أكد النائب السابق عن حزب الله في البرلمان اللبناني حسن حب الله أنّ المقاومة ستٌسقِط أيّ مفاعيل ارتدادية خطيرة للقرار الاتهامي، مطمئناً أنّ اللبنانيين تجاوزوا هذا القطوع
حسين عاصي
النائب السابق حسن حب الله لموقع المنار:
تجاوزنا القطوع.. المقاومة ستُسقِط مفاعيل المحكمة
السيد نصرالله أكد أنّ حقنا لا يمكن أن يُهضَم في لبنان
14 آذار اعتادت على تحميل حزب الله مسؤولية كل شيء
كسبنا معركة الرأي العام.. وما حصل عملية ديمقراطية
قوى 14 آذار أفلست.. وحالة التخبط التي تعيشها دليل
أيّ معارضة هي تلك التي تحرّض العالم على بلدها؟!
أكد النائب السابق عن حزب الله في البرلمان اللبناني حسن حب الله أنّ المحكمة الدولية تندرج في سياق محاولات تشويه صورة المقاومة، مشيراً إلى أنّ الأخيرة ستٌسقِط أيّ مفاعيل ارتدادية خطيرة للقرار الاتهامي، مطمئناً أنّ اللبنانيين تجاوزوا هذا القطوع.
وفي حديث خاص لموقع "المنار" الالكتروني، رأى حب الله أنّ أهمّ ما ورد في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخيرة أنه أكد معادلة القوة وشدّد على أننا في لبنان لا يمكن أن يُهضَم حقنا لأننا نملك ما يكفي من عناصر القوة لحماية حقوقنا في مياهنا وأرضنا.
وفيما دان حب الله الانفجار الأخير الذي استهدف قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان واعتبر أنه يأتي في سياق محاولات تخريب الاستقرار، استغرب موقف قوى الرابع عشر من آذار التي دأبت على تحميل حزب الله وحلفائه مسؤولية كلّ ما يحصل في هذا البلد، معتبراً أنّ هذا الفريق ليس قادراً على تقبّل فكرة أنه خرج من السلطة.
وأسف حب الله للأسلوب الذي تعتمده المعارضة، مشدداً على أن لا شيء اسمه كراهية في السياسة بل خصومة ورؤية سياسية مختلفة، مستهجناً لجوء هذه المعارضة لتحريض العالم على مقاطعة بلدها، وهو ما لم تسبقها إليه أي معارضة في التاريخ.
الاعتداء على "اليونيفيل" اعتداء على لبنان
النائب السابق حسن حب الله أكّد لموقع المنار أنّ الانفجار الذي تعرضت له قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" في صيدا، المشابه لانفجار آخر تعرضت له هذه القوات في المنطقة نفسها قبل فترة، يأتي في إطار محاولات تخريب الاستقرار في لبنان. ولفت حب الله إلى أنّ قوات "اليونيفيل" موجودة في لبنان بتوافق لبناني عام ولها مهمة محدّدة ألا وهي مساعدة الجيش اللبناني في المحافظة على الاستقرار جنوباً، وبالتالي فإنّ أيّ اعتداء عليها سيشكّل إحراجاً كبيراً للبنان حكومةً وشعباً وللقوى السياسية الشعبية التي تقف إلى جانب الحكومة اللبنانية.
وفيما دان حب الله هذا الاعتداء واعتبر أنه اعتداء على لبنان ككلّ، استغرب الموقف الذي صدر عن قوى الرابع عشر من آذار التي اعتبرت أنّ الاعتداء يمثل ترهيباً لأهل الجنوب خاصة الذين وضعوا ثقتهم في ثنائية الجيش –"اليونيفيل" حماية لأمنهم في وجه التهديدات الاسرائيلية، ورأت أنه ما كان ليحصل لولا ما أسمته "المناخ الذي يضخه فريق حزب الله". وأشار حب الله في هذا الاطار إلى أنّ قوى "14 آذار" دأبت منذ فترة على تحميل حزب الله وحلفائه مسؤولية أي حادثة تحصل في لبنان أو أي ظاهرة يشهدها البلد.
فريق 14 آذار جلب لنا الكثير من المصائب
وإذ وضع حب الله هذه الممارسات في سياق رفض هذه القوى تقبّل واقع أنها لم تعد في السلطة، شدّد على أنّ ما حصل في لبنان هو عملية ديمقراطية بكلّ ما للكلمة من معنى، موضحاً أنّ ما حصل ليس انقلاباً عسكرياً ولا ثورة شعبية ولا انتفاضة. وذكّر بأنّ خروج هذه القوى من السلطة حصل إثر السقوط الدستوري لحكومة الرئيس سعد الحريري بفعل استقالة أكثر من ثلث أعضائها، لافتاً إلى أنّ كلّ ما حصل بعد هذه الاستقالة يندرج في السياق الدستوري والديمقراطي، من الاستشارات النيابية الملزمة مروراً بتكليف رئيس الحكومة وصولاً حتى تشكيل الحكومة.
