باريس هي وجهة ساسة لبنان ومحط الانظار، وعلى اللقاءات هناك كان تركيز صحافة لبنان نهار الإثنين في 19-5-2014، وسط انتظار سيكون سيداً للموقف، لما قد تنتجه مشاورات فرنسا مع العواصم المؤثرة في قرار لبنان.
أيام معدودة وتنتهي ولاية رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، ولا يزال ساسة لبنان على مواقفهم، وسط مساع حثيثة لتأمين بديل يضمن للبلاد انتظام مؤسساتها الدستورية، غير أن الرئيس في بيروت والمشاورات في مكان آخر.
باريس هي وجهة ساسة لبنان ومحط الانظار، وعلى اللقاءات هناك كان تركيز صحافة لبنان نهار الإثنين في 19-5-2014، وسط انتظار سيكون سيداً للموقف، لما قد تنتجه مشاورات فرنسا مع العواصم المؤثرة في القرار اللبناني، لتأمين رئيس جديد للجمهورية.
السفير
لقاءات باريس: المقايضة الرئاسية مؤجلة
ازدحمت العاصمة الفرنسية بالزوار اللبنانيين الذين تقاطروا إليها بحثاً عن «تعويذة» سياسية للاستحقاق الرئاسي الذي قارب منطقة الفراغ، لكن يبدو أن «جعجعة» باريس لم تأت بـ«الطحين الرئاسي»، برغم دنو المهلة الدستورية من نهايتها، وبرغم تحذير البطريرك الماروني بشارة الراعي من أن الفراغ في قصر بعبدا مرفوض، ولو ليوم واحد، تحت طائلة «العار».
وتوحي المعطيات التي تقاطعت لدى المدققين في نتائج اجتماعات العاصمة الفرنسية، ان شروط انتخاب الرئيس قبل 25 ايار لم تنضج بعد، وان «فريق 14 آذار» وعلى رأسه زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري ما يزال يتحرك ضمن «المربع الاول» متفاديا كشف أوراقه الحقيقية، في انتظار اقتناع العماد ميشال عون بأن لا «تيار المستقبل» ولا حاضنته الاقليمية سيدعمان ترشيحه، لتبدأ بعد ذلك المقايضة او المقاصة الرئاسية، على قاعدة: لا ميشال عون ولا سمير جعجع، الا اذا دخلت معطيات جديدة لمصلحة «الجنرال» في مرحلة لاحقة تبعا لمسار الحوار السعودي ـ الايراني المرجح أن يستغرق وقتا طويلا.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» ان «المستقبل» يتجه الى حسم قراره بعدم الموافقة على وصول عون الى رئاسة الجمهورية، وهو سيدفع في التوقيت المناسب نحو سحب ترشيح رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، تمهيدا لبدء البحث الجدي في خيار رئاسي آخر.
وأشارت المصادر الى أن ثمة ارباك لدى «المستقبل» بسبب الادارة الملتبسة للملف الرئاسي التي أدخلت «14 آذار» في مأزق حقيقي، وهو الأمر الذي جعل بعض أقطاب هذا الفريق يرددون علناً أنهم لن يسمحوا باستمرار هذا المسار، برغم طمأنة «المستقبل» للحلفاء المسيحيين وخصوصا جعجع بأن الحوار مع عون مبني على حسابات غير رئاسية بالدرجة الأولى.
وقال الرئيس نبيه بري لـ«السفير» انه مستعد للدعوة الى عقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية قبل الخميس، إذا اقتضى الامر، اذا ظهرت معطيات إيجابية بصدد التوافق على اسم رئيس الجمهورية. وأضاف:«كما يمكنني ان أدعو الى جلسات متلاحقة بعد الخميس وقبل انتهاء المهلة الدستورية في 25 ايار.. المهم ان تبرز مؤشرات كافية للبناء عليها».
ولفت الانتباه الى ان الاجتماعات التي تعقد في باريس ليست كافية وحدها من أجل تحقيق تفاهم على رئيس الجمهورية، معتبرا ان أي اتفاق بين جهتين يبقى ناقصا وغير قابل للصرف ما لم يستكمل بتفاهم أوسع مع القوى الاخرى.
وقال رئيس الحكومة تمام سلام لـ«السفير» عشية توجهه الى السعودية في زيارة رسمية: «لطالما رددت في كل مواقفي ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، وأنه لا توجد اي حجة او سبب لدى القوى السياسية لعدم اجراء الانتخابات، وهذا ما سأنقله الى القيادة السعودية اليوم».
وأوضح سلام ان هدف زيارته للسعودية هو شكر المملكة على كل ما قدمته وتقدمه الى لبنان، وليس آخرها المساعدة الكبيرة غير المسبوقة للجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار، كما سنثير مع المسؤولين السعوديين كل الملفات اللبنانية، وإمكان مساعدة السعودية لنا لتجاوزها، لا سيما مسألة النازحين السوريين.
الحراك اللبناني في باريس
وفيما وصل النائب وليد جنبلاط، أمس، الى باريس يرافقه نجله تيمور والوزير وائل ابو فاعور «في زيارة خاصة» على حد تعبير الأخير، اجتمع الحريري، أمس، في مقر إقامته، بجعجع لأكثر من أربع ساعات تخللها غداء عمل، بحضور الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من المستشارين.
وأفاد بيان مشترك ان وجهات النظر «كانت متطابقة حول ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، ورفض الفراغ والقيام بكل الجهود والاتصالات اللازمة والممكنة لمنع حدوث الفراغ، مع التشديد على وجوب حضور جميع النواب للمشاركة في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية».
