يدخل موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية في شغور في صباح 25 ايار الحالي، حتى إشعارٍ آخر. فمع اقتراب موعد انتهاء المهلة الدستورية المحددة لانتخاب رئيس جديد
يدخل موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية في شغور في صباح 25 ايار الحالي، حتى إشعارٍ آخر. فمع اقتراب موعد انتهاء المهلة الدستورية المحددة لانتخاب رئيس جديد، يبدو الاتفاق على اسم مرشح، أكثر من متعذّر. وبدا واضحاً أيضاً أن التمهيد للفراغ صار واقعاً.
وبناء عليه يبدو أن البلد بدأ يتحضر لمرحلة الفراغ الرئاسي، لحين اتفاق الدول المعنية بالملف اللبناني على رئيس يضمن مصالح كل الاطراف المحلية والاقليمية والدولية، هذا ما تحدثت عنه الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاربعاء 21-5-2014، كما تحدثت الصحف عن التطورات السياسية والعسكرية للازمة السورية.
السفير
جنبلاط مع الرئيس ـ التسوية: هربت من "زلزال باريس"!
"اللبننة" بلا نصاب.. "الدول" تنتخب
بداية مع صحيفة "السفير" التي كتبت تقول "تستعد كل الأطراف الداخلية، سراً وعلانية، للتعامل مع مرحلة الشغور الحتمي في رئاسة الجمهورية بدءاً من منتصف ليل السبت - الأحد، بعدما أخفقت "اللبننة" حتى الآن في إنتاج الرئيس، في دليل إضافي على أنّ الطبقة السياسية اللبنانية لم تبلغ سن الرشد، ولا تزال في طور المراهقة، برغم مضي أكثر من 60 سنة على الاستقلال الوطني المفترض.
في الاساس، لم يكن أحد يتصرف على اساس أن المهلة الدستورية الممتدة من 25 آذار إلى 25 أيار هي حاسمة وإلزامية، بل تعاطى الجميع معها باعتبارها فترة مناورات واستهلاك وقت، في انتظار المباشرة في المفاوضات الحقيقية، خارج لبنان، تحت ضغط الفراغ والمهل الدستورية الآتية وأبرزها الانتخابات النيابية في الخريف المقبل.
والأكيد أنّ ما بعد الفراغ سيكون مغايراً لما قبله، إذ ستتغير قواعد اللعبة، وسيجلس اللاعبون المحليون في مقاعد الاحتياط، وستستعيد العواصم الإقليمية والدولية زمام المبادرة، وسيتبدّل ترتيب المرشحين، وستعوم أسماء كانت في القعر.
ولا يتردد مرجع لبناني بارز في القول في مجالسه الخاصة إن الطريقة التي أدير بها الملف الرئاسي لا تقود أصلا إلا الى الجدار المسدود. وتابع: للأسف، نكاد نفرّط بالفرصة التي سنحت لنا لانتخاب رئيس للجمهورية صناعة وطنية، وعليكم ان تنتظروا قليلاً بعد 25 أيار، لتكتشفوا أن الخارج بات الناخب الأول.
ولأن الأيام القليلة الفاصلة عن 25 أيار، لم تعد تكفي لإحداث تحولات جذرية في المعادلات العقيمة التي تتحكم بالاستحقاق الرئاسي، فإن جلسة الانتخاب غداً لن تفرز رئيساً، سواء اكتمل نصابها ام لم يكتمل، علماً أن الاتجاه الغالب لدى "قوى 8 آذار" هو نحو الاستمرار في المقاطعة، ما دام لم يطرأ أي معطى جديد يستوجب الحضور، لا سيما أن لقاءات باريس لم تحقق نقلة نوعية في اتجاه التوافق على العماد ميشال عون مرشحاً توافقياً، بعدما ربط الرئيس سعد الحريري جوابه النهائي بالموافقة السعودية ونيل بركة حلفائه "مسيحيي 14 آذار"، وفي طليعتهم رئيس حزب "القوات" سمير جعجع.
وقد جاء البيان الصادر عن "كتلة المستقبل" بعد اجتماعها، أمس، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة العائد من باريس ليؤكد استمرار المراوحة العبثية في المربع الاول، إذ كررت الكتلة دعمها لمرشح "14 آذار" سمير جعجع، فيما كان رئيس "الكتائب" يعلن أن الحريري ناقش مع نجله النائب سامي الجميل في خيار تبني ترشيح عون، وقال أمين الجميل لـ"كلام رئيس" إنه يفضّل عون رئيسا على أي تعديل للدستور.
وفي "الوقت الضائع"، يعقد مجلس النواب، اليوم، جلسة عامة يناقش خلالها الرسالة التي وجهها الرئيس ميشال سليمان الى المجلس بواسطة الرئيس نبيه بري، ويطلب فيها "العمل بما يفرضه الدستور وما توجبه القوانين لاستكمال الاستحقاق الدستوري، تفادياً للمحاذير والمخاطر التي قد تنشأ جراء عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل الخامس والعشرين من شهر أيار الحالي".
