27-11-2024 04:44 PM بتوقيت القدس المحتلة

عرمتى بوابة التحرير.. يوم انكسر العدو واندحر

عرمتى بوابة التحرير.. يوم انكسر العدو واندحر

يوم 9 أيار/مايو من العام 2000 تحررت بلدة عرمتى الجنوبية من الاحتلال الاسرائيلي لتمهّد للتحرير الكبير الذي تحقق في 25 أيار من نفس العام باندحار جيش العدو عن معظم تراب الجنوب والبقاع الغربي.

عند الساعة السادسة من صباح الجمعة 28 نيسان/أبريل من العام 2000 هاجمت مجموعة من المقاومة الاسلامية والسرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي مواقع الاحتلال على طول الشريط الحدودي المحتل، أبرز هذه العمليات كانت عملية "عرمتـى"، حيث نجحت المقاومة في تدمير موقع عرمتى بشكل كامل على رؤوس من فيه من العملاء، وذلك بعد ان نجح مجاهدو المقاومة في تطهير الموقع، تمهيدا لتحرير بلدة عرمتى من رجس الاحتلال.

ونتائج هذه العملية سرعان ما بدأت بالظهور، ففي يوم 9 أيار/مايو 2000 اي بعد 11  يوما على عملية تدمير موقع عرمتى، تحررت عرمتى بالكامل لتمهّد للتحرير الكبير الذي تحقق في 25 أيار من نفس العام.

 



وتبرز أهمية عملية عرمتى ليس في الخسائر الكبيرة التي مُني فيها العدو وعملائه فحسب، بل في طريقة تنفيذ هذه العملية تحت اشراف الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، والنتائج التي حققتها هذه العملية على قادة العدو وعناصره ناهيك عن ميليشيا العملاء الذين انهكتهم ضربات المقاومة، فقد استخدمت المقاومة في هذه العملية سيارة "بيك اب" مصفحة لا تُخترق بالرصاص وهي كانت محملة بثلاثة أطنان من المتفجرات تستخدم للمرة الأولى في عمليات المقاومة وكانت كفيلة باختراق كافة تحصينات الموقع وقتل وجرح من فيه وتدميره بالكامل.

 

 


وقد فتح تحرير عرمتى الباب على مصراعيه امام التحضير الجديّ لانهيار ما يسمى ميليشيا "جيش انطوان لحد"، وكما كان معروفا ان انهيار هذه الميليشا سيسرع عملية الانسحاب الاسرائيلي من الشريط الحدودي، لان العدو طالما استخدم العملاء كدروع لحماية جنوده وضباطه، وهو لن يتورع في الهرب طالما انهارت الميليشيا التي يضعها كأكياس رمل.

 

كل التضحيات التي قدمت اثمرت بفضل دماء الشهداء نصرا عزيزا في 25 أيار/مايو من العام 2000 حيث تحرر معظم التراب اللبناني في الجنوب والبقاع الغربي باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي تنتظر التحرير بسواعد المقاومين، ففي 25 أيار 2000 اندحر العدو ذليلا هاربا تحت جنح الظلام، وهذا ما اشار اليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب النصر في بنت جبيل في 26 ايار/مايو من العام 2000 حيث قال "لقد كان الإسرائيلي يخطط ليكون انسحابه بعد عدة أسابيع ويسلّم تدريجياً مواقعه لميليشيا لحد ويحتفظ ببعض المواقع كقلعة الشقيف والدبشة وبعض المواقع الحدودية... ليتأمن انسحاب هادئ كريم لهذا العدو، لكن هذا رفضتموه أنتم ما ادى الى تسرّيع العدو بانسحابه فخرج على عجل، ليؤكد أن ما جرى في جنوب لبنان هو هزيمة إسرائيلية كاملة".