وأكد سماحته مسؤولية الأطراف العراقيين كافة، في العمل لصيانة وحدة العراق، ما يفسح المجال لهذا البلد العربي والإسلامي، لأن يكون فاعلاً على مستوى المنطقة كلها
رأى العلامة السيد علي فضل الله، أنَّ باستطاعة اللبنانيين انتخاب رئيس للجمهورية، ضمن المهل الدستورية، إذا حسنت النيات. وعلى صعيد الانتخابات العراقية، أكد سماحته ضرورة مشاركة كل الأطياف العراقيين في الحكومة القادمة، لإعادة اللحمة إلى العراق ولدوره الفاعل في المنطقة.
جاء هذا التصريح خلال استقال السيد فضل الله للوزير السابق ناجي البستاني، حيث جرى عرض لتطوّرات الأوضاع اللبنانية الداخليَّة، والمعطيات المتعلّقة بالاستحقاق الرئاسي.
وشدد سماحته خلال اللقاء على ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف في لبنان، لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ضمن المهلة الدستورية، مشيراً إلى إمكانية تحقيق ذلك إذا حسنت النيات، وإذا اقتنع الجميع بأن الحلول ينبغي أن تنطلق من الداخل، وإن كنا نرحب بأي مسعى خارجي يُتيح الفرصة للبنانيين أكثر لتحقيق طموحاتهم، بعيداً عن أية وصاية تأتي من هنا وهناك.
كذلك، استقبل العلامة فضل الله وفداً من مفوضيَّة الانتخابات العراقيَّة ـ مكتب لبنان، ضم حسين القرشي، ومهند غازي. وقد قدّم الوفد له درع المفوضيَّة، تقديراً لمواقفه الداعمة لقضيَّة العراق ووحدة شعبه.
وأكد سماحته مسؤولية الأطراف العراقيين كافة، في العمل لصيانة وحدة العراق، ما يفسح المجال لهذا البلد العربي والإسلامي، لأن يكون فاعلاً على مستوى المنطقة كلها، وخصوصاً أنه يمتلك كل الطاقات والإمكانيات، ما يؤهّله للقيام بدور كبير فاعل في سبيل وحدة المنطقة، والتصدي لواقع العنف والإرهاب، الذي يضرب العراق والجوار.
ودعا إلى أن تكون مناسبة تشكيل الحكومة العراقية القادمة، بعد إجراء الانتخابات النيابية، محطَّة حقيقيّة لترسيخ الوحدة العراقيّة الداخليّة، من خلال مشاركة كلّ الأطياف في الحكومة العتيدة، الَّتي نأمل أن تعيد للعراق لحمته الداخلية، ليواجه مخطَّطات الفتن والتّقسيم الَّتي ترسم له على أكثر من صعيد.
وكان سماحته قد استقبل أيضاً وفداً من جمعيّة الغنى الخيريَّة، برئاسة الداعية غنى حمود، حيث تم البحث في المسؤوليّة الملقاة على عاتق المسلمين جميعاً، لحماية وحدتهم، ورفض كلّ حالات الاختناق الداخلي والانقسامات المذهبيَّة والسياسيَّة.
وشدّد خلال اللّقاء على ضرورة أن يتحرّك العلماء قبل غيرهم، لصون مسيرة الوحدة الإسلاميَّة، ومنع انجراف السّاحة نحو الصِّراعات التي نهى عنها القرآن، مشيراً إلى الدور الكبير الَّذي يقع على عاتق المرأة في هذا الإطار، والّذي أكّده القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}.