وبرغم أنه بات مؤكداً أن الجلسة لن تواجه مشكلة تأمين النصاب القانوني، إلا أن بعض الكتل تشارك من باب الاعتراض على مضمون الرسالة، كما هي حال "تكتل التغيير والاصلاح" الذي يشعر بأنه مستهدف منها، فيما تتجه "كتلة الوفاء للمقاومة" الى التغيب على الأرجح، على قاعدة ان سليمان "بات من الماضي"!
بري: أنا مستعد... ولكن
وقال الرئيس نبيه بري لـ"السفير" إن الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية الى مجلس النواب، ستتلى اليوم امام المجلس، ثم ستتم مناقشتها، ويُترك بعد ذلك للنواب أن يحددوا التوجهات المناسبة.
وأوضح أن رسالة سليمان التي لم يطلع عليها أحد بعد في انتظار تلاوتها، تركز على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية وتشدد على ميثاقية هذا الاستحقاق، وتدعو النواب الى القيام بواجبهم في انتخاب رئيس جديد.
واعتبر بري أن مضمون الرسالة لا ينطوي على أي انتقاد علني او ضمني لمجلس النواب، وإنما هي تندرج في سياق الحق الذي منحته المادة 53 من الدستور لرئيس الجمهورية بمخاطبة المجلس عند الضرورة، ويبدو أن رئيس الجمهورية وجد في التأخير الحاصل في اجراء الانتخابات مبرراً كافيا لتوجيه الرسالة.
ورأى بري أن الفرصة أمام لبننة الاستحقاق الرئاسي مستمرة حتى 25 ايار، مشيراً الى أنه يطلب من السفراء الذين يلتقيهم عدم التدخل في تفاصيل هذا الاستحقاق، لكنه أبدى خشيته من أن يصبح التدخل الخارجي المباشر أمراً واقعاً تصعب مقاومته، بعد 25 ايار.
وبالنسبة الى الملف الرئاسي، لفت بري الانتباه الى عدم بروز أي جديد يُعتدّ به على هذا الصعيد، موضحاً أنه إذا لم يكتمل النصاب في جلسة الخميس، سيدعو الى جلسة أخرى قبل ظهر الجمعة ربطاً بأجواء يوم الخميس، وفي حال ظهرت معطيات إيجابية في ربع الساعة الأخير فأنا مستعد للدعوة الى جلسة قبل ساعة واحدة من انتهاء المهلة الدستورية منتصف ليل السبت - الأحد.
وأشار الى أنه كانت هناك إمكانية لتوجيه دعوة الى عقد جلسة انتخابية، قبل ظهر السبت المقبل، لو وُجدت ضرورة لذلك، "لكنني عدت وصرفت النظر عن الأمر حتى لا يحصل أي تأثير على حفل الاستقبال الوداعي الذي سيقيمه رئيس الجمهورية، لمناسبة انتهاء ولايته".
وأكد ضرورة عقد الجلسة التشريعية المخصصة لسلسلة الرتب والرواتب، في 27 أيار، "وإذا لم يكتمل نصابها سأدعو الى جلسة أخرى، لانه لا يجوز تكريس سابقة تعطيل المجلس، عندما تستقيل الحكومة او يخلو موقع الرئاسة"، منبّها الى أن مثل هذا التعطيل يشكل تهديداً خطيراً للديموقراطية. وأضاف: في حال حدوث شغور في رئاسة الجمهورية، المطلوب تفعيل عمل المجلس النيابي، وليس تعميم الشغور على المؤسسات الأخرى.
جنبلاط: شغور حتى التسوية
وفي سياق متصل، أبلغ النائب وليد جنبلاط "السفير" أن زيارته الى العاصمة الفرنسية كانت محض شخصية. وأضاف مبتسماً: عندما وصلت، لاحظت أن باريس مكتظة بالقوم الوافدين من لبنان، فخشيت من زلزال يضرب العاصمة الفرنسية، وقررت أن أهرب، وأعود على عجل، عبر أول طائرة آتية الى بيروت.
وعما إذا كان الفراغ اصبح حتمياً، قال: لا يوجد فراغ، إنما شغور، والأرجح أنه حاصل الى أن يتم التوافق على مرشح تسوية، ونحن مرشحنا تحت هذا السقف هو النائب هنري حلو. وأضاف: لميشال عون وسمير جعجع الحق بالترشح لكن وضعنا لا يحتمل إلا الرئيس ـ التسوية لأن لبنان محكوم بالحوار والتوافق.
