مقابلة خاصة مع عضو لجنة العلاقات الدولية في المجلس الفدرالي الروسي نيكولاي ماروزوف:
أحمد الحاج علي - موسكو
مقابلة خاصة مع عضو لجنة العلاقات الدولية في المجلس الفدرالي الروسي نيكولاي ماروزوف:
ما مصير و توقعات الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا في ظل الاحداث الجارية في جنوب و شرق البلاد؟
الإنتخابات الرئاسية في أوكرانيا سوف تتم في الخامس و العشرين من أيار و تعيد الى الاذهان السيناريو الافغاني حيث سيجري الانتخاب في ظل العمليات العسكرية، ستحصل الانتخابات بمن حضر من الناخبين، وافترض أنه في الجنوب و الشرق لن يكون الاقبال جديا بشكل يذكر. أما في وسط أوكرانيا و في غربها، اعتقد أن الإقبال سيكون عاليا، و في جميع الاحوال في الخامس و العشرين من أيار ستحصل أوكرانيا على رئيس جديد منتخب في ظل الظروف الراهنة و هي ليست الافضل لهذا البلد، بما أن الحرب الاهلية قائمة فيه إذ تعمق الصراع داخل المجتمع فحن نشهد ما يجري في الجنوب و بالتحديد في أوديسا.. نرى عمليات خاصة للتحريض في ماريوبل.. و لكن في جميع الاحوال الرئيس الجديد عليه بناء علاقات مختلفة ضمن إطار منطقة الإتحاد الجمركي و الفضاء الاقتصادي الموحد، و مناطق السوق الحرة، الموجودة فيها أوكرانيا حتى يومنا هذا، و التي تعطيها جملة من الضوابط التي لا يمكن أن لا يتفهمها الرئيس الجديد، هذا ينطبق على نظام الاستغناء عن التأشيرات، الذي يسمح لثلاثة ملايين أوكراني من السفر إلى روسيا ليشغلوا مكانهم في سوق العمل، أعتقد أن هذه العوامل يجب أن تحدد مستقبل تطور علاقتنا مع أوكرانيا، على ضوء ما حصل في نصف العام الأخير، و هذا يتعلق بمتابعة التحقيق بالجرائم المرتكبة، و أعتقد أننا لا يمكن أن نتغاضى عن ذلك لان هذه هي أحدى شروط مستقبل تطور علاقتنا.
ماذا عن مزاعم الغرب عن تورط روسيا في الاحداث القائمة جنوب و شرق أوكرانيا؟
الفدرالية الروسية ترى الاعمال التحريضية للحرس الوطني الاوكراني و القوات المسلحة، و التي تقوم بأعمال إستفزازية و كانها تحرض روسيا على إدخال قواتها إلى أوكرانيا، الرئيس الروسي لديه الحق في إستخدام القوات المسلحة الروسية على الاراضي الاوكرانية، و لكن نعتقد أنه لا توجد حاجة لذلك. لأننا نحاول أن نستخدم كافة الوسائل السياسية و الدبلوماسية، لتجنب الصراع، و تدهور الوضع في جنوب شرق أوكرانيا، على أساس تطبيق إتفاقيات جينيف في السابع عشر من نيسان.
نفترض أن أول خطوة للرئيس المنتخب يجب أن تكون إيقاف العمليات العسكرية في تلك المنطقة وأعتقد أنه سيفعل ذلك.
دور الغرب دائما كان حاضرا في الاحداث الاوكرانية، نحن نرى ذلك دوما، و هذه عملية طبيعية كون أوكرانيا جزء من أوروبا، و لكن نحن نلاحظ الدور التحريضي للولايات المتحدة الاميركية، التي تحاول جعل أوكرانيا مادة خلاف بين الاتحاد الاوروبي و روسيا، و في المرحلة الراهنة نجحوا في تحقيق هذا الخلاف. يمكن الاعتراف بشكل مباشر بذلك. أعتقد أن الاميركان يريدون في هذا الوضع، الحصول لأنفسهم على إمتيازات في زيادة موازنات التسليح الحربية الوطنية لأعضاء الناتو، و إستبدال مصادر الطاقة الروسية بمصادر أميركية، هذا هو الهدف الاساسي الذي يضعونه نصب أعينهم أي على حساب الرأسمال الأوروبي يريدون تعزيز إقتصادهم، و حذف روسيا من سوق الطاقة الاوروبي، نحن نعي هذه المسائل و في هذا الخصوص يتم تفعيل السياسة الروسية في الإتجاه الآسيوي و هي منطقية بالكامل و ملائمة لما يجري الان في أوروبا.
