تناولت الصحف المحلية اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء الموضوع السوري والتطورات الأخيرة على الساحة السورية وخاصة مع بدء الحديث عن إحتمال تدخل غربي في الأزمة .
تناولت الصحف المحلية اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء الموضوع السوري والتطورات الأخيرة على الساحة السورية وخاصة مع بدء الحديث عن إحتمال تدخل غربي في الأزمة .
السفير:
صحيفة السفير عنونت "القاهرة تحذر من التدويل ... وموسكو تدين القمع ... وأنقرة لن تبقى صامتة"و"سورية: الحملات العسكرية تتصاعد ... وتوفر الذريعة لمجلس الأمن "
وكتبت تقول "بدا امس ان القيادة السورية مصممة على الحسم العسكري للازمة السياسية الاخطر التي تواجهها، غير آبهة بالكلفة البشرية والسياسية للجوء الى القوة، في مستهل شهر رمضان تحديدا، وشنت وحدات الجيش السوري حملات ضارية استخدمت فيها المدفعية والدبابات على حماه خاصة ودير الزور والبوكمال ودرعا وغيرها من المدن والارياف التي شهدت مسيرات وتجمعات قبيل صلاة العشاء، ما رفع عدد الضحايا الابرياء، وقدم مبررا اضافيا للجهود الاميركية والاوروبية الغربية الهادفة الى التدخل في الازمة السورية، من خلال مجلس الامن الدولي الذي عقد منتصف ليل امس جلسة مشاورات، سبقها نداء روسي الى النظام في سورية لوقف القمع والى المعارضة لوقف العنف.
وفي الوقت الذي وسع الاتحاد الأوروبي قائمة العقوبات التي فرضها على النظام السوري، لتشمل خمس شخصيات جديدة، لوحت واشنطن بمزيد من العقوبات، فيما دعا وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إلى «الإسراع» بإيجاد حل سياسي للازمة في سورية لتجنب تدويلها معتبرا انه «لا حل امنيا لها»، وشن الرئيس التركي عبد الله غول ووزير الخارجية احمد داود اوغلو هجوما على النظام السوري وطالباه «بوقف العنف وتنفيذ الإصلاحات».
في هذا الوقت، زار الرئيس السوري بشار الأسد عدداً من جرحى الجيش والقوات المسلحة الذين أصيبوا خلال تأديتهم واجبهم في مستشفى تشرين العسكري في دمشق.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «الأسد اطمأن على صحة الجرحى، واستمع منهم إلى ظروف إصابتهم واطلع من الأطباء المشرفين على الحالة الصحية لهؤلاء المصابين وتمنى لهم الشفاء العاجل. وقدم الأسد للجرحى التهنئة بعيد الجيش وبحلول شهر رمضان وأشاد بتضحيات الجيش والقوات المسلحة التي تشكل أساس امن سورية واستقرارها، وتحظى بتقدير جميع أبناء الشعب السوري، وتدل على القيم النبيلة للمؤسسة العسكرية التي ضحت كثيراً لحماية الوطن».
مجلس الأمن
وعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا مغلقا لاجراء مشاورات حول الازمة في سورية بعد مطالبة دول كبرى بتدخله. وقال دبلوماسيون إن قوى أوروبية أحيت مسودة قرار لمجلس الأمن الدولي «يدين سورية بخصوص القمع الدموي للمحتجين» وتعتزم توزيع نص معدل.
ووزعت دول من أوروبا الغربية قبل شهرين مشروع قرار يدين «قمع» المحتجين في سورية لكن روسيا والصين هددتا بالاعتراض عليه بحق النقض إذا طرح للتصويت. ومن بين الأعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس قالت البرازيل والهند ولبنان وجنوب أفريقيا إنها لا تؤيد مشروع القرار أيضا.
