في كلام للامام علي بن أبي طالب (ع) حول الفتنة قوله :"أيها الناس فإني فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجترئ عليها احد غيري بعد ان ماج غيها واشتد كلبها ".
في كلام للامام علي بن أبي طالب (ع) حول الفتنة قوله :"أيها الناس فإني فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجترئ عليها احد غيري بعد ان ماج غيها واشتد كلبها ".
فمنذ الف وأربعمائة سنة وصف لنا واقع الأمة الاسلامية ،ووقعت فتن بعد ارتحال النبي (ص وآله) آنذاك ، ويخال القارئ انه يتحدث عن عصرنا الحالي، وليس كل قديم يستحق ان يندثر ويطويه النسيان فقد اتفق على ان السنن لا تبدل ولا تغير والمتتبع للأحداث على الساحة العربية والإسلامية يمكنه ان يلحظ الكم الكبير من المؤامرات والفتن التي تحاك تحت اسم الاسلام والتدين وتتراسها مجموعات تتستر بالدين وغرضها الفوضى والعداوة والتفرقة وإهلاك الحجر والبشر وصناعة الموت للناس الآمنين .
لقد قام الامام علي(ع) بتعريف الفتنة لكي تكون واضحة فقد تكون مجهولة عند الإقبال ولكن ستتضح وتصبح معروفة من خلال اثارها وتداعياتها السلبية التي ستخلفها كما وان ظاهرها براق وباطنها مملؤ بالفساد،ولا ادري ذلك الواقع الذي أشار اليه بماذا يختلف عن واقعنا اليوم آيها الأمير فقديما رفعت المصاحف ليقال انك تقاتل المسلمين وقلت كلمة حق اريد بها باطلا فالفتنة قد تختلف بالشكل ولكنها ذات مضمون واحد فكما كان في عصرك فئات ادعت الاسلام ظاهرا وفيهم بعض كبار الصحابة كطلحة والزبير كذلك في عصرنا من ينصبون أنفسهم أوصياء على الناس ويحكمون على المختلف عنهم بالكفر .
ولمحاربة الفتن قدم الامام علي(ع) استراتيجية عملية ترمي الى استئصال راس الفتنة ،ووصف فتنة عصره بشبح وحشي كاسر وانه لجأ لفقأ عين الفتنة بقوله :"فإذا فقأت عينه سلبت قدرته وحيويته" وهذا التخطيط من شخص صاحب بصيرة يلخص مواجهته لمشروع الفتنة من خلال ضرب مراكزها الأصلية ورموزها الأساس ، فالفتنة تزول اذا ما أزلنا الرأس المدبر لمثل هذه الحركات وهذا هو الطريق الأفضل الذي ينبغي اتخاذه في مواجهة الفتن والدسائس .
يبقى ان نقول ان في عصرنا الحالي هناك من تعلم كيف يفقأ عين الفتنة.
الباحثة الاسلامية سعدى القاضي