اتسعت دائرة الضجيج الرئاسي اللبناني، من بيروت إلى عواصم عربية وغربية، لكن موسم القطاف لم يحن بعد، وعلى الأرجح سيتأخر شهوراً، وتصريحات رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع
اتسعت دائرة الضجيج الرئاسي اللبناني، من بيروت إلى عواصم عربية وغربية، لكن موسم القطاف لم يحن بعد، وعلى الأرجح سيتأخر شهوراً، وتصريحات رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي التقى الحريري أول من أمس وحديثه حول الرئيس التوافقي وخصوصا العماد ميشال عون لم يغير من الواقع شيء وخاصة في الاسبوع الاخير الحاسم من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
قبل يومين من موعد الجلسة النيابية الخامسة المقرّرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تسارعت أمس وتيرة الاتصالات واللقاءات السياسية في لبنان والسعودية والعاصمة الفرنسية باريس. وخلافاً لما شاع بعد الظهر . هذا ما ركزت عليه الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 20-5-2014، ما تحدثت الصحف عن التطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية كما هو الحال تناولت الصحف الملف الانتخابي العراقي .
السفير
سليمان لـ«السفير»: رئيس من «الأقطاب».. سينتقم حتماً
الفيصل لا يتبنى عون: لا للمسّ بالطائف
بداية مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول " اتسعت دائرة الضجيج الرئاسي اللبناني، من بيروت إلى عواصم عربية وغربية، لكن موسم القطاف لم يحن بعد، وعلى الأرجح سيتأخر شهوراً، ولا بأس أن يوهم اللبنانيون أنفسهم بأنهم قادرون على انتخاب رئيسهم، يشجعهم على سلوك هذا الدرب المقفل، سفراء وقناصل يرددون «زجليات» على طراز «لبننة» الاستحقاق الرئاسي وتفادي الفراغ واحترام المواعيد الدستورية.
ولهذا «البازار» المفتوح أن يستمر ومعه تستمر دعوة مجلس النواب للانعقاد، سواء بمعدل مرة واحدة في الأسبوع حاليا، أو بمعدل مرتين بدءا من الأسبوع المقبل، ما دام التشريع سيتوقف، لتصبح «الحكومة السعيدة» هي الحاكمة بدءا من الخامس والعشرين من أيار وحتى إشعار آخر.
ولهذا «البازار» أن يستمر، ما دام لبنان مقبلاً على موسم اصطياف واعد.. و«السلسلة» نامت في الأدراج، و«فخامة الأمن» قرر الانضباط على إيقاع الحرب المفتوحة ضد الإرهاب في لبنان والمنطقة، باستثناء مخيم عين الحلوة المشرع على حسابات داخلية فلسطينية وعلى تكريس «المتنفسات» المحلية للنيران التي تزنّر الحدود الشرقية!
في هذه الأثناء، تحوّل الحوار المفتوح بين «تيار المستقبل» و«التيار الحر» حول تبني ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية بوصفه مرشحاً توافقياً، الى ما يشبه «سوق عكاظ»، فقصائد المديح والإشارات المتناقضة عمدا لم تتوقف، وصار الطبيب غطاس خوري (مستشار الرئيس سعد الحريري) من «أهل البيت» في الرابية، وهو سيكرر، اليوم، على مسامع «الجنرال» الصياغة الحريرية نفسها: الرئيس سعد الحريري جدي جدا في تبني خيار ترشيحك التوافقي، ولكن..
هذه الـ«ولكن» معطوفة على معطيات عدة، أبرزها حرص الحريري شخصياً على ترداد «معزوفة» أن السعوديين لم يتخذوا قرارهم النهائي بعد في ما يخص الاستحقاق الرئاسي، ولذلك، يصبح كل كلام من هنا أو من هناك، لا يعبر بالضرورة عن حقيقة موقف قيادة المملكة!
