24-11-2024 05:05 PM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله: مشكلتنا ليست في التنوّع بل في عقليّة إلغاء الآخر

فضل الله: مشكلتنا ليست في التنوّع بل في عقليّة إلغاء الآخر

وشدد سماحته على أهمية بناء الإنسان المتعلّم الواعي، الذي يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه مجتمعه ووطنه؛ الإنسان الذي يحمل قيم الصدق والمحبة والتسامح؛ الإنسان المنفتح على الدين بكل معانيه

فضل الله: مشكلتنا ليست في التنوّع بل في عقليّة إلغاء الآخرأشار العلامة السيّد علي فضل الهس، إلى أنَّ الدّين شدّد على الدور الريادي للمرأة، في صناعة الأجيال وتقدّم المجتمعات، لافتاً إلى أنَّ الإسلام دعانا إلى مد جسور التواصل مع الآخرين، وتلمّس نقاط اللقاء معهم.

نظَّمت ثانويَّة البشائر في بعلبك، حفل تكريم لتلميذاتها اللواتي بلغن سن التكليف الشرعي، برعاية العلامة السيد علي فضل الله وحضوره. وقد حضر الحفل رئيس اتحاد بلديات بعلبك، الحاج حسين عواضة، ورئيس بلدية بعلبك، حمد حسن، وعدد من الفاعليات الاجتماعيَّة والثقافيَّة والدينيَّة، إضافةً إلى أهالي الطالبات المكرمات.بداية، آيات من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني. بعدها، قدّم طلاب الثانوية عروضاً فنية من وحي المناسبة.

وقد تحدَّث مدير مدارس المبرات في البقاع الأوسط، الأستاذ إبراهيم السعيد، عن رسالة المبرات، مؤكداً دورها في صنع الإنسان الواعي المنفتح، وذلك من خلال تخريج الأجيال الواعية والرسالية، التي تحمل هموم مجتمعها ووطنها، مشيداً بالإنجازات التي تحقّقها مؤسّسات المبرات على الصعيدين الداخلي والخارجي. ثم كانت كلمة للسيّد فضل الله، أعرب في بدايتها عن سعادته لحضور هذا الحفل في منطقة بعلبك؛ هذه المدينة المتجذرة في أعماق التاريخ، والشامخة دوماً نحو المستقبل، والتي شارك أبناؤها ولا يزالون في بناء هذا الوطن وحفظه، وفي قوته وعزته.

وشدد سماحته على أهمية بناء الإنسان المتعلّم الواعي، الذي يشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه مجتمعه ووطنه؛ الإنسان الذي يحمل قيم الصدق والمحبة والتسامح؛ الإنسان المنفتح على الدين بكل معانيه وأصالته.

ولفت إلى أنّ الدين في جوهره، يدعونا إلى مد جسور التواصل مع الآخرين، وعدم الانغلاق والتقوقع في عصبياتنا وحساسياتنا المتنوعة التي ننتجها كل يوم، وإلى البحث عن الحقيقة بكل الطرق والأساليب العلمية، البعيدة عن الأحكام المسبقة ولعبة المصالح، وإلى تعميق المحبة والرحمة والتسامح، من موقع القوة، لا من موقع الضعف، معتبراً أنّ تجسيد هذه القيم في واقعنا وفي سلوكنا، هو شرط أساسي لبناء الوطن والإنسان، وبافتقادها نعيش النزاعات، ويبقى الوطن أسير الضعف والانقسام والجهل والتخلّف.

ورأى سماحته أنَّ مشكلتنا في هذا الشرق، ليس في التنوّع الديني، أو الثقافي، أو الحزبي، أو السياسي، فالتنوع سمة الحياة، والمشكلة في أسلوب تعاملنا مع هذا التنوع،  وعدم حسن إدارتنا لخلافاتنا،  بحيث نحولها إلى نزاعات وصراعات تخدم الذات والمصلحة الشخصية، لا المجتمع والوطن والأمة، حتى بات لا يردعنا أي شيء عن استخدام كل الأساليب والأسلحة، لتحقيق رغباتنا وأهوائنا، ولو على حساب تدمير الآخر وإلغائه، مطالباً بالقيام بمراجعة حقيقية لما نعيشه من أفكار وقيم وتطلعات وسلوك.

ودعا الطالبات المكلّفات من خلال التزامهنّ بالحجاب، إلى القيام بمسؤوليتهن في جعل الحياة من حولهن أغنى، والتأكيد أن الدين أتـى ليكرم المرأة، ويقوي دورها، لا ليهمشها ويضعفها، كما يحاول البعض أن يقول، للتجني على الدين، وتشويه صورته، فالدين أراد المرأة المتعلّمة والمتفوقة والعزيزة والمجاهدة والمربية، وفتح أمامها كل أبواب الرقي والتقدم، لتعلب دوراً ريادياً في صناعة الأجيال ونهضة الوطن والأمة، فالمرأة نصف المجتمع، وهي تشارك في بناء النصف الآخر.

وختم سماحته قائلاً إنَّ مؤسَّسات جمعية المبرات، لا تعطي طلابها الشهادات على المستوى العلمي فحسب، بل تسعى إلى تعزيز هذه القيم وترسيخها تربوياً في نفوس الطلاب وعقولهم، ليكونوا فاعلين، ومنتجين، وأحراراً، وأخلاقيين، وعاملين لرفعة مجتمعهم ووطنهم.

واختم الاحتفال بافتتاح سماحته معرضيْ الفنون والأنشطة الطلابية.