وقال النائب آلان عون لـ"السفير" إن ظروف التوافق على ترشيح العماد عون "لم تنضج بما فيه الكفاية محلياً واقليمياً، لكن هذا لا يمنع من استمرار الاتصالات مع تيار المستقبل، ونحن نرى أنه لا تزال هناك إمكانية لتبنّي ترشيح عون، لكن علينا الانتظار حتى تنضج الظروف".
سلام يلتقي عبد الله
في هذه الأثناء، حضرت الانتخابات الرئاسية في زيارة الرئيس تمام سلام الى السعودية، حيث نبّه الى "أن الفراغ أو الشغور ستكون له تداعيات غير مريحة، ولكنه ليس آخر الدنيا، فحتى لو تأخّر الاستحقاق الرئاسي فلا بد أن يتم".
والتقى سلام في مطار جدة الملك عبد الله الذي كان في طريقه إلى المغرب في إجازة خاصّة. كما عقد اجتماعاً مع ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز.
وقال سلام خلال مؤتمر صحافي في ختام زيارته: لقد سمعنا على لسان المسؤولين في المملكة كلاماً واضحاً بأن الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني عليكم أنتم أن تسعوا فيه، مع التمنيات بأن يتمّ هذا الاستحقاق وينتخب رئيس للجمهورية، وأن يتمتع لبنان باستمرار التوافق.
"النصرة" ترفض "ميثاق الشرف"... ومخاوف من انهيارها
الغرب "ينظم" التقاتل بين الفصائل و"الجهاديين"
محمد بلوط
اختبار قدرة المعارضة السورية المسلحة على مواجهة "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) والنظام السوري في آن واحد، مقابل أسلحة نوعية يوماً ما مع توافر الضمانات بأن كل الأيدي التي تقاتل الجيش السوري أصبحت آمنة من أي عدوى إرهابية.
واللائحة الذي تم فيها ترتيب جبهات المواجهة المقبلة للمعارضة السورية، تتطابق مع أولوية إعادة هيكلة المعارضة السورية المسلحة وتوجيهها نحو مكافحة الإرهاب، التي يتطلع "أصدقاء سوريا"، من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والخليج وتركيا، إليها في الأشهر المقبلة.
وبحسب مصدر أمني فرنسي، فقد عملت وزارات الداخلية الأوروبية والولايات المتحدة، بعد اجتماع بروكسل قبل أسبوعين، مع دول الجوار من الأردن وتركيا، على توحيد غرف العمليات في انطاكيا، من أجل إحداث فرز واضح، داخل المجموعات "الجهادية" المسلحة، واستعادتها من يد الاستخبارات السعودية والتركية بأكبر قدر ممكن، وفصلها إلى ثلاث مجموعات، الأولى "معتدلة" يمثلها الرهان على "جبهة ثوار سوريا" وقائدها جمال معروف، وهي المجموعة التي لم تدع إلى توقيع "ميثاق شرف ثوري" لاعتبارها محور "الاعتدال" البديل من "الجيش الحر" المحطم. أما المجموعة الثانية فتضم الجماعات "الجهادية" التي تدين بالولاء للاستخبارات السعودية والقطرية، والتي تبقى مقبولة في كتلة الحرب على الإرهاب في سوريا، حتى ولو كانت ذات منحى "قاعدي" مثل "أحرار الشام"، شريطة ألا تكون مرتبطة ببيعة لأمير "داعش" أبي بكر البغدادي، أو أمير "النصرة" أبو محمد الجولاني.
ويقول المصدر إن خبراء في مكافحة الإرهاب اقترحوا أن تقوم الأجهزة السعودية والقطرية، باستخدام نفوذها لدى "الجبهة الإسلامية"، وخصوصا "أحرار الشام"، و"ألوية الفرقان"، و"جيش المجاهدين"، و"لواء الإسلام"، لتسريع عملية إعادة الهيكلة الجارية منذ أسابيع داخل هذه الجماعات، وحثها على نقل القتال مع "داعش"، إلى "النصرة" التي تستقبل العدد الأكبر من المقاتلين الأوروبيين، والأجانب عموما. ووعد الأوروبيون والأميركيون بتسريع تسليم أجهزة اتصال وتنصت متقدمة، وإعداد كوادر على العمل عليها، وتبادل معلومات مع غرفة عمليات واستخبارات في إنطاكيا.
ويقول المصدر إن الأجهزة الأوروبية والسعودية باتت تتفق على أنه ينبغي على الفصائل الإسلامية، التي تموّلها السعودية وقطر والسلفية الكويتية والاستخبارات التركية، أن تقوم بدور الحاجز أمام تدفق المقاتلين الأوروبيين. وباتت عملية التخلص منهم في سوريا ومنع عودتهم إلى أوروبا أولوية كبرى.
