وهذه المواجهة هي جزء من مشروع المقاومة. مع كل التطورات في سوريا كان الاستقرار في لبنان خلاف التوقعات والسبب الرئيس أن حزب الله رفض زج لبنان في التداعيات السلبية للأزمة
دائما ما يراهن العدو الإسرائيلي على أن مشاركة حزب الله الدفاع مع الجيش السوري يشتت جهوده في مواجتهه، وحزب الله بدوره يرسل له رسائل "مطمئنة" بأن هذه المشاركة في " مواجهتنا اليوم لخطر التكفيريين في سوريا بسبب مباشرته، لا تؤثر على جهوزيتنا الكاملة لمواجهة الأولوية الأساس وهي العدو الإسرائيلي". هذا ما أكده نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في كلمة القاها في اللقاء الحواري الذي نظمه "معهد المعارف الحكمية" ضمن "المؤتمر الدائم للمقاومة" في قاعة الجنان - طريق المطار.
واستهلّ اللقاء، الذي حضره عدد من الشخصيّات والوفود السياسيّة والدينيّة والحزبيّة، بمداخلة قصيرة ألقاها سماحة الشيخ قاسم، قبل أن يترك الوقت لحوار مباشر بينه وبين الحضور.
وبعد أن قدّم تعريفًا لمفاهيم "المقاومة" و"المقدّس" اعتبر سماحته أنّ فلسطين هي أرض مقدّسة بما احتضنت، ولأنّها أرض حرّة بذاتها، فمن وطأها وكان من أبنائها كانت قداسته من قداستها، ومن اعتدى عليها فقد تدنّس، مستكملًا، والحقّ الذي هو المحور، فهو مقدّس أيضًا، والمقاومة هي جهاد ودفاع عن الحق، ودفاع مقدّس.
وأكد سماحة الشيخ : أن "اسرائيل عدو للحق والإنسان ومحتلة للأرض، فقد احتل الصهاينة فلسطين كنقطة ارتكاز لمشروع توسعي، وقامت على المجازر والحروب، واستمراريتها كذلك، ولا يوجد عنوان واحد مشرف لقيامها، فهي لا تؤمن بحدود، ولا تحاصرها حدود، وهي خطر على الأرض والإنسان والاقتصاد والثقافة وعلى مستقبل الأجيال، وعبء على فلسطين أولا، وعلى العرب والمسلمين ثانيا باحتلال الأراضي العربية، وعلى العالم بأسره ثالثا بالتحريض والاغتيالات وتأثير اللوبي الصهيوني على السياسة الأميركية والعالمية. إسرائيل نقيض الحياة البشرية للآخرين، وغير قابلة للتعايش مع أحد".
واضاف: "انطلقت المقاومة في لبنان من رؤية عقائدية سياسية بوجوب الدفاع لتحرير الأرض، فخيار التحرير بالدبلوماسية كان وهما، وهو ما كان يريده المشروع المعادي، ولذا لم يتم التحرير لخطأ الخيار، أما خيار التحرير بالبندقية فقد حقَق نصرا فريدا في لبنان والمنطقة في 25 أيار لأنه الخيار الصحيح، وهذا اليوم تحرر لبنان والأمة، وتحررت الإرادة وزرع الأمل وسقط وهم الوحش الصهيوني. فتحية إلى المجاهدين والمجاهدات والشهداء صانعي نصر المقاومة وثبات أوتادها، والمواجهة لا تقتصر على القتال، بل على متمماته السياسية والإعلامية والثقافية والاجتماعية، فالدفاع منظومة متكاملة لا تقتصر على السلاح فقط، بل تشمل الإعداد والتدريب والتجهيز والترويج الإعلامي والحماية السياسية والاجتماعية والتعبئة وتجاوز عقبات الطريق. لذا كل المواقع المرتبطة بمشروع المقاومة يطلق عليها فعل المقاومة".
وتابع: "بالمقاومة استعاد لبنان عافيته ببركة التحرير، والموقع المميز للبنان اليوم نتيجة نجاح ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في التحرير والنصر، فالمقاومة إرادة والسلاح أداة، ولا يمكن أن تهزم الإرادة التي تغترف من الإيمان والحق، ولا يمكن أن ينهزم الدفاع المقدس مهما بلغت التضحيات، عندها من يلاحق الأداة إنما يلاحق سرابا، فسلاح الإرادة هو الأصل وهو ثابت وراسخ. لقد جبلت المقاومة في لبنان بحجره وبشره فأصبحت مكونا من مكوناته، رفض خيار المقاومة يوقع في المشروع المضاد عمليا بصرف النظر عن النوايا".
واردف: "أما استهداف سوريا فهو استهداف لأحد مرتكزات مشروع المقاومة وسقوطها ضربة في الصميم لمشروع المقاومة، ومواجهة هذا المشروع هو لمنع الحريق من أن يلتهم لبنان وإنجازاته، وحماية لتحريره وسيادته. وهذه المواجهة هي جزء من مشروع المقاومة. مع كل التطورات في سوريا كان الاستقرار في لبنان خلاف التوقعات والسبب الرئيس أن حزب الله رفض زج لبنان في التداعيات السلبية للأزمة، وقاوم الخطر القادم بالقوة المناسبة، وفي المكان والزمان المناسبين".
وختم: "لا عبثية في خطواتنا بل خطوات مدروسة ودقيقة لتحقيق الاهداف، وإسرائيل هي العدو الأساس وهي مركز المشروع المعادي، أما الأولوية التكتيكية فبحسب الخطر المباشر، لذا فإن مواجهتنا اليوم لخطر التكفيريين في سوريا بسبب مباشرته، لا تؤثر على جهوزيتنا الكاملة لمواجهة الأولوية الأساس وهي العدو الإسرائيلي".