وشارك في مشاورات باريس وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، الذي التقى الحريري والسنيورة، أمس الأول، وتردد انه التقى ايضا جعجع من دون ان تؤكد مصادر الطرفين النبأ.
وقالت مصادر بارزة في «14 آذار» ان اجتماعات باريس تندرج في إطار التفكير في كيفية دفع الانتخابات الرئاسية الى الامام. وأوضحت لـ«السفير» انه قبل ان يقتنع العماد عون بتعذر دعم «تيار المستقبل» له، لن يتم العبور الى مرحلة جديدة «والعقدة هنا تكمن في الإشكالية الآتية: من سيبلغ العماد عون الخبر السيئ، ومفاده ان «المستقبل» لن يدعم وصوله للرئاسة»؟
وأشارت المصادر إلى أن هذه النقطة استحوذت على حيز من النقاش الباريسي، ويبدو أن الحريري ليس بوارد أن يتولى هو إبلاغ عون بالرد السلبي حالياً، رغبة منه في إبقاء خطوط التواصل مفتوحة معه والحفاظ على التهدئة التي تحققت منذ بداية الحوار الثنائي، لا سيما أن عون يقدم الحوار مع «المستقبل» على أساس انه أوسع من حدود الاستحقاق الرئاسي، كما أنه تبين وجود مردود كبير لهذا الحوار سواء في الحكومة أو مجلس النواب وعلى مستوى بعض الملفات الثنائية.
وأكدت المصادر ان جعجع مستعد للبحث في سحب ترشيحه، لكن بعد نضوج شروط النقاش الجدي في البدائل، وانتقال الاستحقاق الى مربع متقدم.
وقالت أوساط بارزة في «تيار المستقبل» لـ«السفير» ان لقاءات باريس ركزت على تثبيت النقاط الآتية:
- رفض الفراغ.
- الاستمرار في دعم مرشح 14 آذار، حتى الآن، أي سمير جعجع.
- المشاركة في كل الجلسات الانتخابية.
- لا «فيتو» على أي مرشح.
- مباركة فوز المرشح الذي يستطيع تأمين 65 صوتا.
ورداً على سؤال حول طبيعة الموقف النهائي لـ«المستقبل» من خيار دعم عون، أجابت الأوساط: صحيح ان موقع الرئاسة هو موقع وطني، لكن الصحيح أيضا انه يهم المسيحيين بالدرجة الأولى، ونحن كتيار مستقبل لن نفرض رأينا عليهم، وبالتالي فإن عون مدعو إلى التفاهم مع المكون المسيحي في 14 آذار، وبعد ذلك لن يجد مشكلة لدينا.
وأكدت مصادر كتائبية لـ«السفير» انه ما من معطيات مشجعة تؤشر إلى إمكان انتخاب رئيس قبل انتهاء المهلة الدستورية في 25 ايار، معتبرة أن هناك أزمة استحقاق لا أزمة مرشحين. واعتبرت أن المشاورات التي تتم في باريس، كما في أمكنة أخرى، تأتي في سياق تبرئة الذمة ورفع المسؤولية، مع اقتراب خطر الفراغ.
الحسابات الفرنسية
أما على مستوى دوائر القرار في العاصمة الفرنسية، فقد نقل مراسل «السفير» في باريس محمد بلوط عن مصدر ديبلوماسي فرنسي قوله إن الأسوأ بالنسبة للاستحقاق الرئاسي اللبناني، قد اصبح وراءنا، وما ينتظرنا هو احتمال كبير بأن يتم انجاز هذا الاستحقاق قبل الخامس والعشرين من ايار، موضحاً ان جميع المعطيات والتحليلات التي نتلقاها من اصدقائنا، لا تستبعد تماما مثل هذا الاحتمال، وإن نكن مستعدين في الوقت ذاته لفرضية الفراغ.
ويستند الاستنتاج الفرنسي، على الارجح، الى لقاءات اجراها في طهران مؤخرا، مدير قسم شمال افريقيا والشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية، جان فرانسوا جيرو، واستخلصت منها الخارجية الفرنسية انه لا «حزب الله»، ولا ايران التي لا تتدخل في موقف الحزب في الملف الرئاسي، يريدان الذهاب نحو فراغ رئاسي.
ولم يكن الإخفاق في تأمين النصاب البرلماني لجلسات الانتخاب حتى الآن، مفاجئاً لأحد في باريس، باعتبار ان التجاذب بين المرشح المعلن سمير جعجع، والمرشح غير المعلن ميشال عون، سيشغل حيزا كبير من الوقت، قبل الوصول الى تسوية مقبولة من جميع الاطراف.
ووفق مراسل «السفير» في فرنسا، لا يوجد مرشح رئاسي لبناني، تؤيده باريس او تستبعده. كما لا يوجد تفويض اميركي للديبلوماسية الفرنسية، والقوة الانتدابية الماضية للبنان، من أجل الامساك بالملف الرئاسي اللبناني. إلا ان المصدر الديبلوماسي أوضح انه برغم ذلك، نواصل التشاور مع حلفائنا الاميركيين، في ملفات الشرق الاوسط ومنها لبنان، بيد ان الاميركيين لم يطلبوا منا تأييد اسم ومعارضة آخر.
النهار
لقاءات باريس تمهّد لمرشّحي الصف الثاني؟ فرنسا تدعو إلى "مرشّح وفاق إجماعي"
الانظار اللبنانية اتجهت امس الى باريس. الحدث هناك، والشائعات هنا. أخبار كثيرة سرت عن اللقاءات الباريسية، وتفاصيل نشرت قبل ارفضاض اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. حركة مكوكية بين العواصم لا توحي حتى الساعة باتفاق يمكن ان يبدل معطيات الفراغ الداهم لقصر بعبدا والجمهورية ابتداء من السبت المقبل عندما يغادر الرئيس ميشال سليمان وعائلته المقر الرئاسي اثر احتفال وداعي يوجه خلاله رسالة رئاسية اخيرة الى اللبنانيين.