وتشارك الدول الخمس الأوروبية المصدرة لـ"الجهاديين"، الولايات المتحدة والأردن وتركيا والسعودية، غرفة عمليات أمنية مشتركة، لتوجيه العمليات نحو تعقب ما يقارب ثلاثة آلاف مقاتل قدم معظمهم من بريطانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا وبلجيكا، وتحديد مساراتهم، وقتل أكبر عدد ممكن منهم في البؤرة السورية المفتوحة. وكانت غرفة عمليات إنطاكيا قد نجحت بالتنسيق مع قيادة "أحرار الشام"، التي يلتقيها الأميركيون بشكل متواصل، في إعداد "ميثاق ثوري"، يمهد لفصل "النصرة" عن بقية الجماعات "الجهادية"، ويعزل نواتها الأوروبية عن بقية الجماعات.
ويقول المصدر إن مجموعة من خبراء مكافحة الإرهاب الأوروبيين والأميركيين، سيعملون من إنطاكيا على تنسيق عمليات الفصائل "الجهادية" الموقعة على "ميثاق الشرف"، واختبار قدرتها على تنفيذ تعهداتها، بمنع تسرب الأوروبيين نحو البؤرة السورية، في إطار "سورنة الحرب" بالكامل، والإعداد لتحولات نحو الاعتدال في بنية المجموعات "الجهادية". إذ تعهدت في صيغة مبهمة، بالقتال من أجل إسقاط النظام لبناء دولة الحرية والعدل، من دون أن تفصح عن طبيعة الدولة، متخلية شكلياً عن الأهداف الواردة في مواثيقها كلها، ببناء "الدولة الإسلامية الراشدة". كما ضمنت صراحة في ميثاقها بنداً صريحاً، يقضي بالتعامل مع القوى الإقليمية والدولية، فيما كانت "أحرار الشام" أكثر وضوحا، بنص ميثاقها على التعامل مع أجهزة الاستخبارات بناءً على تعليمات قائدها حسان عبود (ابو عبدالله الحموي).
وتمنح التبديلات الفرنسية والأميركية الأخيرة المشرفين على المعارضة السورية، السياسية والمسلحة، مؤشرات قوية على تصدر مكافحة الإرهاب ما عداه من أهداف سياسية تتعلق بإسقاط النظام، أو تعديل ميزان القوى العسكري في المدى القريب، إذ حل دانيال روبنشتاين محل السفير الأميركي جون فورد في الإشراف على المعارضة السورية. وبالتزامن حل السفير الفرنسي فرانك جيليه محل السفير الفرنسي اريك شوفالييه. وعمل السفيران الجديدان بشكل واسع في بغداد قبل أعوام قليلة: الفرنسي بصفة أمنية لدى استخبارات بلاده الخارجية في مدينة كانت موقعا متقدما لمراقبة الجماعات "الجهادية"، والأميركي كمشرف على أجهزة الاستخبارات الأميركية فيها. ويعني ذلك أن إدارة المعارضة السورية المسلحة في المرحلة المقبلة، ستركز على المزيد من الأداء الأمني، خصوصا مع انعدام احتمالات العودة إلى أي عملية سياسية في الأشهر المقبلة.
ويبدو الاستعجال الغربي إلى تكوين جبهة جديدة لمواجهة "داعش" و"النصرة" معاً مقروناً بالمخاوف من أن تنهار "النصرة" نفسها في الأشهر المقبلة، بعدما فقدت الكثير من قادتها في القتال مع "الدولة الإسلامية"، واحتمال أن تنقل "النصرة" قريباً المعركة مع "الجهاديين" الذين لم يبايعوا البغدادي إلى معاقلهم الأساسية في الريف الحلبي.
وكانت "النصرة" قد شكلت، مع "أحرار الشام"، رأس الحربة في قتال "داعش" حتى الآن. ومن المحتمل أن تؤدي خسارتها لمعقلها الأقوى في دير الزور، وهو ما تدل عليه مسيرة المعارك، إلى تقدم "داعش" شمالا، ونقله المعركة إلى حلب، حيث سيساعد على ضرب تجمعات المعارضة "الجهادية"، ويخترق جبهاتها في الريف الحلبي، وينشر الفوضى في مناطقها وخطوط إمدادها الخلفية، ويزعزع إستراتيجية الاستخبارات التركية والسعودية والغربية بمواصلة استنزاف الجيش السوري على الجبهات الحلبية، بعد تراجع معاقلها في الغوطة، وسقوط حمص، واستعادة الجيش السوري المبادرة في درعا جنوبا وكسب شمالا.
وتبدو علامات الانهيار، في تراجع "النصرة" عن خوض معارك واسعة، لا سيما في درعا، التي تخلت فيها عن مواجهة ألوية "الجيش الحر" الأخيرة بعد اعتقالها قائده أحمد فهد النعمة. وإذا ما تأكد ما قاله "أمير النصرة" المنشق قائد "كتيبة العقاب" بلال الشواشي عن احتجاز "المفتي الشرعي للنصرة" أبي ماريا القحطاني للجولاني في معقله في الشحيل، فسيكون ذلك مؤشرا واضحا على اتجاه "النصرة" إلى التصدع. وليس سرا أن أبا ماريا يؤيد دعوة زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري إلى الهدنة مع "داعش"، فيما يصر الجولاني على متابعة الحرب مهما كلف الأمر مع خصمه البغدادي على زعامة "الجهاد" السوري.
