25-11-2024 06:40 PM بتوقيت القدس المحتلة

هل ستنتهي لعبة الثوار في بنغازي بتدخل القبائل الليبية؟

هل ستنتهي لعبة الثوار في بنغازي بتدخل القبائل الليبية؟

أمام حشد من وسائل الإعلام الرئيسية والدولية كان المتحدث باسم حلف (الناتو) "رولان لافوا" يحاول متعثرا شرح السبب الذي أجبر (الناتو) على قصف ثلاثة أبراج تلفزيونية في طرابلس تابعة لهيئة الإذاعة الليبية

كتب: د. فرنكلين لامب
ترجمة: زينب عبدالله

 

جامعة الناصر/ طرابلس

في 30 تموز/ يوليو 2011، وقبل يوم من بدء شهر رمضان المبارك الذي ينتظره هذا البلد المسلم بنسبة 97.5 % من سكانه، كان المتحدث باسم حلف (الناتو) "رولان لافوا" يحاول متعثرا شرح السبب الذي أجبر (الناتو) على قصف ثلاثة أبراج تلفزيونية في طرابلس تابعة لهيئة الإذاعة الليبية، وقد أدى القصف إلى قتل ثلاثة وجرح خمسة عشر آخرين من الصحافيين والتقنيين، وقد جاء حديث "لافوا" في فندق "روكسيس" أمام حشد من وسائل الإعلام الرئيسية والدولية. وكما معظم المقيمين حاليا وسط طرابلس، استيقظت عند الساعة 1:50 فجر 30 تموز/ يوليو 2011 على دوي أول انفجار من سلسلة الانفجارات التسعة، وقد رأيت ثلاثة منها من شرفة حجرتي بحيث بدت على بعد 370 مترا ذلك أنني رأيت أحد أبراج التلفزة يحترق على حدة. أما على الطريق العام ذو الأقسام الأربعة والمجاور للفندق الذي أقيم فيه وتطل عليه شرفة حجرتي، والذي يمتد على طول الواجهة البحرية، رأيت سيارتين تنعطفان بذعر يمينا ويسارا ثم غادرتا المكان، ولربما كانتا تحاولان تجنب صواريخ (الناتو) خوفا من أن تكونا مستهدفتين.

وبحسب "لافوا" فإن السماح لليبيين بمشاهدة القناة الحكومية، وبالتالي سماع بيانات الخدمة العامة للإرهابيين حول توفر الوقود، وتوزيع المؤونة الرمضانية، وتحديثات عن المناطق التي يجب تجنب الوجود فيها بسبب قصف (الناتو) عليها مؤخرا، والصلوات والمحاضرات التي يلقيها الشيوخ حول مواضيع أخلاقية ودينية خلال شهر رمضان أو رؤية جداول مواقيت الصلاة التي تعرض على القناة الحكومية، وخلال شهر الصيام، فضلا عن برامج الأطفال والبرامج اليومية، ذلك كلّه يجب أن يتوقف على الفور.

والسبب في قصف برج التلفزيون الحكومي الليبي بحسب (الناتو) هو أن الزعيم الليبي معمّر القذافي كان يظهر في مقابلات وخطابات عقب قصف (الناتو) المتواصل والذي تضمّن مؤخرا المستشفيات ومستودعات تخزين المؤونة الرمضانية، والبنى التحتية الأساسية لتوزيع المياه في ليبيا، والمنازل الخاصة، وأكثر من 1600 موقع مدني آخر. وتعتقد قوات (الناتو) أن منع القذافي من استعمال الموجات الهوائية العامة من خلال قصف أبراج الإرسال هو من ضمن قرارات الأمم المتحدة الصادرة عامي 1970 و 1973 التي تشكل إطارا تتوسع ضمنه بالرغم من كل الاعترافات بأهدافها الأصلية، وذلك بحسب الدبلوماسيين الروس وبعض المسؤولين الأوروبيين والمراقبين هنا. ويزعم المتحدث باسم (الناتو) "رولان لافوا" أن الزعامة الليبية تستغل تسهيلات البث التلفزيوني لتعرقل "مهمة الناتو الإنسانية" وبالتالي "تعرض حياة المدنيين للخطر" مجددا.