في العاصمة الفرنسية مساع جدية فرنسية - سعودية - لبنانية. من جهة اولى عقد لقاء الحريري - جعجع في حضور الرئيس فؤاد السنيورة، بعد لقاء جمع جعجع ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الموجود في باريس. وقد استقبل الاخير ايضا امس النائب وليد جنبلاط والوزير وائل ابو فاعور، بعدما كان التقى الرئيس السنيورة، وهو يعود اليوم الى المملكة التي تستقبل الرئيس تمام سلام في زيارة أولى له منذ تسلمه مهماته.
وباريس التي تتولى في هذه المرحلة ادارة الملف الرئاسي اللبناني بالتعاون دوليا مع الديبلوماسية الاميركية، واقليميا مع الديبلوماسيتين السعودية والايرانية، باشرت على نحو اكثر جدية اتصالات واسعة لتسهيل إنضاج هذا الاستحقاق، من دون الدخول في اسماء المرشحين. وبرزت دعوة باريس الى "مرشح وفاق اجماعي"، وفيها رسالة الى الزعماء اللبنانيين للاتفاق على مرشح مقبول لدى جميع الافرقاء الداخليين، وهي بمعنى آخر دعوة الى اخراج مرشحي "الصف الاول" من قطار السباق الرئاسي ليحل محلهم مرشحون من "الصف الثاني" بينهم المرشح الذي يمكنه الحصول على هذا التوافق الاجماعي المطلوب.
الحريري - جعجع
من جهة أخرى، أفاد مراسل "النهار" في باريس سمير تويني نقلا عن مصادر جعجع انه تخلل لقاءه مع الحريري امس في حضور السنيورة وضع خريطة طريق للانتخابات الرئاسية وسبل السير بهذا الاستحقاق. وتم الاتفاق على الاستمرار في المعركة الانتخابية لتجنب الوصول الى الفراغ في سدة الرئاسة الاولى.
وعلمت "النهار" أن المجتمعين اتفقوا على حض الكتل والنواب على المشاركة في جلسات الإنتخاب وتأكيد وحدة قوى 14 آذار و"قضية شهدائها"، والاستمرار في التصويت لمرشح هذه القوى الدكتور جعجع، مع الانفتاح على أي تسوية تُترجم تأييداً لمرشح آخر يتمتع بحظوظ أفضل، ويتناسب مع البرنامج الذي أطلقه جعجع، ووفقاً لما أعلنه سابقاً في بكركي، على أن تبقى الخطوات التكتيكية المتعلقة بالعملية الانتخابية سرية.
كما علمت "النهار" من مصادر أخرى أن الرئيس السابق للوزراء ورئيس حزب "القوات" اتفقا على الأسماء التي "لا يريدانها" من أسماء المرشحين. وقالت المصادر إن جعجع الذي التقى سابقا الأمير سعود الفيصل في باريس "يتمتع بحق الفيتو". وسيعقد اليوم اجتماعات مع مسؤولين فرنسيين وأميركيين في العاصمة الفرنسية، بينما ينتقل الحريري إلى السعودية.
كذلك نقل مراسل "النهار" عن مصادر متابعة في العاصمة الفرنسية انه في ضوء اللقاءات التي تعقد هناك من الممكن ان يعقد لقاء آخر للحريري وجعجع. وأفادت ان وزير الخارجية السعودي أجرى اتصالات مع شخصيات لبنانية للبحث في آخر التطورات المتعلقة بلبنان، وهو سيغادر فرنسا اليوم عائدا الى المملكة. وفي اتصال لـ"النهار" بالوزير ابو فاعور أوضح ان زيارة جنبلاط لفرنسا هي زيارة خاصة.
وفي تقويم شامل لهذه التحركات قالت المصادر نفسها ان لا تقدم قد أحرز حتى الآن في شأن الانتخابات الرئاسية.
وفي بيروت سئل سفير دولة كبرى عن حركة الاتصالات هذه، فأجاب: "رفعنا ايدينا"، في اشارة الى تعذر توافر الحلول حتى الساعة.
بري
وفي بيروت، ردد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره امس انه اذا لمس معطيات ايجابية من اللقاءات الباريسية "سأدعو الى جلسة لانتخاب رئيس قبل الجلسة المقررة الخميس المقبل، واذا لم ننجح في انتخاب رئيس في الجلسة المقررة، وتلقيت اتصالات مشجعة في هذا الشأن، لا مانع لدي من تكثيف الجلسات قبل انتهاء المهلة الدستورية".
مجلس النواب
الى ذلك، علمت "النهار" انه في ظل اصرار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وعدم رغبة نواب "التغيير والاصلاح" في الظهور مظهر المعطل للاستحقاق، فان الاتجاه يمكن ان يذهب الى حضور النواب وتصويتهم للنائب ميشال عون، في مقابل التصويت لجعجع.. وافادت أوساط نيابية مطلعة ان من شأن توفير نصاب الجلسات والذهاب الى الاقتراع ومن ثم القبول بتوالي الدورات أن يخرج الاستحقاق من دائرة الترشيحات المعلنة وغير المعلنة حاليا الى دائرة مرشحين جدد بينهم أسماء قد تشكل مفاجأة عند اعلانها.