وقدمت "النصرة" في الساعات الأخيرة، ما يوحي بقرب الطلاق مع موقعي "الميثاق"، من دون أن يرفق ذلك باتهامات الردة ووجوب قتال الميثاقيين كما فعل "داعش". إذ فند بيان "النصرة" بنود الميثاق بندا بندا، فاعتبرت نقد الغلو والتطرف انبطاحا وتخاذلا، ورفضت اقتصار "الجهاد" على دفع الفصائل وإسقاط النظام عسكريا من دون رفع رايات الحاكمية.
واتهمت الموقعين بالتعاون مع محاربي الإسلام لقبولهم التعاون مع الأطراف الإقليمية والدولية ولم تقنعها "تقية" المجموعات "الجهادية"، التي غلفت مواثيقها الداعية إلى إقامة دولة إسلامية في سوريا، ببند ينشد إقامة دولة العدل والحرية. وصارحت "النصرة" أن "الجهاد" في سوريا "لا معنى له إذا لم يفضِ إلى إقامة حاكمية الشريعة في بلاد الشام".
وفي باريس، استعاد "الائتلاف الوطني السوري" المعارض طريقه إلى درج الاليزيه، من دون أي تغيير في الإطار والخطاب السياسي الفرنسي، أو تجديد في تعاطي الحد الأدنى عسكريا وسياسيا، كما تنصح الأجهزة الأمنية الفرنسية، مع استمرار الصخب والترويج الإعلامي عملا بمشيئة الخارجية الفرنسية.
وبعد لقاء فرنسوا هولاند، أمس، مع وفد "ائتلافي" قاده احمد الجربا، قدم الرئيس الفرنسي وعداً بتوفير مبنى لـ"السفير الائتلافي" منذر ماخوس. ويعد الوعد بتوفير المبنى ووضعية البعثة الأجنبية، محاكاة لما سبقت إليه الولايات المتحدة وبريطانيا في منح "الائتلاف" مبنى ووضعية ديبلوماسية.
وكانت الأجهزة الأمنية الفرنسية قد عرقلت، طوال العام الماضي، منح "الائتلاف" المبنى المنشود. وشكا ماخوس إلى هولاند ولمقربين مرات عديدة معاناته مع الاجهزة الامنية، التي كانت قد اقترحت عليه مقراً لبعثة "الائتلاف"، خمس مرات متتالية العام الماضي، قبل أن تفشل بنفسها في تحويله إلى مقر نهائي لحجة عدم توافر الشروط الأمنية.
وقريبا من الجربا، وعلى منبر مجاور، ردد هولاند شبه اعتذار عن انشغال العالم بقضية أوكرانيا وأزمة القرم عن المعارضة السورية ومشاكلها، لكنه كرر ما يقوله دائما، في العام الرابع للأزمة السورية، ساخرا من "مهزلة الانتخابات الرئاسية" لكن مضيفاً العنصر الجديد في خطاب "أصدقاء سوريا"، الذي يطالب "الائتلاف" بالانضواء معها، في الحرب الجديدة على الإرهاب في سوريا. وقال "إننا درسنا ما يمكن فعله، لكي يتمكن الائتلاف من الدفاع عن نفسه، ليس ضد النظام السوري، ولكن ضد قوى إرهابية جديدة".
ورد الجربا بتكرار الطلب التقليدي قائلا "تحتاج ذراعنا العسكرية إلى المزيد من الأسلحة، ونحن نحارب الإرهاب، لذا نطالب بالدعم لتقوى ذراعنا في نضالها ضد الإرهاب"، مدللا أنه قد بدأ يستوعب أولويات الفصل الجديد من الحرب السورية."
النهار
جنبلاط لـ"النهار": سندخل منذ الآن في الفراغ
170 ألف لبناني فقير من جرّاء اللجوء
نكمل الجولة الصحافية مع صحيفة "النهار" التي أشارت الى أن "مجلس النواب اليوم على موعد مع جلسة تلاوة رسالة رئيس الجمهورية التي وجهها الى النواب وحضهم فيها على احترام المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، وغدا مع جلسة جديدة للانتخاب يتكرر فيها سيناريو الجلسات السابقة بتعطيل النصاب ليتكرس عمليا الفراغ الرئاسي، على رغم كل الكلام عن خطط للتمديد او مفاجآت الساعة الاخيرة التي تترجم حركة اتصالات خارجية.