ويقول منتقدون لمشروع القرار إنهم يخشون إن أصدر المجلس حتى ولو إدانة بسيطة أن يكون ذلك الخطوة الأولى نحو تدخل عسكري غربي في سورية كما حدث في ليبيا. لكن مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة مارك غرانت اعتبر أن المناخ العام ربما يتغير في أعقاب «التطورات الدموية» في حماه. وأضاف «اعتقد أن ثمة مؤشرات إلى أن المواقف تغيرت» مشيرا إلى أن روسيا أصدرت بيانا لإدانة أحدث أعمال العنف في سورية.
وأشار إلى أن الأوروبيين سيوزعون نسخة معدلة من مسودة القرار السابقة وأنهم يبحثون الدعوة إلى اجتماع على مستوى السفراء اليوم بخصوص النص، لكن المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس اعتبرت أن «وقت التحرك تأخر».
وأعلنت رايس انه لم يتم الحسم في شأن إصدار قرار حول سورية كما من غير المتوقع تسجيل أي تقدم كبير في المحادثات. وقالت «الأوروبيون يواصلون محادثاتهم في شأن قرار، ندعم بقوة هذه المبادرة، ونريد أن نفهم لماذا لا تريد بلدان أخرى فعل الأمر نفسه» في إشارة إلى الصين وروسيا مدعومتين من البرازيل والهند وجنوب أفريقيا ولبنان التي تعارض خطوة في مجلس الأمن حول سورية.
وقال دبلوماسيون إن المسودة المعدلة شأنها شأن سابقتها لا تدعو إلى فرض عقوبات على سورية ولا لإحالة زعماء سوريين على المحكمة الجنائية الدولية. ووصف مندوب جنوب أفريقيا باسو سانجكو الأحداث الأخيرة في سورية بأنها «مروعة» لكنه ذكر للصحافيين أنه لا يستطيع تحديد موقف بلاده من المسودة الجديدة قبل أن يطلع عليها. وأشار الى أن جنوب أفريقيا والبرازيل والهند تعتزم إرسال مبعوثين على مستوى نائب وزير في بعثة مشتركة إلى دمشق قريبا للتعبير عن القلق من الوضع للمسؤولين السوريين. وكان دبلوماسيون غربيون ينظرون إلى تلك الخطوة حتى الآن على أنها بديل لمسودة القرار.
من جهتها، نقلت (سانا) عن مصدر مسؤول قوله إن «مجموعات مسلحة بدأت اليوم (امس) تكتيكا اعتدائيا مسلحا مكثفا، مستخدمة الذخيرة الحية والمولوتوف على مقرات عدد من الدوائر الرسمية والشرطة في مدينة حماه».
وأضاف ان «المسلحين يحملون الأسلحة الرشاشة ويطوفون على دراجات نارية، وبعضهم تمركز على أسطح الأبنية وقام منذ ساعات الصباح الأولى بإطلاق نيران مكثفة صوب عدد من الدوائر مستهدفين النوافذ والمداخل الرئيسية، كما قاموا برشق هذه المقرات بالمولوتوف بهدف إضرام النيران فيها، وقد فرضت هذه الاعتداءات نوعا من الإقامة الجبرية لعاملي بعض هذه المقرات تحت أعمال القنص التي منعت حركة الدخول أو الخروج». وتابع ان «قوات الجيش لا تزال تنفذ مهمتها في فتح الحواجز والمتاريس التي كانت قد نصبتها مجموعات مخربة على مداخل المدينة الرئيسية وجرى اشتباك واسع النطاق لكون هذه المجموعات منظمة في وحدات وهي تستخدم أسلحة متطورة وتقوم بتفخيخ الشوارع الرئيسية».
