كشفت صحيفة "ميل أون صندي" الأحد أن التحقيق الرسمي البريطاني في حرب العراق سيوجه انتقادات لاذعة للطريقة التي تعامل بها رئيس الوزراء الأسبق طوني بلير مع الحرب.
كشفت صحيفة "ميل أون صندي" الأحد أن التحقيق الرسمي البريطاني في حرب العراق سيوجه انتقادات لاذعة للطريقة التي تعامل بها رئيس الوزراء الأسبق طوني بلير مع الحرب. وقالت الصحيفة إن لجنة التحقيق المعروفة باسم "تحقيق تشيلكوت" ستوبخ بلير بالتقرير الذي ستصدره قبل نهاية العام الحالي، لإبلاغه البرلمان البريطاني بأن المعلومات الإستخباراتية حول امتلاك صدام حسين أسلحة دمار شامل كانت خارج نطاق الشك، والدور الذي لعبه في جر بريطانيا إلى واحدة من أكبر الاخفاقات بسياستها الخارجية.
وأضافت أن لجنة التحقيق بحرب العراق ستحمّل بلير مسؤولية الفشل بأربعة جوانب رئيسية هي "الادعاءات المزيفة حول أسحة الدمار الشامل لدى صدام حسين، وعدم إبلاغ الرأي العام البريطاني بالتعهد السري الذي قطعه على الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بإشراك بريطانيا بالحرب، وعدم إطلاع حكومته على خطط غزو العراق، والفشل بالتخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في العراق".
وأشارت الصحيفة نقلاً عن مصادر مطلعة إلى أن سمعة بلير وحلفاءه الرئيسيين ستعاني من ضرر كبير حين يصدر جون تشيلكوت (72 عاماً) تقرير لجنته حول حرب العرق هذا الخريف، والذي سيوجه انتقادات أيضاً إلى جاك سترو وزير الخارجية بحينه في حكومة بلير ومدير اتصالات الأخير ألستير كامبيل. وقالت إن لجنة تشيلكوت المكونة من خمسة خبراء ستوجه بالأسابيع القليلة المقبلة إشعاراً بشأن استنتاجات تقريرها إلى بلير وجميع الذين ستطالهم انتقاداتها، وتتيح لهم فرصة أخيرة للرد على الإنتقادت قبل أن تضع اللمسات الأخيرة على التقرير.
ومثل بلير أمام اللجنة لتقديم شهادته مرتين، في 29 كانون الثاني/يناير 2010 وفي 21 كانون الثاني/يناير الماضي، وأبلغها أنه لا يشعر بأي ندم بشأن غزو العراق. وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون شكّل في يونيو/حزيران 2009 لجنة مكونة من خمسة أعضاء برئاسة جون تشيلكوت لإجراء تحقيق حول احتلال العراق يغطي الفترة من صيف العام 2001 وحتى نهاية يوليو/تموز 2010، ومنح اللجنة مداخل إلى جميع المعلومات الحكومية ومن ضمنها الوثائق السرية ذات الصلة بحرب العراق وصلاحيات تخوّلها استدعاء أي شاهد بريطاني للمثول أمامها.
وبدأت اللجنة جلساتها العلنية في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 مراجعة السياسة التي تبنتها بريطانيا حول العراق، واستمعت منذ تلك الفترة لإفادات أكثر من 140 شاهداً من كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين البريطانيين والأجانب كان على رأسهم بلير وخلفه براون، وتعكف حالياً على وضع تقرير حول استنتاجاتها ستصدره قبل نهاية العام الحالي.