وتشمل الآثار التي استعادها المتحف الوطني العراقي مجموعة أختام اسطوانية وألواح مصنوعة من الطين وتماثيل صغيرة من الحجر يعود معظمها إلى عصر الدولة الآشورية
احتفل العراق أمس الأول، باستعادة ما يزيد على مئة وخمسين قطعة أثرية سرقت من متحفه الوطني في أعقاب الغزو الأميركي في العام 2003. وكانت القطع الأثرية المفقودة قد استردت من ست دول عربية وغربية، هي لبنان والكويت والمغرب والولايات المتحدة وألمانيا واليابان، وسلمها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إلى المدير العام للمتاحف قيس حسين رشيد في احتفال رسمي أقيم في العاصمة بغداد.
وخلال الاحتفال أعلن رشيد «عودة مجموعة من الآثار العراقية تضم 167 قطعة وترجع إلى فترات تاريخية مختلفة»، مشيراً إلى أن «هذه المجموعة هي واحدة من مجموعات كثيرة كنا قد تسلمنا بعضها سابقاً، فيما سيتم تسليم مجموعات أخرى لاحقاً.. ولا تزال الجهود مستمرة لاسترداد جميع الآثار المسروقة والمهربة».
وتشمل الآثار التي استعادها المتحف الوطني العراقي مجموعة أختام اسطوانية وألواح مصنوعة من الطين وتماثيل صغيرة من الحجر يعود معظمها إلى عصر الدولة الآشورية، فضلاً عن أكثر من مئة حجر ملون.من جهته، لفت زيباري إلى أن الجهود الديبلوماسية «مستمرة من أجل استرداد جميع الآثار العراقية المسروقة، بما فيها الأرشيف اليهودي العراقي الموجود حالياً في الولايات المتحدة».
وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية العراقي إن «المفاوضات مستمرة مع الجانب الأميركي الذي قدم تعهدات بإعادة هذا الأرشيف إلى موطنه الحقيقي، أي العراق».
وكانت «دار المحفوظات الأميركية» قد عرضت الأرشيف اليهودي، الذي يتضمن مجموعة من كتب الصلاة ونسخ التلمود القديمة وسجلات مدرسية ومجموعة كبيرة من الوثائق، في مقرها، بعد عملية ترميم بلغت كلفتها ثلاثة ملايين دولار. غير أن الولايات المتحدة استجابت مؤخراً لطلب الحكومة العراقية، مؤكدة أنها ستعيده «في فصل الصيف المقبل»، ومذكرة بأنه كان قد تم نقله في العام 2003 بـ«موافقة السلطات العراقية في ذلك الحين».
وفي سياق متصل، قال المدير العام دائرة العلاقات والإعلام في وزارة السياحة والآثار العراقية قاسم طاهر السوداني إن «العراق استعاد ما يزيد على خمسة آلاف قطعة أثرية مختلفة من بين 15 ألف قطعة يعتقد أنها سُرقت بعد الغزو».
وكان المسؤولون العراقيون قد أعلنوا في شهر أيلول من العام 2013 استعادة تمثال من دون رأس لأحد ملوك الدولة السومرية، وما يزيد على 500 قطعة أثرية أخرى. كما عثر المتحف الوطني بعد بضعة أسابيع من ذلك الوقت على 600 قطعة أثرية مفقودة داخل مخزن في مقر رئاسة الحكومة. وفي العام 2007، صادرت السلطات العراقية 228 قطعة أثرية قبل تهريبها إلى الخارج.
يذكر أن المتحف الوطني العراقي كان قد أغلق أبوابه في العام 2003، بعدما نهبت الآلاف من مقتنياته الثمينة، وأعيد افتتاحه في شباط العام 2009.