وكان المصدر قال ان «المجموعات الإرهابية المسلحة تواصل جرائمها بحق الشعب والجيش، مستخدمة أساليب متعددة، كان آخرها الاعتداء المسلح على عدد من مناطق التجنيد والتعبئة بمدينة حماه وسرقة كميات كبيرة من البزات العسكرية من مستودعات المهمات واللباس الخاص بالجيش، وقد يتم استغلال ذلك بشكل سلبي عبر الإقدام على ممارسات عدوانية تتنافى وأخلاقيات المؤسسة العسكرية واتهام الجيش بذلك، ولا يستبعد ان تلجأ هذه المجموعات المسلحة بعد حصولها على اللباس العسكري إلى إقامة الحواجز وتفتيش المواطنين والإساءة إليهم، أو تنفيذ مداهمات إجرامية اعتمادا على ما سرقته من لباس وهويات عسكرية وتصوير ذلك، وبثه عبر القنوات الإعلامية التحريضية على انه جرائم ينفذها الجيش بحق المواطنين الأبرياء مما يتطلب الحيطة وتوخي الحذر».
النهار :
بدورها عنونت النهار "أعنف قصف لحماه واقتحام الزبداني"و"واشنطن دعت الأسد لوقف المذابح الآن"
وكتبت تقول"لليوم الثاني، واصل الجيش السوري عملياته الامنية في حماه والبوكمال ودير الزور مما اوقع ستة قتلى استنادا الى ناشطين حقوقيين، وذلك غداة يوم دام سقط فيه أكثر من 140 قتيلاً".
وفي مقابل الحملة الامنية المتصاعدة، بدأ حراك دولي للضغط على النظام. واعلن الاتحاد الاوروبي فرض مزيد من العقوبات على خمس شخصيات سورية. وقالت الولايات المتحدة انها تفكر ايضاً في توسيع عقوباتها، فيما كان الرئيس باراك اوباما يستقبل السفير الاميركي لدى دمشق روبرت فورد. وبدأ مجلس الامن النظر في مشروع قرار وزعته بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال يندد بالانتهاكات المنهجية لحقوق الانسان، ولكن من غير ان يصل الى حد فرض عقوبات او إحالة مسؤولين على المحكمة الجنائية الدولية. وقد شجع الدول الغربية على العودة الى المجلس، التغيير الذي لمسوه في الموقف الروسي الذي ندد بالعنف في سورية وطالب السلطات بوقف القمع.
وليلاً، أفاد شهود عيان عبر اتصالات هاتفية مع سكان أن الدبابات السورية فتحت النار على أحياء سكنية في أنحاء حماه في أعنف قصف تشهده المدينة في الهجوم المستمر منذ يومين. وأوضحوا ان القصف المكثف بدأ بعد صلاة العشاء وتركز على المناطق القريبة من دوار بلال في شمال غرب المدينة وفي منطقة الجراجمة في الأحياء الشرقية والشمالية قرب مسجد عمر بن الخطاب. وقالوا: "تسقط القذائف مرة كل عشر دقائق". وأمكن سماع صوت القذائف والانفجارات في خلفية الاتصال.
بيد ان الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" نقلت عن مصدر مسؤول ان "قوات الجيش لا تزال تنفذ مهمتها في فتح الحواجز والمتاريس، التي كانت قد نصبتها مجموعات مخربة على المداخل الرئيسية لمدينة حماه ويجري اشتباك واسع النطاق كون هذه المجموعات منظمة في وحدات وهي تستخدم أسلحة متطورة وتقوم بتفخيخ الشوارع الرئيسية".
وقال مصدر حقوقي سوري ان بعض بلدات ريف دمشق شهد تظاهرات ومواجهات عقب صلاة التراويح استخدم فيها الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع .
وتحدثت مصادر في المعارضة عن احتجاز رجال الأمن السوري فترة قصيرة القيادي في المعارضة السورية رياض سيف في مطار دمشق ومنعه من السفر إلى المانيا للعلاج من السرطان. وقال أحد أصدقائه إن سيف الذي يعاني سرطان البروستات احتجز هو وزوجته الألمانية قبل دقائق من ركوبه طائرة تابعة للخطوط الجوية النمسوية.