أما المسؤولون الحكوميون فيسمحون باستخدام الإعلام للتواصل مع الشعب، بما في ذلك الحث على الوحدة القبلية، والحوار مع أولئك المتمركزين في بنغازي والمعروفين هنا باسم "ثوار الناتو"، والحث على وقف فوري لإطلاق النار، وحتى دعوة الليبيين جميعهم لمقاومة ما يسميه الكثيرون هنا ومن بينهم العقيد القذافي باسم "معتدي الناتو الصليبيين".

وبحسب المنشقين عن الثوار الذين يصلون مؤخرا إلى الجهة الغربية، فإن (الناتو) قد خسر الاحترام في ليبيا الغربية، وحتى بين الكثيرين شرق ليبيا، فضلا عن أفريقيا والشرق الأوسط، والمجتمع الدولي بصورة متزايدة. والأسباب معروفة جدا هنا وتتضمن سلسلة الوعود الكاذبة ووصف ما حصل في شهر شباط/ فبراير في مناطق بنغازي ومصراتة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن غارات (الناتو) اليومية قد ازدادت بنسبة تقارب 20% منذ 25 تموز/ يوليو 2011 وستستمر في الارتفاع بحسب ما صرح به وزير الدفاع الفرنسي "جيرار لونغيه" الذي، وبرفقة وزير الدفاع البريطاني "ليام فوكس"، يعبر في الجلسات الخاصة عن استيائه من مقتل القائد العسكري للثوار "عبد الفتاح يونس"، في حين يقول في العلن إن قوات (الناتو) يجب أن تستمر في القصف. ويعتبر المسؤولون الليبيون أن قادة الثوار أو القاعدة هي التي قامت يتنفيذ الاغتيال. فكلا الطرفان يشعرون بأن قيادة الثوار في بنغازي على وشك الانهيار. وكذلك هو الحال بالنسبة لعدد من قادة (الناتو) والإدارة الأميركية بحسب ما عبرت مصادر في الكونغرس.
ويزعم أحد الداعمين للحكومة الليبية، والذي وصل إلى طرابلس للتوّ، يزعم أنه أمضى الشهرين الماضيين على أرض بنغازي بشكل سري ليكون صلة وصل بين (الناتو) والثوار.

كما وأخبر جمهوره الذي انبهر به هذا الأسبوع خلال حديث له في أحد فنادق طرابلس، أخبرهم الكثير من التفاصيل التي يزعم أنها حول إحباط (الناتو) بسبب تدهور "فريقهم في الشرق وفساده وعجزه، فضلا عن رأي وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.أي) بأن "القاعدة ستأكل محمود جبريل وقيادة الثوار بأكملها على الإفطار خلال إحدى الولائم في شهر آب/ أغسطس. وهم ينتظرون فقط الفرصة المناسبة لتنفيذ حركة درامية".

والمتعصبون تجاه "التدخل الإنساني" هم فقط الذين فكروا جديا بأنه من الضروري الانتصار في هذه الحرب البرية الدموية الممتدة. ولذلك فإن الرهان على تحالف مع (الناتو) محكوم عليه بالموت قبل أن يولد، حتى في ما يتعلق ببنوده الخاصة.

أما القوة المنخرطة سريعا في هذا النزاع فهي زعامة أكثر من 2000 قبيلة في ليبيا. وفي سلسلة لقاءات في كل من ليبيا وتونس فضلا عن أماكن أخرى، يتحدث المجلس القبلي بقوة عن تشكيل كتلة سياسية للمطالبة بوضع حد لقتل الليبيين لليبيين.

في ليبيا، القبيلة الأكبر هي قبيلة "العبيدي" وتنتمي إليها عائلة يونس. وبعض زعماء القبائل وأعضائها قد أخذوا على أنفسهم عهدا بالثأر ضد قادة الثوار. وإذ حملوا نعوش عبد الفتاح يونس ورفيقيه كانوا يهتفون أمام القوى الأمنية: "دم الشهداء لن يذهب هدرا".

