22-11-2024 06:21 AM بتوقيت القدس المحتلة

معركة نوى واستعادة نموذج القصير ويبرود..

معركة نوى واستعادة نموذج القصير ويبرود..

بين نوى الواقعة في الجنوب السوري والقصير في الوسط ويبرود في جبال القلمون تشابه كبير



 

بين نوى  الواقعة في الجنوب السوري والقصير  في الوسط ويبرود في جبال القلمون تشابه كبير من حيث الموقع الجغرافي والاستراتيجي ومن حيث الكبر العمراني والكثافة السكانية مقارنة مع المحيط.

وتقع نوى بين مجموعة من التلال على مقربة من الحدود الفلسطينية مع سوريا ، مثلما تقع القصير ويبرود على الحدود مع لبنان وهذا ما جعلها تحظى باهتمام خاص من جبهة النصرة والجماعات المسلحة الاخرى التابعة المعارضات السورية .

تشير مصادر عسكرية من المنطقة  انه خلال الأعوام الثلاثة الماضية لم تشهد  المنطقة الغربية في حوران معارك حقيقية باستثناء خربة غزالة وبصر الحرير، وهذا ما مكَّن النصرة والجماعات الاخرى من تحصين نوى على طريقة تحصين القصير ويبرود ، استعدادا للمعركة الكبرى التي بدأت منذ أسبوعين ، بهدف السيطرة على التلال المحيطة بنوى والواقعة مباشرة في خط تماس مع الجيش الاسرائيلي في فلسطين المحتلة، وهذه التلال هي ( تل الجابية، المطوق، ام حوران، الشيخ سعد).

بعد سقوط تل الجابية بيد المجاميع المسلحة التي أتت من نوى اضافة للمسلحين الذين خرجوا من جاسم نتيجة تسوية مع الجيش، بثت شرائط فيديو على الشبكة العنكبوتبة تظهر جثث جنود سوريين استشهدوا في التل وكأنهم تعرضوا للضرب بسلاح كيماوي ، يومها قال لنا مصدر من داخل نوى  شاهد  بعض جثث الجنود السوريين ما يلي (احضروا جثث جنود سوريين من تل الجابية الى مقر الهيئة الشرعية في نوى ما شفت اصابات ولا دماء تسيل من الجثث، الجثث متصلبة بشكل غريب، الوجوه زرقا كأنها ماتت خنق، اللباس الميداني للجنود والضباط كامل، شفت جثة واحدة سقط منها البوط العسكري ، بين شوية دم على قدم العسكري، غير هيك كانوا يقولون ان هذه الجثث سوف تخفى للتبادل).

وتكمن أهمية نوى أنها محاذية لريف القنيطرة الجنوبي ، وهي تقع وسط ريف درعا الغربي ، وتتصل بريف درعا الشمالي الغربي عبر مدينتي جاسم وإنخل اللتين تعتبران خط دفاع قوي للجيش السوري لمنع المسلحين من الحصول على أية تعزيزات من الريف الشمالي. كما ان مدينة نوى موصولة بخط مع مدينة الشيخ مسكين التي تتصل بمدينة إزرع حيث تتواجد الفرقة التاسعة في الجيش السوري الموكلة مهمة الدفاع عن المداخل الجنوبية لدمشق ضمن خطط الدفاع في أية حرب اسرائيلية سورية.

تشير مصادر من المنطقة أنَّ معلومات استخبارية مؤكدة أشارت الى أن الهجوم الواسع الذي شنه مسلحو المعارضة السورية على التلال الحمر المحيطة بنوى خلال الاسبوعين الماضيين مقدمة لإعلان منطقة عازلة في المنطقة بمساعدة إسرائيلية ، ما أدى الى قرار الدولة السورية بشن هجوم كبير في نوى ومحيطها لاستعادة التلال وتحرير نوى منعا لإقامة المنطقة العازلة المنشودة. وتضيف المصادر أن ضباطا وجنودا من الحرس الجمهوري حضروا الى المنطقة فضلا عن مؤازرة كبيرة من القوات المتواجدة في الغوطة الشرقية ، وهذا ما يفسر توقف الهجوم في المليحة.

وتحدد المصادر في منطقة نوى خطة الجيش السوري بالدخول في المدينة والانسحاب منها لمعرفة نقاط ضعف المسلحين ، ومدى تسليحهم ونوعية تحصيناتهم فضلا عن العدد التقريبي لهم في المدينة ، مضيفةً ان هناك قرارا بتحرير نوى اتخذ مهما كلف الامر ومهما طال الوقت.

المصادر تقول أيضا أن الجيش السوري ومسلحي المعارضة يعرفون تماما في الوقت الحالي ان من ينتصر في نوى سوف ينتصر في كل الريف الغربي لدرعا، كما حصل من قبل في القصير ويبرود، وهذا ما يفسر أيضا حجم الغارات الجوية التي يشنها الطيران السوري في المنطقة ، وليس هناك من موعد محدد لحسم المعركة غير ان مصادر من الدفاع الوطني التي تشارك في المعركة تؤكد أن تحرير نوى سوف يأخذ الوقت اللازم ، وهو على أية حال لن يتعدى الوقت الزمني الذي استغرقته معركة يبرود ومعركة القصير .

وفي اتصال مع مصدر ميداني في نوى مساء يوم الثلاثاء  20/ 5/ 2014 قال ان الجيش تقدم من الشرق ناحية مفرزة الامن العسكري التي يقع خلفها اللواء 112 ودخل احياء نوى ، وبدأ بتثبيت الحواجز داخلها، فيما بقي المسلحون في الأحياء الجنوبية المطلة على تسيل. وحسب معلومات حصرية وخاصة بموقع المنار ، جرت عدت محاولات للتفاهم في اليوم الأول لبدء الجيش بهجومه الكبير، وكادت هذه المحاولات تنتج تفاهما على انسحاب المسلحين ليلا من نوى عبر طريق  يتجه الى الرفيد وضمن الجيش السوري سلامة المنسحبين على شرط ان يتم الانسحاب بالسلاح الفردي فقط دون الآليات ، غير ان دعما من مسلحي النصرة اتى من الرفيد ومن إنخل ، ما جعل قيادات المسلحين في المدينة تغير رأيها في الموضوع.

وفي معلومات خاصة بموقع المنار ايضا ان الجيش السوري استقدم ضباطا من حلب يعملون مع العقيد سهيل حسن، وحسب وصف المصدر الميداني من مدرسته القتالية، وهم من يتولى حاليا إدارة الهجوم على المدينة. ومعروف عن العقيد سهيل حسن عقيدته القتالية التي تعتبر حياة الجندي الأولوية الاساس في المعركة، لذلك فهو لا يدخل جنوده الى منطقة او حتى بناء الا بعدما يتأكد من تأمينه عبر النيران والقصف المركز،  وحسب المعلومات الخاصة تشارك كل الفرق العسكرية في الجنوب عبر وحدات منها في معركة نوى التي يعتبرها الجيش السوري معركة مصيرية لمحاذاتها فلسطين المحتلة.

ويبلغ عدد المقاتلين في المدينة حوالي الف مقاتل موزعين على الاحياء ، ويبدو ان عددا لا بأس به منهم قد انسحب من المدينة فيما بقي مقاتلو النصرة، وحسب معلومات خاصة بموقع المنار تجري حاليا اتصالات عبر وسطاء  لتأمين اتفاق يؤمن انسحاب المسلحين الباقين في نوى ، ولكنه لم يصل الى نتائج أو ما زال مبكرا الحديث عنه في هذا الوقت.