وروى مقيمون في عمان إن الدبابات السورية هاجمت بلدة الزبداني قرب الحدود مع لبنان بعد صلاة العشاء. ونقلوا عن شهود عيان أن أكثر من 20 دبابة وناقلة جند مدرعة دخلت المنتجع الواقع عند سفح سلسلة جبال لبنان بعدما نظم الأهالي احتجاجاً مؤيداً لمدينة حماه.
الأخبار:
أما صحيفة الأخبار فعنونت"معارضو الداخل يقرأون في التصعيد: إنه حوار الرصاص"
وكتبت "استفاقت المدن السورية، أمس، والحديث واحد على لسان الجميع: شهر الصيام بدأ بلون الدم هذا العام ليحل مكان طقوس الفرح المعتادة في شهر رمضان".
الأوصاف التي أطلقها عدد كبير من المواطنين عن مقتل العشرات في حماه ودير الزور كانت غير مسبوقة من ناحية الإدانة لعنف السلطة في مدينتي العاصي والفرات، وخصوصاً أنّ تناقص أعداد قتلى تظاهرات الأسبوعين الأخيرين أوحى للبعض أن السلطة تهيّئ لشهر رمضان هادئ نسبياً، علّها تفتح كوّة للحوار في الجدار الأمني الفولاذي.
في المقابل، سارع إعلام النظام إلى التشكيك برواية الأهالي، والعودة الى قصّة العصابات المسلحة. ومع ذلك، واصلت قناة «الدنيا» الخاصة، المملوكة للنائب السوري محمد حمشو ومجموعة من المتمولين السوريين المستفيدين من النظام، سياسة الدفاع عن السلطة. وعلى المنوال ذاته، جاءت تصريحات المصدر العسكري المسؤول وبيان وزارة الداخلية لتؤكد جميعها رواية «الإرهابيين المعتدين على القوات الأمنية والمواطنين». أما المعارضة، فقد كان لها وجهات نظر متباينة حول التصعيد الأمني.
الكاتب المعارض ميشال كيلو لم يستغرب ممارسات السلطات وأجهزتها الأمنية والعسكرية لأنه «بغض النظر عن الخطوات الإصلاحية التي قدمها النظام في الأيام الأخيرة، من إصدار قوانين الإعلام والانتخابات والأحزاب، فإنّ الهجوم الذي شنّه النظام على اللقاء التشاوري أوضح الصورة من ناحية أنّ الأسلوب القمعي هو الخيار الوحيد الذي تتبناه الأجهزة الأمنية في تعاملها مع التظاهرات».
وأكد كيلو للصحيفة أن"خيار القوة لن يستطيع إيقاف حركة الشارع، مذكّراً بأن النظام بدأ بخيار الحل الأمني حتى قبل انطلاق الأحداث، ولا يزال حتى اللحظة يعتمده رغم إثبات فشله، مشيراً إلى أن تعرُّض مناطق ومحافظات مختلفة للعنف مثل درعا واللاذقية وريف دمشق وحماه وحمص «لم يمنع تجدُّد خروج التظاهرات». وعن التغيّرات التي طرأت على بعض المواقف الدولية، وخصوصاً على كلام المسؤولين الروس (الذين دعوا الطرفين إلى ضبط النفس)، علّق كيلو مستغرباً «مجمل هذه التغيرات، إذ كان من المفترض مع بداية الأحداث قراءة السياسة الدولية للأزمة السورية بشكل صحيح، فلكل بداية نهاية، والبداية التي اختارها النظام السوري كانت معروفة سلفاً». وأضاف إن «ما يقدّمه المسؤولون الأجانب حالياً هو محاولة للتغطية على أنفسهم، بعدما انكشفت الحقيقة أمام العالم». وعن قراءته للأحداث المتوقعة في الأيام المقبلة، رأى أن «القرار صدر بالفعل من النظام السوري بالتصعيد العنيف جداً في التعامل مع الشارع المنتفض، في محاولة فاشلة سلفاً لإنهاء حركة الاحتجاج أينما وجدت». وجزم بأنّ المتابع للواقع السوري الاجتماعي والديني «سيجد أن مفاهيم قومية ووطنية وُلدت خلال الأعوام الماضية، وستترجم تصعيداً شعبياً غير مسبوق خلال شهر رمضان لما يحويه هذا الشهر من دلالات دينية تشجع على الخروج الى الشارع بداعي الجهاد ونصرة المظلوم».
