"قد واصلت نهج والدك بالتعامل المتسم بالاحترام مع جميع المسيحيين ومع الطائفة اليهودية الصغيرة في دمشق"
تلقى الرئيس السوري بشار الأسد رسالة من سيناتور ولاية فرجينيا الأميركي ريتشارد هـ. بلاك، الذي شكره على تعامله "المتّسم بالاحترام مع جميع الطوائف"، مشيداً ببطولات الجيش السوري في القلمون، واصفاُ مقاتلي المجموعات المسلحة بأنهم "مجرمو حرب متوحشون".
وكتب ريتشارد هـ. بلاك للرئيس الأسد: "قد واصلت نهج والدك بالتعامل المتسم بالاحترام مع جميع المسيحيين ومع الطائفة اليهودية الصغيرة في دمشق. لقد دافعت عن كنائسهم المسيحية وكنسهم اليهودية، وسمحت لهم بأن يتعبدوا بحرية وفق معتقداتهم. إنني ممتن لذلك".
"وبالمقابل فحيثما سيطر المتمردون، سلكوا سلوك اللصوص والمجرمين والمخربين. فمارسوا أعمال الاغتصاب والتعذيب والخطف، وقطعوا رؤوس الأبرياء. كما أنهم دنّسوا حرمات الكنائس. لقد فرض الإرهابيون ضريبة الذمّة البغيضة على المسيحيين واليهود وعاملوهم كبشر من الدرجة الثانية"، تابع السيناتور الأميركي.
وقال بلاك إنه لا حاجة للنقاش فيما اذا كان الرئيس السوري شخصاً عظيماً ام لا، لكن القرار بالنسبة له هو بين "القاعدة" أو الرئيس الأسد.
وتابع: "مهما كانت وجهة النظر الشخصية بالرئيس الأسد، لكنه بالتأكيد لم يبدِ الوحشية التي أظهرتها الجماعات المسلحة التي تحاربه".
وأضاف "إني أكتب لكم للتعبير عن شكري للجيش العربي السوري للبطولات التي أبداها في سلسلة جبال القلمون والتي أدت إلى إنقاذ أرواح المسيحيين هناك. وأشعر بامتنان خاص لنصركم الرائع في يبرود حيث قام الجيش العربي السوري وسلاح الجو بتحرير المسيحيين وغيرهم من السوريين الذين وقعوا في قبضة الإرهابيين طيلة سنوات عدة. إننا نشعر بامتنان عميق لمهارة وبسالة القوات السورية التي أنقذت ثلاث عشرة راهبة كان الجهاديون الجبناء قد اختطفوهن واستخدموهن دروعاً بشرية في يبرود" .
ووصف بلاك الجماعات المسلحة بأنهم "مجرمو حرب متوحشون مرتبطون بالقاعدة".
"هم يقومون بكل فخر ببث مقاطع فيديو على يوتيوب تبين إعدامات جماعية لأسرى الحرب، وقطع رؤوس الرهبان وغيرهم من المدنيين، بل وحتى أكل لحوم البشر. وفي حزيران (يونيو) الماضي في حلب، تباهت النصرة بأنها أجبرت أُمّاً على مشاهدة عملية قتلهم لابنها البالغ من العمر أربعة عشر عاماً عبر إطلاقهم النار على فمه ورقبته"، قال سيناتور ولاية فرجينيا.
وتابع مستنكراً: "من الصعب أن نفهم كيف تقوم أي أمة متحضرة بالدفاع عن أعمال أولئك المجرمين المتعطشين للدماء".
"لقد عانى شعبك من الأعمال الإجرامية التي ارتكبها هؤلاء الجهاديون الذين جاؤوا لاغتصاب وقتل السوريين الأبرياء"، أضاف بلاك.
وأوضح أن قلّة من الأميركيين يدركون "أن المتمردين في سورية إنما تسيطر عليهم القاعدة"، مضيفاً: "إنهم لا يعرفون أن أعداءك قد أقسموا يمين الولاء للمنظمة نفسها التي قامت في 11 أيلول 2001 بتنفيذ عملية ارتطام الطائرات ببرجي مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون، فقتلوا ما يزيد عن 3000 من الأميركيين الأبرياء. واليوم يقوم المقاتلون المرتبطون بالقاعدة باستخدام التفجيرات الانتحارية ليقتلوا نساءً وأطفالاً لا حول لهم في بلدك، تماماً كما ذبحوا المدنيين الذين لا حول لهم في بلدي".
"إني لا أستطيع أن أفسر كيف أن الأميركيين الذين عانوا ضرراً عظيماً على يد القاعدة قد خدعوا بحيث يساندون الجهاديين. إلا أني أعلم أن عدة مسؤولين في الولايات المتحدة لا يوافقون على سياسة تسليح وتدريب الإرهابيين الذين يعبرون حدودكم قادمين من المملكة الأردنية ومن تركيا"، أضاف بلاك.
وختم السيناتور الأميركي رسالته: "إنني أصلي لكي يتابع جنود القوات المسلحة السورية إظهار جسارة استثنائية في القتال ضد الإرهابيين. أرجو منك أن تنقل شكري الشخصي لرجال الجيش وسلاح الجو السوريين لقيامهم بحماية الوطنيين السوريين، بما في ذلك الأقليات الدينية، الذين يواجهون الموت على أيدي الجماعات الإرهابية".