ما تزال التعليقات والأخبار تتوالى حول المجزرتين اللتين حصلتا في النروج الثاني والعشرين من تموز/يوليو الجاري
ما تزال التعليقات والأخبار تتوالى حول المجزرتين اللتين حصلتا في النروج الثاني والعشرين من تموز/يوليو الجاري ، مع تصوير معظم وسائل الإعلام مرتكب هاتين المجزرتين على أنه "نازي جديد" و"أصولي مسيحي" و"يميني متطرف".
ومن أجل توضيح الصورة على نحو موضوعي وعلمي، لا بد من وضع النقاط على الحروف:
- الإرهابي النروجي أنديرس بيهرينغ برايفيك Anders Behring Breivik لا يمتّ إلى النازية بصلة، وإنما إلى تيار "المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة، وهو التيار الذي يتخذ من المسيحية شعاراًَ له لتنفيذ مخططات ومأرب اللوبي اليهودي، بوعي أو بغير وعي من المنتمين إليه. إشارة هنا إلى أن برايفيك كان ينتمي إلى الماسونية التي كان النازيون يحاربونها، وأنه كان مؤيداً للدفاع عن حقوق اللواطيين، وهو ما يتناقض كلياً مع التعاليم والممارسات النازية، وكان مؤيداً بكل صراحة لليهود ولـ"إسرائيل"، وهو أيضاً ما يتناقض كلياً مع التعاليم النازية. ليس كل هذا للدفاع عن النازية، وإنما إحتراماً للحقيقة التاريخية وحسب...
- الأصولية المسيحية الحقيقية - بمعنى سعي مسيحي للعودة إلى جذور الإيمان المسيحي – تكون دائماً معادية لليهود، وذلك في الأجنحة الثلاثة للديانات المسيحية من كاثوليكية وأرثوذكسية وإنجيلية. بالنسبة إلى الإنجيليين الذين يُتهمون دائماً بمسايرة اليهود، لا بد من الإشارة والتشديد على أن أبرز رواد التيار المسيحي الإنجيلي، ونعني به القس مارتن لوثر Martin Luther هو مؤلف أحد أهم المراجع وأكثرها دقة وتوثيقاً حول اليهود مع كتابه "حول اليهود وأكاذيبهم " On the Jews and Their Lies، حيث يفضح في كتابه المرجعي الرائع هذا الأهداف والسلوكيات اليهودية الشاذة من جميع النواحي.
- وأخيراً وليس آخراً، وهذا هو الأهم، فإن طبيعة المجازر التي ارتكبها كانت مستوحاة بصورة مباشرة من الأعمال الإرهابية اليهودية، حيث أن نسف المقر الحكومي النروجي في أوسلو أتى على شاكلة عملية نسف فندق كينغ ديفيد King David Hotel bombing التي نفذها رئيس الحكومة "الإسرائيلي" السابق ميناحيم بيغين في القدس الشريف في الثاني والعشرين من تموز/يوليو 1946 وأسفرت حينها عن سقوط 91 قتيلاً و46 جريحاً، في حين أن عملية القنص في معسكر شبيبة الحزب العمالي النروجي الحاكم أتت على شاكلة المجزرة التي إرتكبها اليهودي باروخ غولدستاين Baruch Goldstein في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل في الخامس والعشرين من شباط/فبراير 1994 ضد المصلين المسلمين والتي كانت قد أسفرت عن سقوط 29 شهيداً و125 جريحاً.
إشارة إلى أن نسف فندق كينغ ديفيد حصل قبل الإعتداءات النروجية بـ65 عاماً بالضبط ، وأن باروخ غولدستاين كان قد ترك وصية يعرب فيها عن رغبته بفعل "الخير" مع جريمته بالحرم الإبراهيمي، وذلك على نحو شبيه جداً لما جاء في كتابات برايفيك لتبرير عملياته. ومن شبه الأكيد أن هذا التماثل في التاريخ والتشابه في التبرير لم يحصل عن طريق المصادفة، وإنما عن طريق إستيحاء برايفيك للإرهاب اليهودي بصورة مباشرة...
موقع اخبار اللوبي الصهيوني