أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني ما تزال تحتاج عدة أيام، وذلك بعد أن كلف الرئيس محمود عباس الخميس، رئيس رامي الحمدالله رسميا برئاسة الحكومة الجديدة.
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني ما تزال تحتاج عدة أيام، وذلك بعد أن كلف الرئيس محمود عباس الخميس، رئيس الحكومة الحالية رامي الحمدالله رسميا برئاسة الحكومة الجديدة.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس في بيان مقتضب وزع على الصحفيين إن "مشاورات تشكيل الحكومة تحتاج عدة أيام لوضع اللمسات الأخيرة قبل الإعلان".
وجاء هذا الإعلان بعد ساعتين من تكليف الرئيس عباس الحمد الله رسميا بتشـكيل حكومة الوفاق الوطني.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (وفا) عن عباس قوله "في هذه الرسالة تم تكليف الدكتور رامي الحمد الله من أجل تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة، واتمنى له النجاح والتوفيق في هذه المهمة الصعبة"، فيما لم تتضمن رسالة التكليف أي مواعيد رسمية لإعلان الحكومة، علما أن القانون الأساسي الفلسطيني يمهل رئيس الوزراء المكلف مدة 5 أسابيع لإتمام مهمة تشكيل الحكومة.
وتنتهي المدة القانونية لتشكيل حكومة التوافق الوطني البالغة 5 أسابيع بموجب اتفاق "إعلان الشاطئ" لتنفيذ تفاهمات المصالحة الذي أعلن في 23 من الشهر الماضي.
وكان مقررا وفق ما أعلن رئيس وفد حركة فتح للمصالحة عزام الأحمد، إعلان حكومة التوافق من قبل عباس من مقر المقاطعة في رام الله اليوم.
وأعلنت حركتا فتح وحماس أول أمس الثلاثاء، عن اكتمال مشاورات تشكيل حكومة التوافق بشكل شبه نهائي، على أن ترفع وجهة نظر الحركتين بالأسماء للرئيس عباس ليعطي قراره الأخير في الحكومة.
وتحدثت مصادر صباح اليوم عن خلافات تعليق إعلان تشكيلة الحكومة في الموعد المحدد. وقال مصدر مطلع لوكالة "صفا" إن الخلافات جاءت بعد إصرار الرئيس عباس على الإبقاء على وزير الخارجية في حكومة رام الله رياض المالكي في منصبه بالحكومة الجديدة، وتعيينه نائبًا لرئيس الوزراء أيضاً، الأمر الذي تحفظت عليه حماس.
وتحدثت مصادر أخرى لـ"صفا" أن إحدى العقبات التي فرضت تأجيل الاعلان أيضا هو إصرار عباس على فصل هيئة الحج عن وزارة الأوقاف والشئون الدينية في الحكومة الجديدة، وإسنادها لوزير الأوقاف الحالي في حكومة رام الله محمود الهباش، وهذا ما لم تقبله حماس.
وفي وقت لاحق عصر اليوم، أوردت قناة الجزيرة الفضائية، أن حركة حماس أبدت مرونة كبيرة من أجل إتمام مشاورات حكومة التوافق. وذكرت القناة بهذا الصدد أن حماس أبدت مرونة كبيرة ونزلت عند رغبة عباس بموافقتها على تعيين رياض المالكي وزيرًا للخارجية.
وحسب القناة أن معظم الوزراء والمسؤولين في الحكومة هم من الشخصيات المحسوبة على الرئيس الفلسطيني والقائد العام لحركة فتح محمود عباس، وأن ثلاثة وزراء فقط هم ممن طرحتهم حماس من بين 15 وزيراً سيتولون 19 وزارة.
وبات من شبه المؤكد أن يحتفظ الحمدالله بوزارة الداخلية إلى جانب منصبه، فيما سيكون المالكي وزيرا للخارجية، وزياد أبو عمرو نائبا لرئيس الوزراء، وشكري بشارة وزيرا للمالية.
وفي وقت سابق قال رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية، إن ساعات أو أيام قليلة تفصل الشعب الفلسطيني عن إعلان حكومة التوافق الوطني.
وأكد هنية أن حماس ذهبت للمصالحة "بوعي وقناعة وإدراك للمسئوليات الوطنية العليا لقضيتنا وشعبنا، وقررت إنهاء الانقسام على أساس متين يحمي الثوابت، ويصون المقاومة ويحافظ على سلاحها، ويحمي وحدة الشعب في مواجهة الاحتلال".
وأضاف أن "المصالحة ليست بديلًا عن المقاومة، والوحدة ليست تجاوزًا للثوابت، كما أنها ليست تجاوزا للإنجازات الوطنية التي حققتها الحكومة".