وتحدثت اوساط وزارية عن محاولة لايجاد رئيس تسوية غير مرشح 14 آذار سمير جعجع والعماد ميشال عون الذي لن يحظى بتأييد "المستقبل" كما يروّج انصاره. لكن الاسماء المطروحة في اطار التسوية تحتاج الى تعديل دستوري مما يشكل عقبة جديدة. ولفتت الى انه حتى لو تمت الموافقة على مرشح تسوية فان انتخابه لن يحصل قبل 25 أيار.
بريح
على صعيد آخر، كانت بلدة بريح الشوفية المحطة الابرز السبت، اذ عاد اليها اهلها المسيحيون بعد 32 سنة من التهجير، وكان احتفال كبير رعاه رئيس الجمهورية وحضره البطريرك الماروني ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وحشد كبير.
والى بريح، كانت محطة تكريم للرئيس سليمان في قصر المختارة، قبل ان يعرج على قصر بيت الدين، ويزور دير القمر.
الاخبار
عون: أنا رئيس التوافق
ثقة العماد ميشال عون باحتمال تولّيه الرئاسة باتت كبيرة. انفتاحه على الجميع صار يسمح له بالقول إنه المرشح الوحيد القادر على إنجاز توافق كبير بين الطوائف السنيّة والشيعية والمسيحية. لم تؤثر فيه أمس الحركة السياسة الناشطة في باريس والرياض. تابعها بدقة، لكنه يبدو أكثر من أي وقت مضى واثقاً بوعود الرئيس سعد الحريري. يبدو، في المقابل، غير مدرك تماماً لموقف السعودية بعد.
تحليله الإقليمي يقوده حتى الى العراق حيث احتمال التفاهم الايراني ـــ السعودي ممكن في شأن الحكومة المقبلة وتوسيع المشاركة السنيّة. لعل هذا سينسحب تفاهماً صوب لبنان. يريد صفحة بيضاء للبنان تشبه الورود المنتشرة في مزهريات أنيقة في غرفة الاستقبال عنده. يرغب في سيادة لا تعكّرها التدخلات الخارجية كوجه ذاك اللبناني العتيق المرسوم في لوحة على جدار غرفته. لكن الجنرال يعلم أيضاً أن المعركة قاسية هذه المرة، لأنه قلّما شهد لبنان مرشحاً يتمتع بكل ما يتمتع به من صفات للرئاسة، وقلما سيشهد مرشحاً مستعداً لمواجهة الجميع في حال تعرض لمؤامرة الصفقات الضيقة. لم يستسغ مطلقاً تسريبة القصر الرئاسية بشأن أن يكون عرض التمديد للرئيس ميشال سليمان في مقابل تعيين صهره الجنرال شامل روكز وزيراً للدفاع. شعر أن في الأمر محاولة للتأثير فيه وإحداث شرخ مع المؤسسة العسكرية، هو الذي يفاخر بأنه الوحيد الذي باتت كلمة «جنرال» تشير اليه دون غيره. يصرّ على أن التمديد للعماد جان قهوجي لم يكن دستورياً. لعله، في قرارة نفسه، يرغب في إقصاء قهوجي من طريق المنافسة الرئاسية أو من طريق ملء الفراغ لو حصل شغور رئاسي. فكيف تبدو الصورة في الرابية؟
سامي كليب
يقطن الجنرال ميشال عون في منزل مستعار من أحد محبّيه. في حديقة المنزل أشجار متعددة الأنواع، كمعظم بيوت منطقة الرابية الراقية، بينها الصنوبر الشامخ صوب السماء، والإكي دنيا الدائمة الخضرة. يقال إن الاسم تركي المنشأ ويعني «الدنيا الجديدة».
من يزر الرابية يشعر فعلاً بأن دنيا جديدة تضج في منزل الجنرال. ثمة أمل منثور في الغرف والحديقة وفوق الشجر وخلف الأبواب. أمل بأن نسبة احتمال الوصول الى الرئاسة باتت «90 أو 100 في المئة إذا كان المطلوب هو الحل»، وفق ما يقول عون نفسه.
سياسة اطعام العصافير
في كل صباح يرتدي الجنرال ثياب الرياضة. ينسى عمره المشارف على ثمانين حولاً. ينزل، كشاب في مقتبل الربيع، الى الحديقة. يقلّب الارض هنا بمعول صغير، يسقي وردة أو شتلة خضر هناك. يتوقف تحت شجرة الإكي دنيا. يطلب من الجميع الاكتفاء بأكل الثمار من على أطرافها. فما هو في أعلاها مخصص للعصافير وممنوع أكله. في قانون الطبيعة ما يكفي الجميع، بشراً وعصافير وحيوانات، إذا ما احتُرم. هكذا يفهم الجنرال حدود السياسة في لبنان. لا إقصاء ولا احتكار لأحد.
هي مدينة فاضلة ينشدها الجنرال ربما، لكنها مدينة ممكنة وتتسع لكل الطوائف. لا بد، إذاً، من توسيع الانفتاح على السنّة، وترسيخ التفاهم مع الشيعة، وإقناع الزعامة الجنبلاطية بأن لا حكم للبنان من دون «تفاهم الجبل». الانفتاح يحمي الجميع ويكرّس الحضور المسيحي وينقذ الرئاسة.