البناء :
من جهتها عنونت صحيفة البناء "الجيش في عيده يتصدّى للعدو في الوزاني وسليمان يؤكّد على المعادلة الثلاثية"و"قانون الحدود البحرية أمام الجلسة التشريعية غداً"و"ومستندٌ قبرصيّ يؤكّد حقوق لبنان نامّ في أدراج الحكومة السابقة".
وكتبت تقول "أثار موقف الرئيس سعد الحريري وبيانه التحريضي ضد سورية موجة من التساؤلات والاستياء، خصوصاً حول التوقيت واللهجة التي استخدمت في البيان والتي تطرح علامات استفهام حول أهداف هذا الموقف التصعيدي الذي لا غرض له سوى إثارة البلبلة والتوتر في البلاد".
وتوقفت مراجع مطلعة أمام هذا الموقف متسائلة: هل هو ناجم عن إشارات أم أنه زلة سياسية كما اعتاد الحريري على مثلها في مراحل سابقة.
وأكدت المراجع أنه لا مصلحة لأحد في مثل هذه المواقف والتصريحات التحريضية، كما أكدت أن لا أحد يريد الانجرار إلى ردود الأفعال كما يشتهي ويريد الحريري وفريقه.
وفي هذا المجال، قال مصدر وزاري لـ"البناء": إن الحكومة ماضية في عملها من دون الالتفات إلى الإثارات السياسية، وإنها تدرك جيداً مسؤوليتها في هذه المرحلة.
أضاف إنه في ضوء اللقاء الأخير بين الرئيس ميقاتي والرئيس نبيه بري جرى التأكيد على التعاون والتنسيق بين الحكومة والمجلس للمضي في ورشة العمل، وأن هذا ما ستشهده البلاد خلال هذا الشهر الذي يفترض أن يرسم خريطة الطريق للمرحلة المقبلة.
عيد الجيش
من جهة أخرى، ولمناسبة عيد الجيش، أقيم الاحتفال السنوي في الفياضية أمس بحضور الرؤساء الثلاثة وحشد من الوزراء والنواب والشخصيات. وجدد رئيس الجمهورية في كلمة له في المناسبة التأكيد على الثوابت الوطنية، مكرراً أهمية الحوار بين اللبنانيين ومركزاً مرة أخرى على مثلث الشعب والجيش والمقاومة الذي حقق الانتصار في وجه العدو "الإسرائيلي".
وأكد أيضاً على تنفيذ القرار 1701 ودعم دور قوات اليونيفيل في الجنوب والتعاون بينها وبين الجيش، مشيداً بتصدي الجيش اللبناني للاعتداءات "الإسرائيلية" المتكررة واستعداده لتقديم كل التضحيات في وجه العدوان وأطماع العدو.
ويشار في هذا المجال إلى أن العدو "الإسرائيلي" قام أمس باعتداء جديد طاول الجيش اللبناني في منطقة الوزاني حيث تصدى الجنود اللبنانيون ببسالة للقوة المعتدية وأجبروها على الانسحاب بعد أن تجاوزت الحدود في تلك المنطقة.
وفي السياق أيضاً، جدد قائد الجيش العماد جان قهوجي ومن بعبدا التي زارها بعد الاحتفال بعيد الجيش الإصرار على الاستمرار في إعداد العدة لمواجهة الأعداء المتربصين بالوطن وفي مقدمهم "إسرائيل" والعابثين بالأمن إلى أي جهة انتموا.
وأكد أن الجيش سيبقى ثابتاً على قيمه ومبادئه بعيداً عن التجاذبات السياسية وعلى مسافة واحدة من الجميع وسيبقى كما عهده المواطنون صلباً عنيداً من أجل وحدة لبنان وسيادته واستقلاله.
