وأما لبنان العزة والكرامة وفخر العرب والمسلمين بمقاومته الحامية ليس لوحدة اللبنانيين فحسب بل ولتقرير مصير المسيحيين في المشرق كله كما لكل أحرار العالم حتى من غير المتدينين فيكفيها شرفا أنها باتت ...
مرة أخرى الشهداء يعودون … وإن كانوا لم يغادرونا أصلا … ولكن لمن لم يتعلم الدرس بعد من 6 شباط / فبراير من ثمانينات القرن الماضي إلى 7 أيار / مايو العام من العام 2007م …!
محمد صادق الحسيني / جريدة القدس العربي
مرة أخرى الشهداء يعودون … وإن كانوا لم يغادرونا أصلا .. ولكن لمن لم يتعلم الدرس من الدردرية السياسية القديمة التي عاثت فسادا وساهمت في خلق البيئة الحاضنة لنشأة الإرهاب المنظم ضد الدولة الوطنية السورية… والتي تحاول الاقتراب من أبواب الشام من جديد … محاولة سرقة ما تبقى من قوت الشعب الذي لم تتمكن من سرقته طوال سنوات الحرب الكونية على سورية الحبيبة … !
مرة أخرى الشهداء يعودون … وإن كانوا لم يغادرونا أصلا … ولكن لمن لم يتعلم الدرس من فتنة انتفاضة الطلبة في العام 1999م إلى فتنة محاولة الانقلاب المخملية في العام 2009 م على أبواب طهران الثورية الأبية وهي تقاتل الإمبريالية باستراتيجية حافة الهاوية سابقا إو باستراتيجية الديبلوماسية البطولية والثورية كما هي الحال الآن.
ونحن نقترب من إنجاز فصل جديد من فصول الانتصار على الأمريكيين والإسرائيليين وتابعتهم الرجعية العربية… تطل علينا بين الفينة والأخرى وجوه يعلوها الغبار هنا وهناك مستفيدة من جو فضاءات استراحة المحارب بين جبهة المقاومة وبين العدو الصهيوني لتقول لنا بأن علينا اختيار وسائل وأساليب اعتدالية متصالحة ومتعايشة مع لغة التخاطب العالمي الغربية المتداولة بحجة أنها لغة المجتمع الدولي الوحيدة المقبولة حتى نخرج من العزلة ونربح المعركة!
وكأننا نحن من خسر كل تلك المعارك منذ بداية القرن الواحد والعشرين حتى الآن وليس الأمريكي والإسرائيلي هو من خسر كل معاركه معنا في اليابسة كما في الجو كما في البحر منذ انتصار العام 2000م عندما أخرجناه من أرض جبل عامل ذليلا خانعا، إلى هزيمته التاريخية الأخرى في العام 2006 م المعروفة بحرب الـ 33 يوما وصولا إلى هزيمة باراك أوباما وهو يتراجع عن خطة العدوان على عرين الأسد ليلة الثالث من أيلول / سبتمبر من العام الماضي ما جعله يتجرع كأس السم ويقر بهزيمته النهائية …!
على سبيل المثال لا الحصر، يقول الأدميرال علي فدوي قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الايراني : "خمسون ثانية تكفينا لتدمير أكبر بارجة أمريكية قمنا بتصميم مشابه لها وسنقوم بإنجاز المهمة في تجربة حية قريبا ما يعني أننا بتنا نملك أقوى طوربيد في العالم!..
نعم قلنا لهم ونعيد نؤكد بأننا نعيش عصر الشهيد عماد مغنية والشهيد محمد سليمان والشهيد خوش نويس، وهم الشهداء العابرون للحدود القطرية حدود سايكس بيكو، ما يعني أننا نعيش عصرا يشبه عصر بدر وخيبر وليس عصر شعب أبي طالب …!
لا مكان للقتلة وبائعي الضمير وتجار اقتناص الفرص بين صفوفنا ونحن نقترب من مواسم الاحتفال بالنصر لا في مقام السياسة والزعامة في لبنان ولا في مراتب الاقتصاد وإعادة الإعمار في سوريا ولا في مقام المستشارين الثقافيين أو الدينيين أو الجامعيين فضلا عن السياسيين في إيران …!
فقد هزم بني الأصفر على امتداد التجربة الإيرانية الثورية المعاصرة حتى أصبح نظام ولاية الفقيه صاحب اليد العليا في أية منازلة قادمة والنصر حليفنا لا محالة ومن يشكك في ذلك فليجرب حظه …!
تماما كما هو الأمر في جولة الحرب الكونية على سوريا الحبيبة على امتداد السنوات الثلاث الماضية فقد هزمت الروم وأصبح ليس فقط بقاء الأسد محتوما كما قلنا بعد معركة باب عمرو الفاصلة بل إننا اليوم نزعم أن هذا الأسد المنتصر سيتربع عرش العالم بعد الاستحقاق الرئاسي وسيقف الكثيرون طويلا في الصف "لتقديم التهنئة وأوراق اعتمادهم لديه إن عاجلا أو آجلا!"
وأما لبنان العزة والكرامة وفخر العرب والمسلمين بمقاومته الحامية ليس لوحدة اللبنانيين فحسب بل ولتقرير مصير المسيحيين في المشرق كله كما لكل أحرار العالم حتى من غير المتدينين فيكفيها شرفا أنها باتت محجا لكل من يريد أن يتدرب على حرب التحرير الشعبية بنسختها التقليدية المعروفة كما بنسختها المعدلة بعد القصير ويبرود وعموم القلمون والقادم أعظم …!