في التاريخ شواهد كثيرة على فكرة الانفتاح عند الجنرال. يعود بعضها الى حين كان قائداً عسكرياً في محور سوق الغرب خلال حرب الجبل ضد قوات الحزب التقدمي الاشتراكي وحلفائه. جاءه الرئيس السابق أمين الجميّل طالباً التقدم من سوق الغرب صوب معاقل الزعامة الجنبلاطية. سمع عون ولم ينفّذ، آملاً أن ينسى الجميّل طلبه بعد حين. لكنه لم ينس. عاد يطلب الامر نفسه. أجاب عون: «لنفترض أنني تقدمت بالجيش ووصلت حتى المختارة واعتقلت وليد جنبلاط. ماذا ستفعل بعد ذلك؟ لا يمكن في هذا البلد إلا العودة الى الحوار والتفاهم، فلنتفاهم معه ونوفّر عليه وعلينا مئات الشهداء».
مرّ على تلك الرواية نحو 30 عاماً. ربما كان عون قادراً على الانتصار في سوق الغرب، وربما كان جنبلاط وحلفاؤه قادرين على الانتصار. ليس هذا مهماً. الأهم أن زائر الرابية هذه الأيام لن يسمع من الجنرال سوى حرص على التفاهم مع جنبلاط، وعلى وحدة الجبل. لم تكن صدفة أن يرسل وفداً رفيعاً الى بلدة بريح للمشاركة في آخر مصالحات الجبل السبت الماضي. ترأس الوفد وزير الخارجية جبران باسيل. ضحك الجميع من زلّة لسان جنبلاط حين خاطب رئيس الجمهورية بـ «فخامة الرئيس ميشال عون». لزلّات اللسان في أوقات كهذه أسباب كثيرة.
من التاريخ، ثانياً، لقاء بين عون ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بعيد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2005. تحدّث جعجع عن أهمية تحالف المسيحيين مع السنّة لمواجهة حزب الله. سمع نصحاً من الجنرال بألا يفعل، لأن المسيحيين لا يستطيعون تحمّل نتائج مواجهة كهذه. قال جعجع إن الاميركيين وغيرهم يطلبون ذلك. حصل اجتماع لاحق في بكركي حضره قادة مسيحيون بينهم الرئيس الجميل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية وعون وجعجع وغيرهم. تعمَّد الجنرال تسجيل موقف. روى ما حصل. ثم نظر الى رئيس القوات اللبنانية وسأله: «هل توافق على ما قلته؟». أجاب جعجع: «نعم. كله صحيح لكنني لم أقل إن الاميركيين طلبوا ذلك، وإنما فهمت منهم أنهم يريدونه».
من التاريخ، ثالثاً، لقاء عون مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبيل وبعد لقاء الجنرال برئيس الحكومة السابق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري. تمحور كل الحديث حول ضرورة العودة الى منطق الانفتاح على السنّة. ورقة التفاهم المشتركة بين التيار الوطني وحزب الله جنَّبت لبنان ويلات كثيرة ودعمت المقاومة. في مقدمة الورقة كلام مهم عن الحوار الوطني والإرادة الوفاقية الجامعة والديمقراطية التوافقية. ما الذي يمنع اليوم من تفاهم أوسع ينقذ الرئاسة ويوقف الفتنة المذهبية ويعزز مشاركة الجميع في حكم لبنان؟
من يزر الرابية هذه الايام، يجد عون مقارباً حدود اليقين في علاقته المتنامية مع الحريري، وراسخاً في ثقته بالسيد نصرالله، وواثقاً من تغييرات دولية وإقليمية حياله. ربما حمل صهره، وزير الخارجية جبران باسيل، بعض الثقة الإقليمية من لقائه بالمرشح الرئاسي في مصر المشير عبد الفتاح السيسي. مصر التي تحرص على البقاء على مسافة واحدة من كل مرشحي الرئاسة في لبنان هي حالياً في ذروة تحالفها مع السعودية. فماذا عن المملكة؟ هذا هو السؤال الأبرز في الرابية.
حصل اتصال بين الجنرال والسفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري. سبقه تصريح ترحيبي من باسيل بعزم السعودية على السماح لمواطنيها بالعودة الى لبنان. لكنّ ثمة غموضاً لا يزال قائماً. هل انفتاح الحريري مغطّى بدعم سعودي أم لا؟ هل التفاهم العتيد بين المملكة وإيران حول الحكومة العراقية المقبلة سيخدم الجنرال أم لا؟
الأسئلة مهمة. لكن الجنرال على موقفه السيادي نفسه: «أريد علاقة مع الجميع إلا إسرائيل. لكنني لم ولن أقبل أن أكون صنيعة أي دولة خارجية. إذا كان ثمة اقتناع محلي وإقليمي ودولي بضرورة أن أكون الرئيس التوافقي للحل في لبنان فأنا جاهز. أما إذا كان ثمة من يريد فرض رئيس، لأسباب أخرى، فسأكون جاهزاً أيضاً، ولكن... لمواجهة ذلك».
يطول الانتظار في الرابية. يضجّ المنزل كخلية نحل. يكبر الأمل والأسئلة. يبتسم الجنرال ويطعم العصافير تحت شجرة الإكي دنيا. يدرك أنه القضية الأبرز في التاريخ الحديث للبنان. في يده مصير الرئيس، ولكن الأهم أن في يده مستقبل الرئاسة، وربما مستقبل الجزء الأكبر من مصير المسيحيين والوطن.
