ذكرت رئيسة الجمعية أنها دربت العاملات فيه على تشغيل الآلات وإنتاج الفحم من مخلفات المزارع والبساتين، مشيرة إلى أن «أفراداً آخرين من أسر العاملات يتولون تسويق الإنتاج»
في بلدة عنيزة الواقعة في منطقة القصيم في السعودية، أتاح مصنع للفحم لمجموعة من النساء فرصة دخول مجال العمل والمساهمة مادياً في دخل أسرهن، بعيداً عن الضغوط التي تمارس على عمل المرأة في البلاد.
وتشتهر بلدة عنيزة ببساتين النخيل والمزارع الواسعة. من هنا، جاءت فكرة إنشاء مصنع لتحويل المخلفات الزراعية في المنطقة إلى فحم طبيعي صديق للبيئة، تبنته جمعية «قطرة» الخيرية النسائية، التي تبرعت رئيستها مؤقتاً بجزء من منزلها ليصبح مقراً للجمعية لمدة ثلاث سنوات.
وقالت رئيسة مجلس إدارة الجمعية فاطمة التركي إن «22 سيدة قررن تأسيس الجمعية النسائية، التي لم نجد مقراً لها، فوهبتهن البيت لفترة محدودة كجزء من التعاون ليتحول نشاطنا إلى واقع ملموس»، مضيفة أن «العمل في مصنع الفحم يقتصر على النساء، لإثبات قدرة المرأة على دخول سوق العمل بنجاح».
واعتبرت التركي أنه «لطالما ارتبط عمل المرأة في لاوعينا بالمطبخ وكل ما يدور في فلكه، ولكننا نريد إثبات فكرة أن النساء قادرات على فعل أشياء أخرى، كالرجال تماماً»، مشيرة إلى أن «الفكرة جاءت بإنشاء معمل فحم صديق للبيئة، يؤمن دخلاً مقبولاً للسيدات للمساهمة في مصاريف الأسرة».
وحول طبيعة العمل داخل المصنع، ذكرت رئيسة الجمعية أنها دربت العاملات فيه على تشغيل الآلات وإنتاج الفحم من مخلفات المزارع والبساتين، مشيرة إلى أن «أفراداً آخرين من أسر العاملات يتولون تسويق الإنتاج». من جهتها، شرحت فوزية سليمان، وهي موظفة في معمل بلدة عنيزة، أن «الفحم صديق للبيئة، ونحن نصنع من المخلفات الزراعية نوعين من الفحم، واحداً لشيّ الطعام وآخر للبخور، وجميعها مصنوعة من مواد طبيعية خالية من المواد الكيميائية والرصاص».
وذكرت موظفة أخرى في المعمل أن عملها «يساعد في المساهمة في دخل الأسرة»، مضيفة أنها تعمل «لتحقيق إيراد لي ولأسرتي... أعيل أسرتي وأساعدها في المصروف، والحمد لله أنا راضية بعملي ومقتنعة به».
يذكر أن بعض القيود على عمل المرأة في السعودية تراجعت بشكل طفيف في الفترة الأخيرة، لاسيما في ما يخص القيود المفروضة على الأماكن التي يسمح فيها للنساء بالعمل. وكان صدر مرسوم ملكي قبل عامين باقتصار العمل في بيع الملابس الداخلية النسائية في البلاد على النساء فقط. كما يسمح في الوقت الحالي بعمل النساء في مجال الضيافة في أقسام العائلات والنساء في بعض المطاعم.