ومع وصول رئيس الحكومة تمام سلام الى جدة، واجتماعه فور وصوله بالرئيس سعد الحريري الذي ترك باريس ليكون على مقربة من الزيارة الحكومية الرسمية الأولى من نوعها الى الخارج، قالت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع لـ«السفير» ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أبلغ قيادات لبنانية وأجنبية أنه يرفض السير بترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وأضاف: «نحن لا ننسى في المملكة تاريخ هذا الرجل.. فالهوية التوافقية لا تُصنع في يوم أو موسم»، واستعاد مسيرة الرجل وصولا الى وقوفه بوجه الطائف، مبدياً خشيته مما يضمره من نيات إزاء وثيقة الوفاق الوطني في حال وصوله، مشددا على أهمية الإتيان برئيس توافقي لا يكون منتمياً الى «8 أو 14 آذار» على حد سواء.
وأشارت المصادر الى أنه ليس معروفا ما اذا كان موقف الفيصل يعبّر عن الموقف الرسمي السعودي أو عن موقفه الشخصي، ونقلت المصادر عن السعوديين ترحيبهم لا بل تشجيعهم استمرار الحوار بين عون والحريري، وقالت ان ثمة خشية سعودية متعاظمة من وجود نيات للمسّ باتفاق الطائف اذا لم يصل «الجنرال» الى موقع الرئاسة الأولى.
وتردد، في هذا السياق، أن السفير السعودي علي عواض عسيري قد استفسر البطريرك الماروني بشارة الراعي في لقائهما الأخير حول معنى «الرئيس القوي» الذي ينادي بوصوله، وذلك من زاوية الخشية أيضا من أن يكون ذلك مقدمة للمطالبة بإعادة النظر بالطائف من باب الصلاحيات الرئاسية.
وفي موازاة ذلك، تنقل السفير الأميركي دايفيد هيل بين بعبدا وعين التينة، لحث القيادات اللبنانية على إجراء الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن ومن دون أي إبطاء وتفادي دفع ثمن الفراغ، وقال ان بلاده تعتقد ان في الإمكان للمرة الأولى أن يكون الاستحقاق الرئاسي لبنانيًّا، وأعرب عن تشجيعه للحوار بين عون والحريري، مؤكدا ألا رغبة أميركية حاليا في الدخول المباشر على خط الاستحقاق الرئاسي، مشددا على أولوية الاستقرار، وقال أمام شخصيات لبنانية إن الفراغ مغامرة ينبغي تجنبها لأنها تفتح الباب على المجهول.
في هذا الوقت، جدد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على وجوب انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية، وقال لـ«السفير» إنه لا يؤيد وصول أي من الأقطاب الموارنة الى رئاسة الجمهورية، وأضاف: لقد عشت الصراعات القاسية لهؤلاء والتي يبدو أنها لن تنتهي، وأخاف وصول أحدهم لينتقم من الآخر.
وحول «حزب الله»، قال سليمان انه باق على قناعاته حيال الحزب وليس نادما على شيء، «بل هم يجب أن يندموا وليس أنا، حين نصحونا بأن نبلّ إعلان بعبدا ونشرب ماءه، وحين قالوا عنه إنه مجرد حبر على ورق. هم الذين نكثوا «الثلاثية» وليس نحن، حين قرّروا الذهاب الى سوريا من دون أن يسألوا لا «الجيش» ولا «الشعب» ولا رأس الدولة ما اذا كانوا يستطيعون تحمّل تبعات التورّط في الحرب السورية».
وكان لافتا للانتباه نفي رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن يكون قد التقى وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل إلا أنه أشار الى لقائه من سماهم «بعض الاصدقاء السعوديين» من دون ان يسميهم، وأشار في مؤتمر صحافي عقده في باريس الى «أن سعد الحريري طرح ميشال عون كمرشح توافقي، توقفنا عند احتمال التصويت له، وكان لي رأي، وقلت للشيخ سعد ان الاتصالات مع التيار الوطني مشكورة، وهي مشكورة دائما بين فريقين من اللبنانيين، لكن عون ليس توافقيا.. المرشح لا يصير توافقيا بفنجان قهوة وكأس عرق، والزعم أن ورقة التفاهم مع «حزب الله» قد ألغيت ليس صحيحا. ليس بوسعك ان تعمل ورقة تفاهم 9 سنوات، ثم تتخلى عنها قبل أسابيع من الانتخابات». وأضاف «اذا فاز عون أكون أول من يبارك له، لكن تركه لموقعه السياسي الآن، ليس جديا»، لكن «معلوماتي أن الحريري لم يقبل بعون مرشحا توافقيا».