حزب الله
من ناحيته، أدان حزب الله في بيان "الاعتداء "الإسرائيلي" على الجيش اللبناني، ورأى في هذه الجريمة "تذكيرا للبنانيين بحقيقة الكيان الصهيوني وطبيعته العدوانية وأطماعه في الأراضي والثروات اللبنانية". واكد الحزب "التضامن الكامل مع الجيش اللبناني والوقوف إلى جانبه قيادة وضباطا وأفرادا في مواجهته لهذا العدو المتغطرس الغاشم".
وشدد الحزب على أن أي "اعتداء على أي طرف من أطراف معادلة الجيش والشعب والمقاومة هو اعتداء على لبنان ككل، ما يستوجب تضافر كل الجهود لحماية الوطن وأهله وضمان سيادته".
القومي
كما أدان الحزب السوري القومي الاجتماعي الخرق الصهيوني في منطقة الوزاني، واعتبره بمثابة اعتداء صارخ على السيادة اللبنانية، ما يستدعي مواجهة هذا الاعتداء بمختلف الوسائل والإمكانات، وأيضاً عبر الضغط في المحافل الدولية توصلاً إلى إدانة صريحة لهذا العدو الذي يشكل تهديداً دائماً للبنان واللبنانيين.
ورأى الحزب أن تصدي الجيش الوطني اللبناني لهذا الاعتداء الخطير، وإجبار القوات المعتدية على الانكفاء، يؤكدان أن عامل القوة، هو العامل الوحيد الذي يحصّن لبنان ويحمي اللبنانيين ويصون الأرض والثروات. وقوة لبنان الحقيقية تتجسد بثالوث الجيش والشعب والمقاومة. هذا الثالوث الذي أثبت أنه جدير بحماية لبنان من الأخطار والتحديات.
أما اللافت في هذا السياق، فكان الصمت المطبق الذي ساد على جبهة المفوّهين من مدّعي السيادة في فريق "14 آذار" حيث لم يسجّل لأي من أطراف هذا الفريق موقف من الاعتداء على السيادة اللبنانية في الوزاني.
الحدود البحرية
على صعيد آخر، جرى أمس التوافق على صيغة اقتراح القانون المتعلق بالحدود البحرية وأقر في اجتماع لجنة الأشغال الموسع الذي حضرته اللجنة الوزارية وأعضاء في هيئة مكتب المجلس.
ومن المنتظر أن يدرج على جدول أعمال الجلسة التشريعية التي ستعقد غداً وبعده.
وحسب مصادر نيابية مطلعة، فإن القانون لن يواجه أية صعوبات باعتبار أنه حظي بإجماع مختلف الأفرقاء والكتل ويشكل إقراره خطوة جديدة في إطار جهوزية لبنان للانتقال إلى مرحلة جديدة من التعامل مع ملف النفط والدفاع عن السيادة والثروة النفطية.
مستند قبرصي!
وفي هذا السياق، وانسحاباً على ما أوردته "المنار" مساءً من أن الحكومة تسلّمت من الدولة القبرصية مستنداً يؤيد موقف لبنان من حدوده البحرية ويؤكد تجاوز "إسرائيل" لهذه الحدود، أكدت مصادر مقربة من رئاسة الحكومة لـ"البناء" مساءً أن من تسلّم هذا المستند هو الحكومة السابقة ومنذ فترة طويلة، وأن المعنيين حينذاك لم يتوقفوا عند مضمون هذا المستند الذي أودع الأدراج ومن دون معرفة الأسباب.
وأكدت المصادر عينها، إن هذا المستند بعدما أشير إليه من قبل أحد الموظفين للمعنيين في الحكومة الحالية ضُم إلى ملف الموضوع البحري الذي سيتابع البحث فيه.
ولفتت إلى أنه وبموجب هذا المستند فإن للبنان الحق بمطالبة الأمم المتحدة العمل على تنفيذ بنوده وإجبار "إسرائيل" على الالتزام بها.
واعتبر مصدر قانوني أن موقف لبنان قوي جداً من خلال المستند الذي بحوزته.
وفي هذا السياق، تساءلت مصادر سياسية عن الأسباب والخلفيات التي منعت الحكومة السابقة من إبراز مثل هذا المستند في حينه، وما إذا كان الأمر يتعلق بنوايا مقصودة، لافتاً إلى أهمية طرح مثل هذا الموضوع أمام الرأي العام.
إلى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم في قصر بعبدا وعلى جدول أعماله إقرار عدد من المشاريع لتفعيل عمل المؤسسات والإدارات وكذلك إقرار عدد من الاتفاقيات.
المستقبل :
صحيفة المستقبل عنونت"حماه تتعرض لقصف عنيف من الدبابات واقتحام البوكمال"
وكتبت تقول "لم يتوقف قمع النظام السوري للاحتجاجات التي عمت عدداً من المدن السورية ضد الرئيس السوري بشار الأسد برغم سقوط المئات من أبناء الشعب السوري قتلى وجرحى والإدانات الدولية التي توالت اثر المجزرة التي ارتكبها الجيش السوري أول من أمس في مدينتي حماه ودير الزور، مواصلاً بدايات ليالي شهر رمضان بقصف المدنيين في حماه بالمدفعية يوماً ثانياً على التوالي، واقتحمت قواته الأمنية مدينة البوكمال في محافظة دير الزور على الحدود مع العراق.
ودعم الرئيس الأميركي باراك أوباما في اجتماع مع السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد أمس، الشعب السوري "الباسل"، في وقت دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الرئيس السوري بشار الأسد الذي اعتبرته "فاقداً للشرعية لدى شعبه"، إلى وقف "المذبحة" ضد المحتجين، مطالبة أعضاء مجلس الامن الدولي المترددين حيال إصدار قرار تنديد بحق سورية على خلفية قمع الاحتجاجات ضد النظام، بتغيير موقفهم والانضمام الى الاوروبيين والاميركيين.
وتلتقي كلينتون في واشنطن اليوم نشطاء سياسيين سوريين مغتربين مع سعي الولايات المتحدة إلى رد مؤثر على حملة العنف الدموية التي يشنها الرئيس السوري ضد معارضيه.
وتطور الموقف الروسي الذي ندد بالعنف داعياً النظام كما المعارضة الى وقفه والمباشرة بحوار "جوهري" متلاقياً مع موقف تركي أشد دعا فيه الرئيس التركي عبدالله غول الحكومة السورية الى وقف العنف فوراً ضد شعبها وتنفيذ الإصلاحات، معتبراً أن إراقة الدم في شهر رمضان غير مقبولة وأنه لا يمكن السكوت عن قصف المدنيين بالمدفعية.
وبعد توسيع الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع في بروكسل نطاق العقوبات على النظام السوري ليشمل 5 أسماء جديدة، باشر مجلس الأمن الدولي في ساعة متقدمة ليل أمس مشاوراته الطارئة المخصصة للقمع الدامي الذي تمارسه الحكومة السورية ضد المعارضة وجدد الاوروبيون مطالبتهم بإدانة حازمة لأعمال العنف.
عربياً، باستثناء الموقف الذي أطلقه رئيس الحكومة اللبناني السابق أول من أمس ودعا فيه الى كسر الصمت إزاء المجازر التي ترتكب ضد الشعب السوري، لم يصدر أمس سوى موقف مصري على لسان وزير الخارجية محمد كامل عمرو الذي رأى أن "لا حل أمنياً للأزمة فى سورية".
اللواء :
من جهتها عنونت صحيفة اللواء "موسكو تنتقد العنف المفرط ... ومجلس الأمن يتجه لإصدار بيان إدانة"
وكتبت "قتل ستة اشخاص امس برصاص قوات الامن بينهم طفل في ال13 من العمر، فيما عقدت جلسة طارئة لمجلس الامن لمتابعة التطورات في سورية، يأتي ذلك غداة مقتل قرابة 140 شخصا بأيدي قوات الامن السورية، في احد اكثر الايام دموية منذ بدء موجة الاحتجاجات ضد النظام قبل اكثر من اربعة اشهر.