وسألت "النهار" رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط عن جلسة الخميس وامكان انتخاب رئيس للجمهورية، فأجاب: "ما ورد في بيان تكتل الاصلاح والتغيير لا يوحي بالمشاركة والحضور، وهذا أمر غير مشجع". وماذا بعد؟ "للأسف سندخل منذ الان في الفراغ". وأكد جنبلاط مجددا انه لم يلتق أحدا في باريس وان زيارته كانت خاصة.
واذا كان جنبلاط بشّر بالفراغ، فان رئيس مجلس النواب نبيه بري ظل اكثر حذرا، لكنه قال ان "ما أخشاه هو قيام الخارج بتدخل حقيقي بعد 25 أيار الجاري في شكل مباشر وواسع يطاول صميم عملية انتخاب رئيس للبلاد". وأكد ان "لا معطيات جديدة في مسار الاستحقاق، واذا لم يكتمل النصاب في جلسة الخميس، وتبعاً لأي تطورات مشجعة، أدعو الى جلسة الجمعة وقبل موعد صلاة الظهر، وكنت في صدد توجيه دعوة الى جلسة السبت، لكن الرئيس ميشال سليمان يقيم احتفالاً في هذا اليوم. واذا تبينت ان الاتصالات والمشاورات الجارية ستصل الى قواسم مشتركة وايجابية، لا مانع لدي من عقد جلسة قبل منتصف ليل السبت - الاحد موعد انتهاء المهلة الدستورية".
الفراغ الى تموز
وسألت "النهار" مصادر سياسية مواكبة للمجريات، فأوضحت ان الفيتوات التي تعوق تقدم اي من المرشحين من خارج الاربعة الكبار بدأت تتراجع تمهيدا للانتقال الى المرحلة الثانية التي تبدأ بعد 25 ايار الجاري، وان التفاوض سيجري على الثمن في مقابل التنازل عن الترشح. وتحدثت عن عقبات ترتبط بالحوار الاميركي - الايراني، والسعودي - الايراني، كما بتطورات الازمة السورية، وبالملف العراقي. لكن الفراغ قد لا يطول نتيجة الضغوط الدولية أولا، وانقشاع الرؤية في بعض الملفات الاقليمية. وتوقعت ان تظهر بشائر حلول ابتداء من منتصف تموز المقبل وصولا الى منتصف آب.
وأفادت مصادر أخرى واكبت لقاءات باريس، إن المناقشات في شأن الاستحقاق الرئاسي لا تزال في مربعها الاول وحيث انتهت جلسة الانتخاب الاخيرة.
وقالت مصادر في قوى 14 آذار لـ”النهار” إنه تبين للنواب العونيين وحلفائهم في نهاية المطاف أن كل ما أشيع في الأسابيع الاخيرة عن احتمالات انتخاب العماد ميشال عون رئيساً توافقياً لم تثبت صحته. وتاليا لم يعد النزول إلى جلسة الانتخاب في مجلس النواب يستحق الجهد. وبدأ الجميع يلمسون ويا للأسف أن العد العكسي لدخول لبنان الفراغ سيبدأ الخميس”. وأضافت: “نحن ضد تسخيف الفراغ. والكلام على أن الحكومة متماسكة ويمكنها إدارة البلد وملء الفراغ وأن مجلس النواب يظل قادراً على التشريع للقضايا الطارئة لا يريح كثيراً”.
وأشارت مصادر أخرى إلى “اتفاق عفوي بين الكتل النيابية المسيحية على عدم السماح بالتشريع العادي في مجلس النواب، وإن من زوايا ولحسابات مختلفة، ما لم ينتخب رئيس للجمهورية”. وأكدت أن كتلاً غير مسيحية ستسير في هذا المنحى ايضاً رفضاً لتكريس واقع الفراغ الرئاسي، لكنها تساءلت عما سيكون الموقف من عودة مجلس النواب الى البحث في سلسلة الرتب والرواتب، والذي حُدد له موعد في 27 ايار الجاري بعد يومين من انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان.
ومساء أمس أعلن الرئيس أمين الجميل عبر برنامج “رئاسيات 2014” انه حتى هذه اللحظة لا يمكن أي فريق تأمين النصف زائد واحد وكون لا فرصة لعون ولسمير جعجع فنحن في حاجة الى شخص توافقي غيرهما.
نيويورك
في غضون ذلك أمل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون أمس أن ينخرط النواب اللبنانيون “تماماً” في عملية تضمن انتخاب رئيس جديد للجمهورية بحلول الموعد المحدد قانوناً، لأن “تلافي شغور الرئاسة مهم للاستقرار” في لبنان.
