24-11-2024 12:26 AM بتوقيت القدس المحتلة

«الفرندز القريبون».. هل يمكن أن نصبح أقرب؟!

«الفرندز القريبون».. هل يمكن أن نصبح أقرب؟!

منذ إعلان فايسبوك عن خدمته الجديدة، وبدئه التسويق لها، وهي تثير الكثير من الجدل. Nearby friends أو «الأصدقاء القريبون»، هو ما تقترحه علينا الشبكة الاجتماعيّة الأشهر اليوم. الخدمة، من حيث المبدأ....

منذ إعلان فايسبوك عن خدمته الجديدة، وبدئه التسويق لها، وهي تثير الكثير من الجدل. Nearby friends أو «الأصدقاء القريبون»، هو ما تقترحه علينا الشبكة الاجتماعيّة الأشهر اليوم. الخدمة، من حيث المبدأ، ليست جديدة فقد اعتمدتها قبل فايسبوك تطبيقات مثل Foursquare وGoogle latitude، ولكن إضافة «فايسبوك» لها ضمن خدماته سيعطيها حتماً بعداً جديداً.

زينب مرعي / جريدة السفير

محاكاة افتراضية غير مسبوقة للكونتهدف الخدمة الجديدة بحسب «فايسبوك» إلى مساعدتنا على التواصل أكثر مع أصدقائنا في «الحياة الواقعية»، عوضاً عن تلك «الافتراضية». إذ إنّ الخدمة ستخبرك إن كان أحد الأشخاص، المسجّل على لائحة أصدقائك الفايسبوكية، متواجدا في مكان قريب منك، فيساعدكما بهذه الطريقة على التلاقي حول فنجان قهوة مثلاً.

تمّت تجربة الخدمة أولاً مع موظفي «فايسبوك» الستة آلاف، وسيتم إطلاقها أولاً في الولايات المتحدة الأميركية حتى يتمّ التأكد من أنها لا تستعمل بطرق «مخيفة»، لتصبح بعدها متوفّرة لجميع مستخدمي فايسبوك حول العالم.

يشيد المدير المسؤول عن الخدمة الجديدة أندريا فاكاري بالنتائج الجيدة التي حققتها بين موظفي الشركة العملاقة. يقول في حديث صحافي، محاولاً تسويق الخدمة، إنّه صودف وجود اثنين من الموظفين في المطار ذاته من دون أن يعرفا. وبسبب «الأصدقاء القريبين» تنبّها إلى الموضوع فخرجا من المطار معاً. اكتشف موظفون آخرون في شركة التواصل الاجتماعي أنّهم في المنطقة ذاتها فالتقوا من أجل عيد الشكر الأميركي أو للتزلج معاً، بحسب فاكاري.

لكن ليس الجميع بتفاؤل فاكاري حول الخدمة الجديدة، إذ إنّها تطرح أسئلة جديّة وخطيرة حول ما تبقى من خصوصيّة الفرد، في عصر وسائل التواصل الإجتماعي. يحاول فاكاري التسويق للخدمة على أنّها «آمنة» إذ إنّه يمكن للمستخدم أن يطفئها أو أن يختار الأصدقاء الذين يودّ أن يتشارك معهم الخدمة. كما أنّه إذا اختار تشغيلها فإنّه يمكن أن يطلب تحديد موقعه التقريبي، بحوالي نصف ميل، أو موقعه الدقيق، في أي مطعم أو مركز تجاري يوجد مثلاً. كما أنّ الخدمة غير متوفرة لمن هم دون الثامنة عشرة من العمر.

لكن يبدو أنّ وسائل «الأمان» هذه لم تقنع كثيراً دوائر الشرطة وصحافيي الصفحات المتعلّقة بالتكنولوجيا. إذ إنّ معظم المقالات التي نشرت حول الخدمة، تحذّر من عقبات السماح للتكنولوجيا بالتدخّل في حياتنا الشخصيّة إلى هذا الحدّ. فمن يراقب طريقة تعامل الناس مع وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، يدرك أنّ معظم من هم على لائحة أصدقائنا الفايسبوكية، ليسوا فعلاً أصدقاء، إنّما هم بمعظمهم أشخاص لم نلتقهم يوماً. كما أنّه إذا اختار مستخدمو «فايسبوك» تشغيل الخدمة فإنّ معظمهم لن يختار أصدقاءه الفعليين فقط للاطلاع على مكان تواجده، بل سيجعل الأمر ممكناً للجميع.

الشرطة الأميركية عبّرت عن مخاوفها من هذه الخدمة أيضاَ والخدمات الأخرى المشابهة لها، ودعت الأميركيين إلى التفكير مرّتين قبل اتخاذ قرار تشغيلها، بما أنّ «معظم جرائم الاغتصاب والقتل والسرقة أصبحت مرتبطة اليوم بالتكنولوجيا». لا تتوقف خطورة الموضوع هنا. فكي يتفادى «فايسبوك» «إزعاجك» بإشارته دوماً إلى وجود صديقك الذي يقطن في منزل قريب من منزلك أو يعمل في نفس المكان معك، فإنّ الخدمة «الذكية» تعمل على حفظ مكان سكنك وعملك والأماكن التي تتردد عليها، بشكل أوتوماتيكي، فتتوقف عن إرسال الإشارة إلى زميلك في العمل مثلاً، عندما تكونان في المبنى ذاته.

الخدمة المتوفّرة فقط للهواتف الذكيّة، تتبع تحرّكاتك، ولا يغيب موقعك عن الشاشة سوى عندما تقود سيارتك، بما أنّك تتحرّك، لكن ما إن تتوقف حتى ولو لدقائق أمام احد المحال حتى تكون قد أشارت إلى موقعك. يصبح لدى «فايسبوك» عندها، ولا نعرف من أيضاً بطبيعة الحال، الداتا الكاملة عن حيواتنا، صُورنا، أماكن سكننا وعملنا، ماذا نحب وماذا نكره وتحرّكاتنا كاملة.

يشجّع فاكاري على استعمال الخدمة، معتبراً أنّ الشركة أطلقتها لمساعدة الناس على التلاقي، لكنه في الوقت ذاته «متحمّس» ليرى أبعاداً أخرى لها سيكتشفها مستخدمو «فايسبوك». يشير إلى أنّ الشركة لن تتيح المجال للإعلان عن هذه الخدمة في البداية، لكنّها ستفعل ذلك لاحقاً، لتخبرك بأسماء المطاعم والمحال القريبة من موقعك. إن كان على فاكاري أن يظهر كلّ الجوانب الإيجابية لـ Nearby friends حتى يبيع منتجه، فنحن على الأقلّ علينا أن نفكّر مرّتين قبل أن نقرِّر تشغيلها أم لا.

الرابط على موقع جريدة السفير