القضية التي أعادت "الأخبار" إثارتها تتضمن أحداث تعود الى ما يقل عن عشر سنوات، وتتعلق بسلسلة من الاتهامات التي وجّهها عضو سابق في مجلس الأمناء إلى الجامعة بُعيد مغادرته المجلس
تعقيباً على ما نشرته جريدة "الأخبار" منذ أيام حول ما أسمته فسادا في الجامعة الأميركية في بيروت، ونظراً لقيام عدة وسائل أعلامية بتناقل هذه الأخبار، ومنها موقع المنار، ارسلت إلينا إدارة الجامعة الموقرة بياناً يوضح ملابسات القضية وتنفي فيه ما جاء في الصحيفة وفق الآتي:
نشر موقعكم نقلاً عن صحيفة "الأخبار" بتاريخ 5 و6 أيار، وثائق وتقارير داخلية خاصة تتعلق بمزاعم عن وجود احتيال وفساد وهدر في الجامعة الأميركية في بيروت. تدين الجامعة نشر هذه الوثائق الداخلية والحملة الإعلامية التي يشنّها أشخاص يسعون إلى تشويه سمعة واحد من الصروح الأكاديمية المساهمة التي يعتزّ بها لبنان. لقد حاولت صحيفة "الأخبار" مراراً الترويج لمزاعم مثيرة لا أساس لها من الصحة عن وجود احتيال وفساد في الجامعة الأميركية في بيروت، من دون أن تقدّم أي إثباتات فعلية عن وجود اي إنتهاكات. وآخر المحاولات للطعن بسمعة الجامعة تضمن نشر تقارير صدرت قبل سنوات عدّة كان قد جرى تداولها سابقاً في وسائل إعلام أخرى.
على النقيض من الأغراض المتوخّاة من هذه الحملة الإعلامية، فإنّ هذه التقارير وما تضمّنته من توصيات شاملة، والتي تم إعدادها بطلب من الجامعة الاميركية في بيروت، تُظهر بما لا يرقى إليه الشك الاهتمام الفوري والمركز الذي توليه الجامعة لأية اتهامات بوجود انتهاكات.
القضية التي أعادت "الأخبار" إثارتها تتضمن أحداث تعود الى ما يقل عن عشر سنوات، وتتعلق بسلسلة من الاتهامات التي وجّهها عضو سابق في مجلس الأمناء إلى الجامعة بُعيد مغادرته المجلس. وفور أخذ العلم بالاتهامات، شكّل مجلس الأمناء لجنة خاصة للنظر فيها، وتمّ تكليف محقّق مهني مستقل لإجراء تحقيق مكثّف وشامل. ليست التقارير التي نتجت عن هذا التحقيق، والتي نشرتها "الأخبار"، سوى دليل على الجهود الدؤوبة والحثيثة التي تبذلها الجامعة الأميركية في بيروت لمعالجة مكامن الضعف الفعلية أو المتخيلة في سياساتها وإجراءاتها وممارساتها.
لدى إنجاز التقرير النهائي لشركة KPMG في العام 2012، تم تلخيص ومشاركة استنتاجات اللجنة الخاصة (AD HOC COMMITTEE) مع أسرة الجامعة. وخلال العامين منذ صدورهذا التقرير عالجت إدارة الجامعة غالبية التوصيات التي وضعها المحققون المستقلون. ويجري العمل بانتطام على تحسين تكنولوجيا المعلومات وسواها من الانظمة. ويتم إعلام مجلس الامناء بشكل منتظم عند كل محطة في تنفيذ هذه التوصيات.
ويستطيع قراء صحيفة "الأخبار" و موقع "المنار" ان يرو بأنفسهم أن مادة التحقيق التي تم نشرها لا تكشف على الاطلاق عن وجود احتيال أو فساد في مركز الجامعة الاميركية الطبي أو في الجامعة. بل تؤكّد بصورة مستقلة وجود قصور في بعض العمليات الادارية والسياسات والضوابط الداخلية، والتي سبق لإدارة الجامعة أن حدّدتها وبدأت بمعالجتها في نفس الوقت الذي كان المحقّقون يعملون فيه على إنجاز المراجعة المكثّفة التي استمرّت تسعة أشهر.
ولدى الجامعة مجموعة متكاملة من السياسات لضمانة النزاهة المؤسسية وللكشف عن ومنع الفساد والاحتيال. ويعطي رد الجامعة على اتهامات الفساد دليلا دامغا عن نزاهة المؤسسة وممارساتها.
إن نشر المزاعم عن وجود فساد وسوء إدارة في الجامعة الأميركية في بيروت يُشكّل مادّةً لعناوين صحف مثيرة وسجالية، لكنه لا يخدم جمهور القراء ولا يساهم، على وجه التحديد، في تعزيز مكانة الجامعة بما يعود بالمنفعة الحقيقية على الطلاب والمرضى والأساتذة والعاملين في الجامعة. لقد عملت الجامعة الأميركية في خدمة لبنان والمنطقة، بلا كلل، منذ ما يزيد عن 148 عاماً، في الأزمنة العسيرة واليسيرة، وخرّجت عشرات آلاف الطلاب الذين قدّموا مساهمات كبيرة في مجالاتهم المهنية، ولمجتمعاتهم، وللعالم بأسره. لطالما تمسّكت الجامعة الأميركية في بيروت بحرية الفكر والتعبير والصحافة والتجمّع. لكن الحرية يجب أن تترافق مع المسؤولية، لا سيما مسؤولية إعلان الحقيقة.