وخلال الإحاطة الشهرية لمجلس الأمن عن “الحال في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية”، لاحظ الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية أوسكار فيرنانديز - تارانكو أن مهلة الشهرين للانتخابات الرئاسية في لبنان بدأت في 25 آذار وأن أربع جلسات نيابية أخفقت حتى الآن في انتخاب رئيس جديد، مضيفاً أن أعضاء المجلس “شددوا على أهمية الانتخابات الناجحة في لبنان، من أجل استمرارية مؤسسات الدولة”. وأشار الى البيان الأخير لمجموعة الدعم الدولية للبنان الذي شدد على أن “هذه العملية ينبغي أن تكون بمجملها لبنانية، خالية من التدخل الخارجي”، فضلاً عن أنه شدد على أن المجتمع الدولي “يصبو الى اتمامها بنجاح، ضمن الموعد ووفقاً للممارسات الدستورية”. وكرر أنه يأمل في أن “ينخرط” النواب اللبنانيون تماماً في الأيام المقبلة لضمان (انتخاب) رئيس بحلول الموعد المحدد قانوناً، لأن تلافي شغور الرئاسة مهم للثقة والاستقرار في لبنان”.
مجلس الوزراء
على صعيد آخر، علمت “النهار” ان مجلس الوزراء سيعقد جلسة عادية الرابعة عصر غد الخميس في السرايا وعلى جدول أعماله 100 بند ليس بينها تعيينات، الأمر الذي قد يفسر عدم انعقادها في قصر بعبدا على رغم انها الجلسة الاخيرة في عهد الرئيس سليمان. وردا على سؤال لـ”النهار” عن عدم عقد الجلسة في بعبدا قال احد الوزراء مازحا: “يبدو ان رئيس الجمهورية يريد ان يدع الرئيس سلام “يتمرّن” على ادارة الجلسات من الآن فصاعداً!
وعلى جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء غداً، تأجير الخطوط الرقمية وتجديد عقد في كازينو لبنان وطبع جوازات سفر خاصة بكلفة 400 مليون ليرة وتشكيل لجنة الادوية والاسمدة الزراعية ومخطط توجيهي لحماية قمم لبنان والشواطئ والمساحات الخضراء وهبات وسفر وفود لعدد من الوزارات وغيرها.
الفقر يزداد
ومن المتوقع ان يعود ملف اللاجئين السوريين الى فرض نفسه على جدول أعمال مجلس الوزراء، في ظل تقرير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” عن أبرز انعكاسات الأزمة السورية على الاقتصاد اللبناني ومنها:
- انخفاض النمو الفعلي للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2,9% كل سنة.
- دفع ما يناهز 170 ألف لبناني الى براثن الفقر (إضافة الى مليون لبناني يعيشون دون خط الفقر).
- مضاعفة معدل البطالة ليتجاوز نسبة 20%.
- تقليص واردات الحكومة بمبلغ 1,5 مليار دولار أميركي وزيادة نفقاتها بمبلغ 1,1 مليار دولار نظراً الى الزيادة الحادة في الطلب.
سلام
وكان الرئيس تمام سلام لفت امس في ختام زيارته للسعودية التي عاد منها ليلاً، ولقائه الملك عبدالله بن عبد العزيز في مطار جدة قبيل سفره، الى انه “تم تداول وطرح العديد من الهموم والشجون مع القيادة في السعودية، ومن أبرزها ما يواجهه لبنان على صعيد تفاقم عدد اللاجئين السوريين، وهذا همُّ كبير علينا في لبنان ولا يمكننا ان نواجهه من دون أي مساعدة، والسعودية ستكون في مقدم من يبادر الى مساعدتنا على معالجة هذا الوضع”.
وعن الاستحقاق الرئاسي قال سلام: “هو استحقاق لبناني - لبناني ونحن نعمل من أجله ليتحقق في لبنان وليس خارجه ونستفيد من دعم السعودية ومواكبتها لنا في لبنان، وسمعنا كلاماً واضحاً في السعودية ان هذا شأن لبناني مع تمنيات أن ينتخب رئيس جمهورية ويستمر التوافق الذي جاء بالحكومة، ليطاول رئاسة الجمهورية ليتحصن الوضع السياسي في لبنان”.
سفارة سوريا بباريس للمعارضة محكمة خاصة لتخطّي الفيتو
علي بردى - سمير تويني
جدد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد استقباله رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد الجربا في قصر الاليزيه أمس "الدعم الكامل والتام للائتلاف السوري"، واعتبره "الممثل الشرعي المخول الحديث باسم الشعب السوري". وأعلن "أن سفارة سوريا ستوضع في تصرف الائتلاف ليكون تمثيله كاملا وفاعلا في العمل والاتصالات".
وقال "إن الوضع في سوريا هو مصدر قلق كبير للأسرة الدولية"، معترفا بأن "أوضاعا اخرى طارئة في الأشهر الاخيرة صرفت انتباه المراقبين عنه". وأضاف: "سبق لنا ان نددنا باستخدام أسلحة كيميائية وتم التوصل الى اتفاق ولكن رصدت مجددا اثار أسلحة كيميائية وأننا سنستخدم كل الوسائل القانونية لإدانة النظام مجدداً والعمل على تطبيق العقوبات". ولفت الى ان "النظام يستخدم كل الوسائل وتساعده قوى خارجية، وهذا سبب إضافي لدعم الائتلاف الوطني للمعارضة". ودعا "الى المحافظة على وحدة الاراضي السورية بعد سقوط النظام من خلال نظام ديموقراطي يصون الحريات".
