23-11-2024 05:25 AM بتوقيت القدس المحتلة

الشمل يلتئم.. بغياب حمزة

الشمل يلتئم.. بغياب حمزة

«نرفض أن نكون مجرّد مدونين لتواريخ تفرّق ولا تجمع، ومؤمنون كامل الإيمان بأن حقّنا في أن نُعلِم وأن نَعلَم هو حقّ يعادل حقّ الحياة نفسها، ونؤكّد رفض تصنيفنا طائفياً أو مذهبياً لأي مؤسسة انتمينا، كما نرفض أن

والد الشهيد حمزة الحاج الحسن يتسلّم درع تكريم من الزميل فراس خليفة (محمد شرارة)تخلّف الإعلامي الشهيد حمزة الحاج حسن عن حضور لقاء مجموعة «لمّ الشمل»، المنعقد على شرفه. للمرة الأولى لم يحضر حمزة ليتشارك مع زملائه بعض الأفكار والمواضيع، كما كان يفعل في العادة. إلا أنّ حمزة كان الغائب الحاضر في اللقاء الذي دعت إليه المجموعة إحياءً لذكرى الحاج حسن وزميليه محمد منتش وحليم علوه الذين سقطوا في معلولا، أثناء قيامهم بواجبهم المهني، الشهر الماضي.

زينة برجاوي/ جريدة السفير

مرّ شهر على رحيل حمزة. وحده أزيز الرصاص ينبهك إلى غياب حمزة، في التقرير الذي أعده عنه زملاؤه في قناة «المنار»، ويظهر اللحظات الأخيرة قبل استشهاده. لم يعد حمزة ينتظر إشارة البثّ المباشر لينقل رسالته من سوريا إلى لبنان. غاب ليتحوّل إلى الحدث، لكنه سيبقى حياً بعيون كل من أحبه وعمل معه.بالأمس، التقت مجموعة «لمّ الشمل» في مطعم «الساحة» حيت يقام اللقاء، وحيث كان حمزة متواجداً مع أعضاء المجموعة، واعداً إيّاهم باللقاء قريباً، لكنّه لم يعد.

شارك في لقاء الأمس، زملاء حمزة وأصدقاؤه، وإعلاميون ونقابيون. ورغم أن اللقاء جاء تحت اسم الشهيد الحاج حسن وزميليه، إلّا أنّ القيمين عليه وجّهوا تحيّة إلى روح مصوّر قناة «الجديد» علي شعبان الذي استشهد منذ عامين على الحدود بين لبنان وسوريا، ومصوّر قناة «الميادين» عمر عبد القادر الذي سقط في سوريا. ولم ينسوا أيضاً تذكّر في «سكاي نيوز» المفقود في سوريا سمير كساب.

يقول أحد أعضاء مجموعة «لمّ الشمل» الزميل فراس خليفة لـ«السفير»، إنّ المجموعة هي عبارة عن لقاء يلم شمل مجموعة من الصحافيين والإعلاميين في سهرة، وكان حمزة واحداً منهم. ويلفت الى أنّ المجموعة لا تقيم عادة أنشطة عامّة، إلا أنّ مناسبة استشهاد الحاج حسن فرضت نفسها. ويؤكد خليفة أن المجموعة تجمع زملاء من مختلف التوجهات السياسية و«هدفها الوحيد هو الدفاع عن الإعلام وحريته».

الشهيد حمزة الحاج حسناستهل اللقاء بوقفة شعرية قدمها منتدى «ألوان» ومن ثمّ عرف الحفل كل من خليفة، والمذيعة رولا بحسون من «الميادين»، والزميلة لارا ينبعة الآتية من سوريا. كما شارك في اللقاء المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد، والإعلامي الزميل جان عزيز، وألقيا كلمتين ذكّرا فيهما بأبرز إنجازات الحاج حسن.

بدوره تحدث الزميل ابراهيم درويش باسم المجموعة المنظّمة، فقال: «نحن لسنا مجموعةَ أشخاص، بل كوكبة أفكار مؤمنة بضرورة وحدة الجسمِ الإعلامي، لا إمكانيات لدينا سوى أقلامنا الحرة غير المرتهنة، وأصواتنا التي عاهدنا أن تبقى صادحة بالحقّ».

وتابع «نرفض أن نكون مجرّد مدونين لتواريخ تفرّق ولا تجمع، ومؤمنون كامل الإيمان بأن حقّنا في أن نُعلِم وأن نَعلَم هو حقّ يعادل حقّ الحياة نفسها، ونؤكّد رفض تصنيفنا طائفياً أو مذهبياً لأي مؤسسة انتمينا، كما نرفض أن نتحول إلى مشاريع جثث متنقلة».

وأكّد درويش: «لسنا طامحين إلى زيادة دخل الإعلاميين، ولا نريد زيادة رقعة صلاحياتنا، إنما نريدُ للإعلام وللإعلاميين أن يبقوا خارجَ لعبةِ التوازن السياسي، وخارجَ التصنيفِ المذهبي أو الطائفي أو حتى المناطقي».

تجدر الإشارة إلى أنّ عائلة الحاج حسن شاركت في التكريم، وقد تسلّم والده درع تكريم من المنظّمين.