اللواء
التعادل السلبي الخميس: إبعاد جعجع وعون بالأوراق ... «اللقاءات الباريسية» لتأمين النصاب .. والراعي في السراي اليوم
ملف النازحين السوري يتصدر محادثات سلام في السعودية
يمكن اعتبار الأيام الثلاثة الفاصلة عن جلسة الخميس في 22 أيار الحالي، أياماً حافلة بالتفاؤل والخيبات والترقّب وخلط الأوراق:
1- الأوساط النيابية والسياسية والديبلوماسية تترقب «معلومات دقيقة وصحيحة» عما دار في الاجتماع الثلاثي الذي جمع في منزل الرئيس سعد الحريري في باريس، على غداء عمل، الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
وبمعزل عن البيان الذي صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري، وفيه أن هدف الاجتماع «تدارس كيفية تجنّب الفراغ في الاستحقاق الرئاسي»، فإن الأمر يتعلق، وفقاً لمصادر مطلعة، بأسماء المرشحين ولا سيما الدكتور جعجع نفسه، وما يدور من حوار بين تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر» والذي يشكل «نقزة» ما لدى «القوات اللبنانية»، مع العلم أن نواب كتلة «المستقبل» يرددون صراحة وضمناً أن مرشح 14 آذار في جلسة الخميس ما زال الدكتور جعجع ولم يحدث تغيير حتى تاريخه لجهة هذا الترشيح.
وبحسب مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» فإن المعطيات التي يملكها عن لقاءات باريس، تفيد بأن الخشية من احتمال الدخول في الفراغ الرئاسي، ما زالت قائمة، وأن الهدف من اللقاءات هو ضرورة القيام بكل الجهود الممكنة والاتصالات لمنع حدوث الفراغ، موضحاً أن مرشح «المستقبل» ما زال هو الدكتور جعجع، وهذا القرار هو قرار 14 آذار، وأي موقف آخر سيكون لـ 14 آذار ككل، مشدداً بأن نواب الكتلة سيحضرون أي جلسة انتخاب ستتم الدعوة إليها، من دون أن يكون لديها «فيتو» على أحد من المرشحين الرئاسيين، بمعنى أن أي مرشح يستطيع في جلسة مكتملة النصاب أن يؤمّن 65 صوتا، فنحن نباركه.
وكشف المصدر أن الرئيس الحريري التقى الأمير سعود الفيصل الموجود في العاصمة الفرنسية، وكذلك التقاه جعجع، مشيراً الى أن اللقاءين تمّا على انفراد وكلٌ على حدة، وأن زيارة النائب وليد جنبلاط الى باريس هي لهذا الغرض.
2- أبلغ عضو كتلة «الإصلاح والتغيير» النائب سليم سلهب «اللواء» أن هناك تفاؤلاً بإمكان وصول النائب العماد ميشال عون الى بعبدا لدى التيار، «لكننا ننتظر الجواب»، من الرئيس الحريري بشأن تأييد عون في الانتخابات الرئاسية، وذلك قبل انتهاء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي. لكن النائب العوني استدرك في تصريحه لـ «اللواء» أمس، بأن «لا شيء ملموس حتى الساعة، وأن هناك ترقباً لما ستنتهي إليه نتائج الحراك الحاصل في العاصمة الفرنسية».
وعن زلّة اللسان الجنبلاطية، وخلافاً لما أبلغه النائب وليد جنبلاط للذين التقوه، قال النائب سلهب: «إن ما صدر عن جنبلاط لم يكن زلّة لسان بل كلام مقصود»، مضيفاً: «جنبلاط صرح بأنه يريد رئيساً لإدارة الأزمة، في حين أن العماد عون لا يدير أزمة بل يحلّها».
3- لم يكن المشهد في لقاءات بريح الشوفية والمختارة ودير القمر منسجماً مع النتائج المتاحة أو المرتقبة للاجتماعات الباريسية، فالرئيس ميشال سليمان غمز من قناة التيار العوني، عندما وصف جنبلاط بـ «بيضة القبان»، والبطريرك بشارة الراعي غمز من قناة المرشحين القويين ميشال عون وسمير جعجع عندما دعا الى رئيس وسطي يتابع مسيرة الرئيس سليمان، فيما تقصّد جنبلاط الإشادة بالوسطية لترسيم معالم موقفه الثابت من الابتعاد عن مرشحي الاستقطاب في 8 و14 آذار، مكرراً أمام الذين التقاهم بعد «خطاب زلّة اللسان» أنه أراد أن يعبّر عما يختلج في صدور الناس لجهة استبعاد انتخاب بعض الشخصيات للرئاسة الأولى.
وإذا كان الراعي في عظة الأحد اعتبر أن «لا أحد أعلى من الرئاسة، ولا أحد يحل محلّها»، متهماً الساعين الى الفراغ في سدة الرئاسة بأن يتحمّلوا نتائجها، داعياً النواب الى تحمّل مسؤوليتهم قبل أن يلحقهم العار، منوّهاً بعهد الرئيس سليمان، فهو (أي الراعي) يزور السراي الكبير اليوم، قبل سفر الرئيس تمام سلام الى المملكة العربية السعودية، إما لتوضيح مقاصده من ملء الفراغ، وأن المقصود ليس الرئيس سلام أو حكومته، وإما تحميله رسالة لمناسبة سفره الى الرياض.
8 آذار
4 - تردّد أن فريق 8 آذار كثّف من لقاءاته في الساعات الماضية، وإن كانت مصادر المعلومات لم تشأ الإفصاح عن مستوى الاتصالات التي جرت، لكن الأكيد، انها تناولت ثلاث نقاط: المشاركة في جلسة الخميس وماذا يمكن ان يحل إذا توفّر النصاب وجرى الانتخاب وما هي محاذير ذلك. احتمالات جواب الحريري على الانتظار العوني، والاسم الذي يمكن ان يجري التصويت له بدل الورقة البيضاء، أو اعتماد الورقة البيضاء مجدداً.
وفي المعلومات أن نواب تكتل «الاصلاح والتغيير» و«كتلة الوفاء للمقاومة» التقت المشاورات بينهم على ضرورة المشاركة في الجلسة وتأمين النصاب، وإن كان الانتخاب شبه مستبعد، وفقاً للمصادر عينها.