ورأى حب الله أنّ هذا الفريق يحمّل دائماً الفريق المعارض له ولسياساته مسؤولية كل ما يحصل في البلد لأنه فشل في إدارة البلاد ولأنه جلب للوطن الكثير من المآسي والمصائب، ويريد أن يعطي مبرراً لنفسه للصمود. وأكد أنه يرفض مقاربة قوى الرابع عشر من آذار للانفجار الذي استهدف قوات "اليونيفيل"، معرباً عن اعتقاده بأن لا علاقة للبيئة الداخلية بما حصل على الاطلاق. وفي هذا السياق، ذكّر حب الله أنّ هذا الاعتداء ليس الأول الذي يستهدف قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، مشيراً إلى أنه تمّ استهداف هذه القوى في ظلّ حكومات فؤاد السنيورة وسعد الحريري، وهما من أركان هذا الفريق الأساسيين، لافتاً إلى أنّ أيّ تصريح من هذا النوع لم يحصل يومها. وخلص إلى أنّ ذلك يشكّل دليلاً على إفلاس هذه القوى التي باتت تعاني من عدم وضوح في الرؤية.
لا شيء اسمه كراهية في السياسة
ورفض حب الله اتهام هذه القوى لحزب الله بشنّ حملات على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في محاولة لاغتياله سياسياً، كما ورد في البيان الأخير الذي أصدرته الأمانة العامة لهذه القوى، كما أسف للبيان الذي صدر مؤخراً عن المكتب الاعلامي للحريري واتهم فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شخصياً بالوقوف وراء ما أسماه حملات "الكراهية" بحق الحريري وعائلته ككل. وقرأ حب الله في هذه الاتهامات مؤشراً على حالة التخبط التي يعيشها هذا الفريق، مشدداً على أن لا شيء اسمه كراهية في العمل السياسي بل هناك خصام ورؤية سياسية مختلفة.
وفيما أكد حب الله أنّ قوى الأكثرية الجديدة كسبت معركة الرأي العام، دعا رئيس الحكومة السابق إلى الانتباه لأدائه، مشيراً إلى أنه لا يمكنه أن يلقي باللوم على الآخرين في حال فشل في تحقيق أهدافه. وقال: "كنا نريد حكومة وحدة وطنية وهو رفض ذلك، وكنا نريد أن نكون يداً واحدة لكنّه من رفض ذلك. أكثر من ذلك، قلنا أننا مقاومة وطنية لحماية لبنان وأبدينا كلّ الاستعداد للحوار على هذه الرؤية وجلسنا معهم على طاولة واحدة لكنّهم ذهبوا للأجنبي واستعانوا به ضدّ أبناء وطنهم".
وأشار حب الله إلى تصريح لرئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة يعلن فيه باسم قوى الرابع عشر من آذار نية هذه القوى الذهاب للسفارات وتحريض الدول العربية والأجنبية لمقاطعة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، التي تمثل لبنان. وسأل حب الله: "هل هناك معارضة في العالم تدعو لمقاطعة بلدها؟ ما هذا المنطق الأعوج الذي لا يمكن أن يكون منطق معارضة؟".
سنُسقِط المشاريع الأميركية الصهيونية
من جهة أخرى، اعتبر النائب السابق حسن حب الله أنّ أهمّ ما ورد في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخيرة أنه أكد معادلة القوة وشدّد على أننا في لبنان لا يمكن أن يُهضَم حقنا لأننا نملك ما يكفي من عناصر القوة لحماية حقوقنا في مياهنا وأرضنا. ولفت حب الله إلى أن هذه المعادلة، التي تقوم على ثالوث الجيش والشعب والمقاومة، هي التي ستحمي لبنان وهي التي حمته في الماضي كما ستحميه أيضاً من أي تفكير صهيوني لتنفيذ الأطماع بأرضنا ومياهنا.
وتوقف حب الله عند حديث قائد المقاومة عن محاولات حثيثة لتشويه صورة المقاومة منذ حرب تموز 2006، فأكد أن محاولات التشويه قديمة لكنها وصلت لأوجها اليوم عبر المحكمة الدولية التي تحولت إلى سيف مسلط بوجه المقاومة. وأشار حب الله إلى أنّ المحكمة خسرت هي الأخرى معركة الرأي العام، ملاحظاً أنّ كل الرهانات التي كانت قائمة على صدور القرار الاتهامي وأنه سيخلق بلبلة باءت بالفشل إذ صدر هذا القرار ولم يفعل شيئاً.
وفيما أكد حب الله أن اللبنانيين تجاوزوا قطوع المحكمة الدولية وأعرب عن اعتقاده بأن الأضرار التي ستجلبها المحكمة إلى الوطن ستكون محدودة، شدّد على أنّ المقاومة ستُسقط بإذن الله وبمساندة كل القوى الوطنية أي مفاعيل ارتدادية خطيرة للمحكمة الدولية وأي مشاريع أميركية صهيونية.