انتقل الموقع بعدها إلى جبهة السخرية الممجوجة. وضع صورة لكرمى الخيّاط في أخباره العاجلة وعنونها بـ «كرمى الحزينة». بهذه الطريقة أراد السخرية من الخياط خلال جلسة المحكمة
ليست غريبة حالة التجاهل التي تتعمّدها بعض الوسائل الإعلامية الناطقة باسم 14 آذار حيال قضية التعدي الصريح على حرية الإعلاميين اللبنانيين كرمى الخياط والزميل إبراهيم الأمين.
على الرغم من أن يوم أمس حوّل قاعة «نقابة الصحافة»، ومن ثم مكاتب «الجديد» و«الأخبار» إلى ما يشبه الكرنفالات المتضامنة مع مبدأ الحرية الإعلامية، إلا أنّ موقع «14 آذار» كان له رأي مخالف.
وسام كنعان/ جريدة الأخبار
استمر في نهجه المعروف في هذه القضية، واستحضر مهاراته في زج الشتائم والإهانات المجانية تجاه الأمين على نحو شخصي. وهذه المرة غطّى الموقع كل ما جرى بأخبار عدة مقتضبة، أحدها خُصّص لحديث تلفزيوني أجراه رئيس تحرير «الأخبار» من نقابة الصحافيين. ولأن الخبر لا يحتمل شتيمة، فقد اختار الموقع أن يخوض معركته في العنوان، فأورد فيه «وقاحة الأمين تطالب بنزع شرعية المحكمة الدولية...
ويتطاول على ريفي»! انتقل الموقع بعدها إلى جبهة السخرية الممجوجة. وضع صورة لكرمى الخيّاط في أخباره العاجلة وعنونها بـ «كرمى الحزينة». بهذه الطريقة أراد السخرية من الخياط خلال جلسة المحكمة حين أعربت عن حزنها لأنه كان يُفترض أن تمثل أمام محاكم لبنانية لو كانت مذنبة لا أمام محكمة دولية.
وعلى الرغم من دأب موقع now على تغطية أخبار المحكمة الدولية أولاً بأول وإجرائه حواراً مطولاً مع وزير العدل أشرف ريفي للحديث عن مآثرها وبطولاتها، إلا أنّ صفحاته لم تنتبه لكل ما جرى بالأمس. لقد كان مشغولاً بالتنسيق مع موقع «جنوبية» الإلكتروني وموقع «القوات اللبنانية» وحفنة من مواقع مشابهة لصدّ أي نقد تتعرّض له مديرة تحرير النسخة الانكليزية من موقع now حنين غدّار، بعد الضجة التي أثارتها بمشاركتها في مؤتمر «تحدّيات أميركا الأساسية في الشرق الأوسط»، الذي نظّمه «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، واعتلت غدّار منصته بعد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك (الأخبار12/5/2014).
وبرغم تضامن قناة mtv الكامل مع الحريات الإعلامية خلال الوقفات التضامنية التي أقيمت سابقاً مع «الجديد» و«الأخبار»، إلا أنّه كان لافتاً عرضها إعلاناً لا تتجاوز مدته ثواني قليلة يفيدنا بأنّ حرية التعبير لا تعني تسريب المعلومات السرية. وسار موقع المحطة الإلكتروني على الدرب ذاته حين نشر استفتاء سأل فيه: «هل يحق للإعلام نشر أسرار الدولة؟».
أيضاً، لاحظ الناشطون على تويتر أمس غياباً شبه تام لقضية مثول «الجديد» أمام المحكمة الدولية على الحساب الرسمي الخاص بأخبار mtv على موقع MTVLebanonNews باستثناء تغريدات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة لمقطفات من كلام كرمى الخيّاط، أمام القاضي الإيطالي نيكولا ليتييري.
أما في ما يتعلّق بحساب قناة «المسقبل» الرسمي على تويتر، فقد غص بالتغريدات التي ترصد بعض ما ورد في كلام الخيّاط وليتييري، قبل أن تتوقف عن المتابعة بعد مغادرة فريق «الجديد» قاعة المحكمة في لاهاي. توقف اخترقته فقط تغريدة واحدة عن تحديد الموعد الجديد لجلسة مثول «الأخبار». وبينما غابت جريدتا «النهار» و«المستقبل» عن الموضوع، حاولت صفحاتهما على مواقع التواصل الاجتماعي سد الفجوة بنشر بعض التعليقات والتغريدات أثناء انعقاد الجلسة الأولى من المحكمة.