25-11-2024 08:32 AM بتوقيت القدس المحتلة

لنعد ضبط «ساعتنا البيولوجية»: النوم في وقته !

لنعد ضبط «ساعتنا البيولوجية»: النوم في وقته !

وذلك النمط هو الذي يقف وراء جميع التغيرات السلوكية والنفسية التي تطرأ على الجسم. إلا أن الدراسات أظهرت أيضاً أن ذلك النظام المتوازن يمكن عرقلته بمعدلات النوم المنخفضة ودوام العمل الليلي أيضاً.

لنعد ضبط «ساعتنا البيولوجية»: النوم في وقته !مزهواً بقدرته التكنولوجية المتقدمة، وانتصاراته في مجالات شتى، أصبح الإنسان اليوم أكثر تكبراً على أنماط من الحياة كانت في فترة سابقة من المسلمات والبديهيات، وأصبح معانداً لما يسمى بـ«ساعته البيولوجية»، التي يعتبر من أهم مقدساتها وحذر باحثون من جامعات أكسفورد وكامبريدج وهارفارد ومانشستر من أن تقليص ساعات النوم قد يؤدي إلى حدوث «مشكلات صحية خطيرة»، داعين الجميع «حكومات وأفراداً، إلى أخذ هذه القضية على محمل الجد».

وتعتبر الساعة البيولوجية السبب وراء التغيرات الكبيرة التي تطرأ على جسم الإنسان، حيث إنها تحدث تبدلاً في مستوى تنبهه ومزاجه وقوته الجسدية، بل إنها قد تكون سبباً في إصابته بنوبات قلبية. وتستمد هذه الساعة طبيعتها من التكوين التاريخي للإنسان، إذ من المتعارف عليه أن الإنسان يمارس نشاطاته عادة في النهار، بينما يخلد للراحة في الليل.

بيد أن العلماء حذروا من أن أسلوب الحياة الحديث والنمط الاجتماعي الذي أصبح فيه الإنسان متيقظاً على مدار الأربع والعشرين ساعة، يعني أن هناك كثيرين «يعيشون بالضد» من ساعاتهم البيولوجية، و«هو ما يعود بالضرر على صحتهم». وقال الأستاذ في جامعة أوكسفورد راسيل فوستر إن الناس «أصبحوا ينامون بمعدلات أقل بساعة أو ساعتين أو حتى أكثر من تلك التي كانوا يخصصونها للنوم منذ 60 عاماً»، معتبراً أننا «أكثر المخلوقات مكابرة في مواجهتنا لذلك، فنحن نشعر أنه يمكننا أن نتخلى عن أربعة مليارات سنة من التطور، متجاهلين الحقيقة التي تقول إننا قد تطورنا ضمن دورة تعتمد على النهار والليل».

وعن أكثر الفئات تضرراً من قلة النوم، قال فوستر إن هذه المشكلة «يواجهها المراهقون بشكل كبير»، مؤكداً متابعته لحالات «مراهقين يلجؤون إلى الأقراص المنومة لتساعدهم على النوم ليلاً، كما أنهم يتناولون المنشطات، للبقاء مستيقظين لأطول فترة ممكنة».

من جهته، ألقى الأستاذ في جامعة هارفارد تشارلز تسايزلر اللوم على الضوء، معتبراً إياه «أقوى أداة يعتمد عليها الجسم في ضبط ساعته البيولوجية». وأشار تسايزلر إلى أن مصابيح الإضاءة الموفرة للطاقة، بالإضافة إلى الهواتف المحمولة الذكية وأجهزة الكمبيوتر، «تنقل معدلات عالية من الضوء في النهاية الزرقاء من خطوط الطيف المرئية، وهو ما يؤدي بشكل مباشر إلى تعطيل الساعة البيولوجية»، موضحاً أن «التعرض للضوء، وخاصة الموجات القصيرة المائلة للزرقة منه في المساء، سيعمل على إعادة ضبط النظام الدوري اليومي إلى ساعات متأخرة، وهو ما يعمل بالتالي على تأخير إفراز هرمون الميلاتونين المحفز للنوم، ويزيد من صعوبة الاستيقاظ في الصباح».

من ناحية أخرى، يعمل بحث رائد في المجال الجيني على الكشف عن التأثير السلبي الذي يلحقه النمط الحياتي المخالف للساعة البيولوجية بصحة الإنسان.

ومن المعلوم أن ما يقارب من عشرة في المئة من الحمض النووي البشري له نمط نشاط كامل على مدى أربع وعشرين ساعة، وذلك النمط هو الذي يقف وراء جميع التغيرات السلوكية والنفسية التي تطرأ على الجسم. إلا أن الدراسات أظهرت أيضاً أن ذلك النظام المتوازن يمكن عرقلته بمعدلات النوم المنخفضة ودوام العمل الليلي أيضاً.