تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين 12_5_2014 ملف الإنتخابات الرئاسية وما يسعى إلى فعله الرئيس ميشال سليمان من مناورات سياسية بغية الحصول على تمديد مقنّع
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين 12-5-2014 ملف الإنتخابات الرئاسية واحتمالات التمديد المقنّع، أما في الملف السوري فكانت أبرز الأخبار حول دخول ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى محافظة دير الزور وإرتفاع حدّة الإشتباكات بينها وبين جبهة النصرة وباقي الفصائل المسلّحة.
السفير
جعجع يمهّد للتراجع.. و«التعقيدات» تعرقل عون
بداية جولتنا مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول استغرق رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وقتا أطول مما يفترض ليقتنع بأن استمرار ترشحه لرئاسة الجمهورية هو العامل الاول في تأخير إتمام هذا الاستحقاق، وان الفريق الآخر غير مستعد لمجرد النقاش مع أي طرف في إمكانية التفاوض معه وتأمين نصاب انتخابه، فيما يرى حلفاء جعجع أن ترشح العماد ميشال عون، المضمر حتى الآن، هو ايضا يعيق إمكانيات التفاهم مع فريق «14 آذار» على إجراء الانتخابات.
إلا ان الوقائع تفيد ان معطيات وظروف التوافق على عون اكبر من إمكانيات القبول بجعجع، خاصة مع الجهد المبذول من أكثر من طرف محلي وإقليمي ودولي لإقناع الآخرين بانتخاب عون رئيسا.
ويعتبر المتابعون ان كلام جعجع، من بكركي بالذات، عن احتمال انسحابه من السباق الرئاسي، مؤشر على بداية البحث عن مرشح آخر، خاصة ان مصادر متابعة لموضوع الانتخابات الرئاسية تفيد ان حسم موضوع انسحاب جعجع تم يوم الاثنين الماضي، وان ترشح الرئيس أمين الجميل وجولاته على القيادات من مختلف الاطياف جاء بناء لهذا المعطى الجديد الذي يسهل على الجميل وباقي مرشحي «14 آذار» التحرك بحرية وهامش أوسع.
ستختلف الحركة الداخلية مع هذا التطور الجديد، ولكن لن يتغير شيء في الجوهر، واحتمالات حصول الفراغ الرئاسي ما زالت تؤرق المعنيين مباشرة بالاستحقاق، لا سيما الدول المصنفة صديقة للبنان، وخصوصاً من بينها الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا، ولذلك تنشط حركة السفراء بين لبنان والخارج، فيما تقول مصادر كتلة نيابية وازنة في «فريق 8 آذار» ان السفير السعودي علي عواض عسيري انما عاد الى لبنان من أجل استطلاع الوضع والمواقف عن قرب، وإفادة القيادة السعودية بالمعطيات الواقعية المرتبطة بالاستحقاق الرئاسي.
وتؤكد المصادر ان معركة الرئاسة لم تبدأ فعليا بعد، وكل ما يجري هو مجرد حراك لاستكشاف المعطيات الداخلية وما اذا كانت الاطراف السياسية جاهزة للتوافق، وهو ما لم يظهر حصوله بعد.
وتبدي المصادر خشيتها من أن يصل لبنان الى شغور الكرسي الرئاسي في 25 ايار الحالي ولا يحصل هذا التوافق، لأنه مرتبط بالتوافق الإقليمي غير الناضج بعد، لأن بعض الملفات الساخنة في المنطقة لم يحن أوان حلها بعد، خاصة اتضاح صورة الوضع في العراق وشكل الحكومة الجديدة، إضافة الى انتظار نتائج مفاوضات ايران مع مجموعة دول 5+1 حول الملف النووي وإعادة تطبيع العلاقات بين ايران والغرب، ومسار العلاقة بين ايران والسعودية، وهنا النقطة الأصعب. كذلك انتظار تطورات الوضع السوري.
وترى الاوساط النيابية أن الجانب السعودي غير جاهز بعد للتدخل جدياً في ملف الرئاسة اللبنانية، ولم يفتح باب التفاوض مع ايران حول أوضاع المنطقة ومنها لبنان، ولم يعطِ أي جواب على كل الاقتراحات والمبادرات والتحركات الجارية سوى انه لا يريد التدخل في الشأن الرئاسي اللبناني، ربما بانتظار تطورات أو تغييرات ما.
وتشير الاوساط الى ان السفير الاميركي في بيروت ديفيد هيل بات مقتنعا بأن ترشح العماد ميشال عون للرئاسة قد يحل في لبنان مشكلات كبيرة، وهو يسعى لإقناع الاطراف بالموافقة على ترشحه، لكن السعودية لم تقتنع بعد، لذلك لم تثمر اللقاءات بين «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر» أي تفاهم عملي على أي أمر داخلي، باستثناء إبداء حسن النيات والانفتاح والتأسيس لما تصفه أوساط التيار العوني مسائل استراتيجية كبرى تتعلق بمستقبل لبنان.
وتقول مصادر حكومية قريبة من «تيار المستقبل» ان الرئيس سعد الحريري أبدى عدم ممانعة في ترشيح عون لكنه اشترط عليه إقناع «مسيحيي 14 آذار»، وهذا أمر لم يحصل، فتوقفت مساعي الترويج لعون عند هذا الحد حتى الآن على الأقل.