اما معلومات «حزب الله» التي يجري تداولها، فهي تصب في تبني ما يبلغه من حليفه العوني من ان أسهم «الجنرال» مرتفعة، من دون أن تعطي ما يُعزّز هذه المعطيات.
وستكون للأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله إطلالة مساء الأحد المقبل في بنت جبيل، في مهرجان يقيمه الحزب لمناسبة عيد التحرير بعنوان: «المقاومة هويتنا»، يفترض ان تكون كلمته مفصلية لمرحلة جديدة، بعد انتهاء المهلة الدستورية.
وفي تقدير مصادر مطلعة أن عنوان المهرجان أو شعاره «المقاومة هويتنا» يرسم ابعاد موقف الحزب من هذا الاستحقاق، حيث أكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد انه «لن يصل إلى الرئاسة الا من يحرص على المقاومة» فيما لاحظ الوزير محمّد فنيش ان المدخل الطبيعي لموقع الرئيس المقبل هو الوفاق، ومن دون وفاق سيبقى هذا الأمر لوقت طويل».
الخيط الأبيض والأسود
وبانتظار جلاء الخيط الأبيض من الخيط الأسود في جلسة الخميس، فان الانطباعات الغالبة على المشهد السياسي توحي بأن لا انتخاب لرئيس جديد في جلسة الخميس، وبالتالي لا انتخاب لا يوم الجمعة ولا يوم السبت، لأن معطيات الخارج لا توحي بتفاهم على رئيس جديد، وإن كان كل المرشحين الموارنة «يكدون» للتواصل مع مراكز القرار عربياً في الرياض، اوروبيا في فرنسا، ومحلياً بين بيت الوسط وحارة حريك، فضلاً عن عين التينة والرابية والمختارة.
على أن هذا الترقب لم يمنع الرئيس سليمان من إرسال تحية واشارة مودة للسيد حسن نصرالله والمقاومة من الشوف الجنبلاطي، قبل أن يترأس اجتماعاً وصف بأنه الاخير لمجلس الدفاع الأعلى ليزوده بتوجيهات وصفت بأنها على درجة من الأهمية اذا ما انقضت الايام الستة من دون انتخاب رئيس.
وأكدت مصادر مطلعة لـ «اللواء» أن اجتماع المجلس الأعلى، وبغياب قائد الجيش العماد جان قهوجي الموجود في السعودية، كان مقرراً في وقت سابق، وسبق واتفق على عقده بشكل دوري، وهو انعقد أوّل من أمس، قبيل أيام من انتهاء الولاية الرئاسية. وقد حرص الرئيس سليمان على اعطاء توجيهاته إلى أعضاء المجلس للمحافظة على المؤسسات العسكرية والامنية وتوحيد الجهود الأمنية وزيادة جهوزيتها وجعلها اكثر عملانية، والاستمرار في تسليح الجيش والعمل على السعي لاقرار الاستراتيجية الدفاعية، ووضع دراسة لتعديل القوانين المتعلقة بترقية الضباط والسن القانوني ونظام التقاعد.
وأوضحت المصادر أن الاجتماع ناقش الوضع الأمني في البلاد وأهمية بقائه محصناً في حال حصول شغور في رئاسة الجمهورية. وإن قادة الأجهزة الامنية عرضوا للاجراءات التي يتم تنفيذها، وكان تشديد على أهمية مواصلتها في المرحلة المقبلة.
ونفت المصادر أن يكون الاجتماع قد تطرق إلى تعيينات المجلس العسكري التي لا تقع ضمن اختصاص المجلس الأعلى للدفاع.
وكان الرئيس سليمان قد أعلن من دير القمر أن العماد قهوجي قد توجه أمس إلى السعودية لتوقيع العقد بين الجيش اللبناني والمملكة والجيش الفرنسي لتنفيذ هبة الـ3 مليارات دولار، فيما اعتبره المراقبون رسالة الى عون تؤكد التمسك بقائد الجيش وربما دعمه في مواجهة عون، خصوصاً وان سليمان رفض المس بشكل نهائي بوضع قائد الجيش في هذه المرحلة بالذات، لأن الجيش يقوم بتنفيذ خطط أمنية مهمة في أكثر من منطقة، ولا يمكن التلاعب به على مستوى القيادية.
سلام في السعودية
ويرافق الرئيس سلام في زيارته إلى المملكة العربية السعودية اليوم وفد وزاري يضم ستة وزراء هم: أكرم شهيب، ميشال فرعون، عبد المطلب حناوي، الياس بوصعب، رشيد درباس، ومحمد المشنوق. ولفت من تشكيلة الوفد، أن ملف النازحين السوريين سيكون في صدارة المحادثات الرسمية.
وأبلغ الوزير درباس «اللــواء»: ان هذا الملف سيطرح من زاويتين: الأولى ان لبنان لا يستطيع لوحده أن يتحمل عبء هؤلاء النازحين، خصوصاً بعدما بلغ عددهم ربع سكان لبنان، والثانية، ان هذه القضية بالأساس هي قضية عربية، ويجب استنفار كل الجهود الممكنة لمساعدته في مواجهة هذا العبء، ومن خلال الضغط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
وتوقع درباس أن تكون للزيارة نتائج ايجابية في مختلف المجالات التي سيتم تناولها، لافتاً إلى ان هناك زيارة ثانية سيقوم بها الرئيس سلام إلى الكويت، من ضمن جولة خليجية، لكن هذا الأمر مرهون بتطورات الاستحقاق الرئاسي من الان وحتى نهاية المهلة الدستورية.
يشار إلى ان السفير السعودي علي عواض عسيري غادر بيروت مساء أمس، متوجهاً إلى جدة لمواكبته زيارة الرئيس سلام، وهو أكد على أهمية الزيارة لأنها تستند إلى تاريخ من العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، اضافة اى ما للرئيس سلام من مكانة لدى المملكة، مبدياً ارتياحه للتوفيق الذي يحالف الحكومة برئاسة سلام والتي استطاعت في مرحلة قصيرة اتخاذ قرارات إدارية وأمنية على قدر كبير من الأهمية، متمنياً ان ينسحب التوافق السياسي الداخلي علي كافة المواضيع فينعم لبنان وشعبه بالأمن والاستقرار، وأن يشكل الاستحقاق الرئاسي مناسبة لجمع الأشقاء اللبنانيين وترسيخ الهدوء وتعزيز الازدهار».
المستقبل
الحريري وجعجع يشدّدان على «الاستحقاق في موعده» وجنبلاط في باريس والبطريرك في السرايا اليوم
الراعي: تذكّروا فراغ 1988
على بعد أيام قليلة من انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد، وحلول شبح الفراغ الذي يبدو أنه المرشّح الأوفر حظًّا حتى الآن، تكثّفت المواقف واللقاءات بين بكركي وباريس، حيث دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي النواب الى انتخاب رئيس قبل الأحد و»إلا لحقهم العار»، مذكّراً الساعين الى الفراغ بـ«النتائج الوخيمة التي خلّفها الفراغ ما بين 1988 و1990».
وأكد الراعي الذي يزور رئيس الحكومة تمام سلام في السرايا الحكومية اليوم أنه «لا يمكن أن نرضى بالفراغ في سدّة الرئاسة ولو ليوم واحد لأنه انتهاك صارخ للميثاق الوطني لكونه يقصي المكوّن الأساسي في الحكم وهو المكوّن «المسيحي».
ومن باريس التي وصل إليها أمس رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط يرافقه وزير الصحة وائل أبو فاعور، أكد الرئيس سعد الحريري في بيان صدر عن مكتبه الإعلامي «تطابق وجهات النظر» مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع حول «ضرورة إنجاز الاستحقاق في موعده ورفض الفراغ والقيام بكل الجهود والاتصالات اللازمة والممكنة لمنع حدوث الفراغ»، وجرى التشديد بعد لقاء بينهما عقد في دارة الحريري بحضور الرئيس فؤاد السنيورة على وجوب «حضور جميع النواب للمشاركة في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية».
«حزب الله»
أما «حزب الله» فواصَلَ الحديث عن شروطه لانتخاب رئيس جديد، رغم ما تردّد من أنباء عن إمكان مشاركة كتلته النيابية في جلسة الخميس المقبل في مجلس النواب، فأعلن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «أننا نريد رئيساً يتمسك بالمعادلة التي حقّقت الانتصار لشعبنا، فلا يتخلّى عنها حين يعرض عليه من الإغراءات ما يدفعه الى التخلّي عن شروط انتصار الشعب والدولة والوطن». واضاف: إذا كان هذا الاستحقاق قد أعيق تحقيقه فبسبب أن البعض يريد ويتمسّك بترشيح من يريد حرباً أهلية بين الشعب اللبناني، ويريد تفريطاً بإنجاز المقاومة»، ليختم بالقول إن هذا المرشح «لن يصل الى سدة الرئاسة أيًّا تكن القوى الداعمة له».
في غضون ذلك يتوجّه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بعد ظهر اليوم الى المملكة العربية السعودية على رأس وفد وزاري في زيارة شدّد سفير المملكة علي عواض عسيري على أهميتها «لأنها تستند الى تاريخ من العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، ولأن هناك إجماعاً لبنانيًّا على أهمية هذه العلاقات وعلى ضرورة هذه الزيارة». وتمنى أن يشكّل الاستحقاق الرئاسي مناسبة «تجمع الأشقاء اللبنانيين وترسيخ الهدوء وتعزيز الازدهار».
وإذ أكد عسيري أن سلام سيلتقي خلال هذه الزيارة وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رجّحت أوساط سلام أن يلتقي مسؤولين سعوديين آخرين، مضيفة أنه سيلبّي والوفد المرافق دعوة الى مأدبة عشاء اليوم يقيمها على شرفه الرئيس سعد الحريري، بالإضافة الى لقاء مع الجالية اللبنانية في القنصلية اللبنانية.
ويضمَ الوفد المرافق لسلام، الوزراء: محمد المشنوق، ميشال فرعون، رشيد درباس، أكرم شهيّب، الياس بوصعب وعبد المطلب حناوي، بالإضافة الى وفد إعلامي.
مجلس الدفاع
على صعيد آخر عقد أمس اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خصّص للبحث في «توحيد جهود الأجهزة الأمنية والاستمرار في تسليح الجيش والعمل على السعي لإقرار الاستراتيجية الدفاعية».
وأعطى سليمان حسب بيان صدر عن الاجتماع «توجيهاته للمحافظة على المؤسسات العسكرية والأمنية وتوحيد الجهود الأمنية وزيادة جهوزيتها وجعلها أكثر عملانية».
وشدّد الرئيس سلام على أهمية «الاستقرار السياسي والثقة بالمؤسسات التي تنعكس ايجاباً على العمل المؤسساتي»، طالباً «الاستمرار بالدعم السياسي للخطة الأمنية التي أقرّها مجلس الوزراء».
الموضوعات المدرجة تعرض أبرز ما جاء في الصحف، وموقع المنار لا يتبنى مضمونها