الى ذلك، جدد رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية وقوفه الى جانب عون في الاستحقاق الرئاسي، إلا أنه استبعد تبني ترشيحه من قبل الحريري و«14 آذار»، واعتبر في حوار عبر شاشة «ام تي في» أن تشكيل حكومة سلام استند الى أرجحية الفراغ الرئاسي، وعارض زيارة البطريرك بشارة الراعي الى القدس المحتلة، آخذا على الراعي تشبيهه زيارته لسوريا الصديقة بزيارته الى اسرائيل العدوّ.
استقالة «وزير دفاع الائتلاف»
الجيش يتقدم في نوى ودرعا
حقق الجيش السوري تقدماً نوعياً على الجبهة الجنوبية، أمس، مواصلاً عملية تقطيع أواصر مواقع المجموعات المسلحة، بمحاذاة القنيطرة، وذلك عبر اقتحامه مدينة نوى في ريف درعا بعد محاصرتها من كل الجهات، وبسط سيطرته الكاملة على حي سجنة القديمة، الذي يربط بين عدد من الأحياء ويعتبر خط إمداد لمناطق المواجهات.
في هذا الوقت، تعرض «الائتلاف الوطني السوري» المعارض إلى انتكاسة جديدة، مع إعلان «وزير دفاع الحكومة المؤقتة» أسعد مصطفى استقالته اثر خلافات مع رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا، الذي يلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم لمطالبته بأسلحة متطورة.
وقال مصدر معارض إن مصطفى، المقرب من السعودية وعُيّن في منصب «وزير الدفاع» في تشرين الثاني الماضي، استقال أمس الأول، «احتجاجا على نقص الأموال المقدمة من الجربا إلى مقاتليه»، لكن مصدراً في «الائتلاف» قال، لوكالة «رويترز»، إنه استقال بعدما رفض الجربا تعيينه «رئيس وزراء مؤقتا»، وهو منصب يشغله أحمد طعمة. وأضاف ان «مصطفى لم يحقق شيئاً. فقدنا سوريا. فقدناها للجهاديين و(الرئيس السوري بشار) الأسد».
وواصل الجيش السوري، لليوم الرابع على التوالي، عملياته على الجبهة الجنوبية بهدف استعادة مواقع سيطرت المجموعات المسلحة عليها، وتقطيع أواصر مواقع المجموعات المسلحة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «الجيش بات يطبق على مدينة نوى من مختلف المحاور، وأن وحدات راجلة وأخرى مدرعة تتقدم في عدد من أحيائها، وقد بسطت سيطرتها الكاملة على الحي الشرقي، فيما تواصل وحدات أخرى من الجيش التقدم باتجاه المستشفى الوطني في نوى على الطرف الشمالي الغربي من المدينة».
وكانت وحدات من الجيش قد استعادت قبل يومين تل الجابية الواقع بين جنوب وغرب نوى، التي تعد أكبر مدن محافظة درعا، وكانت تؤوي نحو 135 ألف نسمة. كما سيطرت على قرية أم العوسج في منطقة الصنمين في ريف درعا. وتحاذي نوى الريف الجنوبي الغربي للقنيطرة، كما تتصل بالريف الشمالي لحوران عبر مدينتي انخل وجاسم، وهما بمثابة خط الدفاع الأول بالنسبة إلى الفصائل المسلحة، كما تتصل بمدينة الشيخ مسكين التي لا تبعد كثيراً عن ازرع، البلدة الإستراتيجية التي تعد بمثابة الحصن المنيع للجيش السوري، والتي تحيط بها مجموعة تلال.
وكان مصدر عسكري قد قال للوكالة «استطاعت وحدات من القوات المسلحة العاملة على اتجاه سجنة - درعا البلد إحكام سيطرتها على حي سجنة القديمة، بعد القضاء على عشرات الإرهابيين». ويربط حي سجنة القديمة بين إحياء درعا البلد وضاحية درعا، وهو خط إمداد إلى حي المنشية الذي يعتبر أحد خطوط المواجهات بين القوات السورية والمسلحين.
وأشار مصدر ميداني معارض إل?