قال دبلوماسيون ان قوى أوروبية أحيت مسودة قرار لمجلس الامن الدولي يدين سورية بخصوص القمع الدموي للمحتجين وتعتزم توزيع نص معدل خلال اجتماع للمجلس امس .
وكانت ألمانيا طلبت عقد الاجتماع المغلق بعد أن قالت جماعات لحقوق الانسان ان القوات السورية قتلت 80 شخصا أمس الاول أثناء اجتياحها مدينة حماة لسحق الاحتجاجات التي تشهدها المدينة في اطار الانتفاضة المناهضة للرئيس بشار الاسد والتي مضى عليها خمسة أشهر.
وتلقى المشاركون في الاجتماع الذي عقد منتصف ليل امس افادة عن أحدث التطورات في سورية من أوسكار فرنانديز تارانكو نائب رئيس القسم السياسي بالمنظمة الدولية،ووزعت دول من أوروبا الغربية قبل شهرين مشروع قرار يدين قمع المحتجين في سورية لكن روسيا والصين -وكلتاهما حليفة لدمشق- هددتا بالاعتراض عليه بحق النقض اذا طرح للتصويت.
ومن بين الاعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس قالت البرازيل والهند ولبنان وجنوب أفريقيا انها لا تؤيد مشروع القرار أيضا.
ويقول منتقدون لمشروع القرار انهم يخشون ان أصدر المجلس حتى ولو ادانة بسيطة أن يكون ذلك الخطوة الاولى نحو تدخل عسكري غربي في سورية كما حدث في ليبيا في اذار.
لكن سفير بريطانيا لدى الامم المتحدة مارك لايول غرانت ذكر أن المناخ العام ربما يتغير في أعقاب التطورات الدموية في حماة التي كانت مسرحا لانتفاضة سابقة سحقت عام 1982 وتقول التقارير ان الخسائر البشرية بين المدنيين خلالها كانت بالالاف.
وقال لايول غرانت للصحفيينمشيرا الى أن روسيا أصدرت بيانا لادانة أحدث أعمال العنف في سورية.
وذكر السفير أن الاوروبيين سيوزعون نسخة معدلة من مسودة القرار السابقة خلال اجتماع الامس وأنهم يبحثون الدعوة الى اجتماع على مستوى السفراء صباح اليوم بخصوص النص.
وقالت سوزان رايس السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة للصحفيين ان.
وفي واشنطن قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية.
ولكن دبلوماسيين قالوا ان المسودة المعدلة شأنها شأن سابقتها لا تدعو الى فرض عقوبات على سورية ولا لاحالة زعماء سوريين الى المحكمة الجنائية الدولية وهي مطالب دعت اليها اليوم منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الانسان.
ووصف باسو سانجكو سفير جنوب أفريقيا الاحداث الاخيرة في سورية بأنهالكنه ذكر للصحفيين أنه لا يستطيع تحديد موقف بلاده من المسودة الجديدة قبل أن يطلع عليها.
وأشار سانجكو الى أن جنوب أفريقيا والبرازيل والهند تعتزم ارسال مبعوثين على مستوى نائب وزير في بعثة مشتركة الى دمشق في المستقبل القريب للتعبير عن القلق من الوضع للمسؤولين السوريين، وكان دبلوماسيون غربيون ينظرون الى تلك الخطوة حتى الان على أنها بديل لمسودة القرار.
من جهته جدد الرئيس الأميركي باراك أوباما ، خلال اجتماع مع السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد، إدانته القوية لاستخدام النظام السوري المروع للعنف ضد شعبه، كما أعاد تأكيد دعم الولايات المتحدة للشعب السوري، ومطالبه بحقوقه العالمية والتحول الديمقراطي.