«الترجمة هي فرصة لإعطاء القراء والكتّاب وصنّاع القرار العرب، وخصوصاً في الخليج العربي، فكرة عن رأي باحث ومفكر إسرائيلي بارز ومتخصص في الصراع الاستراتيجي».
عند الساعة التاسعة من مساء أمس، أطلقت مجموعة من الناشطين السعوديين حملة الكترونية بعنوان «#تطبيع_مدارك» اعتراضاً على نشر «دار مدارك» السعودية كتاب «السعودية والمشهد الاستراتيجي الجديد». الكتاب هو الترجمة العربية لـ Saudi Arabia and the New Strategic Landscape للإسرائيلي جوشوا تيتلبوم الصادر عام 2010 عن معهد «هوفر» التابع لجامعة «ستانفورد» الأميركية.
نادين كنعان/ جريدة الأخبار
لن تكتفي الحملة التي بدأت على تويتر بذلك، بل سيقدم المشاركون فيها باسم الإعلامي السعودي صلاح الحيدر (مقيم في بيروت) بلاغاً إلى «اتحاد الناشرين العرب» ضد الدار. مهمّة تعريب هذا الإصدار أوكلت إلى السعودي المقيم في المغرب حمد العيسى الذي قال في المقدمة إن «الترجمة هي فرصة لإعطاء القراء والكتّاب وصنّاع القرار العرب، وخصوصاً في الخليج العربي، فكرة عن رأي باحث ومفكر إسرائيلي بارز ومتخصص في الصراع الاستراتيجي».
الترجمة أنجزت قبل فترة طويلة، لكن بعد الاتفاق مع «دار جداول» السعودية على نشر الكتاب، اعتذرت المؤسسة التي تتخذ من بيروت مقرّاً لها لـ«أسباب عدّة، أهمها جنسية المؤلف (لم نكن على علم بها سابقاً)، إذ إنّ القانون اللبناني يمنع نشر أي كتب لمؤلفين إسرائيليين، ومخالفة هذا القانون تعرّض الناشر للمحاكمة بجرم مخالفة قرار مقاطعة العدو»، وفق ما نقلت مواقع إلكترونية عدّة عن رسالة إلكترونية مبعوثة إلى العيسى نسبتها إلى مدير الدار عماد عبد الحميد. وقبل أيّام، خرجت النسخة المترجمة إلى العلن بعدما أصدرتها دار «مدارك» المملوكة من الإعلامي السعودي تركي الدخيل.
بحسب تعريفه، يقدّم الكتاب تقويماً للسياسة الخارجية السعودية في "الخليج الفارسي"، ودورها في مفاوضات السلام مع العدو الإسرائيلي، وعلاقاتها بالولايات المتحدة. غير أنّ الأكيد هو أنّه يصوّر إيران على أنّها الخطر الأكبر الذي يواجه المنطقة.
أما في ما يتعلّق بجوشوا تيتلبوم، فهو أستاذ محاضر في تاريخ الشرق الأوسط في قسم الدراسات الشرق أوسطية في محاضر في جامعة «بار إيلان» الإسرائيلية، ويحظى بمواقع عدّة في مجال الأبحاث، كما هي الحال في جامعة «ستانفورد»، إضافة إلى أنّه متحدث رئيسي في «المؤتمر السياسي السنوي للجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية» (آيباك)، فضلاً عن عمله مستشاراً للكثير من الوكالات التابعة للحكومتين الأميركية والإسرائيلية، وكذلك شركات القطاع الخاص.
مشكلة الكتاب لا تقتصر على كاتبه الإسرائيلي اليميني المتطرّف ومحتواه الذي يحاول تغيير طبيعة الصراع في المنطقة، بل إنّ تقديمه كتب بأنامل الكاتب والباحث اللبناني الصهيوني الهوى فؤاد عجمي الذي رأى أنّه «تقييم ألمعي للعلاقة السعودية ــ الأميركية، وتصحيح للرؤية السابقة المتصوّرة للسياسة الخارجية السعودية التي «كانت» تؤكد تقليدياً أنّ الهم السعودي الأوّل هو الصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني».