:16 دقيقة) نشره أوّلاً «مركز وسائل الإعلام المستقلة»، قبل أن يجد طريقه إلى قنوات عدّة على يوتيوب. نشر الكاتب الفلسطيني علي أبو نعمة (الصورة) مقالاً على موقع «الانتفاضة الإلكترونية» يسرد فيه تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم استناداً إلى التقرير الذي نشره المركز، وتضمّن تحليلاً للحادثة أيضاً .