وعن الانتخابات الرئاسية في سوريا، قال: "لو لم تكن الأمور مفجعة لكنا ضحكنا منها". وتساءل: "كيف يمكن تنظيم انتخابات في ظل وجود الملايين من المشردين وفي المناطق التي هي خارج سلطة النظام... لا أهمية لهذه الانتخابات الزائفة التي لن ينتج منها اي نتيجة سوى المعروف سلفا اي استمرار سلطة بشار الاسد".
واشار الى مشروع القرار في مجلس الامن الذي قدمته فرنسا لإحالة الوضع السوري على المحكمة الجنائية الدولية.
وصرح الجربا بأنه "بحث مع الرئيس الفرنسي في ما بعد جنيف ٢ ولنرى الى اين ذاهبة الأمور لنضع رؤيتنا أمامه ونتشاور مع صديق كبير". وقال: "يجب ان يقول الحلفاء في الغرب والمجتمع الدولي لبشار الاسد كفى إمعانا في قتل السوريين وكفى إذلالا لهذا الشعب ... نحن في صدد اتخاذ إجراءات مع الحلفاء لإيقاف هذه المهزلة ولدعم القوى المعتدلة على الارض بشكل حقيقي وليكون هناك توازن وسلاح نوعي لوقف البراميل التي جعلت ايام السوريين جحيماً". وأضاف ان "دخول الإرهاب الى سوريا زاد المسألة السورية تعقيداً... نحن نحارب هذا الإرهاب ونحارب ارهاب الاسد ونحارب ارهاب حزب الله ومرتزقة العراق المدعومين من الحرس الثوري الايراني من ضمن إمكانات محدودة". الى أن قال: "نطالب وطالبنا الولايات المتحدة وخلال اجتماع لندن للجنة المصغرة لأصدقاء الشعب السوري وفي الاليزيه، بالدعم لان هذا وقته لدعم الذراع العسكرية في مواجهة جميع المتطرفين الإرهابيين وعلى رأسهم بشار الاسد".
المحكمة الجنائية
وفي نيويورك، لوح ديبلوماسيون غربيون باللجوء الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة من أجل الضغط لإنشاء محكمة دولية خاصة بسوريا في حال استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" لمنع مجلس الأمن من اصدار قرار أعدته فرنسا يحيل الوضع في هذا البلد على المحكمة الجنائية الدولية.
وأبلغ ديبلوماسي الى "النهار" أن التصويت على مشروع القرار الفرنسي الذي تتبناه نحو 60 دولة سيحصل غداً "على رغم مجاهرة موسكو بأنها ستستخدم حق النقض لإسقاطه". وقال إن اللجوء الى الجمعية العمومية "سيحصل بناء على سابقة انشاء الغرف الإستثنائية في محاكم كمبوديا". غير أن مسؤولاً دولياً شكك في هذا التوجه، قائلاً إن "هذه التجربة ليست الأنجح في المحاكم الدولية الخاصة، وهي تمت بالتوافق بين الأمم المتحدة وكانت وكالة "انترفاكس" الروسية المستقلة نقلت عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان موسكو ستستخدم حق الفيتو ضد مشروع قرار احالة سوريا على المحكمة الجنائية الدولية. وقال :"المسودة التي قدمت الى مجلس الامن غير مقبولة لدينا ولن نؤيدها. اذا طرحت للتصويت سنستخدم حق النقض ضدها".
الى ذلك، كشف ديبلوماسي آخر أن أوستراليا واللوكسمبور والأردن "تستعد لتقديم مشروع قرار في شأن الوضع الإنساني في سوريا عقب التقرير الذي سيصدره الأمين العام للأمم المتحدة غداً في شأن تطبيق القرار 2139"، موضحاً أنه "بناء على تقويم الأمين العام سيجري اعداد مشروع القرار". وأشار الى اجتماع انعقد الأسبوع الماضي لمناقشة مشروع القرار الذي أعدته روسيا، معتبراً أنه "يفتقر الى الكثير من العناصر الأساسية الواردة أصلاً في القرار 2139. لا يمكننا تجاهلها والعودة الى الوراء". ورفض تكرار "تجربة حمص القائمة على التجويع والتركيع"، أو اعتبارها مثالاً يحتذى."
الاخبار
السعودية تجمّد ملف الرئاسة: لا عون ولا جعجع
بدورها كتبت صحيفة "الاخبار" تقول "طويت ورقة تبني الرئيس سعد الحريري، ومن خلفه السعودية، ترشيح النائب ميشال عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع?