علماء آل كوثراني قاموا بدور أساسي في النهضة العلمية الأولى التي انطلقت على يد الشهيد الأول في جزين في أواسط القرن الثامن هـ، والتي انتهت في أواخر القرن الثاني عشر هـ، على يد الوالي العثماني أحمد باش
أكّد عضو المجلس المركزي في حزب الله سماحة الشيخ حسن بغدادي ان لبنان بحاجة إلى رئيس يؤمن بالمقاومة التي حرّرت الجنوب إلى جنب الجيش والشعب، ويحفظ الدستور، ويصون البلد، ويكون القادر على إدارة طاولة الحوار، وهذه ليست شروطاً تعجيزية، أو إملاء على أحد، بقدر ما هي مسؤولية وطنية تعني الجميع وليس حزب الله لوحده.
وأضاف الشيخ حسن بغدادي المقاومة اليوم هي الأكثر حرصاً من غيرها على هذا البلد، على حكومته، وعلى شعبه، وعلى أمنه واستقراره واقتصاده، وكل ما نريده هو أن تأتي قيادات مسؤولة تحفظ هذا البلد، وترعى شؤونه، وتطبق عملياً مفهوم السيادة والإستقلال وتدعم ركائزه.
جاء كلام الشيخ بغدادي في الإحتفال التكريمي الذي نظمته جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي لسماحة العلامة الحجة الشيخ حسين كوثراني، والذكرى التاسعة على رحيل نجله العلامة الشيخ محمود كوثراني وذلك في بلدة الغسانية الجنوبية.
وأضاف : أن علماء آل كوثراني قاموا بدور أساسي في النهضة العلمية الأولى التي انطلقت على يد الشهيد الأول في جزين في أواسط القرن الثامن هـ، والتي انتهت في أواخر القرن الثاني عشر هـ، على يد الوالي العثماني أحمد باشا الجزّار. فالشيخ علي كوثراني، والشيخ صالح كوثراني، وغيرهما كان لهم دور فاعل ومؤثّر في استمرار النهضة العلمية الأولى، كما كان لعلماء آخرين من آل كوثراني دور في النهضة العلمية الثانية التي انطلقت من كوثرية السياد وطيردبا وأنصار حيث درس جدهم الشيخ خليل كوثراني في المدرسة الدينية التي ترأسها العلامة السيد حسن إبراهيم، والتي كانت من أهمّ المدارس في تلك المرحلة وطلابها الذين انتقلوا إلى النبطية ليدرسوا على العلامة السيد حسن يوسف مكي، في مدرسته في النبطية التحتا التي كانت من طلائع المدارس التي ساهمت في النهضة العلمية والأدبية واللغوية.
وختم قائلاً : لولا هؤلاء العلماء لما كان جبل عامل، ولما كانت النهضة العلمية والأدبية، ولما كان مشروع المقاومة الذي واجه الطغاة العثمانيين، والإحتلال الفرنسي، والإسرائيلي، والتحرير الذي نعيش ذكراه اليوم في 25/أيار/2000 م يشهد على تاريخنا وعلى جهادنا وعلى فكرنا وعلى تراثنا، وعلى حضور علمائنا وعلى عطاء شهدائنا وعلى صبر شعبنا.
وتحدث في الإحتفال : المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان فبعد أن أشاد بمزايا ودور العالمين الجليلين الشيخ حسين ونجله الشيخ محمود آل كوثراني قال : ان لبنان ليس جمعية خيرية، بل هو خيار وطن، وركن أساسي من ثقافة مواجهة الإستكبار، وشدّد على أن شخص الرئيس ينتخبه تاريخ هذا البلد وموقعه، لا أن يتحول مركز الرئاسة إلى هدية أو تنفيعه.
وأضاف من غير المقبول أن تتحوّل هزيمة إسرائيل إلى إنتصار عبر رئاسة الجمهورية بخلفية كسر التوازنات، وبالتوازن الوطني نؤكد أن لبنانالمستقل السيد الحر، إنما هو نتاج شعب ساند وضحّى وصبر، وجيش بعقيدة وطنية وفعل مقاومة وتضحياتها.
وتخلّل الإحتفال كلمة نجل المحتفى به سماحة القاضي الشيخ جعفر كوثراني وممّا قاله : العلم وديعة الله في أرضه والعلماء أمناؤه عليه، المحتفى به الجد المقدّس الشيخ حسين كوثراني من مصاديق قوله (ع) (العلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودةوآثارهم في القلوب موجودة).
فالشيخ حسين ولد في بلدة أنصار العاملية سنة 1874م، وهاجر إلى النجف الأشرف وهو في ريعان الشباب، ومكث فيها ما يزيد على العشرين سنة، وعاد إلى لبنان سنة 1329 هـ، حاملاً معه إجازات بالإجتهاد من كبار فقهاء النجف، من المحقق الشيخ الخراساني صاحب الكفاية في الأصول، ومن المرجع الشيخ علي رفيشوالمرجع الشيخ عبد الله المازندراني فسكن في بلدة (تفاحتا) ومات فيها.
وعن والده العلامة الشيخ محمود في الذكرى التاسعة على رحيله قال : لقد كان مثال العالم العامل، فقد عمل بالتبليغ الديني، وبالإصلاح بين الناس، فسكن بلدة (الغسانية) كإمام لها وعمل مع إخوانه العلماء على وحدة الصف والكلمة وإصلاح ذات البين، ونوه الشيخ كوثراني بجمعية الإمام الصادق (ع) وبدورها في حفظ هذا التراث وتكريم العلماء في لبنان بشخص المشرف عليها سماحة العلامة الشيخ حسن بغدادي.
وكانت كلمة ترحيبية لرئيس بلدية الغسانية الحاج عباس فوّاز، الذي رحّب بالحضور وشكرهم على مشاركتهم، وشكر الخطباء، وبالأخص جمعية الإمام الصادق (ع) لإحياء التراث العلمائي وأشاد الحاج عباس فوّاز بمزايا العالم المجتهد الشيخ حسين كوثراني وبجهود نجله العلامة الشيخ محمود كوثراني إمام بلدة الغسانية.
حضر الإحتفال جمع كبير من علماء الدين والقضاة ووفد من قيادتي حزب الله وحركة أمل، كما حضر وزير الإسكان العراقي الأستاذ محمد الدراجي، ووفد قيادة التيار الصدري برئاسة أمينه العام السيد كرار الخفاجي، وممثل المجمع العالمي لأهل البيت (ع) السيد حسن التبريزي، ووفد من الهيئة الإيرانية للإعمار، وحشد كبير من المهتمين ومن الفعاليات البلدية والإجتماعية والثقافية وأهالي بلدتي الغسانية وتفاحتا.