وفيما أعرب الراعي للحديين عن أمله أن «يلتئم هذا الجرح المفتوح مع استقرار لبنان والمنطقة»، أعرب عدد من العملاء عن افتخارهم بجنسيتهم الإسرائيلية الجديدة، وعن التحاق أبنائهم بجيش الاحتلال
أحيا البطريرك الماروني بشارة الراعي، قداساً للفارين من جيش لحد وعائلاتهم، في إطار زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث سمع من اللحديين مطالبتهم بضرورة العمل مع السلطات اللبنانية على قبول واقعهم وهويتهم الإسرائيلية الجديدة وتسهيل عودتهم إلى لبنان من دون أي مساءلة أو ملاحقة قانونية.
وفيما أعرب الراعي للحديين عن أمله أن «يلتئم هذا الجرح المفتوح مع استقرار لبنان والمنطقة»، أعرب عدد من العملاء عن افتخارهم بجنسيتهم الإسرائيلية الجديدة، وعن التحاق أبنائهم بجيش الاحتلال، فيما أعرب آخرون عن رفضهم العودة من أساسها وإصرارهم على البقاء في إسرائيل.
وفي ما بدا أنه نوع من الخلاف بين الموارنة الفلسطينيين وعملاء لحد الفارين إلى إسرائيل، بعدما تعذر جمعهم جنباً إلى جنب في كنيسة قرية كفربرعم المارونية المهجرة في الجليل، اجتمع الراعي باللحديين في كنيسة «الطابغة» الواقعة على ضفاف بحيرة طبريا، رغم أنه كان من المقرر أن يجتمع بهم في كفربرعم، من دون إعلان أسباب نقل اللقاء إلى الطابغة، مع الإشارة إلى أن معظم الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، يرفضون التطبيع مع العملاء اللبنانيين أو التحاق أبنائهم بمدارسهم أو السكن في بلداتهم.
الإعلام العبري استصرح عدداً من اللحديين في توقعاتهم من زيارة الراعي، والمطالب التي حمّلوه إياها للسلطات اللبنانية. موقع صحيفة معاريف استصرح «بيار»، الضابط السابق في جيش لحد من بلدة عين إبل الجنوبية، الذي أكد للموقع أن «البطريرك رجل عظيم، ونحن نريد أن نقول للبنانيين أن يرفعوا أيديهم عنا، وأن يسمحوا لنا بالعودة إلى لبنان... وكفى. نحن مواطنون إسرائيليون، لكننا أيضاً لبنانيون، ونريد العودة إلى وطننا لأنها الأرض التي ولدنا عليها».
وقال سليمان نخلة، من بلدة جزين، والمقيم في مستوطنة كريات شمونة لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه لا يتوقع الكثير من زيارة الراعي، وإنه جاء إلى القداس «فقط كي أصلي»، بينما أشار بولس نهرا، من القليعة والمقيم في مستوطنة كرمئيل، إلى أن «البطريرك لن يقدم لنا شيئاً»، موضحاً أنه سيفكر في العودة إلى لبنان «لكن حسب الظروف».
مع ذلك، أكد الناطق باسم اللحديين، سمير عيسى، في حديث لموقع عرب 1948، أنه «طرحنا موضوع عودتنا لوطننا لبنان، وأعتقد أن البطريرك إذا أراد فإن كلمته مسموعة»، وأضاف أن «الأهم أننا نريد العودة، وكلنا ثقة بالبطريرك، فهو مؤثر في القرار اللبناني».
