ويشارك دحلان في المعرض بثلاث لوحات تصور فلسطينيين بأزيائهم التقليدية وحياتهم اليومية في قريته حمامة، بالرغم من أن قدميه «لم تطأ القرية يوماً».
رغم أن قدميه لم تطأها يوماً، قدم الفنان التشكيلي الفلسطيني اسماعيل دحلان ثلاث لوحات ترسم الحياة اليومية لأهله في قرية حمامة، التي دمرتها إسرائيل في العام 1948، في معرض فني جديد أفتتح مؤخراً في الضفة الغربية.
ويقدم معرض «بقايا»، الذي يقام في صالة «باديكو هاوس» في رام الله، فرصة لأربعين فناناً من غزة بعرض أعمالهم، كما تم نقل 53 لوحة ومنحوتتين من القطاع المحاصر لتعرض خارج أسواره، في مسعى لترويجها على المستويين المحلي والدولي.
ويهدف المعرض، الذي نظم من قبل شركة «باديكو» وصندوق رعاية الفنانين المتقاعدين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمعهد الفرنسي في القدس، إلى دعم فناني قطاع غزة وإتاحة الفرصة أمامهم «كي يبدعوا أعمالاً فنية تقوم فكرتها على العودة بالذاكرة إلى الوراء، لاستكشاف معالم الماضي، والذكريات، إضافة إلى إبراز أهمية التوثيق وأثره على الواقع الثقافي الفلسطيني الحالي»، كما أكد القائمون عليه، معربين عن سعيهم إلى «تمتين الروابط بين الفنانين والمؤسسات الثقافية في فلسطين من خلال تنفيذ المشاريع المشتركة».
وقالت المتحدثة باسم شركة «باديكو» حنين قطامش، إنه «منذ افتتاح المعرض يوم السبت الماضي، تم بيع 12 عملاً فنياً بأسعار تتراوح بين 850 دولاراً إلى تسعة آلاف دولار أميركي».
بالرغم من ذلك، لم يتمكن أغلب الفنانين من حضور معرضهم، بسبب وضع إسرائيل قيوداً مشددة على تنقل الفلسطينيين بين الضفة والقطاع منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية في العام 2000.وفي هذا الصدد، أشارت قطامش إلى أن «12 فناناً فقط حصلوا على تصاريح من إسرائيل للتوجه إلى الضفة الغربية لحضور المعرض».
بدوره، قال الفنان المشارك في المعرض شريف سرحان إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بفرضها الحصار على القطاع، حاصرت كذلك الفنانين الموجودين هناك، بمنعهم من الخروج والمشاركة في المعارض»، مضيفاً إننا «لم نعد نتواصل مع العالم إلا من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وبذلك لم نعد نستطع بيع لوحاتنا الفنية للخارج، وهذا ما جعل المعرض وكأنه يأتي في وقته».
من جهته، حرم الفنان التشــكيلي إسماعــيل دحــلان (36 عاماً)، الذي يسكن في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، من التوجه إلى رام الله. ويشارك دحلان في المعرض بثلاث لوحات تصور فلسطينيين بأزيائهم التقليدية وحياتهم اليومية في قريته حمامة، بالرغم من أن قدميه «لم تطأ القرية يوماً».
وفي هذا الشأن، أوضح دحلان أن رسوماته قائمة على قصص رواها له والداه عن قريتهم التي هجروا منها، مضيفاً أنه بدأ برسم صورة في خياله للمدن التي لا يستطيع الوصول إليها، ومن خلال المعلومات التي حصل عليها من والديه وجديه.