وأضافت المصادر: ان الجانب الاميركي والحريري أكدا لعون انه مقبول كمرشح توافقي، «لكن تعقيدات الوضع الداخلي اللبناني تحول دون وصوله الى كرسي الرئاسة»، مشيرة الى ان الجانب الاميركي مهتم مباشرة بالاستقرار الامني وبالتهيئة لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن حاليا لن يحصل أي تنازل من طرف لطرف، ولا كلام عن انفراجات حقيقية في لبنان قبل التفاهم الاميركي - الايراني على الملف النووي، وهذا لن يحصل مبدئيا قبل تموز المقبل.
إلا ان المصادر أكدت ان الوضع اللبناني سيبقى مستقرا هذا الصيف، وهناك مؤشرات برفع إعلان «الحذر» الخليجي على سفر الرعايا الى لبنان تمهيدا لرفع «حظر السفر» غير المعلن رسميا والقائم فعليا، في حزيران المقبل.
نزوح واسع وخطوط تماس مع مواقع الجيش... وحلب عطشى
"داعش" يحشد لحسم معركة دير الزور
حشد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) كبار قادته العسكريين على جبهة دير الزور، في إشارة واضحة إلى أن قراره باقتحام معاقل خصومه من "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية"، لا رجعة عنه هذه المرة.
وفي ظاهرة لم تشهدها حلب منذ زمن الانتداب الفرنسي، تعيش المدينة حالياً حالة ظمأ شديد، تزداد ضراوته مع مرور الوقت وارتفاع درجات الحرارة، مفسحة لبعض "تجار الموت" المجال لاستغلال حالة العطش. وكان فصيل مسلح يتبع إلى "الهيئة الشرعية"، وهي تشكيل يضم عدة فصائل "إسلامية" أبرزها "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية"، قام منذ ثمانية أيام بقطع مياه الشرب من محطة سليمان الحلبي التي تغذّي جميع أنحاء المدينة، حيث تم تحويل المياه من أنابيب الضخ إلى نهر قويق الذي يمر في منتصف المدينة ليصبح النهر الذي ظل عقوداً طويلة مجرى لمياه الصرف الصحي، بعد قيام السلطات التركية بقطع المياه عنه في ثلاثينيات القرن الماضي، منبعاً لمياه الشرب. (تفاصيل صفحة13)
ووصل أبو أيمن العراقي، "والي داعش" في الساحل سابقاً ـ قبل الانسحاب من الساحل ـ وأحد أبرز قادته الأمنيين وأكثرهم قسوة وصلابة، على رأس رتل كبير إلى الريف الغربي لدير الزور قادماً من الرقة، بعد أيام فقط من وصول "القائد العسكري العام" عمر الشيشاني، إضافة إلى مشاركة كل من "والي داعش في دير الزور" عامر الرفدان و"واليه" في الحسكة أبي أسامة العراقي، وهي حزمة من القادة و"الأمراء" لا يستهان بها، وتعبّر عن رهان "داعش" على المعركة الحالية لفرض سيطرته على أرياف دير الزور تمهيداً لحصار المدينة والعمل على اقتحامها.
وكان التطور النوعي الذي حدث أمس الأول، هو سيطرة "داعش" على معبر البغيلية ـ الجنينة، الذي يعتبر بوابة حيّي الجورة والقصور في مدينة دير الزور اللذان يسيطر عليهما الجيش السوري.
وقد حاول عناصر "داعش" التقدم في المنطقة والسيطرة على جسر السياسية، إلا أن الطائرات الحربية تدخلت وأجبرتهم على التراجع والانكفاء إلى ما وراء الجسر. وهكذا يكون أصبح لـ"داعش" خط تماس مع الجيش السوري، الأمر الذي من شأنه تصعيد الأوضاع في دير الزور والذهاب بها إلى احتمالات جديدة من المعارك والمعارك الجانبية.
وبينما سيطر "داعش" على الريف الشمالي والريف الغربي (خط البقارة أو الجزيرة) المتصل بريف الرقة بشكل شبه كامل مع استمرار الاشتباكات في مناطق متفرقة منهما، تستمر المعركة الدموية في معقل "أمراء داعش" في جديد عكيدات في الريف الشرقي والتي تعتبر من أشد المعارك الدائرة بين الطرفين وأكثرها ضراوةً، حيث سقط بسببها مئات القتلى والجرحى على مدى الأيام الماضية، ولم يستطع أيّ من الطرفين تثبيت سيطرته عليها، ليبقى الكرّ والفرّ هو السمة الغالبة على هذه المنطقة المهمة، إلا أن "داعش" سيطر على صوامع الكسرة والمطحنة ومنطقة المعامل والمحلج ومحطة غاز الطابية وآبار النفط الموجودة في محيط تلك المنطقة، وأهمها معمل غاز "كونيكو".
ومع سيطرة "داعش" على بلدة مراط في الريف الشرقي، وإقامته حاجزاً عند نادي النفط السياحي ومزاد الغنم في الصالحية، يكون قد قطع طريق الإمداد على خصومه بين البصيرة، التي تشهد معارك طاحنة، وبين مركز مدينة دير الزور حيث توجد معاقل كبيرة لـتحالف الجبهتين "النصرة" و"الإسلامية".
وقد دفع تقدم "داعش" في الريف الشرقي، بعض الناشطين إلى إعلان قرى جديد بكارة والطابية وجديد عكيدات والدحلة، مناطق منكوبة، مناشدين المنظمات الإنسانية والإغاثية والطبية تقديم يد العون والمساعدة، والتدخل لدى "أمراء" الحرب وقادة الصراع لوقف هذا الاقتتال في المناطق السكنية، أو فرض هدنة زمنية لإخلاء من تبقى من المدنيين في مناطق الاشتباكات، وسط معلومات عن انتشار جثث القتلى في الشوارع واستحالة س?