وقد أصدر المجلس القبلي الليبي بيانا يظهر أنه ينوي وضع حد لهذا الصراع، والمساعدة على طرد "صليبيي الناتو"، وتحقيق الإصلاحات مع تقديم الدعم لحكومة القذافي ومركزها الرئيسي طرابلس. وقبل نهاية شهر رمضان، ينوي المجلس وضع حد للأزمة الليبية حتى وإن إضطر لحشد مئات الآلاف من أعضائه الفاعلين للسير نحو بنغازي.

وبحسب طلاب أكاديميين من جامعتي الناصر والفتاح بالإضافة إلى الزعامة القبلية الليبية، فإن (الناتو) يبدو بشكل مفاجئ غير مدرك ومستخفا بقبائل هذا البلد وأدوارها التاريخية خلال الأزمات والاعتداءات الأجنبية والاحتلال. وتجدر الإشارة إلى أن أحد زعماء القبائل المعروفين جدا بالنسبة للإيطاليين هو عمر المختار.

وإذ ينظر حلف (الناتو) ومؤيديه في إنهاء اللعبة، يمكن أن يطلب نبذات عن بيان المجلس القبلي الليبي الصادر بتاريخ 26 تموز/ يوليو 2011. وعقب الحديث مع قبائل ليبيا البالغ عددها 2000، أصدر المجلس بيانا وقعه عدد كبير من زعماء ليبيا الشرقية.

"في هذه الرسالة المرسلة إلى القمة الأفريقية الاستثنائية المعقودة في "أديس أبابا"، يؤكد وجهاء القبائل الشرقية في الجماهيرية الكبرى على رفضهم المطلق لما يسمى بالمجلس الإنتقالي في بنغازي الذي لم ينصّبه ممثلو القبائل ولا انتخبوه وإنما فرضه حلف (الناتو) عليهم".
"ما يسمى بالمجلس الإنتقالي في بنغازي فرض علينا من قبل (الناتو) ونحن نرفضه بالمطلق. هل من الديمقراطية أن يفرض على أبناء بنغازي أشخاص ذوو قوة مسلحة، وقادة معظم هؤلاء الأفراد ليسوا ليبيين ولا ينتمون إلى القبائل الليبية بل أصلهم تونس وبعض الدول الأخرى"؟

"يؤكد المجلس القبلي على استمرار التعاون مع الاتحاد الأفريقي في مقترحاته الهادفة إلى المساعدة على تجنب الإعتداء على الشعب الليبي".

المجلس القبلي يشجب الإعتداء الصليبي على الجماهيرية الكبرى والذي تنفذه قوات حلف (الناتو) والقوات العربية الارتدادية التي تشكل خطرا محدقا على المدنيين الليبيين من خلال استمرارها في قتلهم معتبرة إياهم أهدافا مدنية لقذائف (الناتو)".

"نحن لا نقبل ولن نقبل بغير السلطة التي اخترناها بإرادتنا الحرة ألا وهي مجلس الشعب واللجان الشعبية، والزعامة الشعبية الاجتماعية، وسنعارض استمرار ثوار (الناتو) والمذابح التي يقومون بها، وأعمال العنف والتمثيل بالجثث بكل الوسائل المتوفرة. إننا نهدف إلى معارضة معتدي (الناتو) الصليبيين وأذيالهم الذين يعيّنوهم بجميع الوسائل المتاحة".

وبحسب ما صرح به أحد ممثلي المجلس القبلي الليبي الأعلى، نذكر: "إن القبائل الليبية لم تتحد بالشكل التام حتى اليوم لتصدّ معتدي (الناتو). وعندما نقوم بذلك نجعل حلف (الناتو) يلاحظ أننا لن نستسلم حتى يغادروا بلدنا وسنؤكد لهم أنهم لن يعودوا أبدا".
لقراءة المقالة باللغة الإنكليزية إضغط هنا (ضع اللينك)

فرنكلين لامب موجود في ليبيا ويمكنكم التواصل معه عبر بريده الالكتروني  fplamb@gmail.com

 

 

لقراءة المقالة باللغة الإنكليزية إضغط هنا